أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أوهام














المزيد.....

أوهام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 02:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أوهام ...أوهام ...
أشعرُ وكأنني رجلٌ خرج من قبره بكفالةٍ مالية أو عدلية .

لستُ أدري من الذي قد جاء بي إلى هنا ؟!..أنا هنا منذ 25 سنة (خمس وعشرين سنة) ضائعٌ تائهٌ خائفٌ أترقبُ فمن الممكن أن تكون إحدى العواصف العاطفية قد

رمتْ بي هنا أو أن إحدى العواصف الرملية قد دفنتني هنا في أرض الأحلام والذكريات الجميلة.

أو من الممكن أن تكون إحدى ضربات الشمس قد ضربتني على رأسي فتهتُ وأصبح عندي تشتيت ذهني فأصبتُ بنوبات متتالية من الأوهام .

الكلُ يقولُ عني أنني أعيشُ في الأوهام , ولأول مرة أشعر بحقيقة ما يقوله الناس ولكن بعد فوات الأوان .

لأنني بددتُ شبابي في الأوهام , وضيعت مستقبلي في الأوهام ,إنني رجلٌ ضائع , خرجتُ من منزلي قبل 25سنة لأبحث عن تصوراتي وحتى هذه اللحظة لم أعد إلى منزلي .

أنا حقيقة ً ضائع ْ..أنا تائهٌ جداً ..من ذا يا ترى سيجدني ؟

من سيجد الولد الذي خرج من باب داره قبل 25 سنة ولم يعد حتى هذه اللحظة أنا ضائع أنا في عداد المفقودين .

أوهام أوهام ...أوهام..حياتي كلها أوهام , لا شيء أمامي يبدو لي حقيقياً كله أوهام وتصورات وهمية , أرى السماء غطاءً وأرى النجوم قناديلَ وأرى الأرض تحت قدمي بساطاً وأرى الأشجار شموعاً وأرى أصابع يدي مفاتيح لأبواب السماء أنا مصابٌ بالأوهام أرى للريح لون وطعم أرى الماء ناراً وأرى النيران وكأنها جدولٌ مائي أنا موهوم لا أرى أمامي بوضوح , أوهام كل حياتي أوهام , وأرى الشمس قطعة نقدية معدنية صغيرة وأرى العمالقةَ أمامي كأقزام وأرى الأقزام مثل العمالقة , أنا موهوم أنا مصاب بداء الوهم أنا لا أرى الألوان على حقيقتها ولا أرى الناس على حقيقتهم , أنا أرى الطيور التي في السماء كأنها حجارة تتطاير هنا وهناك وأرى الأحجار مثل العصافير , أنا متوهم أنا موهوم أنا مصاب بالكوابيس .

تهتُ بين الكتب والمكتبات بين الفلسفة والفلسفات .. تهتُ بين أل آه والآهات , ضعت بين الأنين والأنات , إني أشعرُ بلحظة الاختناق ,فكثرة أوهامي خنقتني .

كم مرةٍ يا ترى جعلتُ الصيف َشتاء من خلال أوهامي ؟

وكم مرةٍ يا ترى جعلتُ الربيع خريفاً من خلال أوهامي ؟

إني أشعر بالأوهام وهي تمتدُ بداخلي كما يمتدُ الليل فوق منازل أهلنا وقرانا ومدننا , إنني أشعرُ بالوهم وهو ينموا بداخلي كما تنمو أوهامي.

أوهامي جعلتني عظيماً وجعلتني وضيعاً.
أوهامي جعلتني كبيراً وجعلتني صغيراً .

أوهامي زرعتني نخلاً وزرعتني زيتوناً.

أوهامي حملتني طفلا ًوشيخاً وكهلاً كبيرا .

أوهامي جعلتني جميلاً وجعلتني قبيحا .

حملتني في مهب الريح أحلامي وجرفتني تصوراتي وها أنا أقفُ في هذا الليل وحدي غريباً متأثراً أشدو وأبحثُ عن ذاتي .

أين أحلامي ؟ وأين تصوراتي ؟ وأين ملذاتي ؟ وأين ذهبت مخططاتي وأين احترقت أوراقي ؟ وأين سالت دمائي وعلى من هلّت دموعي.
أوهامي جعلتني أدخلُ قصور الجان وجعلتني أدخل جنة السموات جعلتني أهبط الأرض داخل العالم الأسفل .

ضاعت الذات وضاعت التصورات وتاهت الأخيلة حتى خيالي قد ضاع , أنا ضائعٌ في مهب الريح أنا إنسان جريح أنا طائرٌ كسرت أجنحته , أنا الآن أرتجفُ بين أصابع قدميك أنا مثل عابدٍ يجلسُ تحت أقدام بوذا .

أنا ضلوعي مخلعةٌ وقلبي يدمي أنا صورة إنسان مجروح وقلبٌ ينزف ورئة مثقوبة وعقلٌ مخبول , أنا صورة رجل محطم رجل مضروب على رأسه بضربة شمس أنا صورة رجل غارقٌ في الأوهام..

من خلق أوهامي ؟من المستحيل أن أكون قد تعرضتُ لحادث سير أو لحادثة سقوط من الأعلى فأصبحت هكذا , أنا لم أتعرض لأي شيء أنا مصاب بالأوهام



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان في العقيدة الدينية
- كل عام انت بخير
- فائدة الموت والحرب
- الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه
- حل مجلس النواب الأردني
- الفكر المعاصر
- غريب في عالم عجيب
- حرارتي مرتفعة
- دعاء أمي
- هذا هو الزمن العربي
- زيارة المريض
- سن الأربعين
- أريدُ الضياع
- الضباع
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة
- الغني والفقير
- لحظات الذروة
- أسئلة الفلسفة
- الحق على التلفزيونات


المزيد.....




- -اليد الميتة-.. لماذا تُعدّ منظومة الردع الروسية أخطر ما خلف ...
- لماذا يطالب خبراء أمميون بتفكيك مؤسسة غزة الإنسانية؟
- ?? الجزائر: مقتل أربعة أشخاص إثر سقوط طائرة بمطار فرحات عباس ...
- الجزائر: أربعة قتلى إثر سقوط طائرة تابعة للحماية المدنية بمط ...
- تقرير أمني ينبه أنقرة إلى دروس الحرب الإيرانية الإسرائيلية
- اسم يحيى السنوار يثير الجدل بعد ظهوره ضمن قائمة مواليد ألمان ...
- ما قصة المثل -جزاء سنمار-؟ وكيف يستلهم الفرزدق الشعر؟
- أردوغان يعين سلجوق بيرقدار أوغلو رئيسا للأركان ويجري تغييرات ...
- الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر بشأن السلاح النووي في ذكرى قصف ...
- لبنان يفوّض الجيش بإعداد خطة لضمان حصر السلاح بيده قبل نهاية ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أوهام