أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري














المزيد.....

يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 08:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن معاينة واقع الحال تُبيّن بجلاء، أراد من أراد وكره من كره، أن مختلف المؤشرات السياسية والاجتماعية والإحصائية تفيد أن حزب "الأصالة والمعاصرة" يكتسح حاليا المشهد السياسي، في حين إن باقي الأحزاب تسير نحو التقهقر والترهل.
إن حزب صديق الملك رسخت قدميه في الركح السياسي، وعامل الزمن في صالحه أكثر من غيره الآن بفعل عدم انطلاقة أي بوادر فعلية لإحداث قطب مضاد. واعتبارا لهذا الواقع، لن يقوى أي حزب كيف ما كان على مواجهة قطب "التراكتور" ما عدا إن حدثت ثورة تنظيمية وهيكلية للمنظومة الحزبية. ولعل انتخاب بيد الله رئيسا للغرفة الثانية علامة بارزة على هيمنة "العبثية" على الساحة السياسية. كما أن استمرار الاختلالات التي يعرفها الحقل السياسي لن تكون إلا في صالح قطب "التراكتور" لأنها تقويه وتساعده على تحقيق أهدافه بأقل مجهود ممكن، ما دام حزب صديق الملك قد تجاوز الآن فترة "الوافد الجديد" ودخل طور تنصيب نفسه تيارا يجرف المشهد السياسي نحو بنية جديدة تتحكم فيها أقطاب سياسية وليس أحزاب منزوية على نفسها، ما دامت كل الأحزاب السياسية قد فشلت فشلا ذريعا في ترسيخ تجذرها الفعلي وسط الشعب.
إن جرد أسماء الأحزاب السياسية المتواجدة حاليا قد توحي أن هناك تخمة في وصفة التعددية، إلا أنها تخمة توشي بالضعف والترهل والتقهقر وغياب القدرة على الفعل في مسار التغيير وبناء الصرح الديمقراطي.
فلماذا استمرار الأحزاب السياسية الصغيرة؟ إنه تساؤل طفا بقوة على سطح الركح السياسي، سيما وأنه تأكد، بما لا يدع أي مجال للشك، أن تأثيرها أضحى منعدما، بل إن استمرار وجودها على الحال الذي هي عليه، من شأنه تعطيل التحولات الضرورية الواجب إحداثها في المنظومة الحزبية ببلادنا من جهة، ومن جهة أخرى، استمرارها كما هي الآن، لا محالة أنه سيسهل نجاح مخطط "ممتطي صهوة التراكتور" للسيطرة على المشهد السياسي، ما داموا عازمين، مهما كان الأمر، على بناء أول قطب سياسي "ضخم" بالمغرب استعدادا لاستحقاقات 2012 والسيطرة "المشروعة" على دواليب الدولة عبر آليات اللعبة السياسية المعتمدة.
ففي ظل تشتت القوى السياسية، اليمينية منها أو اليسارية، الموصومة بالولادة الإدارية أو المتبجحة بـ "المشروعية الشعبية"، من يا ترى سيكون في مستوى الوقوف في طريق قطب "التراكتور" والتصدي لمخططاته؟
هذا، في وقت يبدو فيه أن المخطط المعتمد حاليا لإعادة هيكلة المشهد السياسي رديء وبئيس، وقد بدت علامات رداءته وبؤسه عبر التحالفات والمناورات منذ استحقاقات يونيو 2009.
لا مندوحة إذن من أن الأحزاب الصغيرة سائرة نحو الانقراض لأن حركية المشهد السياسي بالمغرب سائرة قدما نحو تجميع القوى السياسية الفاعلة في أقطاب سياسية، وقطب "التراكتور" هو مظلة (باراشوت) صديق الملك الذي ستلقي به على كرسي الوزارة الأولى، و"عند الفورة يبان الحساب".
في خضم هذا الجو يتأكد من جديد أن لا حل لخلاص المغرب إلا باعتماد الديمقراطية الحقة، ومن يدعو لغير هذا، يدعو إلى دفع المغرب في دروب ومسالك لن تكون إلا كارثية، إن آجلا أم عاجلا.
لا خلاص إلا بالديمقراطية.. لكن لا زلنا منحرفين عن هذا المسار. ومن علامات الانحراف عن طريق الخلاص (الديمقراطية) نهج تعامل القيّمين على الأمور الحالي مع الصحافة المستقلة وصحفييها ومع الاحتجاجات الشعبية السلمية وتدبير تداعيات وانعكاسات الأزمة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، خصوصا وأن هذا النهج مازال يستند إلى تصورات و"روايات" ظهر بجلاء أنها تورط الدولة وتحرجها داخليا وإقليميا ودوليا أكثر مما تقويها. وهذا أمر من شأنه أن يخلف انعكاسات، إن بلادنا في غنى عنها الآن.
فلا خيار الآن إلا التراجع عن القرارات والإجراءات والتدابير المتسرعة وإعادة وضع القطار على سكة العمل من أجل تحقيق الديمقراطية، لأنه السبيل الوحيد للخلاص والضامن لتتجنب البلاد الدخول في متاهات جديدة تفوت عليها الفرصة مرة أخرى لمصادفة موعدها مع التاريخ، كما حدث في السابق مرارا وتكرارا. فلن تغفر لنا الأجيال القادمة التفريط في الموعد مع التاريخ هذه المرة.
فكفانا تفريطا في مثل هذه المواعيد، لأن هذا التفريط هو الذي دفع الكثيرين على امتداد عقود إلى ترديد أبيات أبي القاسم الشابي الشهيرة "إذا الشعب يوما أراد الحياة"، نعم كل المغاربة يريدون الحياة، لكن في ظل الديمقراطية.






#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الزج بشحتان في السجن؟!
- تقرير التنمية البشرية يعري عن عجز الحكومة وفشلها
- الحكومة تراهن على الخوصصة سنة 2010
- هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟
- -التامك- كان محميا من طرف -الديستي- و-لادجيد-
- مولاي أحمد العلوي عين الملك الحسن الثاني في كل مكان
- تضحية على سبيل التجربة ليس إلا
- محاكمة ثلاثة صحافيين من جريدة -المشعل- بتهمة نشر خبر زائف وا ...
- هل فعلا يعيش المغرب خطر المؤامرات الخارجية الأجانب؟
- اليخلوفي، الديب، النيني والشريف بين الويدان جيلان من بارونات ...
- -الله يكون في عون وزارة الصحة-
- المغرب – الجزائر :أمريكا، روسيا وفرنسا تشعل سباق التسلح بالم ...
- -ميشيل- الحريزي لغز اغتيال رفيق المهدي بنبركة
- هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟
- -المحتل المغتصب يجب أن يعاقب وليس أن يُجارى بالتطبيع معه-
- كل المؤسسات تأخذ أحيانا بحرفية الخطاب الملكي ولا تجرؤ على ال ...
- هل ينجح المغرب في امتحان إصلاح القضاء الذي يرسب فيه دائما؟
- حرية العقيدة و التخبط المفاهيمي : في الحاجة إلى العلمانية
- عشر سنوات من -العهد الجديد-: الحصيلة و الآفاق
- لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري