أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد السادة - منديل يقطر دما














المزيد.....

منديل يقطر دما


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شيء جديد نقوله اليوم، ولكن لابد من إعادة التذكير بما كنا نكشف عنه ونحاول توضيحه حول أزمة البرامج النووية في العالم وحجم التناقض فيها.
فما يقوله ألبرادعي ألان أمر يثير التفاؤل حقا. فهو، الذي فاز تواً بولاية جديدة لرئاسة وكالة الطاقة الذرية، يقول بان وكالته "تعمل" على "إدخال" أمريكا وإسرائيل في اتفاقيات نزع السلاح النووي. وهذا، بالتأكيد، ما ترغب فيه جميع شعوب العالم، وبالنتيجة أعادة الهيبة للمنظمة الدولية ووكالاتها. ولكن, كيف تندرج هاتان القوتان في مثل هذه الاتفاقيات؟ تكمن الإجابة في نضال مرير – علينا رسم مفرداته وأساليب ممارسته - لا أن نقتصر على حديث قاله ألبرادعي- ولا شك في ضرورته وصدقية النية فيه -، فلوحده تحليق خارج سرب توازنات قوى العالم.
قضية من هذا النوع، مناسبة للحديث عن صراع كبير تتحدد معالمه نظرا لتطور الرأسمالية، وتزداد فرص تحقيق منجزات فيه طبقا لتناقضات مستمرة تعاني منها أنظمتها على اختلاف أشكال التطور فيها.
أتذكر يوما أني قرأت تصريحات رئيس أمريكي انتهت ولايته قبل قرن ونصف، انه قال "لا يمكن لأمريكا أن تهيمن وتفرض سيطرتها على العالم سوى بالتلويح بمنديل يقطر دماً".
الترجمة لقول هذا الرئيس واضحة للغاية في سياسة أمريكا. فهي مازالت تستخدم أسلوب التهويل بالآخر وتصنع دوماً عدواً يهدد امن العالم وحياة الشعوب!، ذلك لتطبيق ما رسمه ايزنهاور في خمسينيات القرن الماضي عندما قال "أنها سياسة ملء الفراغ" أي البحث بشتى السبل عن مساحة نفوذ جديدة.
هل يعلم السيد ألبرادعي أن أمريكا شرعت لنفسها إنتاج أسلحة نووية خصصتها لضرب الملاجىء المحصنة؟!. وهل يعلم أيضا، في المقابل، أن عشرات العلماء الإسرائيليين حذروا من كارثة بيئية بسبب مفاعل ديمومة؟، وان مراوح دفع الغاز فيه تتجه نحو رحل ومهجرين يقطنون الصحراء.
بالمقارنة، تعالت الاصوات بإن إيران أصبحت تهدد امن العالم وتحول ملفها إلى أزمة دولية ومباحثات اعتراها المد والجزر حتى آل الأمر إلى مشروع قرار محتمل من قبل مجلس الأمن؟. أذن لماذا لم تعامل إسرائيل على أساس ذلك؟. الإجابة على هذه الأسئلة وعلى أحاديث ألبرادعي المثالية –التي استحسنها الكثيرون- إن اليمين في الولايات المتحدة لطالما كان يصنع أعداء ويرصد من اجل محاربتهم وقتالهم وتدميرهم... كل الامكانات، لذا نجد البنتاغون يوقع بين الحين والأخر على ميزانيات ضخمة لمكافحة الإرهاب وصناعة الأسلحة في وقت ترفض فيه رفع نسبة مدفوعاتها لمساعدة الدول الأفريقية الفقيرة، على سبيل المثال. وتجلت أيضا، في داخلها، أشكالا عديدة من الفئات – الطبقات المستغلة. فالقاعدة العلمية، التي يحاول البعض إخفائها، تقول أن أساس ألازمات هو، في النهاية، التناقض الذي ينشأ بين مصالح الرأسماليين ومتطلبات الإنتاج الاجتماعي، لذا فهي تستمر- وتفرط- في خداع من تستغلهم وتخلق لهم سببا لإدامة ذلك- منظمات إرهابية وحكومات لا تتقبل الإصلاح....الخ لتصور لهم إن الصراع يحدث بين الأمم وليس بين الطبقات، من جهة.وتعمل على إلغاء الأخر الذي يحاول الاصطفاف مع القوى العظمى، من جهة أخرى.
وحتى لا يبدو الحديث مثاليا، فأن إدخال أمريكا وإسرائيل في اتفاقيات نزع السلاح النووي، يتطلب وجود كيانات قوية تنتصر لمصالح الشعوب. ويعني أيضا إجبارها على التنازل – التخلي عن سياستها بنضال متعدد الأوجه:
* هنا يبرز دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في لعب دور قيادي في قضايا من هذا النوع، وأن صح القول يجب التفكير مجددا بتحديد الدور الأمريكي كعضو في مجلس الأمن لا أن يحل محله. وهذا الدور ربما لن يتحدد إلا بإصلاح " حقيقي" للأمم المتحدة.
* وتبرز أيضا، الحاجة إلى إصلاح داخلي، تضطلع بدوره القوى الشعبية الوطنية في دول الشرق الأوسط، التي مازالت تعاني من سطوة ذهنية الحزب الواحد ومحاولاته المستمرة لقمع المبادرة الشعبية والاحتواء غير السليم للمتطلبات الاجتماعية. الإصلاح الحقيقي، هنا، سيمنع ما يسميه البعض "ألإصلاح الخارجي" الذي يتجه في حقيقته نحو "سوق حرة" تتحكم فيه مجموعة شركات الأنظمة الرأسمالية؛ وجود الأخيرة سيجعل من تحقيق مشروع ألبرادعي أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا. وحتى الإرهاب ومجموعات التطرف، التي يجرى التعامل معها وفق التعريف الأمريكي، يمكن احتوائها بمجرد قراءة موضوعية للواقع الاجتماعي والاقتصادي للفئات المسحوقة التي باتت حتى اليوم ممولا رئيسيا لـ"دعاة التفجير والموت".
* وبناءا على الشكل العام لـ" تقنيات" السياسة الرأسمالية – إن صح التعبير – المتغيرة دوما، يظهر شكل جديد من النضال – أرى فيه جدوى كبيرة – وهو النضال السياسي المعتمد على منهجية ديمقراطية من داخل تلك الأنظمة بالاعتماد على الممارسات السلمية في انتزاع الحقوق المشروعة.
عموما.. الأفكار الثلاثة, سالفة الذكر، تمكننا من الوقوف في موقع قوي. بدونها سيبدو السؤال التالي مزعجا للغاية: من سيساعد ألبرادعي ووكالته على ينوي ما فعله؟
وبدونها، أيضا، ستبدو أحاديث من هذا القبيل لن تتعدى سوى أمنيات لن تغادر أوراقها. وسيبدو كل ما أسلفنا الكتابة فيه لاداعى منه ولا جدوى من ورائه، بسبب يأس، يكتنف فيه البعض، من أن يأتي يوم تلوح الرأسمالية الوحشية فيه بمنديل لا يقطر دما.
- ذلك آت لا محالة ولا يتطلب الأمر سوى قراءة تاريخ الامبراطوريات... الزائلة.



#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دارفور ..دار للقتال
- غزة ..عودة الى الصفر
- ماذا في قراءة مغايرة عن الارهاب؟
- رد على الكاتب انيس منصور
- الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الاول من أيار... تعزي ...


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد السادة - منديل يقطر دما