أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر العقائد ( السماوية )















المزيد.....

هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر العقائد ( السماوية )


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 11:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجزء الأول
سواء كان الماضي ذهبياً ، أم سخاماً من عصر الموتى .
فإن الموروثات الثقافية لكل الأقوام عبر العصور ، إنتقلت سواء عبر الأساطير والقص الشعبي أو عبر فنون وإبداعات الشعوب البدائية من رسومات جدارية ، ومنحوتات أو قصائد . حتى أشكال قبور الموتى ومراسيم الدفن هي جزء من تراث ماضي يفسر ألية ومنظومة التفكير لدى الشعوب القديمة . فقد إنتقلت الى آجيال أخرى ، وبعضها تطور ، وبعضها إندثر ، بسبب غياب قوة دفعها الذاتية مع الزمن . فكما أن شعوب الشرق ذات حضارات عريقة ، إلا أن الأخرين أيضاً من شعوب العالم لهم حضارات عريقة تماثل حضاراتنا السابقة . نحن في هذا الشرق لسنا محور العالم . ( على طريقة بعض القوى الدينية المتعصبة ) ربما عدم معرفتنا بحضارات الأخرين هو السبب الذي يسوق بعضنا نحو حافة التعصب لماضٍِ معين في التاريخ . رغم أن التعصب نشأ في اللحظة التي جرى فيها الإنقلاب الأيديولوجي التاريخي الأول على فكرة ( تعددية الألهه ) في التاريخ القديم . والأيديولوجية التي تفرض ذاتها عبر أشكال من القوة هي وفق كافة المعايير أيديولوجية عدوانية ، تعكس تلك النزعة البدائية في التفكير الغريزي العدواني ، وهذا برأينا حالة عاشتها معظم ثفافات الشرق القديم وعانت من ويلاتها ، شعوب وأقليات تنتمي الى ثقافات مختلفة قديمة مثل الأشوريين والكلدان والأقباط والأمازيغ والكورد ، وحتى العرب المسيحيين والمسلمين كشعوب على حد سواء ، ( الفتوحات ) و( الإحتلال العثماني) عندما يرتدي الدين لباس رجل السلطة الألهي . ربما ، هو نوع من صراع الحضارات على حد رأي الكاتب الراحل ( صموئيل هنتجون ) بيد أن الصراع في منطقتنا كان دائماً أكثر قسوة وعنفاً . مقارنة بصراع حضارات أخرى في العالم القديم والمعاصر معاً . هو صراع البقاء للأقوى والأكثر دموية .
والديانات كانت الوقود ، الذي أشعل النار في السهل كله . ترى هل أن الأصول الرعوية للبعض لعب دوراً سيكولوجياً في إضفاء النزعة العدوانية على ما يفترض أنه ( رحيم وعطوف ) ..الخ ماهنالك من خزانة اللغة الدينية ..؟ وترى هل أن المرء بإمكانة نوال رضاء ( خالقة ) من خلال سفك دماء أخيه الإنسان كشكل من أشكال التضحية البشرية القديمة للإلهه الطوطمية القديمة ..؟
إحدى أكبر مأسي شرقنا ، هي حين يعتبر البعض أن حضارة المنطقة ، ولدت مع هذا ( الدين ) أم ذاك ، ناسفاً بذلك عصور من التطورالبشري ، وكأن العصر الذهبي ولد في تلك اللحظة التي ولد فيها ( نبي ) ما . هكذا مطلوب ، أن ننصاع الى حكم البعض وقرارهم ، كما إنصاعت شعوب الصين بأن السماء صفراء وليست زرقاء .
مطلوب من شعوبنا ، وبقرار ( إلهي ) الإقتناع بقصة الخلق والتكوين كما وردت في ( الكتب الثلاث ) . بيد أن هذه القصة الميثولوجية لم تكن سوى هولوكست حقيقي للتاريخ الحضاري القديم ، جرى من خلالها إعدام وتصفية منجزات بشرية هائلة لشعوب الحضارة السومرية و الحضارة المصرية و الكنعانية والبابلية والأشورية هي أم الحضارات في هذا الشرق . كافة هذه الحضارات جاءت تتويجاً متراكماً لكم هائل من الأنجاز البشري عبر قرون من السنين لسكان مناطق الشرق الأدني . بعضهم إنتهى بقوة القمع ،والإحلال البديلي ، وبعضها لم يتمكن من الإستمرار لأسباب إقتصادية بالدرجة الأولى ، وهاجر بدوره الى مناطق أخرى دون أن يخلف أثراً وراءه .
الحديث حول إعادة قراءة أسطورة ( الخلق والتكوين ) يهدف الى كشف الجذور الحقيقية لهذه الأسطورة ، وإرتباط جذور بقية ( الديانلت الإبراهيمية ) بها في الشكل والمضمون . مع الإختلافات الكامنة التي أوجبتها إختلافات العصور وطبيعة السكان الموجهة اليهم هذه الأساطير . ولن يجد القارئ كبير عناء في ملاحظة أوجه التماثل والتشابة بين محتلف هذه العقائد .
يورد الدكتور سيد القمني في كتابه القيم حول إسطورة الخلق الرأي التالي :
( أما موسوعة تاريخ العالم ، التي أشرف على تحريرها عدد لا يستهان به من العلماء ، فقد أكدت أن في هذا الكتاب أجزاء ألفت ما بين 1150 ق.م وبين 1300ق.م وأجزاء أخرى كالأسفار الخمسة الأولى قد أخذت صورتها النهائية حوالي العام 400 ق.م وتحوي كتابات يرجع تاريخها الشفاهي الى ستة قرون سابقة على هذا التاريخ . بينما الأسفار التاريخية قد كتبت سنة 550 ق.م وهو ( التكوين – الخروج – اللاويين – العدد – التثنية – وأضيف اليها السادس سفر يوشع ).
وهناك إجماع من قبل مختلف علماء التاريخ والأبحاث المتعلقة به ، أنها إلفت بعد موسى بقرون طويلة . وتدلل مدرسة ( فلهاوزن ) على ذلك بأدلة مختلفة من أهمها وأخطرها أن إسم الإله يختلف في هذه الأسفارما بين سفر وآخر ، إضافة الى تكرار القصص مع فروق واضحة في اللغة والأسلوب بين هذه الأسفار . )
الباحث ( حسن حنفي ) في كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة ص 38 يقول أن سفر ( المكابيين ) الأول والثاني فقد حرر خلال القرن الأول بعد الميلاد . هذا إضافة الى آراء وعلماء يهود بهذا الصدد أبرزهم فرويد وفريدمان ..الخ
فإذا كان ( العهد القديم ) جرى تحريره من قبل مؤلفين عبر سلسلة من القرون ، كما يقول الباحث التوراتي ( يوسف بن العازر بونفليس ) قبل سته قرون أن هذا الكتاب لم يكتبه موسى . يصبح هنا التساؤل وارد شرعاً حول الهدف من كتابة هذا الكتاب . بمعنى آخر هو هل أن ( الدين ) للعبادة أم للسيادة ..؟
إذا كانت هذه حالة ( العهد القديم ) فماذا عن ( العهد الجديد ) ؟ يؤكد كافة علماء التاريخ أن العهد الجديد كتب بعد 350 عام على ولادة السيد المسيح . من قبل تلامذته . ويستدل على ذلك بإختلاف تاريخ ميلاد المسيح ما بين 6 يناير الى منتصف إكتوبر ، أو في 24 ديسمبرإضافة الى إختلاف كتب ( العهد القديم ) وما بين تاريخ ولادة السيد المسيح وتاريخ كتابة العهد الجديد قرون فاصلة من الزمن ، فلا شئ يبرهن على أن ما جاء في هذه الوثيقة هي أقوال المسيح منقولة عنه . رغم أنها أقوال تتميز بدرجة من الأخلاق العامة الرفيعة . وإذا عدنا الى التاريخ الروماني قبل إعتناق الملك قسطنطين للعقيدة المسيحية لأحداث تلك الفترة لا نجد إشارات واضحة حول موضوع ( السيد المسيح الكنعاني ) وليس ( الأرامي ) لأن اللغة السائدة أنذاك كانت اللغة الأرامية التي فرضت نفسها من خلال موجة الهجرة التي أكتسحت بلاد كنعان وارض الأموريين . كما إكتسح الأكاديين حضارة سومر .
نقرأ في سفر العدد النص التالي ( أن يهوه أمر موسى بأن يبعث رجالاً ليتجسسوا أرض كنعان { تمهيداً لبدء الغزو } وقال موسى في خيمة الإجتماع أن يهوه سيفنيهم عن بكرة أبيهم . العدد 14: 5 -13
ثم نقرأ نصاً أخرمن سفر الخروج 33: 5 ( لذلك قرر أن يرسل امام الشعب نائباً منه { ملاكاً } يطرد الكنعانيين والأموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسين ويمكن الشعب من رقابهم .
وعلى هامش البحث نشير هنا أن أسم أرض كنعان القديم كان بلاد ( مريام ) نسبة الى إله الأموريين الأقدم من ( مرُ – أو مار ) وأن إسم الأراميين وهي أقوام هاجرت لاحقاً إشتقت إسمهم من إلههم القديم ( رام ) { راجع العقائد الكنعانية – موجز تاريخ العالم – المكتبة البريطانية }
الكتاب الثالث هو ( القرآن الكريم ) فكما هو معروف من كتب التراث أن عملية جمع ( القرآن الكريم ) تمت في عهد الخليفة الراشد الثالث ( عثمان بن عفان ) وكان مكتوباً بعضه على رق ، وبعضه جرى حزفة أو حرقه ، وإحتفظ بنسخة واحدة سميت بعد ذلك بالمصحف العثماني ، نسبة الى الخليفة الثالث . فيما جرى تنقيطه في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي .
ورغم أن إحدى آيات القرآن الكريم تشير الى قول ( إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فإن لا شئ يمنع من تدخل الطبيعة البشرية في عملية النقل والتدوين في الوقوع في خطأ النقل ، سواء بقصد أم بغير قصد .
ما نود أن نشير اليه هنا كنتيجة مفترضة ، وهي : هناك زمن ضائع ما بين ( الرسول أو النبي ) وما بين تدوين نصوص العقائد الثلاث . بغض النظر عن المؤلفين أو جامعي النصوص ، السؤال الذي يطرح ذاته هو الهدف المركزي من العقيدة في ذاك الزمن من التطور البشري . فالعقيدة الدينية ليست هي التاريخ ، وبالتالي إن خطأ الوقوع في فخ إعتبار العقيدة هو التاريخ ، يعني عملية إلغاء التاريخ ذاته . وإستمرار الشعائر والمعتقدات مما قبل التاريخ في الثقافات ( التوحيدية) المعاصرة لنا بإعتبارها ( نصوصاً سماوية ) وليس تراثاً هي المشكلة القائمة الأن ، لأن الماضي أصبح مجرد تصورات مجردة غير ملموسة سوى في العقل الناقل لها .
لزهاء مليونين من السنين عاش أناس العصر الحجري على الصيد ، وكانوا يعتبرون الحيوانات مشابهة للبشر ، وبإمكانها التحول من حيوان الى إنسان وبالعكس . وأن ارواح الموتى يمكنها الدخول في الحيوانات ( نظرية التقمص ) أما الألهه فهي نوع من كائن يمارس مهمة حماية الحيوانات والبشر معاً . ذات المعتقدات القديمة إنتقلت الى عصور لاحقة في تصوير الإنسان على شكل رأس حيوان أو طائر . وذات المعتقدات حول هبوط الارواح وصعودها إنتقلت بدورها الى الديانات اللاحقة ، وذات المعتقدات حول التواصل بين الوسيط الارضي وألهة السماء إنتقلت بدورها في عصر ما بعد الإنقلاب على تعددية الألهه . نظراً لحاجة فكرة بناء ( الدولة المركزية – الطبقية ) .
لنعود الى موضوع سفر التكوين وقصة الخلق الأسطورية .
عادة عندما تستطيع الإمساك بجذع الشجرة ، تستطيع هز غصونها .قد يسقط البعض ، وقد يستمر الى أن تنحني الشجرة أمام العاصفة . وهي عاصفة العلم والبحث .
هناك أربعة مصادر إستقت منها أسفار العهد القديم نصوصها التآليفية :
سفر التكوين المصري – سفر التكوين السومري - سفر التكوين البابلي – سفر التكوين الكنعاني . وسنأتي عليهم لاحقاً بالترتيب . في الأعداد القادمة بعد أعياد العام الجديد . وكل عام وكافة الأحبة في موقع الحوار المتمدن بخير وبصحة جيدة .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أدم هو الأسم الحقيقي للإنسان الأول ..؟
- طرقت الباب ... ( حتى ) كل متني ..؟
- الحوار المتمدن و تجديد الخطاب العقلي
- الله .. المزوج .. وجبريل الشاهد ..؟
- إختراع صيني جديد ... خروف برأسين ..؟
- لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا ...
- عندما يحمل( النبي ) سيفاً .. يحمل أتباعه سيوفاً
- ينتحر العقل عندما يتوقف النقد
- تحرير العقل من سطوة النص المقدس
- رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال ...
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
- الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
- اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
- في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل ...
- الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
- هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م ...
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية
- أخناتون قائد أول إنقلاب في التاريخ على الديمقراطية
- من مادوف حزب الله الى السعد والريان


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هولوكست التاريخ / إعادة قراءة لإسطورة الخلق والتكوين ومصادر العقائد ( السماوية )