أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر














المزيد.....

التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 12:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد شهور من الجدل الواسع والتسريبات والتكهنات ،جاء التغيير الوزاري في مصر الذي يحمل لافتة "محدود" ،ذلك التغيير الذي لا ينطبق عليه هو أو سابقيه - بأي حال من الأحوال - هذا التوصيف الدال ، حيث لا قيمة له سياسيا أومجتمعيا ،الا في رسالته التى يريد النظام المصري ان يصلها للجماهير، والتي مفادها :"اننا مستمرون في ذات النهج الفردي وذات السياسات المعارضة لمصالحكم وآمالكم ، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وعليكم ان تقبلوا بالامر الواقع الفاسد الذي لا مفر منه ،أو موتوا بغيظكم ، فانتم لستم رقما اصلا في معادلة الحكم" ، ليس هذا فحسب ،وانما يريد النظام ايضا ان يؤكد ان اية تغييرات منتظرة ستكون من سئ الي اسوأ ، وستحكمها كالمعتاد العقلية الامنية ، والولاءات الشخصية ، وليس معيار الكفاءة والخبرة والمصلحة العامة.
فالوزيران اللذان دخلا التشكيلة الحكومية حديثا احمد زكي بدر وعلاء فهمي لم يٌشهد لاحدهما بالنجاح في القطاع الذي تولاه لسنوات ،على العكس واجها اخفاقا ،ورفضا من جمهور العاملين معهما ،ومشاكل لم يستطعا ان يعالجاها سوى باللجوء الى الحل الأمني ، بل ان احد الوزيرين الجدد ذاته ابن وزير داخلية سابق، تحتفظ الذاكرة الشعبية له بتاريخ سئ من الفشل المهني والتجاوز والتعالي علي الجماهير ورفض مبدأ الحوار وتغليب العصا الامنية الغليظة ، وهي صفات يبدو ان الابن ناله حظا منها ،بالنظر الى تجربته في إدارة جامعة عين شمس ،اما الوزير الأخر فهو احد رجالات رئيس الحكومة ابان كان احمد نظيف مسئولا عن وزارة الاتصالات ، وصعده أكثر من مرة ، ويعد الثالث من مساعديه السابقين الذي ادخله الوزارة من بوابة "تكنولوجيا المعلومات"و" مصلحة البريد" بعد وزير التضامن الاجتماعي علي مصيلحي وطارق كامل ،وهذه اشارة اخرى تشي ان نظيف بعد سنوات من التواجد في منصب اكبر من قدراته و خلفيته وطموحاته ، ربما صار يبحث له عن دائرة نفوذ ودور ما، الى جانب أدوار رقعتها اكبر لمبارك الاب والابن ، ورجالهم من الحرسين القديم والجديد المتصارعين، خاصة في ظل حالة الفراغ السياسي الكبير في مصر الناتجة عن الجمود المتواصل وما تبعه من تملك شعور السطوة و منطق " العزب الخاصة"وشهوة السلطة على كل من يتولي في هذا البلد منصبا بالصدفة ،أو عبر آليات غير موضوعية ، ويبدو ان نظيف يأتي بمن هم على شاكلته من الضعف والطاعة العمياء،وفق معيار اهل الثقة لا الخبرة.
ومثلما جاءت تغييرات الوزراء بلا منطق سليم ، فان ثمة علامات استفهام كذلك على حركة المحافظين ، حيث جرى الاتيان برجل مخابرات ،وتحريك رجل عسكري من محافظة لأخري، رغم انه ثبت فشله ، وفي عهده تفجرت ازمات عديدة مع سكان تلك المنطقة الحدودية ، في حين ان منصب المحافظ لو اردنا تغييرا حقيقيا أو حتى اصلاحا، يتوجب ان يتم بالانتخاب الحر، ليعبر عن مصالح الناس ويحظى برضائهم ،لأن منطق الولاء دون الخبرة ، وسياسة اللجوء الى المعالجات الامنية في المشاكل الجماهيرية اثبتت عدم جدواها ، وانها كثيرا،وربما دائما تأتي بنتائج عكسية.
ان ما يتوجب التأكيد عليه في هذا السياق هو ان تغيير الوجوه لا يعني في مصر بأي حال تغيير السياسات ، واي حديث عن تغيير موسع او محدود يقوم بها نظام مبارك الآن أو مستقبلا ليس سوى قفزات في الفراغ ، وحركة في ذات المكان لا معنى لها ولا أثر ، لان التغيير في الحالة المصرية رهن بقمة النظام الذي لن يتخلى طواعية بأي حال عن سلطاته المطلقة، ولاتوجد مؤشرات ان لديه ادنى استعداد ان يتنازل عن مصالحه الضيقة ،في غيبة ضغوط جماهيرية حقيقية تُمارس عليه ،وتشعره بالتهديد على وضعيته الاشبه بوضعية النظم الملكية الوراثية ، والحكم الاتوقراطي السائد في القرون الوسطى.
ولعل فرض ضرائب علي المسكن الخاصة بالقوة ،ورفع الرقابة القضائية علي العملية الانتخابية تمهيدا بلا شك لتزويرها ، بالإضافة الى ترك رجال الاعمال يمصون دماء الشعب خير دليل على التمادي في اذلال هذا الجماهير وانتهاك أبسط حقوقها الآدمية ، استغلالا أو عقابا لها على سلبيتها ، وتكيفها مع الاوضاع المتردية على نحو مطرد.
على الشعب المنتظر في صمت ،أو هؤلاء الواهمين المراهنين أو المروجين لشعارات وهمية مثل الحراك السياسي والاجتماعي والتطورالاقتصادي الذي ان كان يتحرك فللخلف ، على هؤلاء ان يفيقوا من الوهم ويعوا الرسالة جيدا التي تتأكد يوميا، ومثلما يتمسك النظام بمكتسباته غير المشروعة ، بأية وسيلة ولو بالقمع والتهميش والاضرار بمصالح الوطن والمواطن والارتهان للخارج، واستنساخ العصر المملوكي ، ذلك العصر المشهور بالجباية وضعف الحكم والاضمحلال الحضاري ، فأولى بهذه الجماهير صاحبة كل الحق ان تبحث عن مصالحها ،وتدافع عن مكتسباتها التى تتعرض للاهدار والانكار كل يوم ، فالانتظار ليس ابدا في صالحها ،ولن يجلب عليها سوى مزيد من الخسران ، وعليهم ان يدركوا جديا ان" السمكة تفسد من رأسها" ، ومن ثم لا معنى للجراحات الظاهرية الجزئية ،أو التخلص من الاذيال والابقاء على الرأس.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي
- لو فعلها عباس لاعتبرناه بطلا وغفرنا له ما تقدم!
- حين يصير التطبيع مُبررا والرفض مُستهجنا والاختراق من الداخل
- معركة النقاب مواجهة لشرور الاصولية
- دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة
- -الغرباء- سؤال الهوية المهددة من الذات والاخر
- صيف الصحراء:استدعاء ماضوي يمزج المدح بالبداوة
- يوليو2009: عن اي ثورة نتحدث؟!
- جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر