أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار منديل - فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون (القسم الاول)














المزيد.....

فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون (القسم الاول)


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 12:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ولد بيكون في لندن 1561 وكان والده حارساً للختم الملكي لبلاط الملكة اليزابيث وفي عهد هذه الملكة أنتعشت النهضة العلمية في مختلف بلدان اوربا فظهر غاليلو وكوبرنيكوس في علم الفلك وجلبرت في علم الكهرباء والمغناطيسية وهارفي في علم التشريح والدورة الدموية ..الخ وابتدأ البشر يتطلعون الى عصر جديد بعيداً عن الخرافات القديمة والخوف من المجهول .
وقد حول اكتشاف امريكا التجارة من البحر الابيض المتوسط الى المحيط الاطلسي وبهذا ارتفع شأن الشعوب الاطلسية وانتقلت السيادة التجارية والمالية الى لندن وباريس ومدريد وامستردام بعد ان كانت في روما وفلورنسا وميلانو والبندقية .

بعد ان درس بيكون في جامعة كامبرج تقلد مختلف المناصب السياسية العليا محققاً بذلك أحلام أفلاطون عن الحاكم الفيلسوف . ومع انشغالاته السياسية الكبيرة الا انه لم يترك البحوث والدراسات الفلسفية . وقد بلغت لغته من جمال النثر ما بلغه شكسبير من جلال الشعر، واسلوبه محكم ولكنه مصقول ولا تجد كاتباً في تأريخ الادب الانكليزي اكثر قدرة وغزارة في استخدام الالفاظ وجمال الاسلوب من بيكون .

وكانت فلسفة بيكون الأخلاقية تنزع الى الميكافيلية اكثر منها الى المسيحية لأنه اعتبر ان الميكافيلية تنم عن معرفة حقيقة طبيعة البشر ويدعو الى ان تكون المعرفة في خدمة العمل . وقد أتهم بالالحاد لأن اتجاه فلسفته كان دنيوياً وعقلياً ولكنه كان يدافع عن نفسه بقوله (قد لا اعتقد بجميع القصص والاساطير التي جاءت بالكتب الدينية ولكن لا يمكن ان اعتقد بعدم وجود عقل مدبر لهذا العالم )

تتجه فلسفة بيكون الى الناحية العملية اكثر من الناحية النظرية التي كانت تتبعها الفلسفات القديمة واللاهوتية . وتدعو الى اعتماد العلم والبحث العلمي لأنه بدون ذلك لا يمكن معرفة قوانين الطبيعة التي عن طريقها يمكن السيطرة على الطبيعة وخدمة البشرية . وكانت هذه الدعوة في ذلك الوقت المبكر من تأريخ الأنسانية تعد ثورة على التفكير التقليدي الذي كان سائداً والذي يمجد الخرافات والاساطير ويأخذ بها على انها مسلمات و حقائق غير قابلة للنقاش .

كان بيكون يأخذ على الفلسفة التي كانت سائدة في القرون الوسطى جمودها واجدابها لأنها تدور بنفس المدار منذ عهد ارسطو وطيلة الفي سنة . ويقول أن عقل الانسان يشبه المرآة غير المستوية التي تنعكس خواصها على مختلف الاشياء وتشوهها لذلك فأن افكارنا هي صور عن انفسنا اكثر من كونها صوراً للاشياء . ومن اخطاء العقل الانساني انه اذا امن برأي ما سواء كان ايمانه عن طريق التسليم والايمان به او لأي سبب آخر نجده يرغم كل شيء لتأييد او اثبات رأيه .
ويقدم بيكون نصيحة لطالب علم الطبيعة وهي أن يضع موضع الشك كل شيء يقتنع به عقله .
ومن اخطاء العقل التي يسميها بيكون (اوهام الكهف) تلك الاخطاء التي يختص بها الانسان الفرد لان لكل انسان كهفاً خاصاً به يعمل على حرف الوان الطبيعة وتغيير لونها وهذا الكهف هو طبيعة كما كونته الطبيعة ومزاجه او حالة جسمه وعقله فبعض العقول تنزع الى التحليل وترى اوجه الخلاف والتباين في الاشياء أينما وجدت وبعض العقول بطبيعتها تركيبية تميل الى البناء والتركيب وترى اوجه الشبه بين الاشياء . وبعض العقول تميل كثيراًالى تقدير كل ما هو قديم وبعضها تحتضن بحماس كل امر جديد والقليل منها تستطيع الاحتفاظ بالحد الوسط . من أخطاء العقل ايضاً الاخطاء التي نشأت بسبب اللغة . فاللغة فرضت كلماتها على الناس وفقاً لعقلية العامة من الناس حيث ينشأ سوء تكوين هذه الكلمات تعطيل شديد للعقل حيث يتحدث الفلاسفة عن المسبب الذي لايتسبب او المحرك الذي لا يتحرك ولكن كل عقل سليم يدرك استحالة وجود مسبب بلا سبب او محرك بلا حركة .

ويرى بيكون انه لايمكن الوصول الى حقيقة جديدة ما دام الانسان يأخذ بعض القضايا او الاراء كقضية مسلم بها مع ان هذه الاراء قد تكون خاطئة لذلك فأن اعتبار اليقينيات والمسلمات كنقطة بداية في البحث لا يمكن ان تقود الى حقيقة جديدة وعلى هذا فأن المطلوب ان توضع هذه المسلمات موضع الفحص والملاحظة والتجربة . لأن الانسان عندما يبدأباليقينيات فأنه سينتهي بالشك ولكنه عندما يبدأ بالشك فأنه سينتهي باليقينيات وتلك هي في الحقيقة بداية الفلسفة الحديثة . يتبع القسم الثاني والاخير.



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق حكومة ضعيفة وغير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة
- الدستور العراقي العاطل المعطل
- لا اخلاقية الصراع على المال والسلطة في العراق
- التفجيرات الأخيرة ودور المسؤولين اللامسؤولين!!
- النواب يحاسبون الوزراء والمسؤولين فمن يحاسب النواب ؟!
- محاولات قضم الاراضي العراقية من قبل الاحزاب الكردية ....
- مستلزمات عودة المالكي كرئيس وزراء في المرحلة القادمة
- لماذا لن تسلم سوريا المطلوبين العراقيين؟!
- من هو رئيس وزراء العراق القادم؟
- قراءة محايدة للخارطة السياسية العراقية الحالية وأثرها على ال ...
- عودة الفرع الى الأصل...الكويت وكركوك إنموذجا
- النظم السياسية العربية وتجديد الذات
- الأنهار تموت عطشا ... مأساة الرافدين
- الخروج من عنق الزجاجة
- الدور المطلوب للأكراد في عراق اليوم
- النزاهة وطهارة اليد من نوري السعيد وعبد الكريم قاسم الى وزرا ...
- حرب الحكومة العراقية ضد الأكاديميين
- الفلسفة الإقتصادية و الإستثمارات الأجنبية في العراق
- الهجرة الداخلية للعشائر العراقية في الوسط والجنوب خلال القرن ...
- الهجرة الداخلية للعشائر العراقية في الوسط والجنوب خلال القرن ...


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار منديل - فلاسفة عصر التنوير في اوربا فرنسيس بيكون (القسم الاول)