أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر














المزيد.....

وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 22:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


استغرب بشدة من تلك الخفة التى يتم التعامل بها من قبل كثير من ابناء النخبة المصرية مع ملف الاستحقاق الرئاسي ، والجدل العقيم حول جزئيات وترك الكليات ، وعدم القدرة على انتاج تصور عملي لاخراج مصر من مأزقها الراهن المتمثل في قرب انجاز مشروع التوريث ، وفرض بالقوة والامر الواقع رئيسا يحكم مصر بشرعية مزيفة مستمدة فقط من كونه ابن رئيس حالي يحتكر صلاحيات مطلقة ، وسط برلمان اشبه بالمعطل، كون غالبيته لا تمثل ارادة الجماهير واتت بالتزوير، ولا هم لها الا الدوران في فلك الحكم وتوجهاته .
وليس تغيير الدستور وتقييد حرية خوض الانتخابات الرئاسية الا بشروط صارمة ، لا تنطبق فحسب سوى على مرشح الحزب الحاكم ، الا دليلا دامغا على فساد البرلمان ، وتواطء غالبيته ، وتورطهم في هذا السيناريو المخزي.
فكيف نتجاهل كل هذه المعطيات وننجرف نخبة وجماهير وراء وهم المخلص ، وندخل في سجالات ساذجة حول مرشح اسمه س او ص اتي من مؤسسة دولية كالبرادعي او من بيت العرب كعمرو موسي ، او حتى من الداخل كأيمن نور او حمدين الصباحي ، الاهم من المرشحين واسمائهم هو جوهر العملية الانتخابية التى تبدو اشبه ببوابة مغلقة غير مسموح سوى لشخص واحد بالولوج اليها .
المسألة اعقد مما يتصور هؤلاء الطامحين الى كرسي الرئاسة الذين يريد بعضهم التقاعد في قصر منيف وبيده صولجان الفرعون ،او هؤلاء الذين يحلمون بمجد شخصي او حتى الجماهير التى تفكر بنفس المنطق الاستسهلالي الخيالي ، فكل يعول على الاخر ويراهن عليه ليغيير له ، النخبة تريد الجماهير ان تتحرك لتأتي بها الى السلطة ، والجماهير تنتظر مخلصا يقدم لها التغيير على طبق من ذهب ، ولا احد فيهم يدرك او يعي حجم التضحيات التي يجب القيام بها ولا احد يرغب في دفع فاتورة التغيير ، فكيف يتأتي التحول الديمقراطي؟
هذا هو السؤال الاهم من خلق حالة جدلية تستهلك الجهد فيما لا يفيد، وتبيع الوهم للجماهير بطرح اسماء مرشحين وتسويقهم ، باعتبارهم منقذو العناية الالهية المرسلين لشعبه المختار لتخليصهم من الضلال ، رغم ان لا احد فيهم لديه مؤهلات حكم مصر في هذه الحقبة الحرجة من تاريخه التي تتطلب شخصية ثورية تنتمي قولا وفعلا للجماهير، وتجسد طموحاتهم، وتعبر عن همومهم وآمالهم، شخصية كاريزمية لا تعرف الموائمات ، ويكون لديها استعداد لخوض صراعات داخلية وخارجية شرسة لانهاء سيطرة رأس المال على الحكم ، والانحياز للعدالة الاجتماعية والديمقراطية ، واعادة بناء تحالفات مصر الخارجية ، وفك الارتباط المؤذي مع واشنطن وتل ابيب ،وتأكيد دوائر انتماءات مصر الرئيسة العربية والافريقية ، واقامة علاقات ندية مع القوى الاخرى في العالم ،على نحو يعيد لهذا البلد الكبير المُقزم رغما عنه ، دوره ومكانته الضائعة.
فهل اي من هؤلاء لديه الرغبة والقدرة على هذا الفعل الثوري الحتمي ، لاحداث تحول تأخر كثيرا ، وعمل على استدامة اوضاع الافقار والقمع واحتكار السلطة والثروة ، وتواصل التدهور العام اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ووقوع دولة بحجم ومكانة مصر في اسر التبعية للامريكان والتورط في علاقة آثمة مع العدو الصهيوني ؟!
ثم هل معركة بهذه الاهمية والمصيرية يتم التعامل معها بمنطق تحرك اللحظات الاخيرة ، وقبل قرابة عام من الاستحقاق الرئاسي ، ام ان الامر كان يتطلب معركة حقيقية مستمرة ومتصاعدة منذ التعديلات الدستورية الاخيرة ودورة انتخابات الرئاسة الماضية ، مهما كان الثمن ، ومهما عظم ولو كان دما ، مثلما حدث في تجارب شعوب عديدة تتوق للحرية والتغيير كحالة ايران وثورتها السبعينية ، او حالتى نيبال و باكستان القريبتين، او حتى ما جرى في فنزويلا شافيز المسماة ب"الثورة البوليفارية" ، او في اوكرانيا ، رغم التحفظ على الدور الخارجي في" الثورة البرتقالية"؟
واذا كانت القوى المعارضة المصرية يعتري تحركاتها الشكلية والاستعراضية والمصلحة الخاصة الضيقة والانشقاقات السريعة والمعارك الوهمية البينية ، وعدم ادراك التناقضات الثانوية من الجوهرية ووحدة الهدف واستحقاقات المرحلة ، وقد فشلت حتى الآن في اقامة جبهة موحدة لمواجهة التوريث ، وقبلها فشلت "حركة كفاية" في تحقيق اهدافها في عرقلة التمديد لمبارك الاب وايقاف سيناريو التوريث لمبارك الابن ، ثم صارت كيانا هشا شبيها بكل الكيانات المعارضة في مصر.. فعلى من نعول؟ تلك المعارضة النخبوية الفاشلة التى تبحث عن مكاسب دون متاعب، وتتصرف بنفس المنطق السلطوي ، ام على النظام الذي من غير المنتظر ان يتنازل طواعية عن مكتسباته اللامحدودة ، خاصة ان لا معارضة حقيقية في الداخل ولا ضغوط خارجية ، بعدما تراجع الغرب عن مشروع فرض التغيير الديمقراطي على المنطقة ، وتيقنه ان الديكتاتوريات القائمة تخدم مصالحه اكثر من نظم ديمقراطية.
في ظل هذه المعطيات المخيفة ، وهذه الدائرة المغلقة ، تبقي الاحتمالات الاكبر هو استدامة الاوضاع ، وخروج جمال مبارك ليحكم مصر من الواجهة ، وليس من وراء ستار كما يفعل الآن ، فمرور سيناريو توريث بشار الاسد في سوريا ، دون ممانعة تذكر داخليا او خارجيا ،عنصر تشجيع قوي ، ونموذج الانتخابات التونسية التى شارك فيها منافسون مصطنعون ، او محتجون ماثل في الاذهان بشرعيته الشكلية وديمومة احتكار السلطة.


ويبقي الاحتمال الاضعف ان يتحرك الجيش في اللحظات الاخيرة ، لينقذ مصر من مصيرها المجهول ، على غرار ثورة يوليو او مثلما حدث في موريتانيا قبل سنوات من تحرك الجيش الذي سعى قائده الى تحول ديمقراطي ووفى بوعوده على مرأى ومسمع من الجميع داخليا وخارجيا ، وان كان جرى انقلاب على هذه الوضيعية سريعا.
فهل نراجع حساباتنا ، ونقرر دفع فاتورة التغيير ، رهانا على مستقبل افضل ، ومكسب اكبر لنا ولابنائنا، ام ننتظر مثلما انتظر من كان قبلنا ، ونرضى بأمر واقع يعود بنا الى حقب ماضية ، شعارها "حفنة من الاسياد وشعب من العبيد" ؟!



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي
- لو فعلها عباس لاعتبرناه بطلا وغفرنا له ما تقدم!
- حين يصير التطبيع مُبررا والرفض مُستهجنا والاختراق من الداخل
- معركة النقاب مواجهة لشرور الاصولية
- دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة
- -الغرباء- سؤال الهوية المهددة من الذات والاخر
- صيف الصحراء:استدعاء ماضوي يمزج المدح بالبداوة
- يوليو2009: عن اي ثورة نتحدث؟!
- جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر
- حين تذكرنا السينما ب -جدار الفصل الصهيوني- الذي نسيناه
- -متعة اوربية- للمصريين على ايقاع -الزجاجات الفارغة-
- اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيو ...
- نكبة العرب الثانية: نقد الذات واستعادة المفقود


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر