حل مجلس النواب الأردني

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 19:20
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

بعض الناس تحشر أنوفها في الثقافة والسياسة مدعية ً أنها تريد خدمة الوطن غير أنه من الممكن لهؤلاء الناس أن يستفيد منهم الوطن في مواقع كثيرة ما عدى السياسة والثقافة ,وأظن أن جلالة الملك عبد الله قد حل مجلس النواب الأردني لهذا السبب.

وأنا بتصوري المتواضع أن جلالة الملك غير راضٍ عن أداء مجلس النواب الأردني الحالي , وأن هذا المجلس أو أعضاء هذا المجلس من الممكن أن يستفيد منهم المواطن الأردني والوطن في مواقع كثيرة عدى مجلس النواب الأردني.

فمعظم النواب وطنيون ويريدون خدمة المجتمع ولكن خدمتهم في مجال السياسة تشكل عبئاً كبيراً على الحكومة والوطن والمواطن لذلك حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة لربما يكون فيه فائدة كبيرة للمواطن وللوطن ,وبهذا على النواب المنحلون أن يعودكل واحد منهم إلى مزاولة أعماله القديمة التي كان يزاولها قبل أن يصبح نائباً أردنياً تحت قبة البرلمان , ويجب أن يتقدم المثقفون والكتاب والشعراء إلى مجلس النواب لكي نفتخر بخطاباتهم وانتقاداتهم وسخرياتهم.

أول مجلس نواب في التاريخ كان بأثينا ولم يكن للنواب بل كان مجلس ديموقراطي لكل أو لغالبية أفراد الشعب فكان أهل مدينة أثينا يحضرون قرارات الحكومة ويعلقون عليها ويناقشونها ولكن حين كثرت الناس أصبح من المتعذر على مجلس البرلمان(الخمسمائة) أن يستوعب كافة أفراد المدينة , فقرروا تشكيل نواب ينوبون عن الشعب وبهذا أصبح اسم المجلس (مجلس النواب) , فكان الأثينيون ينتخبون الذي يصلح للسياسة وللفلسفة , والذي لا يصلح للسياسة ولا للفلسفة لم يكن يغضب بل كانت أثينا تحترمه وتحبه لأنه كان من الممكن له أن يستفيد الوطن من خدماته الأخرى في مجال الصناعة أو إدارة المحال التجارية.

والمجلس النواب الذي حله جلالة الملك ليلة الأمس , كان عبارة عن مجلس تجار وصيادي أسماك صغيرة , لم يكن مجلس نواب حقيقي عن الشعب بل كانوا وكلاء شركات ومُهربي دخان , وهو أغرب مجلس نواب شاهدته في حياتي أو أغرب مجلس نواب قرأت عنه.
صدرت ليلة الأمس الإرادة الملكية السامية بحل مجلس النواب الأردني وفي نفس اللحظة تلقيتُ كثيراً من الاتصالات الهاتفية من أصدقاء وأقارب كلهم يسألون سؤالً مخطئاً وهو:
لماذا حل جلالة الملك مجلس النواب الأردني ؟.

وكان ينبغي على الجميع أن يقول : ما هوشكل مجلس الأمة القادم؟ ما هو لون واتجاه النائب فكرياً ,؟. وهل من الممكن أن يظهر في الأردن نواب يساريون ؟ أو نواب مثقفون .

ينبغي على الأسئلة أن تكون مستقبلية وليست ماضوية .

لقد شاهدنا في هذا المجلس المنحل مقاعد نيابية بارعة في عمليات التهريب , ورأينا تجار ومصاصي دماء ودركولات وحيتان ورأينا نواب يشترون أصوات الشعب الأردني , وشاهدنا نواب قبل التصويت بعام يوزعون الصدقات في الشوارع على الناس وبعد أن نجحوا لم نشاهد سياراتهم تجوب الحواري الفقيرة , ولم يدفعوا للفقراء ولا حتى (هلله_ قرش..فلس..قرش ساغ).

شاهدنا مجلس نواب أردني على آخر موضة تجار (برلمان 2008-2009) على آخر موضه , لا فكر ولا ثقافه ولا معارضه ولا رقابه ولا حماس ولا إثارة..

ولكن هذا لا يعني أن أولئك النواب تافهون ..لالا..هم ليسوا تافهين هم مواطنون أردنيون أصحاء عقلياً ولكن مجال السياسة والثقافة والمعارضة واليسار ضيقٌ جداً عليهم فمن الممكن أن يستفيد الوطن والمواطن الأردني منهم كثيراً في إدارة الشركات والمؤسسات وخدمة الوطن والمواطن , وليس من الضرورة أن يستفيد الوطن منهم في مجلس النواب.

أنا مثلاً لا أفهم في ميكانيكا السيارات وإذا أصبحت فجأة ميكانيكي سيارات فإنه من المؤكد أن تحدث كوارث بيئية وحوادث على الطرق لأنني سأركب قطعاً في مواقع مخطئة من السيارة .

في هذا العصر بالذات العالم يتجه إلى إظهار مزاياه الفكرية ومجلس النواب الأردني كانت مزاياه مرتبطة بمصالح خارجية غالبية النواب كانوا تجار جمله وأصحاب محال تجارية للمفروشات , وليسوا أصحاب أفكار ولو بقوا في محالهم التجارية لاستفاد الوطن والمواطن منهم أكثر مما كان يُعتقد .

وعندي مخاوف من أن يعود مجلس النواب المنحل نفسه إلى قبة البرلمان , وصدقوني هذا من المحتمل أن يحدث .

وهذا يشبه عملية إطلاق سراح المساجين أو الموقوفين إدارياً في الأعياد الرسمية والمناسبات الوطنية لقدكانت الحكومة تطلق سراحهم وبعد أسبوع أو يوم أو يومين يعودون إلى السجن ,وبهذا لربما يعود نفس النواب إلى قبة البرلمان .

ومن المحتمل أن يعود نفس النواب أو أشباههم إذا كان الغرض الأساسي من حل مجلس النواب تكتيكات إدارية خاصة بالأقاليم .

على كل حال نحن لا نريد من مجلس النواب الأردني الحالي أن يعود إلى مقاعده نريد منه أن يجد لنفسه عملاً آخر غير السياسة , فمن الممكن أن نستفيد نحنُ والوطن من هؤلاء النواب في مواقع أخرى غير قبة البرلمان , فمعظمهم تجار والوطن بحاجة إلى تجار , وبهذا نستفيد منهم نحن والوطن في مواقع كثيرة .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات