أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟














المزيد.....

هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 08:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هناك محاولة محتشمة لإصدار القانون التنظيمي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لإخراجه من سبات دام ما يناهز خمسة عقود خلت. علما أن الدعوة لإحياء هذا المجلس تزامنت مع وضعية اقتصادية واجتماعية عاشتها أغلب العائلات المغربية بفعل تقارب العطلة الصيفية وحلول شهر رمضان والدخول المدرسي وقرب حلول عيد الأضحى، وكلها محطات تُرعِب أكثر البيوت المغربية عند حلولها، بالأحرى أن تسقط عليها دفعة واحدة، وذلك جراء المصاريف التي تستوجبها والتي لا تحتمل أي انتظار ولا إرجاء.
هذا في وقت طُبعت هذه السنة، رغم كل ما قيل، باستمرار تدهور مختلف المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما قرأها الكثيرون كعلامات دالة على تكريس التراجع عن ما يسمى بـ "المسار الديمقراطي" تارة و"الانتقال الديمقراطي" تارة أخرى.
وهناك من رأى إمكانية حدوث تناقض بين هذا المجلس ومجلس المستشارين، بل ضمن هؤلاء من ذهب إلى القول إن إحياء المجلس الاقتصادي والاجتماعي ـ الكائن الذي ولد ميتا ـ من شأنه سحب البساط من تحت مجلس المستشارين، أو على الأقل تمهيد الشروط لإلغائه، وهذا في الواقع يدخل في نطاق "أضغاث أحلام"، لأنه، حتى ولو افترضنا أن الأمر كذلك، فإنه يستوجب بالضرورة تعديلا دستوريا، وتلك إشكالية، يبدو أنه لا يُراد إثارة الحديث عنها حاليا، بالأحرى الاستعداد لها، إذ لا يظهر أي مؤشر للسير على درب قبول إجراء تعديل دستوري مهما كانت محدوديته.
لكن الأهم، هو أن النظام لا يمكنه التخلي، في الفترة الحالية عن الغرفة الثانية، بأي وجه من الوجوه، اعتبارا للدور الذي تلعبه، كصمام أمان، ضمن آليات التحكم في اللعبة السياسية.
ومن الأجدى الاكتفاء بما يمكن تحقيقه، مادامت السياسة هي فن الممكن. وفي هذا الصدد سيكون المجلس الاقتصادي والاجتماعي قد أسدى خدمة كبيرة للمغاربة إن هو قام ـ على غرار ما قام به المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بخصوص الجيل الأول من هذه الحقوق (الحقوق السياسية والمدنية) ـ بالتفكير، أولا وقبل كل شيء، في سبل الاستعداد لطي صفحة الانتهاكات الجسيمة في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فمن الأجدى والأنفع بالنسبة للأغلبية الساحقة من المغاربة أن يدشن ولادته الفعلية بالانكباب على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا، ومدى النواقص الكبيرة التي مازالت تشوب هذا المجال الذي يعتبر المدخل الجوهري للشعور والإحساس بالمواطنة والانتماء، علاوة على أن هذا الميدان تبدو فيه بجلاء علامات التنمية والتقدم الحقيقيين.
لا يمكن نكران أنه تم هدر الكثير من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ حصلت البلاد على الاستقلال، كما تم تسجيل انتهاكات جسيمة في هذا المجال .
إن مختلف السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تم اعتمادها إلى حد الآن مازالت لم تأخذها (أي هذه الحقوق) في الحسبان، بطريقة جدية، في حين إنه من المفروض أن تتخذ الدولة على عاتقها، عبر سياستها، الإجراءات الكفيلة بإعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وبتمتيع المواطنين بحقهم في العمل والصحة والتعليم والمستوى المعيشي الكافي (تغذية، سكن، ملبس، ترفيه...)، وكلها مقومات أساسية لتحقيق العيش الكريم.
لكن الملاحظ أن الدولة لا تحترم النصوص الدولية لحقوق الإنسان في هذا المجال، رغم مصادقتها عليها، علما أنه لا ديمقراطية فعلية دون إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وعموما لا مجال لاحترام الحقوق في وضعية تتميز بالتردي والخصاص. وبلادنا مازالت تعرف خصاصا واضحا في الميادين الاجتماعية بفعل الاعتناء بالإكراهات المالية بأي ثمن، على رأس الأولويات التدبيرية، ولو دعا الأمر إلى التضحية بكل الباقي. يحدث هذا في ظل غياب شروط الحد الأدنى الضروري لتحقيق نسبة نمو اقتصادي كفيل بانطلاق تنمية شاملة فعلية.
فلا نحن خففنا من حدة الفقر واستفحال البطالة، ولا نحن شرعنا فعلا في التغيير الجذري لمنظومة تعليمنا المهترئة، ولو على الأقل بالتخفيف من مهزلة المزيد من تخريج جيوش العاطلين وإنتاج وإعادة إنتاج البطالة "المستدامة"، ما دام أغلب الخريجين غير مؤهلين أصلا للاندماج الفوري في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
فهل يمكننا أن نأمل بأن إحياء المجلس الاقتصادي والاجتماعي سيُشكّل بداية لطي صفحة الماضي الاقتصادي والاجتماعي "الأسود"؟





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التامك- كان محميا من طرف -الديستي- و-لادجيد-
- مولاي أحمد العلوي عين الملك الحسن الثاني في كل مكان
- تضحية على سبيل التجربة ليس إلا
- محاكمة ثلاثة صحافيين من جريدة -المشعل- بتهمة نشر خبر زائف وا ...
- هل فعلا يعيش المغرب خطر المؤامرات الخارجية الأجانب؟
- اليخلوفي، الديب، النيني والشريف بين الويدان جيلان من بارونات ...
- -الله يكون في عون وزارة الصحة-
- المغرب – الجزائر :أمريكا، روسيا وفرنسا تشعل سباق التسلح بالم ...
- -ميشيل- الحريزي لغز اغتيال رفيق المهدي بنبركة
- هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟
- -المحتل المغتصب يجب أن يعاقب وليس أن يُجارى بالتطبيع معه-
- كل المؤسسات تأخذ أحيانا بحرفية الخطاب الملكي ولا تجرؤ على ال ...
- هل ينجح المغرب في امتحان إصلاح القضاء الذي يرسب فيه دائما؟
- حرية العقيدة و التخبط المفاهيمي : في الحاجة إلى العلمانية
- عشر سنوات من -العهد الجديد-: الحصيلة و الآفاق
- لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة
- عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشه ...
- خبايا، طرائف وكواليس الدروس الحسنية في عهد الحسن الثاني
- دعم ليبيا ل -لبوليساريو- دون التفريط في العلاقات مع المغرب
- حوار مع علي سالم ولد التامك/ فاعل حقوقي صحراوي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