أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عبد السادة - السماوة.. وملح الجروح














المزيد.....

السماوة.. وملح الجروح


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:11
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يحدث شيء..
لم يحدث شيء في السماوة، لم يحترق "مكتب" في مجلس المحافظة..لم تتلف أوراق مهمة، ووثائق، أكثر أهمية.. كل ما في الامر، ان كومة من اوراق "قديمة" كانوا يستخدمونها لحل الكلمات المتقاطعة، أو انهم يفرشونها على الارض لتناول وجبة طعام، بعد يوم شاق، احترقت..
لم يحدث شيء في السماوة.
لم يحدث شيء..
لم نمت جوعا.. لم نسكن في العراء، لم نشرب الماء "الخابط"، لم نضع أطفالنا في خيم المهجرين، لم نسمع أبدا بعقود الاعمار، لم نتذكر يوما، ان سيارة النفايات لم تدخل زقاقنا، لم ينقطع يوما التيار الكهربائي، لم نستلم الحصة التمونية "ناقصة"، بل انهم وزعوا فيها حتى "عقود الاعمار".. لا لم تحترق وثائق مهمة في السماوة..
لم يحدث شيء..
لم ندفع رشوة من اجل جواز، من اجل هروب، لم ندفع للملثمين، ثمن أبقائنا على قيد الحياة، لم ندفع لنكون موظفين في دوائر الدولة، لم ندفع لنكون في اول طابور الوقود..
لم يحدث شيء في العراق..
لم نحصل على المال، لنكون انتحاريين، لنضغط على "كنترول"المفخخات، لم نبع النفط على الحدود، لم نسرق "ابو ناجي"، ولن ندفع التعويض، لم نقطع طرق نقل المشتقات، ولم نفجر انابيب نقلها، لم نشتر الادوية من الاسواق السوداء..
لم يحدث شيء في العراق..
لم نفتش جيوبنا، ولم نحص امواتنا، ولم نشاهد مؤن البيوت لنكتشف بأنها فارغة، لم نشاهد ابنية مهدمة، لقد عمرت..
لانقرأ الصحف، لاحاجة لنكتشف باننا مغفلون، لا نشاهد التلفاز، لانستمع الى المذياع.. المقابر تتحدث بصدق اكبر..
لم نراجع مفردات التموينية، نحن نسمع اصوات بطوننا، ولم نجتمع بعوائلنا، نحن نحتفظ باوراق التهجير، ربما تفيد في مراجعة"المنطقة الخضراء"..
لانحزن على شيء، فقد وضعنا الضماد على الجروح.. ومازالوا يضعون الملح عليها..
لم يحدث شيء..
سيخمدون النيران، وينظفون المكتب، ولا حاجة لأهل السماوة بطرح أسئلة صعبة..
_______________________________________________
* وكالات الانباء: احترق مكتب رئيس مجلس محافظة المثنى، وتلفت وثائق مهمة، تتعلق بقضايا النزاهة





#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كل ثلاثة، طفل جائع*
- أصلاح*
- نصف ساعة خوف
- أكثر من نبوءة، وأقل من مربد
- أيا نصف مربد... قتلوا نصف الشعر فيك
- من العراق
- من العراق..
- خذوا كل شيء وأتركوا الوطن
- الحرب الاهلية .. دارفور نموذجا ، أزمة نظام عسكري وقوى عالمية ...
- أزمة لبنان : لحود، الحكومة، البرلمان، الدستور
- حمى السلاح
- نحن الان في بغداد
- حكومة لبنان ... حكومات
- رأس أسرائيلي مصاب بالجلطة .. رأس فلسطيني مصاب بالدوران
- سؤال مغربي .. من هو المسؤول؟
- الوعي الانتخابي.. رهاننا الاول لتجاوز أستقطاب طائفي مقيت
- الطريق طويل في الخليج
- الديمقراطية صراع أفكار ومصالح
- لماذا تركت وطنك؟
- منديل يقطر دما


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عبد السادة - السماوة.. وملح الجروح