أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )














المزيد.....

التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 12:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الأصولية ترتبط من حيث الجذر اللغوي مع مفردات وألفاظ مشابهة أو مترادفة أو مشتقة، مثل " الأصل " " الأصيل " ، " التأصيل " ، " الأصالة " و " الأصولي " ، رغم وجود بعض التمايزات وحتى التعارضات من حيث المعنى والدلالة فيما بينها.
غير أن الأصولية، وتحديدا " الأصولوية الإسلاموية" ، تسعى إلى تطويع وتحريف واقتطاع معاني ودلالات النص (الأول ( المقدس المتمثل في القرآن والثابت الدلالة في الحديث والسنة النبوية بصورة نفعية ومفارقة، وبغرض فرض وتوظيف قراءات وتصورات وتقيمات بشرية لذلك النص، باعتبارها تمثل الحقيقة الشاملة والمطلقة والنهائية للدين. حيث تأخذ صفة «الرؤية التمامية»، وهي بذلك ترفض كل ما عداها، الذي تدرجه خارج «الملة» ضمن خانة الإقصاء والتكفير والتفسيق، وصولاً إلى استحلال العنف والقتل والإرهاب بوجه مخاليفهم، وفقاً لمفهوم الفرقة الناجية، في ثنائية متطرفة (لا توسط بينهما) بين الحلال والحرام، الإيمان والكفر، النقل والعقل، حاكمية الله وحاكمية البشر.
لذا يرفضون كل ما أحرزته البشرية في مسيرتها الطويلة والممتدة من منجزات حضارية وإنسانية، على الأصعدة والمستويات كافة؛ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والمعرفية والعلمية، وقبل كل شيء العداء بشكل مطلق لمفهوم الدولة المدنية، وما يتصل بها من وجود دستور، حياة نيابية، والتداول السلمي للسلطة، وما يتطلبه من رفع القيود عن تكوين الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، وضمان حرية الفكر والكتابة والتعبير، وترسيخ مفهوم المواطنة والمساواة الكاملة بين المكونات الاجتماعية كافة؛ الدينية، المذهبية، والعرقية. وفي هذا الصدد كتب حسن البنا «إن الإجماع قد اتفق على أن الأحزاب المصرية - باستثناء حزبه بالطبع - هي سيئة الوطن الكبرى وهي أساس الفساد الاجتماعي الذي نصطلي بناره الآن[1]». ويرى الحل في «أن تحل هذه الأحزاب جميعاً وتجمع قوى الأمة في حزب واحد[2]». وبالطبع سيكون هذا الحزب هو حزب «الإخوان المسلمين». ومع أن الشيخ البنا لا يرفض النظام البرلماني بشرط توفر شرطين مهمين هما أولاً «بزوال الحزبية من النظام النيابي يصبح هذا النظام ليس بعيداً عن النظام الإسلامي ولا غريباً عنه». والشرط الثاني أن تسفر الانتخابات عن اختيار نوع خاص من أهل الشورى ممن هم في نظره " يكونون إما من رجال الدين وإما من الرجال المتمرسين على القيادة مثل رؤساء - يقصد أبناء الحمايل فقط - العائلات والقبائل، ولا تكون الانتخابات بمقبولة إلا إذا أسفرت عن اختيار أناس من هذين الصنفين[3 " [.
هذه الأطروحات التعسفية جرى تطويرها و«تأصيلها» على يد سيد قطب وخصوصاً في كتابه «معالم على الطريق»، حيث يشير إلى «أن الإسلام لا يعرف إلا نوعين من المجتمعات.. مجتمع إسلامي ومجتمع جاهلي». والمجتمع الجاهلي يستند إلى «الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر في صورة ادعاء حق وضع التصورات، القيم، الشرائع، القوانين، الأنظمة، والأوضاع بمعزل عن منهج الله للحياة». وتتحقق الجاهلية كلما انحرف المجتمع عن نهج الإسلام في الماضي والحاضر والمستقبل على حد سواء " ولكل ذلك الجاهلية تسود جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً.. حتى تلك المجتمعات التي تنسب نفسها للإسلام فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله.. فنحن وهذه الجاهلية على مفرق الطريق فإما إسلام وإما جاهلية[4 " .[
ووفقاً لهذا المنطق الكهنوتي، فإن الإخوان المسلمين وحدهم الجديرون بالقيادة والسلطة حتى تتحقق الحاكمية على أيديهم، باعتبارهم «الممثلين الشرعيين» للقانون الإلهي و«ظل الله» في أرضه. من هنا نفهم ضراوة الهجوم الذي تعرض له عبدالناصر والنظام الجديد، إثر ثورة 23 يوليو/ تموز في مصر، من قبل جماعة الإخوان المسلمين، حين أخفقت في احتوائهما، رغم وجود أعضاء من الضباط المنتمين للإخوان المسلمين في حركة ضباط الجيش، ومجلس قيادة الثورة. وتمثل ذلك في المحاولة الفاشلة لاغتيال عبدالناصر سنة ,1954 كما تكررت محاولاتهم لإسقاط النظام بالقوة في العام ,1965 ما أدى إلى رد فعل قوي من السلطة المصرية تمثلت في إعدام بعض قياداتهم ) أبرزهم سيد قطب) واعتقال أعداد كبيرة منهم. ولا أحد ينكر أن المئات منهم تعرضوا إلى تعذيب وحشي واعتقال لمدد طويلة من دون محاكمة أو من خلال محاكم عسكرية لا تمتلك الصفة الشرعية والقانونية، كما فصل الآلاف منهم من العمل ، وهم ليسوا الوحيدين على كل حال فقد شملت الانتهاكات الآلاف من الشيوعيين واليساريين .
وأخيرا نجح الغزو والعدوان الخارجي (في يونيو/ حزيران 1967) من قبل إسرائيل في تحقيق ما فشل الإخوان المسلمون من تحقيقه في الداخل، وهو إضعاف نظام عبدالناصر، وصولاً إلى تصفية إرثه ومنجزاته على يد أنور السادات الذي دعم وساند بقوة جماعة الإخوان المسلمين ضد خصومه الذين هم خصومهم في الآن معاً.
واللافت هنا ما جاء في مذكرات الرئيس الأميركي جونسون أنه عندما جاءته أنباء هزيمة مصر ومعها سوريا والأردن على يد الجيش الإسرائيلي، حيث كتب «هذا أعظم خبر سمعناه»، وفي الوقت نفسه صرح أحد قيادات " الإخوان المسلمين " البارزين وهو الشيخ محمد متولي الشعراوي أنه صلى لله ركعتين شكراً على انتصار إسرائيل وهزيمة الجيش المصري وبقية الجيوش العربية.

[1]، [2]، [3] راجع: «مجموعة رسائل الإمام الشهيد»، ص 372 و277 و36 على التوالي.
[4] راجع: سيد قطب، " معالم في الطريق "



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )
- نشوء -الأصولوية الإسلاموية- ( 8 )
- من الأصولية إلى الأصولوية الإسلاموية ( 7 )
- نشأة الأصولية الإسلامية المعاصرة.. العوامل والمقدمات ( 6 )
- لماذا انتكس مشروع التنوير؟ ( 5 )
- الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )
- الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي
- الخطاب الطائفي عامل تفتيت للمجتمعات العربية
- الانتخابات المقبلة ومتطلبات إعادة بناء الدولة العراقية
- أحمد الشملان.. مثال المثقف العضوي
- الهوية والتنوع والمواطنة
- تقرير التنمية الإنسانية العربية.. واقع مر وأفق مسدود
- اليمن إلى أين؟
- اليوم العالمي للديمقراطية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )