أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر














المزيد.....

هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 18:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا ادري الي اين يريد النظام المصري ان يذهب بمصر؟ وهل ما يفعله يمكن تبريره ،او حتى استيعابه وفق اي مقياس سياسي أو مرجعي ؟ وهل ثمة اي مكسب من وراء مثل هذه الافعال التي اقل ما توصف به انها عبثية، ام انها ليست سوى خسائر متتالية ،وسحب من رصيد هذا البلد الذي كان كبيرا بمواقفه ودوره ومكانته الاقليمية والدولية؟
اليس من بينهم رجل رشيد يقول لهم كفى.. احفظوا ما تبقى من ماء الوجه؟ ولا تشوهوا صورة وطنكم الى هذه الدرجة مقابل لا شئ ،واسمعوا ولو مرة واحدة نداء الضمير الوطني ،وتجاوبوا مع مشاعر شعبكم الرافضة لهذه العلاقة الآثمة مع العدو الصهيوني والامريكي؟

لا ادري بالفعل ولا استوعب.. كيف يمكن الاستقبال بحفاوة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو في قلب العروبة وتسويقه ،خاصة في هذا التوقيت ،كداعية سلام ، في الوقت الذي يتحرك هو و اقرانه بحذر في اوروبا خشية التوقيف بتهم جرائم حرب ،ولا يبدي هو أو غيره من الملطخة اياديهم بدمائنا اية اشارة سلمية؟ علي الجانب الاخر يتم التضييق علي قافلة شريان الحياة التي يقودها النائب البريطاني جورج جالاوي، وتعطيل مسيرها، واجبارها على تغيير وجهتها ،ثم يتم محاصرة النشطاء الاجانب المتضامنين أمنيا ،وعرقلة وصولهم الى غزة ؟ والتعامل معهم كما لو كانوا مثيري شغب ،جاءوا ليهددوا الامن والاستقرار، وليسوا اناسا لديهم ضمير انساني حي ،وشعور بالمسئولية الاخلاقية تدفعهم للتعبير عن موقف الرفض بشجاعة لهذا الكيان العدواني المسمى "اسرائيل"، وقد قطعوا مئات الاميال وتركوا اعمالهم ومصالحهم من اجل كلمة حق لم نجرؤ نحن ذوو القربى ان نقولها؟
هل كان التعسف معهم في مصر هدية عيد الميلاد او عربون محبة للسفاح نتانياهو ،الى جانب الموافقة على عودة الحجاج اليهود لزيارة الحاخام اليهودي ابو حصيرة وتدنيس الاراضي المصرية ام ماذا؟ وهل نريد ان نستغل خبرتنا الامنية في قمع المحتجين هنا لنوفر على الكيان الصهيوني عبء مواجهته عند "حاجز ايريز" الفاصل بين غزة والكيان ؟ ام اننا نريد ان نتحمل نيابة عنه الدعاية السوداء ،وبدلا من ان تظهر صورة "اسرائيل" في الاعلام العالمي مقرونة بالرفض ودعوات المقاطعة وتهم الابادة وجرائم ضد الانسانية ، تظهر صورة مصر القامعة لمتضامنين لا هم لهم سوى الوقوف مع الضحية في وجه الجلاد في الذكري الاولى لحرب غزة الذي كان للنظام المصري موقفا سلبيا منها؟
وهل جاء نتانياهو فعلا الى مصر لتحريك عملية السلام التى يعترف الجميع اصلا انها ماتت بالفعل ،وانها ليست سوى لعبة استهلاك للوقت، لحين انجاز المخططات الصهيونية ؟ ام انه جاء ليشكر الحكومة المصرية على جهودها في حماية امن ومصالح "اسرائيل" ،ويطمئن على سير الاعمال الانشائية في الجدار الفولاذي؟ ويدعوها الى الضغط على حليفهما محمود عباس ،واقناعه بالدخول الى جولة مفاوضات وهمية جديدة ترفع اسهم نتانياهو السياسية ،وتعوضه عن التعثر في ملف صفقة تبادل الاسرى مع حماس الذي يضغط عليه داخليا من كل من جبهتي التأييد والمعارضة ؟
