أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد السادة - الانسان في ادب الشعارات














المزيد.....

الانسان في ادب الشعارات


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصيبت أجيال عراقية بالتخمة من الشعارات الرنانة المحشوة بالأوهام على مدى عقود. وفيها ترتقي "الأحلام" إلى درجة التقديس، بينما تهبط، دونها، قيمة الإنسان إلى درجات مأساوية.

وكنت أفكر عما سأكتبه في العام الجديد، وخجلت من اجترار أمنيات كل عام، وان أتماهى مع أدب الشعارات الذي لا يعتبر الإنسان قيمة راقية. وكنت أخاف، أيضا، من أن نردد مقولات بعض النخب السياسية، تلك التي تورطت في تحويل تجربة التغيير وبالبناء الى معركة نفوذ ومصالح ضيقة.

وهذه الخشية متأتية من قرف شديد تجاه الاستهانة بالإنسان. لم أجده حاضرا في زمن العتمة عندما كنا نسمع – او أُريد لنا ان نسمع - :"كلنا فداء للوطن"، "نموت ويحيا ..."، و"بالروح ..بالدم نفديك يا صدام".

لاحقا، تحررت الأحلام من سجنها وصرنا نترقب فعلتنا الإنسانية في الحياة، لكن محاولة صياغة "الشعار" منيت بفشل ذريع، وعدنا الى مربع الخيبة:" بالروح بالدم ..نفديك يا عراق". أي وطن يقوم ودونه الإنسان قيمة ساذجة رخيصة مهيأة للتضحية في أي وقت، وبأي ثمن. وها أنا اليوم ابحث عنه، "الانسان". وما زلت أجده رمزيا مبذولا من اجل ....، أي شيء.

مع هذا العام الجديد، وبعد تجربة معقدة شائكة من اجل دولة ذات هوية إنسانية، ارتاب، مجددا، من شعارات بلباس جديد. الجميع، ذلك المتورط بتحريف مسار الحرية والديمقراطية، يطالبنا بفداء الشعار:"كلنا من اجل المشروع الجديد".

والمشروع الجديد مقولة ملتبسة، يمكنك ان تفسرها بما شئت، ربما ستكون مشروعا لدولة الطوائف، وسماسرة السياسية ووسطاء وعرابي الموت والفساد واللعب بمصير "الإنسان" بالبيضة والحجر.

أرشيف خساراتنا يؤكد ان مشاريع مشبوهة مثل هذه لا تحترم الإنسان ولا تهتم لقيمته، وهي التي تشعل في نفوس الخائفين والحيارى لوثة شعارات ملتهبة ساخنة تقدس المشروع وتهين الإنسان.

أثمة عراق لا يطلب منا الموت من اجله؟ هل من مشروع لا يتطلب تحقيقه رمينا في المنافي؟ هل من عراق ذي صوت مدوي لا يطلب منا دفن أصواتنا في التراب؟ هل من عراق لا يطلب من التنازل عن "الإنسان" ليرقى، هو، رمزا مقدسا.

أمنية العام الجديد:

هل من عراق نفتديه بفعلتنا الإنسانية البيضاء، وحسب؟

علنا نرقى معا.






#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوط عرض بغداد
- رسائل الثلج في العراق
- موت للتبادل!..حياة للتبادل
- إننا نحتج
- خنادق
- السماوة.. وملح الجروح
- من كل ثلاثة، طفل جائع*
- أصلاح*
- نصف ساعة خوف
- أكثر من نبوءة، وأقل من مربد
- أيا نصف مربد... قتلوا نصف الشعر فيك
- من العراق
- من العراق..
- خذوا كل شيء وأتركوا الوطن
- الحرب الاهلية .. دارفور نموذجا ، أزمة نظام عسكري وقوى عالمية ...
- أزمة لبنان : لحود، الحكومة، البرلمان، الدستور
- حمى السلاح
- نحن الان في بغداد
- حكومة لبنان ... حكومات
- رأس أسرائيلي مصاب بالجلطة .. رأس فلسطيني مصاب بالدوران


المزيد.....




- كانت من عجائب الدنيا القديمة.. كيف تبدو مدينة بابل العراقية ...
- مذيع CNN للأنصاري: هل تتحرك قطر دبلوماسيًا أو عسكريًا لمعاقب ...
- استئناف مناورات بين تركيا ومصر عقب انقطاع دام 13 عاماً
- الجيش الإسرائيلي يواصل هجومه البري والجوي على مدينة غزة، ووا ...
- غوتيريس: على العالم -ألا يخشى- من ردود فعل إسرائيل بشأن الاع ...
- أردوغان: تركيا -لن تسلم إسرائيل أبدا- نقشا أثريا عثر عليه في ...
- مع اهتمام أسواق الكربون.. كيف يمكن لأفريقيا أن تدير التحول ا ...
- كانتونا يحث الأندية واللاعبين على رفض مواجهة إسرائيل بسبب ال ...
- هجوم إلكتروني يعطل العمليات بمطارات أوروبية
- هل تمهد المناورات بين مصر وتركيا لشراكة إستراتيجية طويلة الأ ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد السادة - الانسان في ادب الشعارات