أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - رجعت أمينتو وتضاربت الآراء فما العمل الآن؟















المزيد.....

رجعت أمينتو وتضاربت الآراء فما العمل الآن؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذهب موقف الخارجية إلى اعتبار أن الجزائر هي التي أججت نازلة أمينتو حيدر، بهدف إفشال مسلسل المفاوضات عبر نسف الجولة الثانية من اللقاءات غير الرسمية بين الطرفين تحت رعاية "كريستوفر روس" في أفق التحضر للجولة الخامسة للمفاوضات الرسمية منذ استقالة "فان والسوم"، وها هي الآن جبهة البوليساريو تعمل كلما في وسعها لجني أقصى ما يمكن الثمار من هذه النازلة التي أحرجت المغرب، ملكا وشعبا وحكومة.



ها هي أمينتو حيدر قد عادت إلى عقر دارها دون تقديم أي تنازل ظاهر ـ علما أن الحديث ما زال جاريا على أنها قدّمت أكثر من تنازل من تحت الطاولة، لكن لم يظهر له أي أثر إلى حد الآن ـ بل هناك تلاسنات تفيد أن أمورا مهمة ستبرز بهذا الصدد، من شأنها أن تكشف طبيعة تلك التنازلات إن وجدت.



وفي انتظار ذلك، هاهي أمينتو بمدينة العيون، ازدادت تعنتا وعجرفة بعد السماح لها بالعودة، وها هي قد أعلنت بصريح العبارة عن عدم استعدادها القطعي لتقديم أي اعتذار.



ورغم أنها أعلنت عن رفضها التحدث إلى أي صحفي مغربي كيفما كان، إلا أنها قبلت محاورتها من طرف علي أنوزلا، فهل لأنها تعتبره صحراويا، اعتبارا لجذوره المرتبطة بباب الصحراء كلميم؟





نازلة الاغتيال



لقد تأكد على لسان أكثر من جهة عالمة، ما سبق وأن أشارت إليه مبكرا جمعية "الصحراء المغربية" على لسان رئيسها رضا الطاوجني، بخصوص محاولة تصفية أمينتو حيدر، بفعل مخطط أعدته المخابرات الجزائرية وكان على وشك التنفيذ لولا الإسراع وقبول السلطات المغربية عودتها لتفويت الفرصة على أعداء المغرب وتجنبا للدخول في متاهات من شأن عواقبها أن تكون أكثر حدة وقساوة من تداعيات التخلي على الموقف الرسمي من القضية.



لقد أكدت جدادة إخبارية صادرة عن جمعية "الصحراء المغربية" أن القائمين على هذه الأخيرة أرجوا لقاءا مع السفراء المعتمدين بالمغرب، (علما أن هؤلاء أصروا على أن هذه اللقاءات غير رسمية)، بخصوص نازلة أمينتو حيدر، وتأكد خلاله أنه فعلا كان مخططا لتصفية المعنية بالأمر طبيا، وبطريقة تضمن تغليف الجريمة وعدم انكشافها بسرعة، إذ تبين أن المخابرات الجزائرية كانت قد رتبت لهذا الأمر وأعدت تفاصيله بين يومي الجمعة 18 دجنبر والأحد 20 دجنبر 2009، وعندما أخبرت فرنسا المغرب بالمخطط عملت السلطات المغربية دون انتظار، على السماح لأمينتو حيدر بالعودة إلى مدينة العيون على وجه السرعة حتى لا تتحول إلى "شهيدة" كما سعت لذلك الجزائر وجبهة البوليساريو.



ومهما يكن من أمر ظل العديدون يتساءلون لماذا لم يقم القائمون على الأمور بتفعيل القانون منذ البداية وحين وقعت التجاوزات، ومتابعة أمينتو على الجرائم التي يقال الآن أنها اقترفتها، سيما تلك الماسة بالمقدسات، في حين هناك نوازل أقل من هذه، شأنا وخطورة، حرص قضاؤنا على قول كلمته فيها وأذان أصحابها بالسجن النافذ وبأحكام قاسية جدا كما هو الحال بالنسبة للكولونيل قدور الترحزاز الذي توبع لأنه وقف بجانب بعض الطيارين الذين كانوا محتجزين لدى البوليساريو، والذين أصيبوا بالإحباط و"الحكرة" بعد عودتهم لوطنهم بعد قضاء أكثر من 20 سنة معتقلين بالجزائر في ظروف جد قاسية.



لكن ما هي العبرة؟





ذهب العديد إلى القول، إن ما قام به القائمون على أمورنا بخصوص أمينتو حيدر، سيما السماح لها بالعودة منتصرة مظفرة مرتبط بتوافقات تمت من تحت الطاولة لجني نتائجه لاحقا، وحتى لو افترضنا صحة هذا الرأي، فإنه إن كان ينم على شيء، فإنه ينم على تأكيد القصور البيّن في التعاطي مع قضية الوحدة الترابية وعن استمرار غياب رؤية واضحة للتعامل مع هذا الملف، وأيضا ـ وهذا هو الأدهى والأمر ـ الإصرار على تهميش الأطراف الأخرى وحرمانها من المساهمة في تدبير الملف خدمة للقضية، خصوصا فعاليات المجتمع المدني ونواب الأمة.



لكن أمينتو حيدر أنكرت وجود أية صفقة بخصوص عودتها إلى مدينة العيون، بل ظلت تتفاخر بكونها عادت نتيجة للضغط الدولي وبفضله ولتدخل البرلمان الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة وفعاليات حقوقية وإنسانية عالمية.



لكن يبدو أنه واهم من يعتقد أن القائمين على أمورنا قد نجحوا في الطي النهائي لملف أمينتو حيدر، بمجرد السماح لها بالعودة، لأنها ما زالت مصرة على التحدي، هذا علاوة على احتمالات تصعيد انفصاليي الداخل بغية المزيد من التشويش على وضع الاستقرار بالأقاليم الصحراوية والخوف ،كل الخوف، أن تشكل هذه النازلة سابقة يسير على دربها آخرون سعيا لمجرد افتعال البلبلة والإحراج والتوظيف في المنتظم الدولي.



بدون لف ولا دوران، ألحقت أمينتو حيدر، أضرارا بالمغرب، وازدادت حرارة الهزيمة بشعور المغاربة بالغبن، عندما استمرت أمينتو تعنتها منتهجة التصعيد معلنة عزمها على مواصلة معركتها ضد السلطات المغربية، وزادت الصورة قتامة بتدخل هيئات مدنية وحقوقية إسبانية لمطالبتها بتوفير حماية أممية أو دولية لها من جهة، ومن جهة أخرى تمكين البوليساريو وانفصاليي الخارج من استغلال الظرف والركوب على الحادث لجلب المزيد من التعاطف الدولي.



إن نهج التعاطي مع نازلة أمينتو حيدر، كشف محدودية وقدرة الدبلوماسية المغربية في تدبير الأمور الطارئة بحكمة وحنكة ودهاء دبلوماسي، وبالتالي فلا مناص الآن إذن من التحول، من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم.



لقد كشفت هذه النازلة الكثير من مكامن الخلل في أكثر من مجال، سيما استخدام الكثير من آليات الإعلان الخارجي، في وقت ظل الانفصاليون، بدعم مالي قوي من الجزائر، يستغلون ترسانة الآلة الإعلامية الفرنسية والإسبانية والبرتغالية وغيرها لتعبئة الرأي العام الدولي واختراق المجتمعات المدنية الغربية لحشد مواقف مؤيدة للأطروحات الانفصالية.



من الأمور التي انكشفت بجلاء، وأكثر من أي وقت مضى، أنه على الرغم من المجهودات الضخمة المبذولة في مجال البنيات الأساسية والمشاريع الكبرى في كل القطاعات، والتي مكنت الأقاليم الصحراوية من الالتحاق بمسار أهم أقاليم المملكة، إلا أنه لا زال هناك إشكال عويص، وهو المرتبط بطبيعة العلاقة مع الإنسان، إن على المستوى الفردي أو على مستوى علاقة الأفراد بالمؤسسات الموكول لها دستوريا تنظيم المواطنين وتأطيرهم ،وهذا مجال لا زال يشكو من نقص فظيع.



والآن ما العمل؟



من تداعيات نازلة أمينتو حيدر، نشر ظلالها على المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، واستغلال جبهة البوليساريو الفرصة لرفع سقف مطالبها، ومنها المطالبة بإطلاق سراح مجموعة التامك والمعتقلين الصحراويين.



إن المرحلة الجديدة التي بدأت الآن، أول ما تقتضيه التخطيط الجدي والمجدي، للتوجه نحو العالم في مختلف المجالات السياسية والحقوقية والإنسانية، للضغط من أجل فك الحصار على سكان مخيمات تندوف، والمطالبة بتنظيم استفتاء وسطهم بخصوص الرغبة في مغادرة المخيمات أو البقاء فيها، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وتحت عيون مراقبة دولية، لتمكين الراغبين في العودة إلى الوطن من تحقيق رغبتهم.



إن بوليساريو الداخل لن يظل مكتوف الأيدي، وقد كشفت بعض المصادر أن ما يناهز 9 مليون درهم عرفت طريقها إلى الأقاليم الصحراوية لوضعها رهن إشارتهم لتمويل أنشطتهم. وقد ساهم في إدخال هذه المبالغ أعيان، الشيء الذي من شأنه إثارة جملة من التداعيات نتمنى أن يتم الكشف عنها كعربون لبداية تكريس الشفافية في كل ما هو مرتبط بتدبير ملف الصحراء، القضية المغربية الأولى.



في واقع الأمر، لا خيار الآن أمام الدولة إلا اعتماد الشفافية وتمكين فعاليات المجتمع المدني من الانفتاح على الخارج دفاعا على الوحدة الترابية قصد ملء الفراغات التي يستغلها الانفصاليون، سيما بالجارة إسبانيا.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتوقع أن يطلق سراح والدي فورا دون قيد و لا شرط لأنه بريء و ل ...
- عن الحكم الذاتي وأمينتو حيدر والأخطاء المغربية
- الكرابة بائعي الماء - عاطشون
- المحجوبي أحرضان أمغار الأطلس
- كيف كوّن وراكم الحسن الثاني الثروة الملكية؟
- النزق والصبيانية والعنجهية في السياسة المغربية
- -مشروع قانون المالية: الانعكاسات والبدائل -
- -بهلوانيات- صديق الملك
- هل المغرب في حاجة للتنمية أم للديمقراطية؟
- كرونولوجيا محاكمة صحافيي -المشعل- في غياب شروط المحاكمة العا ...
- - تحت الدف- / للتذكير ليس إلا!
- حانوتي المشروع الحلم الذي تحول إلى كابوس
- مفهوم -وزارات السيادة- نتاج الصراع بين الشرعية الشعبية والشر ...
- اليسار هل تكتمل دورته الحياتية؟
- وصفة لا غنى عنها الحكومة تراهن على القروض الخارجية لمواجهة ا ...
- مشروع ميزانية 2010 إجراءات تُنبئ بمزيد من الاحتقان الاجتماعي
- يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري
- لماذا الزج بشحتان في السجن؟!
- تقرير التنمية البشرية يعري عن عجز الحكومة وفشلها
- الحكومة تراهن على الخوصصة سنة 2010


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - رجعت أمينتو وتضاربت الآراء فما العمل الآن؟