أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثامن عشر- دراسة لتاريخ وجغرافية العراق ( القسم الأول )














المزيد.....

رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثامن عشر- دراسة لتاريخ وجغرافية العراق ( القسم الأول )


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 02:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لعل من اقدم الرحلات التي قام بها رجل اوربي الى العراق وادقها واكثرها علمية وقدرة على الغوص في تاريخ واثار وبشر ارض ما بين النهرين هي تلك الرحلة التي قام بها المستكشف الدانماركي ( كارستن نيبور ) بتكليف من ملك الدانمارك والتي امتدت ست سنوات طوال على امتداد الفترة ( 1761 – 1767 ) . هذه الرحلة العلمية الرائعة ابتدأت من كوبنهاغن ثم استمرت عبر اسطنبول ومصر وجدة واليمن والهند وبعد ذلك عبر بلاد الفارس والعراق والشام .
ان ما هو مذهل في هذه الرحلة ان ذلك الرجل الدقيق والدأووب و المتمسك بقدسية عمله وعلميته استطاع ان يختلط بالناس البسطاء وان يحصل منهم على معلومات ثره عن مناطقهم وعاداتهم وتقاليدهم وسجل كل ذلك بدقة ونزاهة قلً نظيرها .
لقد بلغت الروح العلمية بهذا المستكشف الحريص انه سجل اسماء كل القرى والأنهار على خرائط رسمها خصيصا اضافة الى اسماء العشائر والحكام وطراز حياة الناس وكل شاردة وواردة وكل ما يخطروما لا يخطر على بال احد . بل يقيس عرض الأنهار ومناسيبها مثل النيل وشط العرب ودجلة والفرات في مختلف المناطق في ذلك الوقت الذي كانت تنعدم فيه الأجهزة والمعدات العلمية الدقيقة كما يقيس خطوط الطول والعرض ودرجات الحرارة الخ . بل ويسجل اسماء الحكام الحاليين والسابقين في كل بلد حسب ما يحصل عليه من معلومات اضافة الى الأساطير والقصص والحكايات الرائجة عن هؤلاء وغيرهم سواء رجال الدين او الشخصيات الشعبية . وكذلك يرسم الخرائط ورسوم الأبنية والأزياء وكل ما يشاهده من اثار ونقوش وكتابات .
يخرج ( نيبور ) مع مجموعة علمية مرافقة من ميناء ( كوبنهاغن ) في تاريخ 4 كانون الثاني 1761 ولكنه لا يصل الى العراق عن طريق شط العرب والبصرة الا في سنة 1766 وذلك عن طريق جزيرة خرج في الخليج والتي كانت محتلة من قبل الهولنديين .
يقول نيبور ان عدد سكان البصرة كان لا يتجاوز 50 الف نسمة وكان الحاكم هو كريم خان ممثل السلطة التركية . وفي الجهة الشرقية لشط العرب كان تقيم قبيلة ( كعب ) العربية والتي يحكمها الشيخ سلمان الخاضع للنفوذ الفارسي وكان هناك صراع دائم بين سلطان البصرة وشيخ قبيلة كعب ، ويقول ان البصرة القديمة واثارها تقع على بعد عدة اميال غرب البصرة الجديدة حيث ان فيها قبور بعض الصحابة التي يزورها الناس ويدفنون موتاهم بقربها . وكانت السلطات التركية تسعى الى التهدئة مع قبيلة كعب لأنها كانت تخشى انه في حالة اشتداد الصراع معها ان تهاجمها قبيلة المنتفك الساكنة على الفرات في الطريق الى بغداد . ويتحدث عن فساد الجيش الإنكشاري التركي الذي يتقاضى الرشاوي ويمارس الإبتزاو ضد المواطنين البصريين .
يشير نيبور الى كثافة بساتين النخيل في البصرة وانواع التمور التي يذكرها بالإسم مثل المكتوم والبريم والخضراوي والأشرسي والإبراهيمي الذي يصنع منه الدبس الذي يأكله العرب مع الخبز كما يقول .
يسافر الى بغداد عبر نهر الفرات بواسطة المراكب التي يسحبها العمال بين محطات محددة . ويرسم خارطة نهر الفرات بين البصرة والحلة واسماء القرى الواقعة عليها . وتسيطر قبيلة المنتفك على نهر الفرات فيما يلي البصرة في حين تسيطر قبيلة بني لام على دجلة واللتين تتقاضيان الضرائب من المراكب العابرة .
تأتي بعد قبيلة المنتفك قبيلة بني جحيم وهو يسميها ( بني حاكم ) وتليها قبيلة الخزاعل . ويصنف العرب الى صنفين الصنف الأول هو الذي يعمل في تربية الجمال وهم البدو ويسكنون الخيام ويطلق عليهم التسمية المحلية المتداولة انذاك وهي ( اهل البعر ) اما الصنف الأخر فهم الذين يعملون في تربية الأبقار والجاموس ويعملون في الزراعة فيطلق عليهم اسم ( المعدان ) ويسكنون الأكواخ المبنية من الطين والقصب .
لا توجد مدينة مهمة على الفرات بين البصرة والحلة في ذلك الوقت سوى مدينة صغيرة هي ( السماوة ) التي ساهم في تأسيسها ( كما ذكرت ذلك فيما بعد تقارير المخابرات البريطانية ) في بداية القرن الثامن عشر كل من عائلتي آل سيد منصور التي تسيطر على الجزء الشرقي من المدينة وعائلة آل عثمان التي تسيطر على الجانب الغربي . اما مدينتي الناصرية والديوانية فلم يكن لهما وجود انذاك . فمدينة الناصرية تم تأسيسها بعد حوالي قرن من تاريخ وصول الرحالة الدانماركي من قبل ناصر السعدون . اما مدينة الديوانية فقد تنامت بعد ازدياد بناء الأكواخ قرب ديوان حمد آل حمود شيخ الخزاعل . وكانت هناك قرية صغيرة بدلا منها الى الجنوب من المدينة الحالية تسمى قرية ( الملوم ) تسكنها عشيرة الخزاعل . والديوانية الحالية كانت انذاك مرسى صغيرا لتوقف المراكب . وقد كان هناك مدينة مهمة الى الغرب منها تسمى ( الرماحية )اندرست اثارها بسب جفاف نهرها في نهاية القرن التاسع عشروتفرق اهلها بين قرى ومدن الفرات الأوسط . فقد تحول نهر الفرات من مجرى نهر الحلة الى مجرى جديد سمي ب ( الهندية ) وقبل انشاء سدة الهندية في بداية القرن العشرين مما ادى الى جفاف كثير من الأنهار في منطقة الديوانية الحالية وحدوث الهجرة الكبرى لعشائرها الى مناطق اخرى وابرز مثال على ذلك هو جفاف نهر الفوار الكائن بين الديوانية وعفك وهجرة عشائر آل فتلة والجبور وخفاجة وبني حسن وكريط وغيرهم بإتجاه الحلة والهندية .
استغرقت الرحلة في المركب بين البصرة والملوم واحدا وعشرين يوما حافلة بالمصاعب ويستغرب ( نيبور ) من وجود الأراضي الزراعية الخصبة ووفرة المياه من ناحية والبؤس الذي يعيش فيه السكان من ناحية ثانية بسبب عدم استغلال تلك الإمكانات الهائلة .
توجه المستكشف الدانماركي الى النجف الأشرف من الملوم ويطلق عليها ( مشهد علي ) وهي التسمية التي كانت سائدة بين السكان انذاك . وقد استمر الكثير من العراقيين حتى منتصف القرن الماضي يطلقون تسمية ( المشهد ) على النجف الأشرف . ويصف المسجد والقبب الذهبية للضريح ولكنه لم يستطع الدخول خشية العقوبة لأنه اجنبي ومسيحي . كما يزور مشهد الحسين ( كربلاء ) ويقول انها تمتاز بكثرة بساتينها وهي اكبر من النجف وبيوتها افضل بناءً .
( يتبع الجزء الثاني والأخير )



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوكمة هي طوق النجاة للمؤسسات المالية العربية في ظل الأزمة ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- حركة القرامطة في العراق والخليج... اقتصادها وفلسفتها ( الجزء ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين القس ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين
- الحسد هل هو وباء جديد في العراق
- الدكتور علي الوردي
- دور التخلف في نشوء الحركات السلفية
- قضاة ومتهمون ..على الطريقة العراقية
- هل السياسيون العراقيون مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟
- مقتل عبد السلام عارف - ذكريات شخصية
- تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية ومحاولة اغتيال طارق عزيز - ذكريات ...
- مدينة الصدر ..مدينة البؤس والغضب
- محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم - ذكريات شخصية
- تأسيس وتوحيد الدول وتفتيتها - العراق نموذجا


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - رحلة المستكشف الدانماركي ( نيبور ) الى العراق في القرن الثامن عشر- دراسة لتاريخ وجغرافية العراق ( القسم الأول )