أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة















المزيد.....

هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 08:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحضرني هنا إحدى الأغاني الشعبية اليونانية القديمة وتقول: أن الألهه هبطت الى حي بلاكا – حي شعبي في أثينا – رقصت وشربت الخمر وحاورت مواطنيها ثم صعدت الى عليائها :
هكذا إذن ، في الميثولوجيا الإغريقية القديمة ، إرتدت الألهه صفة البشر العاديين ، حين مارست حياة الناس اليومية ، ثم حاورت أهالي أثينا . والحوار يعني ممارسة الفعل الديمقراطي في الإستماع الى وجة نظر الآخرين . وإعتبار أن هناك صلة مباشرة بين الحاكم والمحكوم .
في الحضارة السومرية الأسبق ، حتى ( الحداد ) كان له إلهه الخاص ، فقد منحته ( الألهه) حق الإختيار . وحتى الأضراب عن العمل مارسته بعض ( الألهه ) إحتجاجاً على سلوك كبير الألهه .. لكن تم إعدام العقل ومصادرته ، وتحويل الإنسان الى ( قن ) مع بداية الإشكالية الأولى في ( إسطورة الخلق والتكوين ) . التي ألغت حق الأختيار الفردي للإنسان في إعتناق ما شاء . كما جاءت في أسفار ( العهد القديم ) . فهل كانت نسخة ( العهد القديم ) فاتحة عهد قطع الصلة المباشرة أو التواصل ما بين الإنسان وآلهته دون وسيط ، وحتى حق الإنسان في الشكوى من آلهته بل ، وإنتقادهم على سلوكهم الآرضي في الجدب والخصب . وبمعنى آخر جرى تغييب العلاقة الديمقراطية بين الرمز والواقع ، لصالح تسييد رمز غيبي ممثل بحاكم أرضي . وهنا ربما من حقنا إعتبار أن ( الحضارة السومرية ) كانت الأسبق في تبني فكرة التعددية في صيرورتها الأولى كشكل من أشكال الديمقراطية والحرية الفردية في الفصل مابين ما لقيصر وما للناس . بيد أن العقل السومري ، لم يتمكن من تقديم فلسفته في سياق نظام معرفي فلسفي متكامل مقارنة بما قدمته الحضارة الإغريقية من منهاج فلسفي واضح . وهذا لا يعني نفي دور الحضارة السومرية ، بل كانت هذه الحضارة حاضنة البذرة – الفكرة التي شهدت على يد الآغريق تطورها بالشكل الذي وصلنا . في الحضارة المصرية رغم تعدد الألهة الطوطمية لكن بقي الأله ( رع ) سيد الموقف .
ما يهمنا هنا ، أن فكرة الفصل مابين الألهه وما بين القوانين التي تحكم المجتمع كانت ممارسة في أشكالها البدائية بما له علاقة بتنظيم حياة الناس ، وتدخل الألهه في الحياة اليومية كان يجري لصالح تمكين البشر من تحسين معيشتهم . ( آلهه تنظيم الري ، والمطر ، والحب ..الخ ) . مع المشروع السياسي لإسطورة ( العهد القديم ) لاحقاً جرى نسف كافة المنظومة البدائية للديمقراطية ، والحرية الفردية ، لصالح ( الإله الواحد ) الديكتاتور المغيب وممثلة الأرضي الزعيم الأوحد . الرسول الذي يحمل توجيهات الذي لا تدركة الأبصار ، ولا يخطر على بال بشر . وبما أن الرسول مثل دور ناقل أفكار ( الإله ) الى البشر ، كان لا بد من إعلان وصايا الإله في وثيقة وعظ أخلاقية . ( الوصايا العشر المنسوخة ) بيد أن الناقل كان قد إرتكب جريمة قتل ، ومع ذلك فقد أنقذه إلهه من العقاب الدستوري . لكنه قتل في إطار معركة الصراع على السلطة الأرضية على تخوم ( جبال أريحا ) في فلسطين . كما تقول ( الأسطورة ) وفي هذا الصدد هناك وجهة نظر أخرى .
( يوحنا المعمدان ) قتل أيضاً على يد سلطات الإحتلال الروماني ، عندما وصل الصراع على السلطة الى مركز القرار السياسي في ( روما ) وما شكلته ( الثورة البيضاء ) من خطر على مصالح الحاكم . وأمام تعاظم ومد هذه الثورة كان لا بد من إحتواءها . وتجييرها وتحويلها الى وسيلة ، تواصل بواسطتها السلطة الرومانية تحقيق غايتها بتسيد العالم القديم أو ( الأمبريالية القديمة ) ، إمبراطورية بلا حدود . ذات النموذج حققته ( الفتوحات ) الإسلامية الإنتقال من عصر ولادة فكرة الدولة القومية الى عصر ( الأمبريالية القديمة ) إمبراطورية بلا حدود ، وتحولت ( العقائد – الأفكار الدينية ) الى خطاب سياسي قائم على فكرة التوسع الجغرافي المستند على الرمز الألهي المغيب بتنفيذ تعاليمه ووصاياه .
من الممكن أن يقتنع المرء أن شعباً قد إختار ( ديانته ) الخاصة به ، لكن من الصعب على المرء الإقتناع بأن ( الإله ) قد إختار أو إصطفى شعباً معيناً دون بقية شعوب العالم . أو ( عقيدة ما ) ولترسيخ فكرة الإختيار كان لابد من ( نص مقدس ) يؤكد ذلك وهو ما جاء في ( إسطورة الخلق والتكوين ) في العهد القديم ، ثم في تعديلاتها مع ( العهد الجديد ) ثم في ( القرآن ) بقوله ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) أو أن الدين عند الله الإسلام . وفي خضم هذه الأساطير تحول ( موسى) الى ( كليم الله ) وعيسى الى ( إبن الله ) ومحمد الى( رسول الله وخاتم النبيين ) وبهذه الإشارة الأخيرة ، تمت عملية تصفية مسبقه للحيلولة دون ولادة مشروع جديد مغاير. و العديد من الأسئلة تثار حول هذه النقطة بالذات ،( لكن سنأتي عليها لاحقاً في ختام هذه الحلقات) . وهنا يبدو لي أننا لسنا في حالة ( صراع أديان ) بل في حالة صراع بين منظومات ( فكرية ) تمثل مشاريع ومصالح سياسية منذ بداية تجديد وتحوير ( إسطورة الخلق ) التي ربطت ولادة الكون والأنسان ، بشعب معين . وربما من المفيد هنا إلقاء نظرة سريعة تساعد على فهم جذور ( العقيدة التوحيدية )
تبدأ إسطورة خلق الإنسان الأول في ( العهد القديم ) على النحو التالي :
( إن الله خلق زوجين من البشر، ووضعهما في مكان أطلقت عليه " جنة عدن " . وإن هذا المكان كان على هذه الأرض ذاتها . لكن الزوجين البشريين إرتكبا خطيئة عظمى ، فقد أكلا من شجرة محرمة وطردهما الله من هذا المكان الى مكان آخر على الأرض ، شرقي عدن . وأنجب الزوجان الشريكان الأوائل هابيل وقايين ، وقام الأخوان بتقديم قرابين لإرضاء الله فقدم هابيل من لحم غنمه ، وقدم قايين من زرع أرضه .
لكن الأله قبل تقدمة اللحم من الراعي هابيل ورفض تقدمة المزارع قايين ..؟ وحصلت الجريمة الاولى ، بقتل الفلاح للراعي ثم ظهرت شخصية ( شيت ) الأبن الثالث ومنه جاءت البشرية . ) إنظر د . سيد القمني ( إسطورة الخلق )
وقبل ذلك كان الله قد خلق الكون في ستة أيام ثم إستراح في اليوم السابع ، وصعد على العرش .
لنقارن الأن بين إسطورتين الأولى كنص وثائقي بين أسطورة الخلق المصرية ، وأسطورة الخلق التوراتية :
اللاهوتية المصرية : العهد القديم ( سفر التكوين وأيوب
*********** **************
* نطق الإله بكل الأسماء، " وقال الله ليكن .. فكان كذلك
فتحولت كل كلمة خرجت من فمه تكوين : 1 : 3 : و 6- 9 – 14 -
الى موجود .

* فكان أن أوجد الإله بفكر قلبه وكلمة " وقال الله لتخرج الأرض ذوات
لسانه كل البشر، وكل بهائم الأرض أنفس حية كأجناسها بهائم
وكل الزواحف . ودبابات ووحوشاً ". تكوين 1:

* وعندما خلق الإله البشرخلقهم على " وقال الله نعمل الإنسان على
*صورته، وأخرجهم من ذاته . صورتنا كشبهنا . فخلق الله
الإنسان على صورته ، على
صورة الله خلقه " تكوين 26:

* ووفر الإله كل غذاء وطعام للبشر . " وقال الله إني أعطيتكم كل ما
يكون لكم طعاماً " تكوين 1:26
وخلق لهم الأسماك والطيوروكل " وقال لهم تسلطوا على سمك
الحيوانات . البحر وعلى طير السماء وعلى كل
حيوان يدب على الأرض" تكوين :3 .

* وصنع الإله النور للبشر. "وقال الله ليكن النور فكان نور.

* هو الذي رفع السماء وفصلها " عمل الرب الإله الأرض والسموات
وفصلها عن الأرض التي صنعها . تكوين : 2: 4 .

* ولم يكن في الارض ماء، فروى " ولم يكن الرب الإله قد أمطرعلى
ظمأهم الى الماء من فيضه . الأرض بعد " تكوين 2:5 .

*وقهر وحش المياه وأخضعه. " أتصطاد لوياثان بشص أو تضغط
لسانه بحبل ؟ أتضع أسلة في خطمه أم
تثقب فكه بخزامة أيكثر التضرعات
إليك أم يتكلم معك باللين ؟ هل يقطع
عهداً فتتخذه عبداً مؤبداً " التكوين
*خلق الله الإنسان من طين الأرض " وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض
وسواه على عجلة الخزاف .

*ونفخ في أنفه نسمة الحياة ليحيا " ونفخ في أنفه نسمة الحياة ، فصار
، فصار حياً . آدم نفساً حياً " تكوين 2 : 9 .

* وأنبت للبشر النبات والأشجار " وأنبت الرب الإله من الأرض كل
من الأرض لتكون طعاما للبشر . شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل .

* وخلق الله شجرة الإيشيد المقدسة " وخلق شجرة الحيوة في وسط الجنة
،الإله خالق شجرة الحياة وهو الذي وشجرة معرفة الخير والشر " .تكوين
قصمها الى شجرتين .

* وبعد أن أوجد الإله بفكره وكلمته المياه " فأكملت السموات والأرض وكل
، أوجد السماء ورفعها وأوجد الأرض جندها . وفرغ الله في اليوم السابع
والأعماق وكل ما تحتها وأوجد كل ما على من عمله الذي عمل ، فإستراح
الأرض وكل ما هو كائن وما سوف في اليوم السابع من جميع عمله
يكون ، إستراح من عمله . الذي عمل ". تكوين 2: 1: 2 .

الملاحظ هنا أن كافة تفاصيل عملية الخلق الواردة في الأسطورة المصرية عملياً هي ذاتها في أسطورة العهد القديم . وهي أيضاً ذات الأسطورة الواردة في التراث البابلي مع تعديل الأسماء والمواقع الجغرافية . علماً أننا هنا نناقش جانب واحد وهو ما يتعلق بإسطورة الخلق ، أما بقية الجوانب فحدث ولا حرج . ومع ذلك لنلقي نظرة حول الجانب التاريخي من حيث الترتيب الزمني للحضارة المصرية .
- حوالي 5300 – 3100 ق . م عصر ما قبل الأسرات وفيه ظهرت المواقع الحضارية الأولى في ( الفيوم – البداري – تل العمارنة – نقادة )
- 4241 ق .م بداية التقويم المصري القديم .
- حوالي 3100 ق .م الملك مينا يوحد الوجه القبلي والبحري ، ويصبح التاج المزدوج رمزاً لوحدة مصر .
- حوالي 3100 – 2686 ق.م عصر الأسرتين الأولى والثانية ، ويعرف بعصر ما قبل الدولة القديمة .
- 3000 ق. م ظهور الكتابة التصويرية مع بداية حكم الأسرة الأولى .
- حوالي 2780 – 2280 ق. م عصر الدولة القديمة ويشمل الأسرات الثالثة والسادسة وهو العصر الزاهر للحضارة المصرية القديمة وعصر بناة الأهرام .
- حوالي 2050 عصر الإضمحلال الأول ، ويشمل الأسرات السابعة والعاشرة . وفي إنهارت مركزية الدولة وتفككت البلاد الى إمارات صغيرة .
- 2050 – 1600 ق.م عصر الدولة الوسطى ، ويشما الأسرات 11 – 14 وفيه عادت مصر القديمة الى الوحدة وأدخلت إصلاحات إدارية جديدة ، وفتحت بلاد النوبة وضمت الى مصر .
- 1600- 1580 ق. م فترة الإضمحلال الثاني ، ويشمل الأسرات 15 – 17 وفيه حدث تدهور جديد ، وغزا مصر ( الهكسوس ) قبائل أسيوية . لكن ( طيبة ) لم تخضع للغزو .
- 1580 – 1100 ق.م عصر الدولة الحديثة ، ويشمل الأسرات 18 -20 ق .م وفي طرد أحمس الأول الهكسوس ، ووقع الصدام مع الحثيين .
- 1570 بلدة ( طيبة ) تصبح عاصمة مصر بدلاً من ( ممفيس ) .
- 1540 – 1479 ق.م الملك تحتمس الثالث يستهل عصر التوسع ، ويؤسس إمبراطورية في فلسطين وبلاد الشام تمتد الى نهر الفرات .
- 1360 ق.م الملك أمنحتب الرابع ، يبدل إسمه الى ( إخناتون ) ويفرض عبادة قرص الشمس ، أو الأله رب السماء . والأضطرابات السياسية – الدينية تؤدي الى عزل أخناتون ، وفقدان مصر لإمبراطوريتها الأسيوية .
- 1313 – 1283 ق.م تعرض مصر لغزوات فاشلة من قبل الحثيين .
- 1220 ق.م الأفتراض القائل بخروج ( موسى ) من مصر .
- 1200 -1100 ق.م شعوب البحر ( وهي شعوب أوربية قادمة من بحر إيجة ) تحاول غزو مصر وفلسطين ، ويتصدى لها ( رمسيس الثالث )
- حوالي 1100 – 950 ق.م عصر الملوك الكهنة الأسرة 21 . وفية إستولى كهنة ( آمون ) على العرش ، وحكموا باسم الدين .
- 1070 – 1000 ق.م إنقسام مصر . كهنة آمون يحكمون طيبة ، وسلالة الفراعنة تحكم تانيس ( صان الحجر ) لتصبح عاصمة الوجه البحري .
- 950 – 730 ٌ.م العصر الليبي ، ويشمل الأسرات 22 – 24 وهي أسرات تأسست من قادة القبائل الليبية التي خدمت في الجيش الفرعوني ثم سيطرت على البلاد وإغتصبت العرش .
- 730 – 664 ق.م العصر الكوشي ، ويشمل الأسرة 25 ، وفيه خضعت مصر لحكم بلاد كوش ( مملكة نابتا ) في النوبة والسودان .وفي أواخر هذا العصرإحتل الأشوريون منطقة الدلتا .
- 664 – 525ق .م العصر الصاوي ، ويشمل الأسرة26 ويتم طرد الملك ( سايس ) الأشوري ، وفيه عادت مصر الى مركزية الحكم الواحد .
- 525 ق.م الفرس بقيادة ( قمبيز ) يغزون مصر ويحتلونها حتى العام 401 ق.م وهو الإحتلال الفارسي الأول .
- 401 – 343 ق.م مرة أخرى تستقل مصر وتحكمها الأسرات 28 -30 .
- 343 ق.م الفرس مرة أخرى يحتلون مصر .
- 332 ق .م الإسكندر المكدوني ( الأسكندر الكبير ) يحرر مصر من الإحتلال الفارسي ، وتنتقل مصر الى تحت الحكم المكدوني حتى العام 304 ق.م
- 332 ٌ.م الأسكندر الأكبر يؤسس مدينة الأسكندرية
- 304 وفاة الأسكندر الأكبر ، والقائد المكدوني ( بطليوس الأول سوتر ) يعتلي عرش مصرليبدأ عصر البطالمة في مصر حتى العام 30 ق.م
30 قبل الميلاد أوكتافيوس يحتل مصر وتصبح مصروفلسطين جزءأً من الأمبراطورية الرومانية ثم البزنطية.
للمتابع : راجع موجز تاريخ العالم ، ويلز
الملاحظ في تتبع تاريخ وآثارالحضارة المصرية القديمة ، وكذا كافة التنقيبات المتعلقة بها ، الغياب الكامل لأي إشارات هامة ذات دلالة على كون ( الخروج الكبير ) كان مسرحة مصر ، او أية إشارة لدور ( أمين – موس ) أو حتى لموضوعة ( شق البحر ) الواردة في ( العقائد الثلاث ) وحدث كهذا لا بد أن يترك أثاراً جيولوجية وراءه . بينما نجد لإسطورة العصا وسحر الحية ، إسطورة تكاد تكون طبق الأصل لمعركة سحر جرت بين ساحر فرعوني مصري يدعى ( حور ) وآخر حبشي . كما جاء في بردية " سالير " وحتى رواية ( شق المياه أو البحر ) نجدها في بردية مصرية قديمة تدعى بردية ( وستكار ) نسبة الى مكتشفها ، وتعود الى عهد الملك سنفرو ( 2812 – 2789 ق.م ) أخر ملوك الأسرة الثالثة تقول القصة :
بينما الملك يتمزه على سطح بحيرة مع إحدى محظياته ، سقطت منها قطعة مجوهراتها فبكت ورق قلب الملك لها ، وإستدعى كاهن مصري وقرأ مجموعة من تعاويذ سحرية فإنشقت مياه البحيرة ، وحضر الحراس الذين ساروا في وسط البحيرة ، وأحضروا قطعة المجوهرات ." وهذا زمن أسبق من زمن قصة موسى بقرون . مع الأشارة هنا الى أن ( عصا موسى ) شبيهة بعصا الملك ( آمون ) المصري .
هنا السؤال يبدو على الشكل التالي كيف أمكن إذن لكتبة ( العهد القديم ) من التعرف على مصادر الأسطورة المصرية ..؟ ربما تكمن الإجابة في عملية الإحتكاك الحضاري الذي جرى بين الحضارة المصرية والأقوام الأخرى سواء عند إحتلال مصر لفلسطين وبلاد الشام ، أو من خلال الغزو المقابل للحضارة المصرية من قبل الحثيين . هناك هجرة كبيرة وحيدة يشار اليها في التاريخ القديم من شبه الجزيرة العربية نحو اراضي الأمبراطورية المصرية في العام 3500 ق . م .
الملاحظة الهامة التي أود الأشارة اليها هنا ، وهي أن ( الدولة المعنية ) التي قامت في اليمن 1400 قبل الميلاد أو بين 900 -800 ق.م حسب مصادر أخرى ،هي دولة ( بابلية الأصل ) نشأت عن هجرات بابلية بعد تدمير ( الحثيين العام 1595 ق.م ) للإمبراطورية البابلية الأولى . فيما تذكر المصادر أن قصة ( خروج موسى ) المفترضة ( نظرياً ) تمت في العام المرجح 1220 قبل الميلاد . لذا بإمكان القارئ التعرف هنا كيف إنتقلت قوانين وأساطير الحضارة البابلية الى أرض الجزيرة العربية، وتلاقحت مع الأساطير المصرية في نسج اسطورة مقتبسة جديدة لمؤلفي ( العهد القديم ) . وفي العام 3000 قبل الميلاد كان الكنعانيون قد أسسوا مدينة ( صيدا ) على ساحل البحر الأبيض . أما الأراميون فيعود تاريخ إستيطانهم لدمشق كقبائل وافدة من ( الأناضول ) الى 940 ق.م ثم جرى دمارها على يد الأشوريين في 732 ق.م . هنا أيضاً السؤال أين تمت صياغة ( العهد القديم ) في الوقت الذي عادت فيه من قصة السبي ( فقط عائلتان ) ..؟ وعلى كل حال سنعود الى الإستنتاجات المحتملة في نهاية هذه السلسلة في كشف هولوكست تاريخ الشرق الأدنى . فقط ما نود التأكيد عليه أن التغيير في ميزان القوى بين الكتل البشرية ، والمصالح التي تمثلها أو الحضارات القديمة بين قوى صاعدة ، وقوى منهارة أدى في كثير من الأحيان الى حروب وصراعات ساهمت بإختفاء العديد من الآثار التي توضح إنجازات هذه الحضارة أو تلك . الأمر الذي سهل بدورة على القوى الصاعدة ، مصادرة وإقتباس تراث حضارات أخرى . في إطارعملية سرقة ( وطن ) جديد لهم . وفرض عملية غسيل ( مخ ) كوني . ساهمت فيه أساطير العقائد التوحيدية التي نهلت من النبع ذاته حتى الثمالة . ( للبحث صلة )



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولوكست التاريخ ..أنبياء أم قادة سياسيون ..؟
- هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر ...
- هل أدم هو الأسم الحقيقي للإنسان الأول ..؟
- طرقت الباب ... ( حتى ) كل متني ..؟
- الحوار المتمدن و تجديد الخطاب العقلي
- الله .. المزوج .. وجبريل الشاهد ..؟
- إختراع صيني جديد ... خروف برأسين ..؟
- لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا ...
- عندما يحمل( النبي ) سيفاً .. يحمل أتباعه سيوفاً
- ينتحر العقل عندما يتوقف النقد
- تحرير العقل من سطوة النص المقدس
- رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال ...
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
- الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
- اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
- في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل ...
- الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
- هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م ...
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هولوكست التاريخ / ج4 سفر التكوين والخلق في الأسطورة المصرية القديمة