أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اعصابي هادئة















المزيد.....

اعصابي هادئة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 19:52
المحور: كتابات ساخرة
    


أعصابي هادئة والوطن هادي والبلد هادي والناس في ازدحام ٍ مروريٍ والكهراء قد أضاءت واشتعلت من شدة الاضاءة , والناس ترقبني , وأنا حياتي ما زالت عادي وأعصابي هاديهْ.

كافة شعوب اعالم تدفع عملتها النقديه و(فلوسها) بسبب قدوم مواسم الفرح, ونحن العرب ندفعها بسبب قدوم مواسم الألم.
لستُ غضبان أنني هذا اليوم أنفقتُ كثيراً ولكنني أمنى أن أنفق يوماً بسبب قدوم أشياء مفرحه أو موسم فرح جميل , فمواسمنا مؤلمه وشهورنا وأسابيعنا وأيامنا وذاك اليوم الذي سأرويه لكم.

قمتُ من نومي بكل هدوء أعصاب كعادتي ذهبت للمطبخ وأعددتُ فنجان القهوة الذي أشتهي أن أصنعه بيدي وأعصابي هادئة جداً , رن جرس الباب فتحتُ الباب وإذا به الحداد الذي اتفقتُ مع على بعض الصيانة في منزلي نزلتُ معه حيثُ تقفُ سيارته أنزلتُ معه أدواته المهنية وذهبتُ فيها خلف الدار حيثُ أشجار الزيتون والزعتر , ثم طلب مني وصلت كهرباء اضافية أحضرتُ له وصلة إضافية استغربَ منها فقلتُ له : أي شيء تطله في بيتي تجده حتى لو طلبت لبن العصفور , ومن ثم قمتُ بالتوصيلات معه , وقام بتشغيل ماكنة لحام الكهرباء من أجل اصلاح ثقبين في خزان الماء الكبير , وهذا لخزان وبجانبه خزانين هما من أجل تخزين مياه الامطار لكي نستعملها للشرب ولغلي الشاي والقهوة و وغسل فروة الرأس.

على كل حال ما زالت أعصابي هادئة , وبدأ الرجل يعمل وأثناء عمله سمعتُ صوت أمي يقول :جهاد..جهاد.., طبعاً كانت أمي تنادي بأعصاب متوتر ة وأنا أعصابي هادئة جداً دخلتُ الدار وأمي تصرخ وتقول : في ريحة حريقه و في نار , في ريحة جتحه.
-جتحه؟ جتحت شو ؟

-حريق بلاستيك.

تتبعت الرائحة ومصدرها فدخلتُ غرفة الضيوف وكانت أسلاك الكهرباء مشتعلة , والطلاء الذي طليته على الجدران من أربعة شهور أصبح لونه أسود, حاولتُ اطفاء الحريق , فنجحتُ في ذلك وما زالت أعصابي هادئة , واستغربتُ زكيف حدث شرت كهرباء ولم ينزل القاطع الكهربائي , وقدرتُ أضراري وكانت تقرياً ب 200دينار أردني و وما زات أعصابي هادئة .
وم ثم خرجت من المنزل إلى خلف الدار , فوجدت الحداد قد أنهى كل أعماله المطلوبة منه , ودفعتُ له حسابه بالكامل واتصل بي أحد الاصدقاء قائلاً أنه يريد أن أرافقه إلى عزاء أحد معارفه , فوافقت وجاء لمنزلي وأخذني بسيارته وفي الطريق اعترضتنا امرأة آية في الجمال فقلتُ في نفسي : شو هذا , أما صاحبي فلم يلبث أن مال عليها بعجل السياره , أما المرأة فسقطت على الأرض وهي تصرخ: إجري ..إجري , وأحد كبار السن يمسك بعكازه قام بضربنا وضرب السياره وتكسير زجاجها الأمامي وأنا أعصابي ما زالت هادئة وأقول له : أهم شيء علاج بنتك ..بنتك يا حجي خلينا نسعفها , ونقلناها إلى المستشفى وقمنا بالإجراءات اللازمة وقام صاحبي بتسليم نفسه إلى رجال الأمن كون هو السائق وصاحب السيارة , وبعد جهدِ جهيد خرجنا من المركز الأمني وأعصاب صاحبي تالفة جداً وأنا أصابي هادئة جداً , وطلبت منا الفتاة نقلها إلى بيت أهلها وتعارفنا عليها وهي سيدة في مقتبل الثلاثين من العمر ومطلقة منذ15 سة على الأقل وليها ابنتان وولد , وتعيش لوحدها في بيت أهلها , أما الرجل الطاعن في السن فلم يكن أباها وتبين أنه خطيبها وقد خُطبت له منذ شهرين سمعتُ منها ذلك وبقيت أعصابي هادئة .

عدتُ إلى المنزل فوجدتُ عبوة الغاز قد فرغت , وخرجتُ لإحضار عبوة جيدة فوجدت المتجر مغلقاً وقطعتُ مسافة بعيدة كلفتني ما يقرب نصف ثمن عبوة الغاز وما زالت أعصابي هادئة , ودخلتُ الدار فوجدت على الباب فاتور المياه , أخذتُ الفاتورة ودفعتها وأعصابي هادئة ثم دخلتُ الدار فوجدتُ جابي الكرباء يبحث عن صاحب المنزل وقا لي :
-مين صاحب الدار ؟

-أنا صاحب الدار .

-إنت المالك؟

-لا ..الملك لله ..ويجب أن تعطي فاتورة الكهرباء لله .

فضحك مني وظن أن دمي خفيف أعصابي هادئة , وأظنه ليس مخطئاً, أخذت الفاتورة وذهبت لتسديدها , وعدت للبيت فوجدت زوجتي تقول : حليب الأطفال خالص بدنا حلي , فذهبت للسوبر ماركت واشتريتُ الحليب وأنا خارج نادني صاحب السوبر مركت وقال لي , عليك 10 دنانير دين من قبل شهرين , يمكن إنك ناسيهن يا أبو علي , فقلت : لا أنا سديتهن إلك إنت بس يمكن نت امخربط اشوي؟ فحلف يمين ...فقاطعته ..لا تحلف ولا على بالك خذ هذه العشرة دنانير , دفعتهن له وأعصابي هادئة جداً , ثم دخلت الدار لكي أكتب شيئاً , كان الوقتُ متأخراً جداً ولكن أعصابي ما زالت هادئة, وقبل أن أكتب طلبت ابنتي مني أن أشتري لها بعض أنواع الفاكهة , فأغلقتُ الحاسوب وزلت السوق وكان مزدحماً واشتريت تقريبا موزاً ..برتقالاً...بما يعادل الأربع دنانير من العملة الأردنية مددت يدي إلى جيبي فأخرجتُ خمسين ديناراً قطعة واحدة بجانبها قطعة من فئة الخمس دنانير , فدفعت للبقال فئة الخمسة دنانير فأعاد لي باقيها , وشكرته وخرجتُ من الأزمة وحين صعدتُ الباص مدتُ يدي لدفع الأجرة فأخرجت المحفظة فلم أجد فيها قطعة الخمسين ديناراً , وبقيت أعصابي هادئة جداً , وفتشتُ في كل جيوبي حتى كدتُ أن أخلع كل ملابسي في الباص لولا أن الخجل منعني من كل ذلك , فدخلتُ المنزل وقدمت لبتني ما طلبته مني وأكلت هي وأختها وأخوها وزوجتي وأمي وما أحضرته وكانت تصرفاتي عادية وأعصابي هادئة , فعدتُ إلى الحاسوب لأكتب مقالاً ساخراً بل مؤلماً واحترتُ في هذا اليوم:

شو بدي أكتب ؟
عن المرأة الجميله المخطوبة لرجل في مقتبل السبعين من عُمره وعن حبه لها وغيرته عليتها و فقد نسيتُ أ أذكر لكم يده وهي ترتجف وهو يُحسس فيها على كاحلها الأيمن يسألها هنا الألم؟ هون في ألم؟ هون في وجع ؟.

واحترت هل أكتب عن أغلى ثلاث كيلو برتقال في التاريخ , فأغلى ثلاثة كيلو برتقال كانت في الأردن وكان البقال التاجر موهوباً في عرضها والناس موهوبة في الزحمة وكان المشتري جهاد العلاونه , فهو الرجل الذي اشترى ثلاث كيلو برتقال بخمسين ديناراً ردنياً , ولم يكن البيع في مزاد علني ولم يكن تنافساً حراً ولم يكن تجارة مفتوحة بل كان سرقة ولصوصية و واغريب أن أعصابي ما زالت هادئة.

ثم فكرتُ مرة أخرى في الكتابة عن أي شيء أكتب؟.فأعصابي ما زالت هادئة.

وهل أكتب عن صاحب السوبر ماركت الذي سرقني عن غير قصد و وأظن أنه ليس وحده من سرقني بل الجميع سرقوني عن غير قصد , والغريب أنه يحلفون الإيمان تلوى الإيمان والقسم تلوى القسم وأنا لا أقسم ولا أحلف بل أدفع بأعصابٍ هادئة جداً.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طز يا حمد
- هيغل1
- ضمانات البنوك الإسلاميه
- على قد السمع
- رسالة إلى المفكر الكبير طارق حجي
- حقيقة المناضلين ضد الاستعمار
- حين أكتب1
- الأبوة الروحية المسيحية
- كيف فقد الإنسان الفردوس الدائم؟
- نساء متمردات1
- أوهام
- الإنسان في العقيدة الدينية
- كل عام انت بخير
- فائدة الموت والحرب
- الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه
- حل مجلس النواب الأردني
- الفكر المعاصر
- غريب في عالم عجيب
- حرارتي مرتفعة
- دعاء أمي


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اعصابي هادئة