أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود عبد الرحيم - باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا















المزيد.....

باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 04:57
المحور: حقوق الانسان
    


انها باكستان مرة اخرى ، تنجح في شهور قليلة في تأكيد ديمقراطيتها مرتين ، على يد معارضة قوية لها ارضية جماهيرية واسعة ، ومصداقية تجبر الغرب على اخذها بعين الاعتبار ، لا تجاهلها كما تفعل معنا نحن العرب ، فيتوقف عن التدخل لحماية رجاله في اسلام اباد او يضغط عليهم للتنازل .
فضلا وهذا هو الاهم عن نجاح المعارضة نفسها ، في فرض شروطها فى الداخل ونيل مكاسب ديمقراطية مشروعة ، يستحقها شعب يرفض الفساد والديكتاتورية ، ويبدي استعدادا حقيقيا بالفعل ، وليس بالشعارات الجوفاء ، لدفع ثمن الحرية والعدالة الذى لا يمكن بأى حال من الاحوال ، الحصول عليها بالمجان او من خارج الحدود ، كما يراهن بعض المعارضين المصريين.
فخلال شهور قليلة ، نجحت المعارضة الباكتسانية في ازاحة ديكتاتور عسكري هو الجنرال برفيز مشرف ، رغم لجوئه الى اشد الاساليب القمعية ، لاحباط مساعي معارضيه ، ورغم التأييد القوي لنظامه من قبل القوى الامبريالية وفي مقدمتها واشنطن ، الا انه في النهاية لم يجد مفرا سوى الهروب خارج البلاد غير مأسوف عليه.
وها هى المعارضة مرة اخرى تأكد قوتها ، وانها قادرة على مواجهة قمع ديكتاتور مدني يعلن عن نفسه هو اصف زارداي ، واجباره على الرضوخ لمطالبها بعودة القضاة المبعدين ، وعلى رأسهم رئيس المحكمة العليا افتخار تشوديري التى تبدو خطوة ذات دلالات رمزية تتجاوز المسألة الفئوية الى قضية تحجيم نفوذ السلطة التنفيذية ، ومنعها من التغول على السلطات الاخرى ، ما يصب في النهاية ، في خانة تأكيد استقلال القضاء ونزاهته ، ومن ثم تدعيم ركن رئيس من اركان الديمقراطية.
انها الارداة القوية والاستعداد للتضحية ، ووجود قيادة لها صدقيتها ، تعبر عن آمال الشعب ودرجة الوعى الجمعية بموقع المصلحة العامة وآليات تحقيقها ، دون تردد او خوف او حسابات مكاسب ضيقة او تقديرات سياسية خاطئة تضع الاخر في الحسبان ، وتراهن عليه ، قبل الذات.
اذا كان هذا هو المشهد في باكستان يثير الكثير من الاعجاب والفخر ، فان الصورة في مصر تبدو قاتمة تماما ، و تدعو الى الاحباط والسخط ، فلا دلائل واضحة على التغيير او حتى الاصلاح الديمقراطي ، فالسلطة غير راغبة في التغيير ، وليس بالطبع من مصلحتها ،على العكس تتراجع عن خطوات محدودة في الهامش الديمقراطي ، وتواصل تقييد الحريات وانفاذ سيناريو توريث السلطة لنجل رئيس يجلس على كرسي الحكم ما يزيد عن ربع قرن ، فضلا عن انحياز سياساتها بشكل صارخ ، تحديدا ، في السنوات الاخيرة الى الاقلية من الاثرياء على حساب الاغلبية من الفقراء ، خاصة مع بسط رجال الاعمال سطوتهم على الحكم ، من خلال تواجدهم فى مواقع قيادية بالحزب الحاكم والبرلمان.
وتبدو المعارضة وسط مناخ الفساد والافقار والقمع السلطوي والعبث حتى بالدستور والقوانين لصالح مصالح افراد ، في غاية الهشاشة ولاتقوم بدورها المنوط بها فى مثل هذا الظرف التاريخي ، رغم ان كل المعطيات ، وفق نظرية التحدي والاستجابة ، كفيلة بالوصول الى نتائج مختلفة تماما عما نشهده من ركود وتثبيت للاوضاع القائمة منذ سنوات بعيدة.
والمؤسف ان الجميع في مصر يتحدث عن التغيير ، لكن لاشئ يدل على فعل التغيير .. الجميع يرفع شعار الديمقراطية ، لكن الممارسة العملية ذات طابع اقصائي و ديكتاتوري ، على كافة المستويات حكومة ومعارضة ، افرادا وجماعات ، ما يعكس عدم قناعة صادقة لفعل التغيير او التحول الديمقراطي لدى الجميع او فلنقل لدى الغالبية العظمى .
واذا كانت المعارضة القديمة .. يسارية كالناصرين والماركسيين ، او يمينية كالاخوان والوفد قد فشلت حتى الآن في البرهنة على قناعتها بضرورة التغيير وارادة فعل التغيير ، واكتفت بمعارضة شكلية داخل الغرف المغلقة ، او على صفحات الجرائد والانخراط في لعبة المواءمات والمساومات والحصول على مكاسب جزئية او خاصة وانتظار انهيار النظام من تلقاء نفسه او بفعل قوى خارجية.
ما جعل اية تحركات معارضة محدودة الاثر والتأثير وغير مقنعة للجماهير ، ناهيك عن الصراعات الداخلية بين القوى المعارضة او داخل الكيان الواحد ، طمعا فى مكسب مادي او سلطوي ، بعيدا عن اية قيم نضالية او قناعات فكرية او اهداف وطنية ، ما اهدر كل الفرص للتغيير واتاح الفرصة للحزب الحاكم واجهزته الامنية

لاختراق المعارضة و شراء بعض عناصرها من وراء الستار او عقد صفقات انتهازية ، لاحباط اي امل لتغيير المعادلة القائمة ، بالاضافة الى غياب مناخ صحي يفرز قائد تتوافق عليه كل القوى السياسية ويحظى بثقة ودعم الجماهير، وقبل هذا يتسم بالنزاهة والنقاء الثوري .
وحتى القوى الجديدة مثل حركة كفاية او حزب الغد او حزب الجبهة الديمقراطية لم تسلم من مثل هذه الامراض فتقلص دورها سريعا وانضمت الى غيرها من الكيانات الهزيلة المشوهة التى تكرس لنهج النضال المكيف ، او المعارضة من داخل النظام ، او حسب قواعد لعبة تقررها السلطة الحاكمة ذاتها.
وللاسف ، حتى الاجيال الجديدة من الشباب غير المنخرطين في اية تجمعات حزبية اصابتهم ذات العدوى ، فتصوروا ان النضال مجرد صب جم غضبهم على الحكومة وكيل الاتهامات لها على الانترنت في مدوناتهم ، او على الفيس بوك ، ليس سعيا وراء مكتسبات عامة ، وانما مكسب خاص من شهرة او مال او منصب ، اي انه اعادة استنساخ لآليات المعارضة الشكلية الانتهازية التى لا تتجاوز فعل التنفيس وتفريغ شحنة الغضب ، ما يصب في النهاية في مصلحة الحكم القائم.
وليس ادل على ذلك ، من اضاعة فرص متتالية خلال السنوات الاخيرة لو اتيحت لشعب اخر لصنع تغييرا ديمقراطيا وصنع مستقبلا مختلفا تماما ، اولها ابان الهجوم الامريكي على العراق وخروج الجماهير بمئات الالاف الي الشارع ، وسط اعلان واشنطن تخليها عن الديكتاتوريات القديمة وطرح بوش مشروعه للتحول الديمقراطي الذي حمل فيما بعد مسمى( الشرق الاوسط الكبير) وممارسة ضغوط عنيفة على النظام ، والفرصة الثانية كانت عقب التجرؤ على الدستور وادخال تعديلات تكرس لادامة الوضع القائم وتدعم مشروع توريث السلطة ، فضلا عن التخلى عن مكتسبات ثورة يوليو التي كان ينص عليها الدستور.
وجاءت الفرصة الثالثة ابان ازمة القضاة الشهيرة وما احاطها من ضجة واسعة ، بينما الفرصة الرابعة الضائعة ، فتتمثل في دعوة الاضراب العام التى كشفت ، بجلاء ، ان لا احدا يرغب جديا في التغيير ، وانما كل ينتظر الاخر ليغير له ، وهو جالس في بيته يشاهد التليفزيون.
ويبدو حديث الاعذار من قبيل الخشية من الفوضى او التدخلات الخارجية او سيطرة التيار الديني او تعليل ارجاء التغيير والتحول الديمقراطي بوجود عدو على الحدود او استنزاف الطاقة سنوات في صراع معه او الازمة الاقتصادية ، او ان الشعب غير مؤهل للتغيير ، او يحمل ارث حكم عسكري فردي منذ ثورة يوليو، او اننا ازاء نظام حالي باطش مدعوم من الخارج ، نوعا من العبث او كما يقال عذر اقبح من ذنب .
فباكستان اوضاعها ليست بالافضل مقارنة بمصر، ولم نسمع مثل هذا الكلام الغث
فلا تزال في حالة صراع متواصل مع جارتها الهند ، ولديها جماعات اصولية متشددة وتفجيرات ارهابية لا تتوقف ووجود اجنبي وعناصر (قاعدة ) يتصارعان عند حدودها مع افغانستان وينالها منهما شظايا عديدة ، والوضع الاقتصادي متدهور والنظام الحاكم ينحى نحو القمع والديكتاتورية ، سواء كان عسكريا او مدنيا ، وغالبا ما يحظى بالدعم الامريكي القوى.
لكن الفارق الوحيد بيننا وبينهم .. انهم شعب حي جدير بالحياة الكريمة ، بينما نحن شعب لايستحق الحرية ولا العدالة ، لاننا لا نؤمن بها ، ولا نريد ان ندفعها ثمنها ، فهنئنا لباكستان ديمقراطيتها ومعارضتها الشريفة التى تؤمن بقضية ، وعلى اهبة الاستعداد للتضحية من اجلها .. وخزيا لهؤلاء الانتهازيين والجبناء الذين لا يستحقون سوى الفقر والقهر و عبودية متواصلة.
*كاتب صحفي مصري
Email: [email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحقة البشير .. عودة للسياسات الاستعمارية الشريرة
- حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة ...
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...
- خبير مصري يعلق على تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود عبد الرحيم - باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا