أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر














المزيد.....

-اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علينا ان نشكر سفير الكيان الصهيوني في القاهرة شالوم كوهين مرتين ، الاولى لانه فضح في حواره الاخير مع صحيفة الشرق الاوسط الللندنية رجال اسرائيل في مصر وسمى بعضهم ، واعتبرهم اصدقاء يكسرون عزلته ويشاركون معه في اجتماعات عامة وخاصة ، والثانية لانه قام بخطوة غير مسبوقة بزيارة الاهرام ، ليؤكد اختراقه لهذه المؤسسة الصحفية بمساعدة رموز فيها ، دأبوا خلال سنوات على توطيد العلاقة معه ومع اسلافه من الديبلوماسيين المعزولين المكروهين من جماعة المثقفين ، ومن شعب يعرف تماما من هو عدوه ولا تخطئ بوصلته مهما مر الزمن او تورط نظامه في علاقة آثمة مع الصهاينة الملوثة اياديهم بالدماء العربية.
ولا ادرى لماذا الاستغراب من خطوة السفير الصهيوني ، فعلاقة الاهرام وبخاصة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية به ممتدة منذ سنوات مع السفارة الصهيونية ومع مراكز الابحاث الاسرائيلية ، وقد قاد التطبيع الصحفي والبحثي به بعد رحيل القطب التطبيعي الكبير لطفي الخولي وبحماس شديد خلال السنوات الاخيرة كل من عبد المنعم سعيد وهالة مصطفي، ، دون ممانعة تذكر ، على العكس ينجحون كل يوم في استقطاب مطبعين جدد من الشباب الباحث عن مكاسب هنا او هناك ، بصرف النظر عن اية قيمة او مبدأ .
ولابد ان ننظر للامر في السياق العام ، وهو الضغط الامريكي الاسرائيلي على مصر والدول العربية ، من اجل تسريع وتيرة التطبيع العربي بصرف النظر على عودة الحقوق الفلسطينية او الحل العادل للصراع العربي الاسرائيلي ، فضلا عن زيارة رئيس وزراء الكيان نتانياهو الى القاهرة ، واجواء انتخابات اليونسكو المرشح لرئاستها الوزير فاروق حسني ، الى جانب سبب مباشر يتمثل في تولي صديقه لهم رئاسة الاهرام.
ولعل السفير الصهيوني كان من الذكاء او بالاحرى من الخبث بمكان ، ليستثمر هذه المعطيات لتسجيل مكسب سياسي يحسب له قبل مغادرته القاهرة يتمثل في كسر جدار العزلة ولو شكليا وتفعيل اتفاقاته مع مؤسسة الاهرام ومحاولة تنشيط التطبيع الثقافي من جديد ، علاوة على اثارة حالة من الجدل في الوسطين الصحفي والثقافي اللذين اصاب مواقفهما الوطنية والقومية حالة من الخلخلة والرخاوة ، وصار العدو لدي البعض من اصحاب الصوت العالي هو طهران وحماس وحزب الله وليس تل ابيب ، وصارت ثقافة المقاومة والرفض للاعداء الحقيقيين محل سخرية او تهمة تلاحق من يعتنقها ويدفع ثمنها ، بالاضافة الى ان لقاء اسرائيليين داخل او خارج مصر بات مبررا بالف مبرر ومبرر ، من قبيل القواعد المهنية الاحترافية والخروج من اوهام ايدلوجية الماضي والخطاب "القومجي الحنجوري الدماجوجي"
ويبدو موقف هالة مصطفي ايضا ليس مستغربا ، في اطار انتمائها للجنة السياسات بالحزب الوطني التى يقودها جمال مبارك والتي سعت خلال السنوات الاخيرة الى ارضاء امريكا عبر البوابة الاسرائيلية وباي ثمن ، لتمرير ملف توريث السلطة وتحييد اية معارضة دولية محتملة ، الى جانب السلوك الانتهازي الملموس لاعضاء هذه اللجنة التى يصح ان نطلق عليها جمعية المنتفعين على حساب مصر وشعبها ومصالحهما.
ومثلما يسترضي النظام وحزبه الحاكم اسرائيل للحصول علي مكاسب خاصة لنخبته الفاسدة ، تسير هالة مصطفي على نفس الدرب وتبحث عن مصالحها ، خاصة انها ترى ان هذا الطريق ممهد ولها في عبد المنعم سعيد قدوة ، اذ كافأه النظام على خدماته ومن بينها او على رأسها التطبيع الصحفي باسناد رئاسة مجلس ادارة مؤسسة الاهرام له ، وربما تتصور ان كرسي الوزارة ليس بعيدا خاصة ان فاروق حسنى قاب قوسين او ادنى من ترك موقعه ، وربما تبحث عن دور في مؤسسة دولية وترى خدمة العدو الصهيوني ورقة رابحة ترفع اسهمها الانتهازية ، لانها وغيرها لا قضية لديهم ولا مبدأ ولايعنيهم الجماهير الخارجين على قناعاته ، فقط يتلمسون الحماية من النظام المتورط مثلهم في نفس الجرم والمراهنين مثله على الخارج الذين يقومون على خدمته بشكل مشبوه ولا اخلاقي .
لا اتوقع من نقابة الصحفيين في ظل رئاسة مكرم محمد احمد الذي له سجل حافل من التطبيع الصحفي هو الاخر او من مؤسسة الاهرام تحت قيادة داعية التصالح مع العدو عبد المنعم سعيد اتخاذ اي موقف ذي جدوى ، وسيقف الامر عند الشجب والادانة والانتقاد ، لكن على جماعة الصحفيين والمثقفين الوطنيين ان يراهنوا على انفسهم ووطنيتهم وعروبتهم ويقوموا بواجبهم لوقف التيار التطبيعي ، عبر خطوات رادعة تتمثل في فرض عزلة شاملة على هؤلاء المطبعين ونشر قوائم سوداء باسماء رجال اسرائيل في مصر ، والمطالبة بطرد هؤلاء من النقابات المهنية وعزلهم من مواقعهم القيادية ، وبدون هذه الاجراءات سنفتح الباب امام الاختراق الصهيوني ونمو نفوذ هؤلاء الانتهازين المتاجرين بدماء ومصالح وكرامة اهلهم ووطنهم ، وتشجيع اخرين خاصة من الشباب المغيب او مرتبك الهوية ، مهزوز الانتماء على السقوط في وحل التطبيع.
في الوقت ذاته علينا ان نحيي ثقافة المقاومة في كل موقف وموقع والتذكير بخطورة الكيان الصهيوني على مستقبلنا ، وان حصاره هو الورقة التى بيدنا كشعوب ، لهدم مخططاته وافشال مشاريعه.
وعلينا الا ننسى دوما تاريخه الدموي الذي للمصريين نصيب وافر منه وليس فقط الاشقاء الفلسطينين او اللبنانيين ، ولا ننخدع ابدا بالخطاب المتهافت المضلل الذي يحمل لافتة ثقافة السلام ، لان السلام لاهل السلام ، وليس للقتلة الملطخة ايديهم بدماء ابنائنا وابائنا واجدادنا ،المغتصبين لحقوقنا وارضنا ، المعتنقين لسياسة التوسع العدواني والابادة وجرائم ضد الانسانية حتى اللحظة.
واود ان اختم بمقولة جاءت على لسان سفير الكيان كوهين وتكررت على لسان مسئولين صهاينة عديدين قبله ، تؤكد كم ان ثقافة الرفض الشعبي فعالة وقادرة على احباط مفعول معاهدات الاستسلام التي تورط فيها نظام فاقد للشرعية الشعبية:
. "مشكلتي أنني لا أصل إلى الشعب المصري .. ينقصني توفير لقاءات بين مثقفين إسرائيليين ومثقفين مصريين. أكاديميين وفنانين وموسيقيين. يضايقني أن أطباء مصر وإسرائيل لا يعرف بعضهم بعضا."

*كاتب صحفي مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة
- -الغرباء- سؤال الهوية المهددة من الذات والاخر
- صيف الصحراء:استدعاء ماضوي يمزج المدح بالبداوة
- يوليو2009: عن اي ثورة نتحدث؟!
- جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر
- حين تذكرنا السينما ب -جدار الفصل الصهيوني- الذي نسيناه
- -متعة اوربية- للمصريين على ايقاع -الزجاجات الفارغة-
- اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيو ...
- نكبة العرب الثانية: نقد الذات واستعادة المفقود
- باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا
- ملاحقة البشير .. عودة للسياسات الاستعمارية الشريرة
- حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة ...
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر