أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشها















المزيد.....

عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشها


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 07:12
المحور: مقابلات و حوارات
    


بدر الدين الكتاني/ باحث وأستاذ جامعي لـ "المشعل"
عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشها

حاوره: إدريس ولد القابلة

الدكتور بدر الدين الكتاني أعد رسالة دكتوراه الدولة في موضوع : "الإمام أبو حنيفة مفكرا ومحدثا وفقيها". يمارس حاليا مهنة التدريس الجامعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وهو محاضر متطوع. خال وأستاذ حسن الكتاني المعتقل على خلفية ما سمي بـ "ملف الإرهاب".
يفضل إلقاء محاضراته ودروسه بلباسه العصري، إذ لاحظ أنها تساهم في كسر جملة من الحواجز "الوهمية" من الوهلة الأولى، الشيء الذي يساهم في تسهيل الاستعداد القبلي للتواصل والحوار، وقال، وهو يضحك، "ما الضرر في إلقاء درس ديني والمتحدث يرتدي سروال "دجينز"؟ ".
لكنه اعتبر أن مساهمة المرأة في الدروس الحسنية، بل هجومها عليها، هو تمييع لهذه الدروس.
تجاذبنا معه أطراف الحديث حول الدروس الحسنية، فكانت الحصيلة كالتالي:


- ما هي التطورات التي طرأت على الدروس الحسنية في عهد الحسن الثاني؟
+ التطورات التي طرأت على الدروس الحسنية في عهد الحسن الثاني هي أنها كانت دروسا تفسيرية حديثية وسيرية صرفة، ثم أريد ربما نزع هالة التقديس عن علماء الإسلام، وذلك بإقحام بعض التخصصات الحديثة مثل المحافظة على البيئة، إلا أن هذه العملية لم تنجح، لذلك لم يكتب لهذا النهج التوفيق لأنه سلب الدروس من محتواها، خاصة وأن الدرس يبدأ بـ "إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.." وكل حديث خرج عن هذا هو حديث مقحم ضمن الدروس، والدروس تنبذه.

- كان العلماء وملقو الدروس الحسنية يتمتعون بهامش مهم من الحرية في السنوات الأولى من إحياء هذه الدروس ، فما هي الدواعي التي أدت إلى تقليص هذا الهامش، ثم حذفه في نهاية المطاف؟
+ بكل بساطة، وبدون إطناب، السبب الرئيسي هو سيطرة الهاجس الأمني، هذا كل ما في الأمر. وفي الحقيقة، إنه ليس على أفواه الرجال أقفال.
عندما طغى الهاجس الأمني أضحى يطلب من المحاضر تقديم درسه مكتوبا، إذ صار الدرس يفحص فحصا قبل أن يلقى ويبث، وبدأ المحاضرون يلقون دروسهم عبر الورقة مباشرة وليس بطريقة ارتجالية كما دأب الرعيل الأول من العلماء الذين دشنوا انطلاقة الدروس الحسنية بالمغرب. ولما بدأ إلقاء الدروس بهذه الطريقة فإنها مسخت.

- لكن في السابق كان العلماء يطلقون العنان للسانهم حين إلقائهم لهذه الدروس، على سبيل المثال الشيخ الأزرق...( يقاطعني)
+ على ذكر هذا الشيخ الجليل أقول، من العار ألا يستفاد من علمه الآن، ( القضية وما فيها كما يقال) لقد طلبت منه فتوى فرفض.

- أي نوع من الفتاوى؟
+ فتوى سياسية لكنه رفض، لذلك قطعوا أوصال التعامل معه.

- يعتبر والدك من الرعيل الأول بين العلماء الذين دأبوا على المشاركة في هذه الدروس، هل سبق وأن حدثك عن طرفة أو حدث غريب وقع له؟
+ كان والدي قد امتعض يوما ما من درس لصبحي الصالح، وقال أردت أن أهجم على الميكروفون وأصحح ما قاله الدكتور صالح، لكن لا أذكر الآن فحوى ما قاله الدكتور.

- إذن الدروس الحسنية أصبحت تخضع لمراقبة قبلية؟
+ هناك مراقبة قبلية على الدروس وعلى كل ما يقال فيها وفي خطب الجمعة وغيرها من الرسميات ...تجعل العالم (بكسر اللام) يمتعض من المشاركة، إنها مراقبة تتناقض مع الحرية التي يُدّعى وجودها في ظل حقوق الإنسان..
و عموما لا ينبغي أن تخدم الدروس سياسة الدولة وتسييس الدين ( أي الدين المسيس) أو إسقاط السياسة على الدين و بتره.

- في نظرك هل عرفت الدروس الحسنية بدعا؟
+ البدعة التي عرفتها الدروس الحسنية، مشاركة المرأة في الدرس الرجالي.. لوحظ بكثير من الاستغراب دخول المرأة أمام الرجال لإلقاء درس (على الرجال) متجلببة بقامتها وقدها وقليدها، وقد سبق للحسن الثاني أن صرح أن المرأة كلها عورة، فكيف تدخل على الرجال بتلك الطريقة المفاجئة ويرفع الرجال عيونهم ليحملقوا فيها وهي تصعد إلى المنبر..
والمنبر في واقع الأمر لا معنى له، إذ عندما أصبحوا يصعدون إليه، أصبحت الدروس خاوية على عروشها، لأن الفقيه يكون في وضعية يعلو فيها على الملك، ومن ثمة لا يقول شيئا، وهكذا سار درس الدكتور النبهان الذي يعد تعيينه مديرا لدار الحديث طعنا في المقدرة العلمية المغربية، وما أن استفرغ درسه كخلاصة لرسالة ماجستير ودكتوراه ركب"مرسيدس مكيفة بعد شرب عصير ليمون بارد".
لقد حاول الحسن الثاني ألا يترك الدروس حكرا على العلماء، إذ فتحت الأبواب في وجه المحافظين على البيئة والقانونيين والمؤرخين.. وهذا عبث، في نظري، لأنه إفراغ للدروس من محتواها. ثم سمعنا مؤخرا أن أستاذة جامعية كبيرة قدمتها قناة "الجزيرة" كطبيبة جراحة في زرع الأعضاء أفتت لنفسها بتسليم أعضائها ، وبذلك تكون قد تدخلت في شؤون الشرع وهي لا تنتمي إليه. إن الإنسان لا يملك أعضاءه، قال تعالى "هذا خلق الله"، وفي الحديث "كل سلامة من الناس عليها صدقة"، (يعني كل واحد من المفاصل يحتاج من الإنسان إلى صدقة لإنقاذه من النار)، فالإنسان لا يملك أعضاءه حتى يتصرف فيها.
وهذه من سيئات إقحام غير المتخصصين في الشريعة الإسلامية ضمن هذه الدروس.
وكان الأولى أن يعقد جمع للنساء تحضره الأميرات وزوجات أعضاء الدولة والسلك الدبلوماسي..

- سبق لك أن قمت بردود شديدة اللهجة لتصحيح أخطاء بعض ملقي الدروس الحسنية ، ألا حدثتنا عن بعض هذه الردود؟
+ كان العلوي المدغري قد استدل بما أسماه حديثا وهو ليس بحديث ونقله من كتاب "تربية الأولاد في الإسلام" لـ "علان"، حيث صرح في درسه : قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):"اغتربوا ولا تضووا"،وهذا ليس بحديث، ولو راجع الوزير "الحديث" كما أورده الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين"، لوجد أن حافظ العراقي مصحح أحاديث الغزالي، قد أشار إلى أن هذا ليس بحديث وأنه كلام عمر بن الخطاب، قاله لأهل السائب حينما جاؤوا يشكون إليه النحول، فقال لهم "اغتربوا ولا تضووا".
وقد ذكرت في مقال نشرته في جريدة "العلم" أن ما اعتبره العلوي المدغري حديثا هو ليس بحديث لأنه لا يمكن أن تُناقض السنة القولية السنة الفعلية، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) زوّج فاطمة الزهراء لعلي، وهو ابن عمها، وقد أثمر هذا الزواج آل البيت الذين صار منهم السنة والشيعة، غير الغلاة طبعا. وقد أعجب الحسن الثاني بهذا التدخل، وفي الدرس الموالي، افتتح الملك المجلس، ومن ثمة وضع لنفسه ميكروفونا خاصا، فقال:"معشر العلماء من أورد منكم حديثا ينبغي ذكر سنده وصحته".
كما صححت للشيخ حسن بن الصديق، مفتي التلفزة المغربية، ما قاله عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، أنه انقطع عنه الوحي حتى أراد أن يتردى من أعالي الجبل، فقلت له هذا ليس صحيحا، إنه أمر يتنافى مع العصمة التي هي ملكة تمنع صاحبها من الوقوع في المحرمات بإرادته أو دونها. كما قلت له إن البخاري أورد هذا في إحدى بلاغاته الأربع، كما أن بلاغات أخرى عند البخاري وصلت وبحث لها المسندون عن سند يؤكد صحتها لكن ليس منها هذا "الحديث"، وقلت له إذا كان الإمام محمد عبده قد وقع في هذا الخطأ، في تفسيره كما وقعت الدكتورة عائشة عبد الرحمان بنت الشاطئ، فإن الشيخ بن صديق ما كان ليقع فيه، علما أن عائلته عائلة حديث.
وقلت، كذلك، لوزير الأوقاف السابق، العلوي المدغري، لا لقذف الدعاة، لأنه أراد أن يفرض الوصاية عليهم، مع أننا نفهم أن مهمة الوزارة هي التسيير المادي للمساجد لا فرض الديكتاتورية والسيطرة على العلماء.
وكتبت ردا أيضا على هذا الوزير الذي نقل عن الماوردي في الأحكام السلطانية، عندما قال إن الشرط السادس للإمامة أن يكون الإمام قرشيا، وعنونت ردي بـ "القرشية ليست من شروط الإمامة"، وقد اعترض عبد الكريم غلاب على نشر المقال وأشاد به الصحفي عبد الجبار السحيمي..
هذه بعض ردودي.. جعلت الحسن الثاني يأمر بمناقشة الدروس الحسنية لكن ليس على الطريقة العلنية بمحضر الملك ورجال الدولة التي كانت عليه إبان نشوئها..

- هل الزمن المخصص للدرس يعتبر حاليا كافيا؟
+ انطلقت الدروس الحسنية ـ وهي عادة إسلامية قحة ـ للاهتمام بعلوم الشريعة وتبليغ العلم بواسطة أجهزة الإعلام. يحضرها مجلس الدولة، ولها هيبة خاصة، لأن علماء جامعة القرويين هم الذين يحضرون المجلس.
وكانت تفتتح المناقشة العلنية أمام الملك، وهي إفادة جديدة على الدروس في عهد الحسن الثاني، كان نفس وزمن الدرس طويلين (ساعتان)، لكن بعد مدة تمّ التخلي عن المناقشة العلنية التي كانت تتميز بها هذه الدروس. و تقلصت مدة الدروس إلى نصف ساعة ولكن تشفع لهذا، أن صحة الحسن الثاني لم تكن تسمح بالجلوس أكثر من ذلك.
ينبغي للدروس الحسنية أن تستعيد زمنها ونشاطها وأن تزيد عن الساعة.. وأن لا يجلس بجانب الملك إلا ولي العهد أو أخوه أو رئيس دولة، كما حدث في عهد الحسن الثاني مع الجنرال سوار الذهب. كما ينبغي التخلص من الورقة وأن لا تكون الدروس المبرمجة ملغمة بسياسة الدولة.

- هل سبق لك أن حضرت إحدى هذه الدروس الحسنية؟
+ لا أفهم المغزى من هذا السؤال... لكن في الواقع إن المتتبع للدروس عبر التلفزيون مثله مثل الحاضرين، باعتبار أن الدروس الحسنية ليست محجوبة عن العموم.
أظن أن المغزى من هذا السؤال يرتبط بمواصفات المدعوين وانتماءاتهم وغير ذلك.. لذا أقول إن اختيار المشاركين في هذه الدروس يخضع لعملية انتقائية أمنية.







#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبايا، طرائف وكواليس الدروس الحسنية في عهد الحسن الثاني
- دعم ليبيا ل -لبوليساريو- دون التفريط في العلاقات مع المغرب
- حوار مع علي سالم ولد التامك/ فاعل حقوقي صحراوي
- اقترح عليه الرئيس بومدين رئاسة -الجمهورية الصحراوية- فغادر ا ...
- المغرب في الإعلام الخارجي
- نمو اقتصاد الدول المغاربية لن يتجاوز 4 بالمائة في 2010
- قضاؤنا نقطة سوداء و فشل الحكومة -مستدام-
- لغة سنوات الرصاص
- صيف -الفياسكو-
- من يمثل 15 مليون مغربي؟
- الفقيد عبد الفتاح الفاكهاني لازلت حيا، رغم رحيلك عنا
- الملك -الروك- الوحيد الذي نمّى ثروته هذه السنة
- استعمال المرأة و جسدها من طرف المخابرات
- اعتماد المخابرات ومصالح الأمن على -المرأة- لإسقاط السياسيين ...
- الجزائر تصطاد في مياه المغرب العربي العكرة
- قد تسير الجزائر نحو المجهول وعلى المغرب أن يستعد
- حقوق الإنسان بالريف ، تقرير يرسم صورة قاتمة
- حلقة أخرى من مسلسل الفساد
- -أسطول- سيارات الملك الخاصة
- تسليم مقاليد السلط للخونة وأبنائهم ومن والاهم على طبق من ذهب


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشها