أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إدريس ولد القابلة - وصفة لا غنى عنها الحكومة تراهن على القروض الخارجية لمواجهة العجز














المزيد.....

وصفة لا غنى عنها الحكومة تراهن على القروض الخارجية لمواجهة العجز


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 00:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قدّر صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، عجز الميزانية المرتقب سنة 2010 بما نسبته 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، مما يبيّن أن الحكومة تراهن بشكل كبير على الديون التي تمثل حاليا 47 بالمائة من الناتج الداخلي الخام. علما أن نسبة 3 بالمائة ظلت تشكل عتبة مخيفة إلى حدود 2009. لكن هذه المرة حاولت وزارة المالية الاستفادة من الماضي بالاعتراف بما تقرّه حساباتها، ما دامت نسبة 3 بالمائة لم تكن مبررة سابقا، وبالتالي مخافة للحقيقة القائمة، حيث أن الكثير من المحللين ينتظرون أن يفوق عجز الميزانية نسبة 4 بالمائة المعتمدة في قانون المالية لسنة 2010، ويقدرونه بـ 5 بالمائة، أي ما يفوق 40 مليار درهم.
لسد هذه الثغرة التجأت الحكومة مرّة أخرى إلى الديون الخارجية وإثقال كاهل الاقتصاد الوطني بالمديونية.
يبدو أن الحكومة ستستنجد بجملة من المؤسسات المالية الدولية ومنها صندوق النقد الدولي، البنك الإفريقي للتنمية (BAD)، الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (FADS)، البنك الأوروبي للاستثمار (BEI) والبنك الإسلامي للتنمية (BEI).
وقد تعالت عدة أصوات ضد الاعتماد على الديون الخارجية لسد الثغرات المالية المرتقبة. علما أن كل تقديرات قانون المالية تظل مرتبطة بسعر البترول على الصعيد العالمي. إذ لو تجاوز ـ لا قدر الله ـ 80 دولار للبرميل سيسقط قانون المالية لسنة 2010 في الماء، كما حدث في السابق عندما ارتفع سعر النفط بشكل لم يتصوّره معدو تقديرات وزارة المالية، فذهبت كل توقعاتهم هباءا وأصبحت بدون جدوى، مما جعل من الضرورة إعداد إجراءات جديدة.
كما أن الحكومة تراهن سنة 2010 على مداخيل الخوصصة، في وقت يرى العديد من المحللين الاقتصاديين، أنه من المجازفة حاليا انتظار 8 ملايير درهم من عمليات بيع المؤسسات العمومية وشبه العمومية، حيث يبدو أن هذا الهدف عسير التحقيق، إذ من الممكن أن يستمر عجز الميزانية في الاتساع أكثر.
وهذا ما يمكن توقعه أيضا بخصوص صندوق المقاصة ، إذا فاق سعر البترول 80 دولار، حيث أن قانون المالية لسنة 2010 خصص 14 مليار درهم لهذا الصندوق، لكن فاتورة النفط من شأنها في أي لحظة أن تفرض ارتفاع الأسعار، مما سيدفع إلى رفع مخصصات صندوق المقاصة إلى ما بين 17 و20 مليار درهم، وهذا من شأنه كذلك أن يساهم في اتساع رقعة عجز الميزانية، وبالتالي المزيد من إثقال كاهل الاقتصاد الوطني بالديون الخارجية مادامت وزارة المالية قد أقرّت بسبيل واحد لسد هذا العجز، القرض الخارجي.
قد يكون من الإيجابي اللجوء إلى الديون الخارجية بدافع الحصول على رؤوس الأموال لتنمية وتطوير الاقتصاد الوطني وتحسين أدائه لضمان نسبة نمو كافية، أما أن يكون الاقتراض لسد العجز دون تحقيق نمو فعلي، فهذا أمر لن يساهم إلا في المزيد من إضعاف قدرة المنظومة الاقتصادية على التوق إلى الانطلاقة التي طال انتظارها، لتحقيق ثروات مضافة من شأنها إعادة الانتعاش الاقتصادي ببلادنا.
ومن المعلوم أن الديون الخارجية تمثل حاليا 47 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وإذا افترضنا تحقق توقعات قانون المالية لسنة 2010، فإن نسبة الديون ستحدد حول 44 بالمائة، لكن الخطر يكمن في ارتفاع نسبة المديونية بوتيرة أكبر من وتيرة نسبة النمو التي حددها القانون المالي، كالعادة، في 3.5 بالمائة، باعتبار أنه لا يمكن إنجاز نمو في مستوى أقل من هذه النسبة. وللإشارة، مثلت مديونية المغرب سنة 2008 ما يناهز 58.88 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.
ومهما يكن من أمر، إن أسباب تخلف التنمية البشرية ببلادنا، تكمن في طبيعة المنظومة الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة ببلادنا، والتي ما زالت تتميز بهشاشة وغياب جدوى وفعالية التدخلات العمومية في مختلف المجالات الاجتماعية، علما أن الأداء الاقتصادي ظل يتراوح حول نسبة 2 بالمائة فقط منذ سنة 2007، بفعل بطء وعدم فعالية البرامج الحكومية في مختلف القطاعات. هذا، علاوة على عدم فعالية التدخلات العمومية المحدودة جرّاء ضعف اعتماد الحكامة من طرف الوزارة المكلفة بالقطاعات الاجتماعية، وعلى رأسها التعليم والصحة وغياب آليات تتبع وتقييم السياسات المعتمدة، للتمكن من الاستفادة من النواقص والأخطاء التي تحجبها الخطابات الرسمية ومغالطة الرأي العام، في حين إن الظرف يستوجب أكثر من أي وقت مضى، الاعتراف بواقع التنمية البشرية المتخلف والعزم على إطلاق المبادرات الفعلية لتغيير السياسات المعتمدة وذلك بوضع برامج وسياسات فعّالة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية وتوفير الخدمات وإعادة النظر جذريا في آليات توزيع الثروة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع ميزانية 2010 إجراءات تُنبئ بمزيد من الاحتقان الاجتماعي
- يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري
- لماذا الزج بشحتان في السجن؟!
- تقرير التنمية البشرية يعري عن عجز الحكومة وفشلها
- الحكومة تراهن على الخوصصة سنة 2010
- هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟
- -التامك- كان محميا من طرف -الديستي- و-لادجيد-
- مولاي أحمد العلوي عين الملك الحسن الثاني في كل مكان
- تضحية على سبيل التجربة ليس إلا
- محاكمة ثلاثة صحافيين من جريدة -المشعل- بتهمة نشر خبر زائف وا ...
- هل فعلا يعيش المغرب خطر المؤامرات الخارجية الأجانب؟
- اليخلوفي، الديب، النيني والشريف بين الويدان جيلان من بارونات ...
- -الله يكون في عون وزارة الصحة-
- المغرب – الجزائر :أمريكا، روسيا وفرنسا تشعل سباق التسلح بالم ...
- -ميشيل- الحريزي لغز اغتيال رفيق المهدي بنبركة
- هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟
- -المحتل المغتصب يجب أن يعاقب وليس أن يُجارى بالتطبيع معه-
- كل المؤسسات تأخذ أحيانا بحرفية الخطاب الملكي ولا تجرؤ على ال ...
- هل ينجح المغرب في امتحان إصلاح القضاء الذي يرسب فيه دائما؟
- حرية العقيدة و التخبط المفاهيمي : في الحاجة إلى العلمانية


المزيد.....




- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إدريس ولد القابلة - وصفة لا غنى عنها الحكومة تراهن على القروض الخارجية لمواجهة العجز