أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - دعاء أمي














المزيد.....

دعاء أمي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 19:36
المحور: كتابات ساخرة
    


سيداتي ...

آنساتي...
سادتي..


أجمل شيء في الدنيا دعوات الأم والأب للأولاد , فالدعوات هذه بمثابة أمنيات , ومن الطبيعي أن الأب والأم يتمنون لأبنائهم ما لم يتمنوه هم لأنفسهم من أطايب الحياة ولذاتها.

ولا أحد يحب أن يرى من هو أفضلُ منه إلا الأم والأب فهؤلاء وحدهم هم من يتمنى أن يكون أبناءهم أفضل منهم.

ومنذ صغري وأنا أستمع لدعوات أمي بالرغم من علمانيتي وعدم قناعتي بتلك الُرُقيّاتْ غير أنني أطلبُ من أمي أن تدعو لي فدائماً ما أحبُ أن أسمع دعاءها وخصوصاً حين تراني مقبلاً على البيت وبيدي لوازم البيت فتقول لي : والله يا إمي إنك عسل وأخلاقك إكويسه بس لو إنك إتصير إتصلي وأحياناً من دون سبب أقول لأمي : يلله يا حجه سمعينا الإسطوانه العظيمة تاعتك .

وطبعاً موال يوم الجمعه هذا دائماً على البال هذا موشح بسمعه منها كل جمعه بس بعمل حالي مطنش.

وأجمل دعاوي أمي تلك التي تطلقها في الهزيع الأخير من الليلحين تقوم للوضوء وللصلاة فتصلي الفجر ومن ثم تجلس في فراشها للدعاء ثم تنهي الدعاء وتمسحُ على وجهها بكفيها النديتين ودائماً ما كنتُ أصحو مبكراً على صوت أمي وهي تصلي الفجر وتتمتم بكلماتها المعتاده: يا ألله تُستر عليّ وعلى بناتي ..يا ألله تهدي جهاد للدين ..يا ألله تبعد عنه بنات الحرام ..يا ألله تبعد عنه أولاد الحرام, يا ألله تبعد عن جهاد أبصار الظالمين.
فأقول بيني وبين نفسي :

طيب..ماشي..يا ألله تُستر عليّ وعلى بناتي ,حقها, وأنا بقول معاها :آمين, وكمان أبصار الظالمين , بقول معاها :آمين.

بس ليش ألله يهديني؟

شو أنا كاين أزعر ..أو تبع مشاكل؟ ..أو رد سجون..؟!

ومين هنه بنات الحرام؟

شو أنا كاين داير على حل شعري؟

ومين همه أولاد الحرام.؟.

شو أنا طول النهار قاعد معاهم ؟

وشو هي أبصار الظالمين؟

هل من الممكن أنها تقصد الحوار المتمدن؟
لالا بس أمي شو بعرفها بالحوار المتمدن , بس أكيد بتقصد الجماعه هذولاك..أمي بتموت منهم عشانهم مره أخذوني عندهم ليلتين.

بس ببقوا هذول مبهمات,مش فاهمهن بالرغم من كل التوقعات.

وبصراحه عمرني(عُمري) ما سألت أمي عن معاني هذه الكلمات , وبجلس بجانبها حتى تنهي الصلاة فأسلم عليها وأقبل يديها ثم أضعهما على رأسي وابني علي وبناتي برديس ولميس , كلهم, صاروا يقلدوني فكل يوم ببوسوا يد (جدتهم) وبحطوها على روسهم , ولكن هنالك دعايه تعلمها أمي لأولادي الآن أولادي يحاولون نقل تلك العدوى الدعائية لي فيقولون لي : إللي ما بصليش الله بحطه بالنار يوم القيامه.

وأنا اليوم بالذات على قد(قدر) ما دعت أمي لي بالخير قررت أن أدعو الله بأن لا يستجيب لأمي فلو استجاب الله لدعوى أمي بهدايتي فهذا يعني أنني سأتوقفُ عن الكتابة في الحوار المتمدن, وسأحرق جميع الكتب التي في مكتبتي لأنها كتب تعلم على الحرية والتفكير والديموقراطية , ولو أن الله يستجيب لأمي لهدايتي لجعلني مقتنعاً بالفساد الذي يضرب المجتمعات والحكومات العربية.

إذا الله بستجيب لأمي فهذا كارثة كبيرة , لأن أمي تدعو على أمريكيا فتقول(يا الله تمحق أمريكيا واليهود ويتحرر الأقصى من اليهود الحاقدين على المسلمين) وهذه مصيبة أكبر فلو أن الله يمحق أمريكيا فهذا يعني أننا لن نأكل الخبز , فمن أين نأتي بالقمح؟ ومن أين نأتي بسرعات الإنتر نت ؟ ومن أين نأت بالحرية ؟ ومن سيدافع عن حقوق الإنسان ؟ أي أنا لولا أمريكيا كان زمان صرت بالسجن أو ميت تحت الأرض , يا الله سامح أمي, هكذا أقول: يا ألله سامح أمي يا ألله لا توخذها على إلا على قد نيتها؟



كثيرون هم الذين يطلبون من الله هدايتي,مش بس أمي, وأنا وحدي لا أطلبُ الهداية ولا أرتجيها , ولكن أخشى أن يستجيب الله لأولئك المغفلين فيهديني سواء السبيل فأضيع نصف العمر المتبقي من عُمري في حفظ كلام لا يغني ولا يسمن من جوع.

أنا اليوم رجلٌ خسر نصف عمره وأخشى أن يهديني الله سبل الصلاح فأخسرمن عمري النصف الآخر.

أخشى أن أخسر المؤسسة الثقافية أو البيت الثقافي الذي أحلم بأن أكون ساكنه , أو الذي أحلمُ بأن أعيش على عتباته.

أنا لستُ خائفاً من شيء العمر قد انتهى والشباب في كل يوم يتراجع وقدراتنا لم تعد كسابق عهدها ولكنني أخشى من كثرة دعاء الناس لي بالهداية أن يهديني الله فعلاً سواء السبيل فأتخلى عن التفكير وأتخلى عن التركيز وأتخلى عن إحترام اللغات واللهجات العامية.

وأخشى أن يستجيب الله لأمي.









#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو الزمن العربي
- زيارة المريض
- سن الأربعين
- أريدُ الضياع
- الضباع
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة
- الغني والفقير
- لحظات الذروة
- أسئلة الفلسفة
- الحق على التلفزيونات
- رجل من زمان
- الرأسمالية السائبة
- المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام
- ملك العالم
- أسد وثعلب ماكر وحمار بلا مخ
- الكاتب الذي لا يكسب من قلمه
- تعليم التفكير
- المرأة هاضمة حقوق الرجل
- لغة الواوا


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - دعاء أمي