أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم قاسم ( القسم الثاني)














المزيد.....

جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم قاسم ( القسم الثاني)


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 03:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من اجل ان لا تختلط الأمور وحتى نسمي الأشياء بأسمائها ونحن نرصد احداثا عمرها اكثر من نصف قرن وقد هدأت العواصف وسكنت العواطف واتت اجيالا جديدة لم تعش احداث تلك فترة . فإذا ناقشنا الأحداث فإننا يجب ان نحيط بالموضوع من جوانبه كافة وان نناقش الإتهامات سواء الموجهة الى نوري السعيد ام الى عبد الكريم قاسم بشكل دقيق وان نصرف النظر عن كثير من الكتابات الإنفعالية وغير الموضوعية لبعض الكتاب العراقيين والعرب سواء في تلك الفترة او في الوقت الحاضر ممن كانوا يسلطون الأضواء على جزء فقط من الحقائق وحتى نطرح الأمور بشكل واضح فإننا نحدد المؤشرات الأتية :-

اولا – كان نوري السعيد كما هو معروف من اعضاء جمعية العهد القومية العربية وهو ضابط في الجيش العثماني لذلك فانه قومي عربي من انصار الوحدة العربية ولكنه بالطبع لم يكن قوميا ( ناصريا ) . كان من طراز القوميين في اوائل القرن العشرين والذين كانوا يرون ان عدوهم الأول هو الدولة العثمانية والإستبداد العثماني القائم على العنصرية ، وانهم يمكن ان يستعينوا بالغرب وخاصة انكلترا لكي ينالوا الإستقلال ، كما كان سياسيا مخضرما لذلك فإن من الطبيعي ان ينظر الى الساسه المصريين الجدد من شباب ثورة 23 يوليو 1952 ( كانت اعمارهم تتراوح بين 30 - 35 سنة وكان هو قد تجاوز السبعين منها اكثر من اربعين سنة في العمل السياسي ) على انهم من المستجدين في السياسة وانهم لا يفقهون فيها شيئا . وقد اثبتت الأخطاء الجسيمة التي ارتكبوها صواب نظرته تلك .
وفي الحقيقة كانت النظرة الى ثورة 23 يوليو في بدايتها تتسم بكثير من الشك في هويتها وتوجهاتها ليس فقط على مستوى الحكومة العراقية بل وعلى مستوى الرأي العام العراقي و الأحزاب والصحف الوطنية . فقد اتهمت في بدايتها على انها انقلاب ذات هوية امريكية . ويتذكر كاتب هذه السطور وكان فتى صغيرا مولعا بقراءة الصحف كيف كانت جريدة الأهالي لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي تهاجمها بعنف وتطلق لقب ( الصاغ الأعمى ) على وزير الإرشاد القومي المصري الصاغ ( الرائد ) صلاح سالم الذي كان يلبس النظارات السوداء والذي كان يجوب المنطقة العربية لتدارس المواقف . وقد زار العراق غير مرة واجتمع بالملك والوصي ونوري السعيد في مصيف سرسنك في شمال العراق .

ثانيا - كان هناك نوع من المنافسة على زعامة العالم العربي بين العراق ومصر، وقد نشبت عدة معارك اعلامية بين الحكومتين العراقية والمصرية بعيد ثورة يوليو مباشرة كان الرأي العام العراقي فيها يقف الى جانب حكومته. ومن الطبيعي ان ينظر شيوخ السياسة العراقية الى مجموعة الضباط الصغار والشباب في مصر بإستهانة بإعتبارهم غير مهيئين لقيادة العالم العربي، وعلى انه بعد زوال السياسيين المصريين التقليديين فإن السياسيين العراقيين هم خير من يستطيع قيادة العالم العربي بما لهم من خبرة وتاريخ ، ولا يستبعد ان يكون اسقاط الضباط للنظام الملكي في مصر الذي برغم عدم انسجامه مع الحكم في العراق شكل انذاراً للحكم الملكي العراقي مما زاد من التحامل على النظام المصري .
وبالنسبة الى عبد الكريم قاسم ربما كان ينظر الى مصر عبد الناصر على انها تسعى الى ( ابتلاع ) العراق الذي يرى انه مؤهل للقيادة وليس لأن يكون تابعاً . وتكرر ذلك مع البعثيين ومع الأخوين عارف الذين كانوا يدعون الى الوحدة عندما كانوا في المعارضة ولكن ما ان وصلوا الى الحكم حتى تجاهلوا ذلك . وقد يكون مبعث ذلك الروح الإقليمية العراقية كما يقول بعض العرب كما قد يكون الكبرياء العراقية او التشبث بالحكم وغير ذلك من الأسباب .
ثالثا - المنافسة على سوريا، بعد اسقاط حكم ملك فيصل الأول في سوريا في اوائل العشرينات من قبل الفرنسيين بقي السوريون يسعون الى اعادة الحكم الهاشمي باعتباره اول حكم قومي عربي في سوريا الحديثة . وكان يساند هذه الفكرة جمهور واسع من السياسيين والمثقفين السوريين . وبقي هذا التيار له حضوره حتى بعد استقلال سوريا وتحولها الى جمهورية في منتصف الأربعينات . وكان كبار الساسة العراقيين يساندون هذه الفكرة ويغذونها ويشجعونها من خلال قيام وحدة بين القطرين . حتى ان الوحدة مع العراق في ظل العرش الهاشمي وجدت لها انصارا بين ضباط الجيش السوري وتجسد ذلك في انقلاب سامي الحناوي سنة 1949 الذي لم يدم حكمه طويلاً وكانت مصر خلال ذلك بعيدة عن الأحداث في سوريا . ولكن مع تنامي الحركة الناصرية وصعود نجم عبد الناصر بدأت رياح السياسة المصرية تتجه نحو مصر التي اصبحت مركز استقطاب الحركة القومية العربية . وهذا ما جعل الحكم في العراق يشعر بالفزع بعد ان شعر ان سوريا تعطيه ظهرها وتتجه نحو مصر وتتبنى بشكل متزايد الحركة القومية الناصرية متجاهلة الحركة القومية الهاشمية . لذلك فإن صرخة اليأس التي يقال ان نوري السعيد اطلقها اثناء وجوده في جلسة مباحثات مع انتوني ايدن رئيس وزراء انكلترا آنذاك حال سماعه نبأ تأميم قناة السويس ( ان لم تقضوا عليه فإنه سوف يقضي علينا جميغا – مشيرا الى جمال عبد الناصر ) كان لها ما يبررها . وكانت الضربة القاصمة التي تلقاها الحكم الملكي في العراق هي الوحدة بين مصر وسوريا . وقد اكتشف نوري السعيد متأخرا ان هذا الضابط الصغير والمغمور قد تحول فجأة الى ( رائد للقومية العربية ) كما اصبح يطلق على جمال عبد الناصر وكما اصبح يجسد هذه الحقيقة في كثير من جوانبها .
وفي عهد عبد الكريم قاسم كان الموضوع المنافسة على سوريا ضعيفا حتى بعد الإنفصال . ثم عاد بعد مجيئ البعثيين العراقيين الى الحكم بعد شباط 1963 وان اصبح مركز الإستقطاب والقيادة هو سوريا وليس العراق بحكم كون البعث حزبا سوريا في الأساس .
ومن سخرية التاريخ ان تغيرت معادلة المنافسة حيث اصبح قطبا المنافسة هما مصر وسوريا واصبح العراق هو موضوع المنافسة حيث كانت مصر تراهن على الضباط القوميين في الجيش العراقي وكانت سوريا تراهن على حزب البعث والضباط البعثيين العراقيين . ولكن انتهى كل ذلك مع هزيمة 1967 امام اسرائيل .
( يتبع القسم الثالث والأخير )



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين القس ...
- قراءة في مذكرات الشيخ صلال الموح - من قادة ثورة العشرين
- الحسد هل هو وباء جديد في العراق
- الدكتور علي الوردي
- دور التخلف في نشوء الحركات السلفية
- قضاة ومتهمون ..على الطريقة العراقية
- هل السياسيون العراقيون مع المحاصصة ام ضد المحاصصة ؟
- مقتل عبد السلام عارف - ذكريات شخصية
- تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية ومحاولة اغتيال طارق عزيز - ذكريات ...
- مدينة الصدر ..مدينة البؤس والغضب
- محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم - ذكريات شخصية
- تأسيس وتوحيد الدول وتفتيتها - العراق نموذجا
- المحاكمات السياسية في العراق - محكمة المهداوي نموذجا
- البحث عن المدينة الفاضلة
- البحث عن البطل المنقذ
- دور الشائعات في حياة المجتمع العراقي
- العولمة بين انصارها وخصومها
- الفساد في العراق... الوباء القديم الجديد


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار منديل - جمال عبد الناصر والعلاقة المعقدة مع نوري السعيد وعبد الكريم قاسم ( القسم الثاني)