أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد السادة - الهوية وفقا لمقاس الخنادق














المزيد.....

الهوية وفقا لمقاس الخنادق


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا جدة في ان نقول: الهوية الثقافية للفرد في العراق بؤرة صراع حادة بين النخب. هذا امر طبيعي في لحظة تحولات عراقية محتدمة. لكن اي هوية ستتشكل في النهاية؟
منذ سنوات قليلة اطلقنا عنان احلام بهوية وطنية تحتوي اشكالنا والواننا، وتستوعب، بصدر واسع، الهوس بالانتماءات الصغرى ولوثة انشغالنا بالجماعات والفرق والفئات، وتزدهر فيها قيمنا الحضارية المجددة في إطار ديمقراطية حية شكلا ومضمونا. وكان حلما مرهونا لفعلتنا السياسية واشتغالنا على ترميم الذات المخربة طيلة عقود. صحيح إن المهمة صعبة وشاقة، وان صياغة هوية ثقافية ما زالت مثار جدل كبير في أكثر البلدان ديمقراطية، غير إن ما يجري، هنا، لا ينتمي إلى الجدل والحوار المعرفي بشان الهوية؛ ازعم إن "بعض" النخب السياسية تشوه شكل الصراع وتحرفه عن مساره الطبيعي.
وعلة الهوية تكمن في لجوء تلك النخب إلى خنادق ومتارس فئوية أضيق من ان تتسع لهوية وطنية. بل ان تشكل "فرادة" جديدة للمواطنة يُذهِب عن بعض تلك القوى سماتها القائمة على استثمار الفئات والطوائف والملل. لا يمكن لها أن تعيش دون "عكازة" الهوية الثانوية.
ومناسبة هذا الحديث هو محاولة التصدي لـ"بروباغاندا" جديدة تطلقها تلك النخب حين تقول ان برامجها المعدة للانتخابات المقبلة تعتمد منهجا جديدا وتتلون بتعددية النسيج الاجتماعي والسياسي العراقي من اجل هوية أكثر شمولية وحداثة، وذلك تلاعب بالألفاظ واحتيال متعمد على جمهور ما زال يعاني من قصور دوره في المشهد السياسي.
الحقيقة ان اللغة التي يجري استهلاكها في خطاب تلك القوى لا يتعدى كونه مقاربة فجة لشكل التجربة الديمقراطية، وافتراق صارخ عن جوهرها في تمكين الجمهور من صياغة هوية مدنية عصرية تؤمن بالحرية كفعل لا كفكرة رمزية عائمة.
تلك النخب تتحدث عن الانتخابات وبرامج حملاتها، والية التصويت وطرق الاقتراع، لكنها، في الجانب الأخر، تطلب محارم لممثلات الجمهور في بعض المجالس، وتفصل البنين عن البنات في المدارس، وتقاتل، بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ من اجل تضييق الحريات في التشريعات، وكان أخرها قانون الانتخابات.
هذه النخب، باختصار، ديمقراطية حد النخاع، حين يتعلق الأمر بقشور التجربة. غير أنها تعود إلى شرانق التمترس والعزلة حين يلامسها ضياء الحرية.
ترى .. ماذا ستفعل مقاساتهم بهويتنا جميعا؟












#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان في ادب الشعارات
- خطوط عرض بغداد
- رسائل الثلج في العراق
- موت للتبادل!..حياة للتبادل
- إننا نحتج
- خنادق
- السماوة.. وملح الجروح
- من كل ثلاثة، طفل جائع*
- أصلاح*
- نصف ساعة خوف
- أكثر من نبوءة، وأقل من مربد
- أيا نصف مربد... قتلوا نصف الشعر فيك
- من العراق
- من العراق..
- خذوا كل شيء وأتركوا الوطن
- الحرب الاهلية .. دارفور نموذجا ، أزمة نظام عسكري وقوى عالمية ...
- أزمة لبنان : لحود، الحكومة، البرلمان، الدستور
- حمى السلاح
- نحن الان في بغداد
- حكومة لبنان ... حكومات


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد السادة - الهوية وفقا لمقاس الخنادق