اسباب اعتناق المسيحية و المسيحي الاسلام في اوربا -2 -

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 13:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مسألة اعتناق دين و التخلي عن دين هي صورة غامضة و خاطئة تتكون بسبب الاحصائيات التي لا تعطينا غير ارقام و تجمع اضافة الى ذلك جميع انواع الاعتناق تحت راية واحدة. طبعا اسباب اعتناق الدين الثاني بعد قضاء فترة ليست بالقليلة في الدين الاول متشعبة لايمكن استعراض جميعها الا في دراسة اكاديمية مفصلة و ميدانية و لكني اود اضافة النقاط التالية:

اولا الاختلاف مع الكنيسة و خاصة عندما تعتبر الكنيسة الاجهاض قتل و وعدم التزام الاوربي و الاوربية بصورة عامة بشعائر الدين الاول و لان امر دفع ضريبة للكنيسة متروك للمنتمي فان كثير من الناس تترك انتمائها للكنيسة و تتخلص من دفع ضريبة الكنيسة وخاصة اذا كانت تعاني من ضائقة مالية. بعد الناس عن الكنيسة تجعلها فريسة سهلة للديانات الموجودة على الساحة كبديل و دون التزامات لانها لا تعيش في مجتمعاتها.

ثانيا سخط المواطن على بذخ و ترف الكنيسة و خاصة الكاثوليكية فهي اصبحت مؤسسة او شركة و رب عمل تستخدم الملايين من اليوروات و تشترى العقارات. يبتعد كثير من الناس عن الكنيسة لتصبح بدون عقيدة و تبحث عن بدائل روحية في الديانات الاخرى. الاوربي الذي ينجذب الى الاسلام كثيرا ما يظهر اهتمامه بتيارين في الاسلام: الخوارج من ناحية و الصوفية من ناحية اخرى لانها تقترب من الروحية الذي يبحث عنه الاوربي على غرار البوذية و الديانات الهندية الاخرى. تبحث الناس عن الصوفية عند دراويش تركيا و ترى في قراءة الفنجان بديل عن قراءة الابراج في الصحف اليومية لانها تحولت الى مهزلة و ووصفة كومبيوتر بعد الضغط على زر لا يصدقها احد.

ثالثا و من زوية اجتماعية جنسية فان الاوربي احيانا يفقد اهتمامه بالمرأة و يضعف جنسه في عمر مبكر نسبيا. المرأة تشعر بالاهمال و الملل و غالبا ما تنتهي العلاقة بالطلاق. الرجل الشرقي الذي تلتقي به بعدها عادة اكثر الاهتمام يعطى المرأة الشعور بان هناك شخص يحبها و يهتم بها و تشعر لاول مرة انها امراة يساعدها الرجل على ارتداء المعطف و يفتح لها باب السيارة.

رابعا نوع من النساء التي تجد صعوبة في ايجاد شريك حياة اما لانها غير جميلة او بدينة ( الشرقي معروف بميله الى البدينة و الاوربية تعرف ذلك) او متقدمة بالعمرو لها بنات و اولاد وصلوا الى سن البلوغ تسافر اما الى المغرب العربي او الشرق الاوسط او بعض الدول الافريقية بحثا وراء شريك حياة و تتزوج بسرعة وفق تقاليد ذلك البلد و احيانا تعتنق الدين الاسلامي او ترى نفسها مضطرة الى اعتناق دين زوجها لتذوب في هذه الثقافة على حساب هويتها.

خامسا اعتناق دين جديد يستعيد لبعض الناس بعض الثقة بالنفس التي فقدتها و تعطيها صبغة وفردية في مجتمع يخاف الفرد من الغرق في بحرمجتمع لا يهتم به الا اذا كان يختلف.

سادسا نرى ان عمر الانسان اضافة الى المحيط الاجتماعي يلعب دور كبير في ترك دين و اعتناق دين. بعض الشباب في اوربا و بحكم علاقات الصداقة مع شباب مسلمين يتحولون الى مسلمين و لو لفترة قصيرة. يقول طالب الماني في الجامعة انه اعتنق الاسلام تضامنا مع اصدقائه المسلمين و لانه يقضي فترة طويله من وقت فراغه معهم. بعض المسلمين غير الملتزمين بشعائر الدين الاسلامي يتحولون فجأة الى متدينين من الدرجة الاولى عندما يتقدم بهم العمر.

ولكن رغم كل ذلك يبقى ايمان المسلم الجديد ضعيفا يمكن ان يتمرد في اي لحظة و خاصة ان حاجز اللغة بين الزوجين عائق للتفاهم و الاختلاف بين الثقافتين كفيل بتحويل الزواج الى طلاق و الحب الى كراهية. و اخيرا ان نفس الدين الذي اعتنقته الاوربية يلعب دور كبير في الانفصال. حكت لي سيدة بريطانية متزوجة من مغربي بان شهر رمضان هو شهر الطلاق عندها لان زوجها و كلما يتقدم بالعمر يصبح ملتزما اكثر بالاسلام و يقوم بلصق آيات قرآنية على جدران و ابواب البيت يصوم ويصلي و يجبر ابناءه على اعتناق الدين الاسلامي و لكنها تقول في نفس الوقت بانه اب ممتاز و حنون يهتم باطفاله اكثر من اللازم في حين لا يحس فيما اذا كانت هي موجودة في البيت ام لا.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات