أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( موسى )















المزيد.....

هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( موسى )


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 14:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذا كان أمنحوتب الرابع هو أخنامون ، ثم أخناتون ، حفيد آخر السلالة الثامنة عشر، صاحب فكرة ( التوحيد ) إلا أن أخناتون لم يقدم نفسه بصفته ( نبياً ) او رسولاً . علماً أنه يستحق هذا التعبير أو الوصف ( الإفتراضي ) من موقع أنه مخترع فكرة أو مبدع فكرة إنقلابية جديدة في التاريخ السياسي القديم .
تسلم أخناتون عرش مصر في العام 1375 قبل الميلاد وحتى العام 1358 قبل الميلاد . أي حكم حوالي 17 عاماً تميز عهده بالأضطراب والفوضى السياسية ، والصراع على السلطة . لأن فكرة ( الأله الواحد ) أدت الى ولادة فكرة ( التعصب الديني ) للمرة الأولى في التاريخ . وهي فكرة غريبة عن تقاليد شعوب منطقة الشرق الأدنى والبحر المتوسط .
مع إنتهاء عصر أخناتون الغامض ، وفي الفترة الإنتقالية للحكم بين أسرتين ، وعودة عبادة الأله رع أو آمون الى مركزها السابق خلال تولى حور محب للسلطة ، في أعقاب موت توت عنخ آمون أيضاً الغامض تشير دراسات عديدة ومنها ( تاريخ كمبردج للعصور القديمة في المجلد الثاني من تاريخ مصر ) أن موسى المصري قاد من تبقى من اتباع ديانة ( آتون ) نحو الخروج بهدوء حاملاً معه أفكار أخناتون في إعتبار الشمس هي رمزاً لقوة خفية ، وهي صانعة الحياة . وعبادة الشمس ليس لذاتها بل بوصفها ممثلاً ( للإله ) الخفي عن الأنظار .
وسواء أكان موسى أو ( أمون – موس ) أحد كهنة معبد آتون ، ومن أتباع أخناتون ، أم أنه مجدد الإختراع التوحيدي ، إلا أن موسى بدوره لم يقدم نفسه بدوره على أنه ( نبياً ) فكيف يمكن له أن ينسب لنفسه ديانه ليس هو صاحب براءة إختراعها ، وطالما أنه عاش في كنف ملك يؤمن بالتوحيد فكيف يمكن أن يكون قد جرى الحوار على لسانه ، ودعوة الفرعون الى الإيمان بإله واحد ، طالما أن الفرعون هو مؤمن بوجود إله واحد ..؟ إضافة الى أن الفترة الزمنية التي تفصل بين ما يقال عن دعوة موسى أو إعلانه ( التخاطب مع الأله ) زمنياً تعاني من إنقطاع تاريخي . وعدم تواصل في مجرى الأحداث التاريخية . الأضافة الهامة هنا ، أن فكرة الإدعاء بتمثيل الأله أو ( النبوة ) لم تكن مطروحة في ذاك العهد الزمني . نظراً لأن كافة الآلهه كانت أرضية وليست غائبة أو محجبة . هنا ربما بإمكاننا القول أن موسى حمل ديانة مطرودة من مصر ولاجئة تبحث عن موطئ قدم لها أو وطن جديد ( خارج مصر ) إذا سلمنا جدلاً أن موسى خرج من مصر ، ولم يخرج من ثغر من ثغور الأمبراطورية المصرية على الشاطئ المقابل للبحر الأحمر من منطقة ( مصراييم ) .لأن الاراضي الواقعة ( الجزيرة العربية – سوريا ) كانت تحت حكم الأمبراطورية المصرية آنذاك . وفي آواخر حكم أخناتون دبت الفوضى في أرجاء الأمبراطورية ، وتقطعت أوصالها . ربما هنا من المفيد الإشارة الى بعض المصادر البحثية وكذا الوثائق القديمة تشير الى إحتمال أن موسى كان قائداً عسكرياً فرعونياً وأحد القادة البارزين خلال حكم أخناتون ، وخاض غمار الحرب في الحبشة ..؟ وبالتالي فإن هروبه من ( مصر ) بعد سقوط إمبراطورية أخناتون قاد من تبقى معه الى نحو الهجرة . حاولا معه عقيدة التوحيد ، التي لم تكن سوى إنعكاس لنزعة الدولة في التوسع . يرافقه خادمه الخاص ( يشوع بن نون ) وربما خليفته .
ماهو جدير ذكره في سياق بحثنا بعيداً عن كم الأساطير الهائل في كتب أسفار العهد الخمسة ، والتي تتشابه مع الإسرائيليات الواردة في ( القرآن ) أن أسطورة موسى المصري الذي وصف بأنه سليل تربية ملكية واحد كهنة معبد أمون ثم آتون كان على درجة عالية من التهذيب والنبل . في أسفار العهد الخمسة نقف أمام شخصية أخرى مختلفة تماماً . شخصية ( موسى ) متصلب وعصبي المزاج وسريع الغضب . هي صورة متناقضة . هنا السؤال يطرح نفسه بحدة هل هناك شخصية أخرى إنتحلت شخصية ( موسى ) المصري ..؟ حامل الديانة الأخناتونية – الموسوية . ..؟
بعض الروايات التاريخية تشير الى أن ( يشوع بن نون ) خادمة هو الذي قتل موسى في ( قاديش ) إثر حالة عصيان وتمرد على موسى ( المصري ) قاده كاهن قاديش ( يثرون ) الذي كان يعبد آلهة المندائيين . ( حادثة العجل الذهبي ) وهذا الكاهن ، ربما هو صاحب الفضل في إختراع حكاية ( مخاطبة الاله ) على جبل ( حوريب ) الواقع في مكان يدعى ( مريبة قادش ) وهي واحة تكثر فيها الينابيع جنوبي فلسطين ، بين الطرف الشرقي لشبه جزيرة سيناء ، والطرف الغربي لشبة الجزيرة العربية . وعملياً لا يوجد جبال في سيناء ولا وجود لبراكين في مصر . حيث أن عمود النار أو ( النار ) التي إدعى أن ( موسى ) رأها لم تكن سوى عمود بركاني . ثم أن ديانة أهل المنطقة كانت تعبد الأله ( يهوه ) البركاني . الذي عبدته القبائل القاطنة في هذه المنطقة . ومنها سكان قاديش الذي نزل موسى بينهم . ثم إنتهت إسطورته هناك لكي تتم عملة دمج بين شخصيتين في إسطورة واحدة . ومع ولادة الدين الجديد على يد صهر كاهن مديان ،( يثرون ) الذي كان يرعى له غنمه حين دعاه ( الرب ) الى العبادة الجديدة . هنا موسى ( المصري ) تمت تصفيته ، ومعه مترجمه الخاص ( هارون ) لأن موسى المصري لم يكن يتحدث لغة أهالي مديان. كاهن مديانهو الذي تزوج من إحدى بنات يثرون . مدعياً أنه ( هرب من بطش الفرعون نتيجة قتلة لمصرياً ). وهي رواية لم تجد لها سنداً تاريخياً ، ومشكوك بها . لكن هل يمكن أن تكشف الوثائق يوما ما أن المصري المقتول كان هو ( موسى المصري ) الذي قاد الخروج ..؟ وأن موسى ( الجديد ) هو الوارد في الكتب الدينية الراهنة على أنه ( النبي ) موسى ..؟ وفي سؤال إفتراضي تاريخي من هذا النوع نكون نحن أمام واقعة وقوع الكتب الدينية في أحابيل تزوير تاريخية مدهشه . رغم أن العديد من القصص الأخرى في الكتب الدينية تفتقر الى دليل وقوعها أو حدوثها أصلاً .
كان مطلوباً موت موسى ( المصري ) لكي تحل محله شخصية أخرى تستغل الأبعاد السياسية السلطوية الجديدة التي حملها معة ( موسى المصري ) وتحقق من خلال الأله ( يهوه ) ما لم يستطع إله موسى تحقيقة .وهي الأرض والثروة . فكان مطلوباً إلهاً قوياً لمحاربة إله الفلسطينيين . حسب ما حفلت به قصص العهد القديم من أخبار حروب ومعارك الأله يهوه ضد إله الفلسطينيين .
هنا أيضاً يقترض ملاحظة أن الديانة الموسوية الجديدة ، إتخذت شكلها النهائي بعد حوالي 800 عام من قبل الأكليروس اليهودي في أعقاب المنفى أو ( السبي البابلي ) . ومن أفكار السومريون تسربت الى الديانة الموسوية فكرة أن الأله واحد أحد لم يلد ولم يولد . فالنصوص السومرية تروي أن ( آيا ) والآلهة أورو يخلقان الانسان من الطين بقوة الكلمة الآلهية ( كن فيكون ) وأن الآله خلق ذاته بذاته عن طريق الإستمناء الذاتي ، او التوالد الذاتي . بينما قصة ( آدم وحواء هي قصة مشتركة بين النصوص المصرية القديمة والنصوص السومرية ، مع بعض التعديلات أو الإضافات الأسطورية المتناقلة شفاهاً . لكن التشابه والإختلاف فيما بين النصوص ، يكشف عن تأثر كافة الحضارات القديمة ببعضها ؟، وتناقل ذات الأفكار . خاصة تلك المتعلقة بموضوع بدء الخلق . والقارئ للنصوص الدينية في الكتب الدينية الراهنة يكتشف بالتأكيد أن أصل الأسرائيليات في ( القرآن ) وفي العهد الجديد هو من أسفار العهد الخمسة الذي إنجز بعد السبي البابلي – الآشوري لسكان فلسطين وسورية .
هنا نود الإشارة الى نقطة إعتراضية ، في أسفار العهد القديم قصص كثيرة حول القتال مع الفلسطينيين ، ترى لماذا لم يشر ( القرآن ) الى هذه النقطة ، في الوقت الذي حفلت نصوص عديدة تمجد بشعب الله المختار ..؟
من الطبيعي أن يعتنق أو يختار فرداً ما ديانة أو مذهب ما ، ومن الطبيعي أن يعتنق شعب ما نظرية معينة في الحياة ، بيد انه من الصعب على المرء القبول بفكرة إصطفاء الأله لشعب على غيره من الشعوب . ومن الصعب القبول بفكرة صدقية هذا الدين أو ذاك على بقية الأديان ..؟ في وقت لا احد يملك برهاناً من خارج النص الذي يتمترس خلفه على صحة ما جاءت به عقيدته الغيبية . او التي ما وراء . وهي المسألة التي تتطلبها دائماً عقدة الساحر في سحره . فعندما تعرف السر يبطل مفعول الغيب الكامن في النص الغير قابل للتغيير .
ولنا عودة لتتمة بقية البحث .





#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية
- أخناتون قائد أول إنقلاب في التاريخ على الديمقراطية
- من مادوف حزب الله الى السعد والريان
- 170 فنان تشكيلي من 36 بلداً يعلنون تضامنهم مع الشعب العراقي ...
- ماراثون الإنتخابات البرلمانية المبكرة في اليونان
- العالم العربي -إيران - تركيا/ أزمة البحث عن الهوية والمستقبل ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- وداعاً للسلاح ..وأهلاً ياجنيف..؟
- الى العلمانيين والمؤمنيين والديمقراطيين والليبراليين/ لنتضام ...
- لم يولد الإنسان لكي يبقى طفلاً ..؟
- دعوة الى فض الإشتباك اللفظي/ والعودة الى الحوارالمتمدن الديم ...
- صورة الزعيم حتى في غرف النوم / بإستثناء مكان واحد فقط..؟
- دور أجهزة الأمن في ترهل النظام السياسي العربي
- أزمة المواطنة في العالم العربي. مواطن درجة أولى ..ومواطن درج ...
- تراجيديا الترهل . هل نحن أمة واحدة ...ذات رسالة خالدة ..؟
- اليمن - ليبيا - مصر / الآب والأبن بدون روح القدس
- شهادة الصحافي اليوناني الذي إعتقلته السلطات الإيرانية أمام ا ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( موسى )