هل يريد مسئولونا ان توصم مصر"العربية" بانها داعمة لتشديد الحصار؟ وانها تشارك في مخطط ابادة شعب غزة الذي لا ذنب له ،الا انه واقع تحت احتلال عدواني ،و يرفض المساومة على حقوقه المشروعة ،أو اعطاء مشروعية للعدو الغاصب ؟ وهل تريد مصر ،او بالاحرى نظامها تقديم نفسه طوال الوقت كحليف استراتيجي ل"اسرائيل" وشريك لها يقف في نفس الخندق المناوئ للقضية الفلسطينية والمصلحة العربية بشكل عام ، ام ماذا؟
هذا هو السؤال الصعب الذي عليهم ان يفكروا طويلا في اجابته؟ لان المسئولية او بالاحرى التداعيات في الحال وفي الاستقبال اكبر مما يتصورون والخسائر فادحة ، ولا يمكن تعويضها ، وخطابهم عن المصلحة الوطنية والسيادة الذي يحمل الكثير من المغالطات والتهافت لن يجدي نفعا ،أو يبرر اخطاءهم السياسية ،بل وخطاياهم التاريخية؟ خاصة وان مبدأ السيادة الذي يتذرعون به ويتمترسون وراءه لم يعد مطلقا ب،عد ان تجلي مبدأ دولي جديد صنعه الامريكان انفسهم في البلقان لتبرير تدخلهم اسمه" التدخل الانساني".
ان كانوا مخدرين او غير واعين ،فنحن ندق الاجراس ونحذرهم ، ولهم في السادات عبرة ، حيث دفع دمه ثمنا، لانبطاحه امام واشنطن وتل ابيب ،في وقت كان يظن نفسه
اللاعب المحترف الاقوى والاكثر دهاء ،خاصة بعد ان قمع كل معارضيه والقى بهم في السجون ،سواء من اليمين او اليسار ،وسار عكس التيار الشعبي وبالتناقض مع قناعاته و طموحاته الوطنية والعروبية .
ان كنت اشعر بالحزن لما آلت اليه الامور في مصر ، ويعتصرني الالم وانا ارى الدعم للقضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب والحق الفلسطينيين يأتي من اجانب يتمتعون بروح شجاعة واصرار على مناصرة المظلوم ،وليس من عرب لا مبالين أو يتعاطفون في صمت ،ولا يلتحمون مع هؤلاء الاحرار الشرفاء ،ويوسعون دائرة الالتفاف حول صوت الضمير ونداء الواجب الانساني ، بل ويبادرون الى التحرك لقطع شرايين حياة الكيان الصهيوني ،غير ان الخطوة الاخيرة التي قامت بها قوى معارضة في مصر من التقدم ببلاغ للنائب العام المصري لتوقيف السفاح الصهيوني نتانياهو في القاهرة على رمزيتها ،تبقي ذات اهمية ورسالة ذات مغزى تقول: ان هذا الشعب المصري لازال يعرف من عدوه ،ولازال يرفض "كامب ديفيد" وما جلبته على مصر والعرب من نكبات ،ولا يساير نظامه فيما يذهب اليه، ويرفض ان يحمل عار التطبيع والتورط في تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني طوعا او كرها.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي
- لو فعلها عباس لاعتبرناه بطلا وغفرنا له ما تقدم!
- حين يصير التطبيع مُبررا والرفض مُستهجنا والاختراق من الداخل
- معركة النقاب مواجهة لشرور الاصولية
- دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة
- -الغرباء- سؤال الهوية المهددة من الذات والاخر
- صيف الصحراء:استدعاء ماضوي يمزج المدح بالبداوة
- يوليو2009: عن اي ثورة نتحدث؟!
- جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر
- حين تذكرنا السينما ب -جدار الفصل الصهيوني- الذي نسيناه


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر