أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - مكونات وعناصر المجتمع المدني (2 )














المزيد.....

مكونات وعناصر المجتمع المدني (2 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 08:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



الاشكاليات الفكرية والعملية المتعلقة بمفهوم وقضايا المجتمع المدني، ومدى ترسخه اوهشاشته تعود إلى الظروف والعوامل الموضوعية (الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية) والتاريخية المختلفة، وهو ما سمح بتعدد تعريفاته، وتنوع استخداماته والتي تطرقت إليها سابقا. غير انه في كل الأحوال نستطيع القول إن مفهوم المجتمع المدني مصدره الغرب، ويشي إلى التحولات العميقة التي طرأت على النظام والمجتمع القديم بصوره وتحولاته المختلفة، المجتمع الطبيعي ( الحيوانية، المشاعية ، الأبوية ) التقليدي، أو ما تلاه المجتمع العبودي والإقطاعي (التراتبي، الكنسي) ثم باتجاه بلورة النظريات السياسية (المدنية) الحديثة، وبالتالي فك الارتباط والتداخل بين الدولة والكنيسة، وإنهاء التراتبية الاجتماعية السابقة، القائمة على تسلط الإقطاع وهيمنة الكنيسة والحكم المطلق (التفويض والحق الإلهي ( واستبدال مفهوم الشعب بصيغة الرعية عبر ترسيخ مفهومي القانون والعقد الاجتماعي، ونذكر في هذا السياق إسهامات روسو، لوك، منتسيكو، وتوكفيل وغيرهم ونشير هنا على وجه الخصوص إلى مؤلف "العقد الاجتماعي" لجان جاك روسو وكتاب لوك الشهير "رسالة في الحكم المدني". تلك الكتابات والأفكار ركزت وبحثت في ماهية السياسة المدنية ولم تكن مهماتها تحديد التعارضات والفوارق ما بين الدولة والمجتمع المدني.
غير انه مع واثر اندلاع الثورات البرجوازية (الديمقراطية) وتحطيم أسس ومقومات العالم القديم ( الذي كان سائدا في الغرب) لصالح انبثاق علاقات إنتاجية واجتماعية ( رأسمالية ) حديثة (أصل مصطلح البرجوازية فرنسي ومعناه سكان المدن على خلاف سكان الريف وقراها) بدأ معها وفي موازاتها تبلور المجتمع المدني، والمناداة بضرورة استقلاليته عن فضاء الهيمنة الطبقية والسياسية للدولة الحديثة ، وفضح الجوهر الاستغلالي القائم على الاستغلال والاستلاب البرجوازي .
الموجة الجديدة
الاستخدام الحديث (المعاصر) لمفهوم المجتمع المدني (الذي غاب طيلة الفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وما تلالها من عقود الحرب الباردة) يعود إلى قرابة العقدين الأخيرين من القرن العشرين المنصرم، وترافق مع انهيار وتفكك النظم الشمولية (التوتاليتارية) في الاتحاد السوفيتي ودول "المعسكر الاشتراكي" السابق، وانهيار العديد من النظم الاستبدادية والديكتاتورية في دول العالم الثالث. وقد لعبت منظمات المجتمع المدني دورا أساسيا في بلورة ما يطلق عليه بالموجة الديمقراطية الجديدة التي اكتسحت ارجاء واسعة في قارات العالم المختلفة. ومع ان جذر العودة إلى هذا المفهوم استند إلى آراء المفكر الماركسي الايطالي البارز ) في العشرينات من القرن الماضي) انطونيو غرامشي، لكن تم تجاهل الاستهدافات الأصلية لذلك المفهوم الذي كان يفصح عن مفهوم الكتلة التاريخية الجديدة كأداة للهيمنة الأيدلوجية (بديلا عن الثورة – حرب المواقع)، في موازاة الهيمنة الطبقية والسياسية للدولة البرجوازية ، مع أنه ظل يستبطن الهيمنة السياسية / الطبقية للكتلة كهدف نهائي لاحق. المفهوم الجديد هو التأكيد على دور واستقلالية المنظمات والهيئات (غير الحكومية) المدنية في موازاة الدولة وبعيدا عن هيمنتها.
هيمنة العولمة
في السنوات الاخيرة وإزاء تبلور وترسيخ العولمة في ميادين الانتاج، التجارة، المال، الخدمات ومن خلال الاستفادة من الثورة العلمية والمعرفية المذهلة، وتوظيف التطور العاصف لنظم الاتصالات والمواصلات والإعلام والدعاية، فرضت العولمة هيمنتها باعتبارها الشكل المعاصر لسيطرة رأس المال العالمي والشركات متعددة ومتعدية الجنسية وسيادة "الليبرالية الجديدة" الغابية وسياساتها، من خلال واجهات وأدوات قوية مؤثرة مثل قمم الدول الصناعية الكبرى الثمان (G8) والبنوك الدولية، ومنظمة التجارة العالمية واجتماعات (نادي الأغنياء) دافوس، وفي مواجهة ذلك اخذ يتشكل ما يطلق عليه المجتمع المدني العالمي، وهو شبه ائتلاف فضفاض وواسع يشمل أناساً من جميع القارات والدول الغنية والفقيرة على حد سواء، ويضم عشرات الآلاف من المنظمات غير الحكومية ومن توجهات سياسية وثقافية واجتماعية مختلفة وحتى متناقضة، مثل هيئة الطوارئ العالمية، الهيئة العالمية لمناهضة العولمة، أنصار المحافظة على البيئة، جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمات السلام، المرأة، الشباب، الكتاب، المثقفين والنقابات العمالية والمهنية، وهي في مجموعها تشكل نواة لكتلة تاريخية (جديدة) غير مسبوقة، ومع أنه لم تتضح معالمها ووجهتها النهائية بعد، غير أنها انبثقت في سياق تنامي وعي وإرادة الرأي العام والمجتمع المدني العالمي، والشعور بوحدة المصير المشترك للشعوب كافة، إزاء الأخطار والتحديات المحدقة، خصوصاً أن العالم بات يعيش أوضاعاً متشابكة ومتداخلة، حيث إن مايجرى من تطورات ومتغيرات في منطقة ما من العالم بات يمارس تاثيره بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الأوضاع في مناطق أخرى من العالم. إن قضايا مثل الفقر، الجوع، المرض، تلوث البيئة، المخدرات، الجريمة، انتهاك حقوق الإنسان والاثنيات والطوائف الدينية والمذهبية، والحروب الأهلية لم تعد محلية أو إقليمية الطابع بقدر ما غدت قضايا عالمية تهم البشرية والبلدان في العالم كافة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو المغزى العام لظهور المجتمع المدني على المستويين العالمي والوطني، واستبدال أسلوب العمل والتغير السلمي، بأسلوب الثورة والتهيج والعنف، وهل هو بداية لتشكل أممية جديدة تدعو لعولمة بديلة أو لأنسنة العولمة ضمن المعطيات السائدة؟



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة العيد الثامن لانطلاقة الحوار المتمدن
- المسار التاريخي لظهور وتبلور مفهوم المجتمع المدني ( 1 )
- الحداثة والأزمة الحضارية 2 - 2
- الحداثة وانسداد الأفق التاريخي ( 1 )
- القمة الخليجية في ظل التحديات والاستحقاقات المشتركة
- الاحتفاء بالشخصية الوطنية البارزة ميرزا الخنيزي
- إيران: بين ولاية الفقيه والدولة المدنية
- الديمقراطية على الطريقة الإيرانية
- كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.. ميثلوجيا الحزن والثورة
- كارثة سيول جدة.. هل تكون محركا لاجتثاث الفساد ؟
- تقرير منظمة الشفافية العالمية عن الفساد
- مبادئ حقوق الإنسان.. بين النظرية والتطبيق
- التجديد الديني والإصلاح الوطني.. ضرورة الراهن ( 13 )
- التجديد والإصلاح الديني.. ضرورة الراهن ( 12 )
- دور الأنظمة العربية والغرب في إعادة بعث -الأصولوية الإسلاموي ...
- التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )
- - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )
- نشوء -الأصولوية الإسلاموية- ( 8 )
- من الأصولية إلى الأصولوية الإسلاموية ( 7 )
- نشأة الأصولية الإسلامية المعاصرة.. العوامل والمقدمات ( 6 )


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نجيب الخنيزي - مكونات وعناصر المجتمع المدني (2 )