أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - النزق والصبيانية والعنجهية في السياسة المغربية















المزيد.....

النزق والصبيانية والعنجهية في السياسة المغربية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 00:40
المحور: حقوق الانسان
    


على هامش إضراب المعتقلين الإسلاميين عن الطعام:

النـزق والصبيانية والعنجهية في السياسة المغربية

يريد النظام أن يستفرد بالحكم ويرى أن الوجود الإسلامي الحركي القوي المنادي بالعدالة وإعطاء الشعب حقه في تسيير أمره يعترض سبيله ويعوق استبداده وطغيانه، فلا يعود إلى الصواب أو يعترف للأمة بحقها في الحرية والعدالة والمساواة وملكيتها الأصلية لثروتها وحقها في حكم نفسها واتخاذ قراراتها، وإنما يلجأ لمحاولة التخلص من عوائق الاستبداد بتصفية التيار الإسلامي المكتفي بالطرق السلمية في مطالبه ومناشداته ومعالجاته لأمراض النظام المستعصية، والزج بكرام أبنائه في المعتقلات والمنافي، بعد تغييب كرام آخرين منهم بالقتل والاغتيال. والتوسل إلى ذلك باختراع تهم أقرب إلى خيال الصبية ورعاع سكارى البارات ورواد دور الفاحشة.
ويضيق الخناق بالنظام المغربي في أمر الصحراء المغربية فيحاول الحسن الثاني نفسه وشخصيا باقتراح استفتاء الصحراويين حول تقرير مصيرهم ويعلن أنه أول من يعترف بدولة صحراوية إن أسفر الاستفتاء عن اختيارهم لذلك. إلا أن بطانة النظام ومافيا امتصاص دماء الأمة وأموالها تفسد المجتمع الصحراوي في العيون وما حولها نهبا وإرهابا واستبدادا وأخلاقا ونشرا للفواحش ومصادرة للحريات فلا يعود النظام مطمئنا إلى نتيجة الاستفتاء الذي اختاره بنفسه بكامل وعيه واستقلاليته، ويقوم العهد الجديد بالانقلاب على ما قرره النظام القديم، بما سماه " الاستفتاء التأكيدي " لمغربية الصحراء، فيؤكد مرة أخرى بذلك صبيانية رجال الدولة ونزقهم وغباءهم السياسي وقصورهم عن ملاحقة الأحداث أو الارتفاع إلى مستواها.
وتعود مواطنة هي "أمينتو حيدر" إلى بلدها بموقف يُرى في إطار حرية الرأي صوابا ويرى غير صواب، فتقابل من طرف رجال النظام بعنجهية ونزق وجهل سياسي، يجعل الدولة كلها مدانة على الصعيد العالمي في مواجهة امرأة عزلاء لا سلاح لها إلا موقفا نختلف معه أو نتفق، ثم ينطلق نـزق النظام المغربي مرة أخرى إلى توسيع دائرة الأمر بتحويله بمزاجية وانفعال إلى عامل توتر في المنطقة واستبعاد لما يسعى إليه المواطنون من فتح حدود المنطقة الشرقية المغربية وتخفيف وطأة الحصار الاقتصادي المفروض على أهلها.
وتطالب المنظمات الحقوقية المغربية والعالمية بضمان حقوق المعتقلين الإسلاميين في ظروف سجنية إنسانية معترف بها دوليا، وبتلبية طلبات المضربين منهم عن الطعام احتجاجا على المعيشة الحيوانية التي توفرها لهم مملكة تستعين في تسيير أمرها بنخبة متعجرفة متعالية نزقة فيعلن صراحة أحد روادها وهوحفيظ بن هاشم سجان المغرب الأول وسليل الأسرة الحاكمة:( من لا يعجبه الوضع فعليه مغادرة المغرب ).
ويصمد المعتقلون في الدفاع عن حقوقهم ويستمرون في ممارسة الحق الوحيد المسموح لهم به وهو الإضراب عن الطعام غلابا، فيخترقون بموقفهم الرجولي هذا جدار الصمت الذي فرضه النظام على قضيتهم وتنطلق المنظمات المدنية والإسلامية الوطنية والعالمية متضامنة معهم مطالبة بإنصافهم وإطلاق سراحهم، فلا يستطيع رجال النظام وبطانته أن يتخلصوا من نزقهم وصبيانيتهم وعنجيتهم البلهاء ويحاولون فك الحصار الإعلامي المضروب عليهم لا بالتعقل والحوار المسؤول الجاد، ولكن هذه المرة باختراع أسطورة غبية بليدة هي رسالة مجهولة زعم أنها من القاعدة إلى شخص مجهول بالمغرب ادعت الأجهزة أن له علاقة ببعض المعتقلين أو ببعض المساعدات المادية المتخيلة في أذهان رجال الأمن المغربي، والكل يعلم أن هذه الأجهزة قد وضعت الأسر عقب الاعتقال مباشرة تحت المراقبة الدائمة الصارمة فلا يغيب عنها شيء من أمرهم مهما قل أو صغر، بواسطة المخبرين والجواسيس الظاهرين والأخفياء. وأن لا علاقة تربطهم بالقاعدة مطلقا مهما دقت. وأن إرهاب الدولة لمواطنيها كلهم لا يمكن أن يعلو على إرهاب غيره، وأن فبركات النـزق المغربي لم تعد تنطلي على أحد في الداخل أو الخارج، ولا يمكن أن تحجب التأييد والتضامن العالميين مع المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم والاعتذار إليهم وتعويضهم عما لحق بهم من ضرر، مهما تمادت الأجهرة في أكاذيبها وفبركاتها الغبية النـزقة المضطربة.
إنهم لبعد القاعدة عن المغرب وعجزها عن اختراقه، يوظفونها للتخويف منها والإرهاب بها كعادتهم في التوظيفات الساذجة الغبية، ولكنهم ينسون أن القاعدة الحقيقية التي تهدد المغرب هي قاعدة الفقر والمرض والبطالة واليأس ومعاناة الاستبداد والظلم والحكم الفردي، ينسون أن المضطهدين من العلماء المعطلين المشردين والطاقات الفكرية والعلمية المعطلة، ومن اليائسين من خير المغرب المنتحرين هروبا منه في قوارب الموت، قد يرتدون على من ظلمهم ويشعلونها ثورة عارمة تحطم " باستيل المغرب الكبير "، وتطيح بمافيا الاستبداد والظلم؟ إن النخبة الفاسدة الحاكمة بالمغرب تلعب بالنار ولا تدري!!!
ويضيق النظام المغربي بماضيه المشين في مجال الحريات فيحاول التمويه بإعلان حرية الرأي والصحافة، وكأن الأمر مجرد لعبة سياسية أو مناورة مرحلية، ولكنه إذ وجد أن القضية جد لا لهو فيه وأن في الأطر الصحفية المغربية رجالا يتحلون بالخبرة والاستقلالية والصدق، يرتد عن قراره ويسلط أجهزته الأمنية والقضائية والإعلامية عليهم فيساقون إلى السجون والمعتقلات ويهجرون إلى المنافي وتصادر أموالهم وأدواتهم ومقارهم بأوامر إدارية صادرة مباشرة، وأخرى بواسطة قضاة هم طوع يمينه ويساره.
ويتضايق النظام المغربي بدور تحفيظ القرآن الكريم التي تذكر بطانته كل حين بأن الشعب المغربي مسلم ومالكي المذهب، كما لا تريد النخبة في حقيقة أمرها أن يكون، فيصدر أمره بإغلاقها ومصادرة ممتلكاتها وتشريد طلبتها، وإرهاب أساتذتها، بل ويعلن وزير خارجيته خوفه حتى من مجرد أناشيد إسلامية يتغنى بها الأطفال، ثم يتضايق النظام بحملات الاحتجاج على هذه التصرفات العشوائية، فيحاول تخفيف الضغوط عليه بحكم قضائي ابتدائي بفتحها، ثم يرتد على هذا القرار بحكم استئنافي يؤكد إغلاقها، والكل يعلم أن القضاء المغربي مجرد ألعوبة في يد الأجهزة الأمنية. وأن الأجهزة الأمنية مجرد ألعوبة في يد الحكومة الخفية.
هذه نماذج فقط – وغيرها كثير لا يكاد يحصى - من تخبطات النظام المغربي فيما يورط نفسه فيه كل آن، تقتضي طرح أسئلة لابد منها:
- بما أن هذه الشطحات السياسية تكشف عن المستوى الضحل لأخلاق أصحابها وثقافتهم السياسية وصبيانيتهم الغبية، فإن سؤالنا عن مصدرها، وهل هو الحكومة المعلنة على خشبة مسرح رئاسة الوزراء؟ أم الحكومة الخفية التي تدير أمر الملك ووزرائه من وراء ستار؟
-إ ذا كانت الحكومة العلنية هي المسؤولة وهي كما نرى عائلات " مافيا " تقتسم المغانم فيما بينها، وتغض الطرف عن بعضها و"يقَبِّبُ" أولها لآخرها، في إطار المثل المغربي " قَبِّبْ لأخيك يا بخاري "، فإن لمحمد السادس خيارات واسعة للتخلص منهم بخير منهم، وفي الشارع المغربي العدد الكثير من المثقفين العاطلين المعتصمين أمام البرلمان في كل حين، ممن لهم كفاءات علمية وسياسية وأخلاقية تجعلهم أكثر مقدرة على تسيير الدولة من النخبة الفاسدة الحاكمة الحالية، لانتسابهم الحقيقي إلى الشعب المغربي بآماله وطموحاته المشروعة، وإحساسهم الطبيعي الفطري الواقعي بآلام جياعه ومشرديه ومظلوميه وهم بعض منهم.
- وإن كانت الحكومة الخفية هي المسؤولة عن هذا الفساد المستشري بنـزق وسفاهة في المغرب، فهلا تساءل محمد السادس عن الهاوية التي تسير به وبالمغرب إليها؟
لقد آن الأوان لأن يسترجع المغرب حريته وحقه في تسيير أمره، لأن القيم الحديثة والتطور الإنساني الحديث لم يعد يقبل بأي وجه من الوجوه تسلط الاستبداد والحكم الفردي ولو " زَوَّقَ " وجهه بمختلف المساحيق والأصباغ. وما على النظام المغربي إلا أن يكف صبيانية أعوانه وعنجهيتهم ونزقهم عن ساحة السياسة والتدبير العام.
عمر وجاج/ الأمين العام للشبيبة الإسلامية المغربية





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مشروع قانون المالية: الانعكاسات والبدائل -
- -بهلوانيات- صديق الملك
- هل المغرب في حاجة للتنمية أم للديمقراطية؟
- كرونولوجيا محاكمة صحافيي -المشعل- في غياب شروط المحاكمة العا ...
- - تحت الدف- / للتذكير ليس إلا!
- حانوتي المشروع الحلم الذي تحول إلى كابوس
- مفهوم -وزارات السيادة- نتاج الصراع بين الشرعية الشعبية والشر ...
- اليسار هل تكتمل دورته الحياتية؟
- وصفة لا غنى عنها الحكومة تراهن على القروض الخارجية لمواجهة ا ...
- مشروع ميزانية 2010 إجراءات تُنبئ بمزيد من الاحتقان الاجتماعي
- يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري
- لماذا الزج بشحتان في السجن؟!
- تقرير التنمية البشرية يعري عن عجز الحكومة وفشلها
- الحكومة تراهن على الخوصصة سنة 2010
- هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟
- -التامك- كان محميا من طرف -الديستي- و-لادجيد-
- مولاي أحمد العلوي عين الملك الحسن الثاني في كل مكان
- تضحية على سبيل التجربة ليس إلا
- محاكمة ثلاثة صحافيين من جريدة -المشعل- بتهمة نشر خبر زائف وا ...
- هل فعلا يعيش المغرب خطر المؤامرات الخارجية الأجانب؟


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - النزق والصبيانية والعنجهية في السياسة المغربية