أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - الدور المطلوب للأكراد في عراق اليوم














المزيد.....

الدور المطلوب للأكراد في عراق اليوم


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الظلم التاريخي الذي لحق الأكراد بعد الحرب العالمية الأولى وبعد ان تقاسمت الدول الكبرى تركة الدولة العثمانية لم يلحق باي امة اخرى . واذا كان العرب قد واجهو مثل هذا الإجحاف التاريخي في الفترة نفسها بسبب عدم تحقيق الوعود بتشكيل دولة عربية واحدة ضمن منطقة الهلال الخصيب كما وعدهم البريطانيون بذلك فانه لايصل الى ذلك الإجحاف الشامل الذي مزق الأكراد شر ممزق . ولكن هذا الإجحاف الكبير لا يجب ان يتحول الى عقدة تحول دون تعامل الأكراد مع المعطيات الدولية وظروف العراق وحقائق العصر بمرونة .
ان التعامل المتشنج مع الأحداث يؤدي الى نتائج معكوسة , ولعل المثال التاريخي الأبرز في هذا الباب هو مثال العرب في قضية فلسطين . فلو قبل العرب قرار الأمم المتحدة في عام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود والذي كانت حصة العرب فيه هي الأكبر لما واجه الشعب الفلسطيني المآسي التي ما زالت نعيش تداعياتها . وكان من يدعو الى قبول التقسيم يوصم بخيانة القضية العربية والعمالة للغرب . اما الأن فان العرب يتمنون ان يتحقق ولو جزء يسير مما جاء في ذلك القرار .
ان مبدأ ( كل شيئ او لا شيئ ) هو ما حصل مع العرب في قضية فلسطين هو من اخطر المبادئ التي يمكن ان تتعامل بها اي حركة سياسية او فكر سياسي ولاسيما اذا كانت هذه الحركة او هذا الفكر يسعى الى بناء كيان ديمقراطي . فالديمقراطية تتصف بانها عملية الحلول الوسطية التي تسعى الى تقريب كل وجهات النظر .
ان الظلم الذي لحق بالأكراد لا يجب ان يتحول الى شعور بالمرارة يحول دون اتصافهم بالمرونة السياسية وتفهم وجهات النظر الأخرى والتعامل معها . كما ان حلم الدولة الذي يداعب اذهان بعض الأخوة الأكراد , على الرغم من انهم لم يقولوا ذلك علنا مع انه حق من حقوقهم , لايجب ان يكون طريقا لتفتيت العراق . فالعراق اليوم يعيش وضعا استثنائيا ربما لم يمر عليه الا في بداية تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 وربما اسوأ من تلك الفترة بكثير . ففي تلك الفترة كانت الأمبراطورية البريطانية هي صاحبة اليد الطولى في المنطقة وصاحبة الكلمة المسموعة حيث ان كل جيران العراق انذاك كانو اما انهم تحت المظلة البريطانية او انهم من حلفائها الأقربين او خصومها المهزومين في الحرب العالمية الأولى والذين كانوا ما يزالون يداوون جراحاتهم او كيانات هزيلة لا تستطيع ان تواجه ارادة بريطانيا العظمى بل تسعى الى تجنب المواجهة معها باي شكل . اما الأن فأن الوضع مختلف . فجيران العراق دول كاملة السيادة . البعض منها له اطماع في العراق والبعض الأخر يريد ان يكون له دور في رسم مستقبل العراق او ان يكون له نفوذ في العراق . كما ان الأمريكان بما هو معروف لديهم من براغماتية لا نستبعد ان يستجيبوا لبعض مطالب تلك الدول وخاصة اذا كانت تلك المطالب لا تتعارض مع المصالح الأمريكية او ربما رغبة من الأمريكان في عدم الأعتماد على حلفائهم العراقيين بشكل مطلق بل الموازنة في استراتيجياتهم بين القوى السياسية العراقية وبين بعض دول المنطقة التي لأمريكا علاقات تاريخية معها او مصالح حالية او مستقبلية . لذلك لا نستبعد ان يغيروا من خططهم تجاه الأكراد اذا رأوا ان ذلك يستجيب لمصالحهم . فعلى الأخوة الأكراد ان يكونوا اكثر حرصا وحذرا وان يأخذوا ذلك بنظر الأعتبار وان لا ينساقوا وراء الأوهام في هذا الشأن ويجب ان لا يركنوا الى وعود الأمريكان . فأمريكا دولة عظمى لها استراتيجيتها في المنطقة وفي العالم والتي قد تنسجم احيانا كما قد تتقاطع في احيان اخرى مع بعض القوى السياسية هنا او هناك وفي هذا الجزء او ذاك من المنطقة او العالم .
ان التركيبة الفسيفسائية للمجتمع العراقي ثابتة وكون الخريطة القومية والأثنية تتعدى حدود العراق وتمتد الى دول الجوار هي حقيقة ثابتة ايضا . وان اي حركة او تغيير في هذه الخريطة سوف تنظر لها هذه الدول بمنتهى الجدية والتشنج وهي التي تتهم القوى السياسية العراقية بالسعي الى تقطيع اوصال العراق وتكوين كيانات اثنية وطائفية وقومية .
في ظل ضعف الدولة العراقية في الوقت الراهن فان وضع كل المطاليب والطموحات على الطاولة مرة واحدة هو امر يضر بالأكراد من خلال الحاقه الضرر بالعراق كدولة وككيان , فقوة الاكراد من خلال قوة الدولة العراقية .
نتوقع من القيادات الكردية وهي القيادات المجربة ان يتفهموا وضع الأخوة التركمان والأشوريين وغيرهم من القوميات العراقية ولا ينساقوا وراء بعض الفئات المتشددة في الشارع الكردي والتي لا تقرأ الأوضاع الأقليمية والدولية قراءة صحيحة .
نعتقد ان طرح موضوع كركوك وما يسمى المناطق المتنازع عليها وموضوع العقود النفطية وغيرها من القضايا مرة واحدة سوف يسيء الى القضية الكردية مثلما يسيء بذات الوقت الى قضية العراق . واذا كان هناك البعض من الأكراد من يتصور ان الظرف السياسي الذي يمر به العراق في الوقت الحاضر هو فرصة تاريخية يجب اغتنامها وانها قد لا تتكرر مرة اخرى فانه على خطأ كامل . صحيح انها فرصة تاريخية ولكن لتثبيت كيان العراق الديمقراطي . ان اي اساءة في تفهم الوضع الحالي سوف تنعكس على الجميع واولهم الأكراد بأوخم العواقب . ان المهمة المقدسة التي يجب ان يتعض بها الجميع هي تدعيم الوضع السياسي للعراق وتهدئة المخاوف التي قد تثور لدى البعض وسوف يكون ذلك افضل رد على من يتهم الأكراد بانهم يسعون الى تأسيس ( كردستان الكبرى ) من خلال تفتيت العراق ... كردستان الكبرى التي يصعب تصور امكانية قيامها في ظل الأوضاع الكردية والعراقية والأقليمية والعالمية الحالية .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاهة وطهارة اليد من نوري السعيد وعبد الكريم قاسم الى وزرا ...
- حرب الحكومة العراقية ضد الأكاديميين
- الفلسفة الإقتصادية و الإستثمارات الأجنبية في العراق
- الهجرة الداخلية للعشائر العراقية في الوسط والجنوب خلال القرن ...
- الهجرة الداخلية للعشائر العراقية في الوسط والجنوب خلال القرن ...
- مجلس النواب العراقي ... فساد وتخبط وعدم كفائة
- الحزب الشيوعي العراقي ... لماذا خسر الأنتخابات السابقة ولماذ ...
- الشيعة والفدرالية
- رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثام ...
- رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثام ...
- الحوكمة هي طوق النجاة للمؤسسات المالية العربية في ظل الأزمة ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين القس ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين
- الحسد هل هو وباء جديد في العراق


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - الدور المطلوب للأكراد في عراق اليوم