أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )















المزيد.....

- الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 15:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


" الأصولوية الإسلاموية ".. بين التقية والعنف ( 9 )
نجيب الخنيزي
مزجت حركة الإخوان المسلمين على الدوام بين منهجين يبدوان متعارضين، هما تكتيك الأخذ بمبدأ التقية السياسية ومهادنة الحكومات من جهة، ومنهج العنف والتأمر ضدها من جهة أخرى.
كتب حسن البنا «وما لم تقم الدولة الإسلامية فإن المسلمين جميعاً آثمون ومسؤولون بين يدي الله العلي القدير عن قعودهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها[1] " . وفي موضع آخر ذكر " الإخوان المسلمون يعلمون أن أول مراتب القوة هي قوة العقيدة والإيمان، ثم تليها قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح[2] " .
غير أن هذا التوجه الاستراتيجي للإخوان المسلمين كان يخضع لاعتبارات المنفعة السياسية، حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الوطنية العليا. فعلى إثر إلغاء معاهدة 1936 في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1951 تحت ضغط المقاومة المسلحة للفدائيين ضد الإنجليز في قناة السويس، قال المرشد العام حسن الهضيبي الذي خلف البنا لمندوب صحيفة «الجمهوري المصري» في 25 أكتوبر/ تشرين الاول 1951 «وهل تظن أن أعمال العنف ستخرج الإنجليز من البلاد؟.. إن واجب الحكومة اليوم أن تفعل ما يفعله الإخوان من تربية الشعب وإعداده أخلاقياً فذلك هو الطريق الصحيح لإخراج الإنجليز من مصر». كما خطب المرشد العام الهضيبي في شباب الإخوان قائلاً «اذهبوا واعتكفوا على تلاوة القرآن الكريم»!. وقد رد عليه المفكر الإسلامي التقدمي خالد محمد خالد في «روز اليوسف» بمقال تحت عنوان " أبشر بطول سلامة يا جورج " نشر في تاريخ 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1951 قائلاً «الإخوان المسلمون كانوا أملاً من آمالنا لم يحركوا ولم يقذفوا في سبيل الوطن بحجر ولا طوبة، وحين وقف مرشدهم الفاضل يخطب منذ أيام في عشرة آلاف شاب قال لهم اذهبوا واعتكفوا على تلاوة القرآن، ولا تتورطوا بالقتال .
هذه الانتهازية والتقية السياسية، لم تمنع مؤسس حزب الإخوان المسلمين حسن البنا أن يكتب محرضاً «في الوقت الذي يكون فيه لكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمئة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها.. في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحر، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإني فاعل إن شاء الله». وفي موضع آخر يؤكد «ومن قعد عن التضحية معنا فهو آثم». ولتحقيق هذا المبدأ تشكل بصورة سرية «الجهاز الخاص». الطابع العسكري الحديدي للجهاز (الخاص) السري للإخوان المسلمين تمثل في نظامه الداخلي الذي ينص في المادة 13 منه " إن أية خيانة أو إفشاء سر بحسن قصد أو بسوء قصد يعرض صاحبه للإعدام وإخلاء سبيل الجماعة ."
وقد تضمن كتاب أصدره محمود الصباغ أحد قادة الجهاز (السري) الخاص تحت عنوان «حقيقة التنظيم الخاص» معلومات خطيرة عنه، حيث يقول" «إن أعضاء الجهاز يمتلكون الحق من دون إذن من أحد في اغتيال من يشاؤون من خصومهم السياسيين.. إن قتل أعداء الله غيلة هو من شرائع الإسلام ومن خدع الحرب فيها أن يسب المجاهد المسلمين وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه ويقتله " .
وقد جرى تطبيق ذلك بالفعل على أرض الواقع. أورد الكاتب الراحل عبدالله إمام في كتابه " عبدالناصر والإخوان المسلمون " ، عرضاً لكثير من الأعمال الإرهابية التي ارتكبها الجهاز الخاص للإخوان المسلمين في العهد الملكي والتي شملت اغتيال عدد من الشخصيات السياسية والقضائية مثل المستشار أحمد الخازندار ورئيس الوزراء النقراشي باشا، إضافة إلى الشروع في تفجير دور السينما وإحراق مدارس البنات الثانوية والمسارح والمحلات التجارية ومحلات التسجيلات الغنائية الصوتية في وسط العاصمة المصرية.
وقد جاء في دراسة موثقة كتبها أحمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة «14 أكتوبر» الصادرة في عدن تحت عنوان «لماذا يكره الإخوان المسلمون عبدالناصر». وتضمنت رصد وقائع وحوادث من الأرشيف المصري، إلى جانب اعترافات كثير من زعماء الإخوان المسلمين، أورد فيها أنه بعد أربعة أشهر على قيام الثورة، وبالتحديد في صبيحة يوم صدور قانون حل الأحزاب في يناير/ كانون الثاني العام 1953 حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من الإخوان المسلمين مكون من الصاغ الإخواني صلاح شادي والمحامي منير الدولة وقالا له «الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فإنهم يجب أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم»، أجابهما عبدالناصر «إن الثورة ليست في أزمة أو محنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فإنهم مخطئون». لكنه سألهما بعد ذلك " حسناً، ما المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة؟ "
فقالا له «إننا نطالب بعرض القوانين والقرارات كافة التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد . "
أجابهما عبدالناصر «لقد قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شابهها.. وإنني أكررها اليوم مرة أخرى.. وبكل عزم وحزم. غير أنهما جددا التأكيد على مطالب الإخوان المسلمين وهي أولاً: ألا يصدر أي قانون إلاّ بعد أن يتم عرضه على مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين ويحصل على موافقته. ثانياً: ألا يصدر أي قرار إلا بعد أن يقره مكتب الإرشاد. وقد رفض جمال بقوة هذين الشرطين، لأن الإخوان المسلمين في تصوره أرادوا من خلالهما، وغيرهما من الشروط الأخرى الحكم من خلف الستار، وبما يشبه ولاية الفقيه التي طبقت بشكل مباشر في إيران بعد عقود عدة من الزمن.
إثر ذلك اللقاء أخذ الإخوان المسلمون يتحينون الفرصة للنيل من النظام الجديد. يذكر أن المرشد العام للإخوان المسلمين أدلى بتصريح صحافي يوم 5 يوليو/ تموز 1953 لوكالة «الأسوشييتد برس» قال فيه «أعتقد أن العالم الغربي سوف يربح كثيراً إذا وصل الإخوان إلى الحكم في مصر، وأنا على ثقة بأن الغرب سيفهم مبادئنا المعادية للشيوعية والاتحاد السوفييتي وسيقتنع بمزايا الإخوان المسلمين». هذا الموقف وغيره من مواقف الإخوان المسلمين وخصوصاً اتصالاتهم السرية مع السفارة البريطانية في القاهرة، هو الذي دفع وزير خارجية بريطانيا المستر أنطوني إيدن إلى التسجيل في مذكراته " أن الهضيبي كان حريصاً على إقامة علاقات ممتازة معنا، بعكس الرئيس جمال عبدالناصر."
[1] انظر: حسن البنا، " رسالة دعوتنا بين الأمس واليوم ."
[2] حسن البنا، " رسالة المؤتمر الخامس "





#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشوء -الأصولوية الإسلاموية- ( 8 )
- من الأصولية إلى الأصولوية الإسلاموية ( 7 )
- نشأة الأصولية الإسلامية المعاصرة.. العوامل والمقدمات ( 6 )
- لماذا انتكس مشروع التنوير؟ ( 5 )
- الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )
- الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي
- الخطاب الطائفي عامل تفتيت للمجتمعات العربية
- الانتخابات المقبلة ومتطلبات إعادة بناء الدولة العراقية
- أحمد الشملان.. مثال المثقف العضوي
- الهوية والتنوع والمواطنة
- تقرير التنمية الإنسانية العربية.. واقع مر وأفق مسدود
- اليمن إلى أين؟
- اليوم العالمي للديمقراطية


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )