أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!














المزيد.....

فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 21:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



بضمير مرتاح اقول ان المجند المصري الذي قضى علي الحدود مع غزة ، والستة مسيحيين الذين قتلوا في صعيد مصر ليلة عيد الميلاد ،ليسوا الا ضحايا النظام المصري بسياساته الخاطئة المرتبكة والمرتهنة للخارج ،وادارته الفاشلة للملفات الداخلية والخارجية التي قادت الى خلق هذا المناخ المشحون بالتوترات والتعصب والكراهية ،وجعل علاقة ابناء الوطن الواحد، أو مع الاشقاء العرب في حالة عداء تجاه بعضهم البعض ،بل في حالة ثأرية تنسف مبادئ وقيم لطالما رفعنا شعاراتها ،وتوقنا اليها ،مثل "المواطنة ودولة القانون" في الداخل ،و"التضامن العربي ومناصرة القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى" على الصعيد القومي.
ولا شك في ان تواكب الحدثين المؤسفين لدليل قاطع على الحصاد المر لسياسة نظام مبارك بعد قرابه ثلاثين عاما من الحكم الفردي ، وانه يتحمل وحده المسئولية عن حالة الاحتقان الطائفي التى باتت غير قابلة للاخفاء أو الاحتواء، فضلا عن محاولة تدمير علاقة الشعب المصري بمحيطه العربي ،والتنصل من الالتزام المصري تجاه القضية الفلسطينية العادلة ،المرتبط بأمن مصر الوطني ،والسير بدلا في ركب السياسة العدوانية الصهيوامريكية المناهضة للمصلحة المصرية والعربية في ذات الوقت ،واتخاذ من حركة المقاومة حماس عدوا بدلا عن "اسرائيل" ،في حين كان من العقل التعاون معها أو على الاقل التنسيق ،لو ثمة متطلبات لحماية الحدود كما يدعون ، وليس استضعافها لتقوية محمود عباس الفاقد للشرعية ،ولنهجه المفرط في حقوق الشعب الفلسطيني ، او وفق هاجس الارتباط الايدلوجي بين حماس وحركة الاخوان المسلمين في مصر وان تقوية وضع الأولي هناك ونجاحها ،دعم لوضعية الاخرى هنا.
وللأسف من يسدد في النهاية فاتورة الاخطاء المتتالية ،والتخبط والعمى السياسي ،وليس فقط الغباء ،ابناء هذا الشعب المصري من امثال المجند البسيط احمد شعبان أو مسيحي ومسلمي مصر الذين ُوضعوا في مواجهة بعضهم البعض ،أو في مواجهة شعب شقيق محتل ومحاصر ومستضعف ،الى جانب صورة مصر وسمعتها التى طالهما الكثير من التشويه والاساءة من صنع الداخل بكل أسف ، وليس الخارج.
ان من يقرأ تصريحات المسئولين الايطالين على أعلى مستوى ،وتعليقاتهم علي هذا الحدث الدموي في صعيد مصر، وما يتم تداوله في المواقع الالكترونية لنشطاء اقباط المهجر، ورسائلهم المرسلة بالملايين ، يعرف ان نظام مبارك يعرض مصر للخطر ،و يفتح الباب امام التدخلات الاجنبية لحماية مسيحيي مصر ،واعتبارهم اقلية مضطهدة ،وليسوا مواطنين كاملي الاهلية ،لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات ، في حين ان واقع الحال يقول ان الغالبية مسلمين ومسيحيين ، مضطهدة ،ومهمشة ،ومنتهكة حقوقها الانسانية ،على مدى سنوات من حكم يناهض العدالة السياسية والاجتماعية ويكرس للطبقية.
المثير للاستغراب ان النظام لا يزال يستمرئ التغطية على الاحداث ومنطق التبرير الذي لم يعد يجدي، فالعالم يرى ويسمع ويعرف الحقائق بوضوح،واللجوء الى الحيل القديمة من قبيل تصريحات لرأس الكنيسة وشيخ الازهر عن المحبة والوئام ،أو بيانات رسمية تتحدث عن ان ما يحدث احداث فردية ،أو البحث عن كبش فداء، كل هذا صار مستهلكا وغير مقنع،و لن يزيد الامر الا سوءا ويترك قنبلة الطائفية مهيأة للانفجار في اي لحظة.
والسؤال الذي يجب ان يطرحوه على أنفسهم ..لو كان هناك امن واستقرار ونظام قوى- كما يدعون- فلماذا تتكرر كل احداث العنف هذه وغيرها بوتيرة منتظمة؟ ، وأين الجحافل الامنية التى نراها تقمع المعارضين السياسيين أو النشطاء الاجانب المتضامنين مع الفلسطينيين؟ ام انها مكرسة فحسب ،لحماية النظام وعزل نفسه عن الجماهير، اما خوفا أو نفورا وتعاليا ؟،أو حتى لحماية اليهود واحتفالاتهم ،ودعم وجودهم المرفوض على الارض المصرية ،وتثبت "مسمار جحا" المزعوم المسمى بأبي حصيرة ، تلك المقبرة التي يشير باحثون واثريون انها لشيخ اتي من المغرب العربي للحج فقضي في الطريق؟
وما جدوى قانون الطوارئ الذي يُمدد بانتظام ، ولا نراه يطبق على الخارجين عن القانون، أو يمنع ارهابا ،أو فتنة ؟ واين القانون بشكل عام في حياتنا ،وهيبته في المجتمع ،أم انه سقط بالفعل من حساباتنا ،عندما صار ذو طابع طبقي يميز بين الاغنياء والفقراء ،ولا يأتي للمستضعفين بحقوقهم ، فكان ان استبدلناه بالثأر واللجوء للقوة؟!
ان التوتر في علاقات مصر الداخلية والخارجية ليست سوى عنوانا بارزا لازمة سياسية متفاقمة محورها الحكم ،وحساباته الاستراتيجية وتحالفاته الخاطئة ،والأهم رفضه استحقاقات التغيير الشامل المؤجلة اعواما ، والتجاوب مع الطموحات الشعبية ،و الاستعاضة عن ذلك بالتمسك بقانون الطوارئ الذي تثبت الاحداث كل يوم انه لأمن النظام وليس أمن الوطن أو المواطن ، وزيادة مساحة الخطاب الديني، واستغلاله في تبرير الاخطاء السلطوية التي كان أخرها فتوى أباحة الجدار الفولاذي الخانق لغزة وتأثيم معارضيه،الي جانب الصمت على المد الاصولي هنا وهناك ،واتباع "سياسة فرق تسد" للالهاء واطالة امد البقاء في السلطة، بالاضافة الى ازدياد مساحة الظلم الاجتماعي ،المترافق مع غياب الديمقراطية والعدالة بكافة اشكالها ، لاشك ان كلها عوامل محفزة على الاحباط واليأس، وخلق بيئة مواتية للتعصب والعنف ، وصولا الى استعداء كل طرف للآخر ،واستغلال اية فرصة او ذريعة لتفريغ هذه الشحنة المكبوتة باعمال اجرامية ترتدي الثوب الطائفي ،في حين ان الجميع واقع تحت ذات الظلم والتهميش والانتهاك ،مسلما كان او مسيحيا ، فضلا عن ان مصدر التهديد لمستقبلهم ومصالحهم واحد ،سواء من الداخل أوالخارج.
فالى اين تسير مصر وسط هذه الأنواء العاتية والانفاق المظلمة؟والام سينتهي مصيرها في ظل حكم اصابته الشيخوخة والخرف،ويصر على البقاء حتى الموت أو التوريث؟



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي
- لو فعلها عباس لاعتبرناه بطلا وغفرنا له ما تقدم!
- حين يصير التطبيع مُبررا والرفض مُستهجنا والاختراق من الداخل
- معركة النقاب مواجهة لشرور الاصولية
- دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة
- -الغرباء- سؤال الهوية المهددة من الذات والاخر
- صيف الصحراء:استدعاء ماضوي يمزج المدح بالبداوة
- يوليو2009: عن اي ثورة نتحدث؟!
- جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!