أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيونية















المزيد.....

اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيونية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 06:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انه سيد البيت الابيض في القاهرة ، اتى محملا بحملة دعائية ضخمة لخطاب يوجهه الي العالم الاسلامي من اعرق جامعة مصرية ، وكأنه خطاب الخلاص الذي سيغير وجه الارض وينهي توترات وصراعات العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، لكنه لم يكن سوى لعبة دعائية لا تستأهل كل هذه الضجة والتنظيرات هنا وهناك وشل حركة مدينة كبيرة كالقاهرة دون اية قيمة تذكر، او اي مكسب سياسي للعرب والمسلمين يعوضوهم عن كثير مما دفعوه خلال سنوات حكم ادارة بوش.
على العكس تماما ، اسقط الخطاب القناع عن اوباما ، ومثل صفعة لكل الواهمين العرب والمسلمين المراهنيين عليه، المعتبرين ان ادارته الديمقراطية تمثلا انقلابا على سابقتها الجمهورية ،وتتفهم اكثر واقع وتطلعات الشعبين العربي والاسلامي.
والسؤال الذي يجب ان يطرحه كل من استمع الي الخطاب الموصوف بالتاريخي.. هل ما ذكره اوباما يحمل اي نبرة تصالحية ام انه اعادة انتاج لخطاب منحاز ذي وجه امبريالي صهيوني ، لا يختلف كثيرا عن خطاب سلفه غير المأسوف عليه جورج بوش ؟
ان افترضنا حسن النية فانه ينطلق من غباء سياسي او في احسن الاحوال من مقاربات مغلوطة تتجاوز الواقع الفعلي والحقائق الملموسة ، فضلا عن الابتعاد عن السياق التاريخي الموضوعي.
ولنقف قليلا عند ابرز قضية تمثل الهم المشترك لكل العرب والمسلمين وجوهر التوتر، حسب توصيف اوباما نفسه بين العالم الاسلامي وامريكا ، الا وهي القضية الفلسطينية ، هل فعلا كما يقول ان المعاناة واحدة في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ، ام ان هذا تجني واضح او عدم فهم بمساواته للضحية بالجلاد.. الم يعلم ان اسرائيل قوة احتلال وانها تمارس ابشع انواع جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية ضد شعب اعزل علي مدي اكثر من ستين عاما ، وان سجلها في المذابح يتجاوز بمئات وربما بالاف المرات ما فعله هتلر ومحرقته المشكوك فيها وفي ارقام ضحاياها الذي يتباكي عليهم دون ان يذرف دمعة واحدة او يعلن عن اسفه لضحايا النازية الصهيونية وضحاياها الفلسطينين الذين كانوا يحرقون بالقنابل الفسفورية في غزة بينما يتهيأ للجلوس علي كرسي الرئاسة.
ثم انه يناقض نفسه حين يتحدث عن الاعتراف باي حكومة منتخبة شعبيا ودعمها ، بينما يتخذ هو وحكومته موقفا سلبيا من حركة حماس ويعلن هو والسيدة كلينتون في غير مناسبة انهما لن يقبلا باي حكومة تضم حماس رغم انها منتخبة ديمقراطيا ، فقط يطالب السيد اوباما المبجل حماس بالاعتراف باسرائيل والاتفاقات السابقة ، ونبذ العنف وكأن رجل القانون لا يعرف ان من حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال ممارسة حقها في المقاومة لازالة الاحتلال، ثم انه لا يجرأ ان يتفوه بحرف واحد عن حصار شعب غزة وابادته جوعا ، ولا عن تسوية عادلة للصراع وفق جدول زمني ، علي العكس يعترف انه غير قادر علي فرض السلام ، فقط يلقي الكرة في ملعب العرب ويتهمهم بطريقة مبطنة بالعجز عن تحقيق السلام وان عليهم ان يدفعوا المزيد والمزيد من التنازلات لاسرائيل اذا ارداوا الحل ، لان مبادرتهم التي تمثل تسوية ظالمة للصراع العربي الاسرائيلي وتنازل عن حقوق تاريخية واضفاء شرعية علي الوجود الشرعي للكيان الصهيوني في المنطقة مقابل ارجاع الاراضي المحتلة فقط في العام 1967 ، في نظره بداية وليست نهاية ، لان المطلوب وما يفهم من اشاراته ما ينسجم مع مصلحة اسرائيل وامنها الذي يتعهد صبح مساء بالحفاظ عليهما ، يكمن في التطبيع اولا ، وليتم ارجاع الارض وقتما تشاء اسرائيل وبالمساحات التي ترغب في ارجاعها ، فضلا عن ضرورة الضغط علي الفلسطينين لايقاف تهديدهم المستمر لامن اسرائيل واسقاط حق العودة بقبول توطين الفلسطينين في البلاد التي يتواجدون فيها.
فهل وفق هذا السياق ووالالغام التي بين سطور خطاب اوباما، اية نية للمصالحة ام انها تأكيد علي ارتباط المصالح الامريكية والصهوينة ووجود استراتيجية واحدة تجاه المنطقة العربية وتصور لتسوية بصورة مجحفة ذات طابع استعماري للقضية الفلسطينية؟
ثم نفس المنطق المغلوط يكرره لدى تعاطيه مع الملف العراقي ، اذ يتجاهل عن جهل او عمد الجريمة الامريكية في العراق ويلمح الي ان الاوضاع في هذا البلد المنكوب باتت افضل عما كانت عليه قبل الغزو البربري وان العراقيين الطرف الكاسب من التخلص من الطاغية صدام ، وكأنه لم يسمع ان سقوط صدام ونظامه والفراغ الذي نتج عنه لم يستطع احد حتي الان من ملئه، وان النتيجة كانت حرب طائفية وملايين القتلي من الابرياء وتشرد داخل وخارج العراق وتدمير مؤسسات بلد كامل ماديا ومعنويا ، فضلا عن ان رجال امريكا من العراقيين الذين اتوا علي ظهور الدبابات الامريكية يقترفون جرائم وانتهاكات لحقوق الانسان تفوق ما كان يفعله نظام صدام حسب تقارير مؤسسات حقوقية وتقارير صحفية امريكية وبريطانية ، فضلا عن الفساد المالي الذي تفوح راحته ويعلن عن نفسه كل يوم وسط كبار رجال العهد الجديد ، علاوة علي فضائح السجون العراقية التي اقترفها جنود الاحتلال بتواطؤ المسئولين العراقيين والذي وقف مؤخرا السيد اوباما ضد نشر صور هذه الجرائم من قبل جنوده التي بدت كفضيحة تفوق الفضائح المعلنة السابقة لسجن ابو غريب.

لقد تحدث طويلا امبراطور البيت الابيض عن العنف والتطرف وعدم تسامح نظامه معه ، بل ذهب الي دعوة العالم الاسلامي الي التورط معه في حربه العبثية او الوهمية التي بدأها بوش ، دون ان يتوقف ويحلل اسباب هذا العنف وان امريكا هي التي صنعته عبر سنوات من الدعم للديكتاتوريات الفاسدة في العالم الاسلامي
والخلط بشكل يبدو مقصودا بين الارهاب وحق الشعوب المحتلة في ممارسة المقاومة المسلحة المشروعة ، فضلا عن النزعة الامريكية خلال السنوات الاخيرة في استعراض عضلاتها العسكرية واحتلال دول وتدميرها وفق حجج هلامية او اختراع عدو وهمي مثل القاعدة وبن لادن او في احسن الاحوال ، التضخيم من دورهما كذريعة للتواجد في مناطق استراتيجية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا على امتداد خارطة العالم الجيوسياسية في اطار صراعها الخفي مع العملاق الاصفر الصيني او لتحجيم عودة الروح لروسيا بعد تنفس الصعداء من سقوط الاتحاد السوفيتي وبقائها كقطب اوحد .
انه خطاب خبيث لا ينطلي الا علي الاغبياء الذين هللوا لشخص براجماتي استبق دخوله الي البيت الابيض بارتداء القلنصوة الصهيونية وزيارة اسرائيل لنيل التأييد ، ثم انه بعد ان تلى آيات من القرآن وتحدث بلغة تدغدغ المشاعر عن الاسلام وعظمته ، يتوجه لزيارة متحف النازية للبكاء في المانيا علي ضحايا المحرقة الصهيونية وتقديم الولاء من جديد للصهيونية.
فعن اي مصالحة نتحدث ، وعن اي خطاب تاريخي نهلل ، في حين ان السيد اوباما يلقن الذين راهنوا عليه وصدقوا ان ثمة تغييرا في السياسات الامريكية وفي نزعتها الاستعمارية الصهيونية درسا ، للاسف، لا يستوعبونه لانهم اغبياء، وهو يعرف نقطة ضعفهم ، اذ يعشوقون الكلام المعسول ويخدعون في الوعود و الشعارات ، خاصة اذا كانت صناعة امريكية.
• كاتب صحافي مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة العرب الثانية: نقد الذات واستعادة المفقود
- باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا
- ملاحقة البشير .. عودة للسياسات الاستعمارية الشريرة
- حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة ...
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيونية