أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دعاية إنتخابية في الخارج














المزيد.....

دعاية إنتخابية في الخارج


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما تتدخل دول عدة، قريبة وبعيدة، في الشأن العراقي بدوافع ذاتية خاصة، هناك بين الساسة العراقيين البارزين عدد مهم يسعى بكل جهده لإشراك الدول الاخرى في صياغة المشهد العراقي الداخلي ويكثف هؤلاء الساسة، وهم من مختلف المكونات، زياراتهم الى الدول الاخرى وخاصة المجاورة في فترة الحملات الانتخابية، ولو إقتصرت نشاطاتهم على اللقاء بالجاليات العراقية لكان الامر مقبولا أما أن يلتقي ساسة ليست لهم صفة رسمية داخل مؤسسات الدولة العراقية بمسؤولين رسميين في دول أخرى ويتحدثون بالشؤون الرسمية وبشكل علني فهو أمر مثير ويدعو للتوقف عنده.
منهج الشخصنة الذي يسيطر على مناطق من العلاقات الخارجية للعراق الجديد يساهم يوميا في إرباك الوضع الداخلي ويؤجج إحتقانات ويثير مشاكل لا مبرر لها، وجزء من حالة شخصنة العلاقات الخارجية للدولة ناجم عن تصور لشخصيات سياسية ترى في نفسها مستوى تمثيليا يتجاوز وضعها وموقعها وتعتبر نفسها رديفا للدولة وربما فوق مؤسساتها، ويتحرك بعض الزعماء في أروقة مؤسسات الحكم لدول المنطقة وكأنه المالك الوحيد لمفاتيح البلاد، ويعطي لحكومات وحكام تلك الدول معلومات وصور خاطئة عن العراق، وكثيرا ما يسوق هؤلاء الساسة أنفسهم على انهم الحكام القادمون قريبا الى العراق، فيمنحون وعودا ويعقدون صفقات.
تحركات الساسة في الخارج هي جزء من حملات الانتخابية وهي محاولة لإيهام ناخبي الداخل بوجود دعم ورضى إقليمي عن هذه الشخصيات وتحالفاتها وبرامجها وهذا المنهج جزء من الارث المتعب للسياسة العراقية التي طالما سيطرت عليها التدخلات والاجندات الاقليمية والدولية حتى في حالة الزعماء والساسة المتطرفين في دعايتهم الاستقلالية، وهو جزء من ارث ما قبل الديمقراطية حيث يستمد السياسي جزءا من سلطته من دول العالم القريبة والبعيدة، ويعتبر الاعتراف الخارجي بشرعية الحكم أولوية تفوق الاعتراف الداخلي.
حتى العلاقات مع الشخصيات والمؤسسات الامريكية والانتظار في اروقة دوائر السياسة الواشنطنية لن تدفع الولايات المتحدة الى القفز على حقائق صناديق الاقتراع والتباكي أمام مؤسسات المجتمع المدني في الخارج على انتهاكات وهدر حقوق والمبالغة في الشكوى وتصوير المعارك السياسية على انها حرب بين المكونات، كل ذلك لن ينفع الا في إضعاف العراق كدولة وابرازه كمجرد مجموعة متحاربة من القوميات والطوائف والاحزاب.
الوقوف الى جوار رئيس جمهورية أو ملك أو حتى الى جوار وزير أجنبي ما زال يمثل حلما كبيرا عند كثير من ساسة العراق وهو حلم لم يرتوي بعد رغم مرور عدة سنوات من اللقاءات الخارجية التي لم ترفع أحدا، ولكنها بالتأكيد تأكل من جرف الكثيرين حتى عندما يحاولون تسويق زياراتهم الانتخابية على انها في مصلحة العراق، الدولة والشعب، لكن كثرة الزيارات والزوار من جهة واستمرار دوامة العلاقات المرتبكة مع دول الجوار من جهة أخرى، كسفت بريق الجلوس مع رئيس جمهورية أو ملك من دول المنطقة لا بل قادت الى استنتاج آخر يرى في تردد الساسة العراقيين غير الرسميين على دول المنطقة عاملا يقود الى مزيد من التعقيدات الداخلية والفتن والاختناقات السياسية.
الدعاية الانتخابية في أروقة الحكومات الاجنبية هي تهرب من ضغوطات الناخب وأسئلته في الداخل، كما إنها تمهيد للاستقواء بحكومات المنطقة في الحوارات الطويلة التي ستجري بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملات قاتلة
- تأثير الرأي العام
- ضربة إستباقية
- الضامن الامريكي وسياسة التوتر
- الحوار المتمدن في توهجه الثامن
- هل تقتل الديمقراطية نفسها؟
- محرقة الانتخابات
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة
- مخاطر الانتخابات القادمة
- هل العراق جديد؟
- دائرة كركوك المغلقة
- فوضى أمنية
- لغز العبوات اللاصقة
- هدية خاطئة
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010


المزيد.....




- أبرز اللقطات من احتفال بريطانيا بعيد ميلاد الملك تشارلز الثا ...
- السعودية.. الحجاج ينهون -ركن الحج الأعظم- في جبل عرفات.. وين ...
- الحجاج ينفرون من عرفات إلى مزدلفة بعد أداء الركن الأعظم
- الحجاج يقفون على جبل عرفة وسط درجات حرارة مرتفعة جدا
- منتخب سويسرا يفاجئ نظيره المجري ويخطف النقاط الثلاث
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذها كمينا مركبا ضد جنود وآليات إسرائ ...
- أول مولود على جبل عرفات بالسعودية لهذا العام.. وهذه جنسيته! ...
- عالم مناخ يتوقع تقلص مساحة سواحل بحر آزوف والبحر الأسود
- إعلام عبري ينشر تفاصيل مثيرة عن مقتل 8 جنود إسرائيليين في كم ...
- مصدر أمني سوري يعلن ضبط كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون في الب ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دعاية إنتخابية في الخارج