أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام













المزيد.....

المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 13:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مستحيل يا (نانا) مستحيل أن تكبر الأشجار في حارتنا وأن تزهر الزهور على شباك غرفة نومنا ومستحيل أن يسقط المطر على التراب ومستحيل أن تفيض عيوننا إلا بالدموع والإنكسارات.

مستحيل ومن منّا لم يذق طعم المستحيل؟
إن كل حياتنا مستحيلات ..مستحيلات مستحيلات.


فعلاً أنا مغفل كبير ..لربما طيبة قلبي هي التي تجعلني مغفلاً ..فوداع يا حب ووداعاً يا أمل ووداعاً يا ذكريات , لم أجد امرأة طوال حياتي تفكر بقلبها أو بعقلها إنهن لا يُفكرن إلا بالانتقام , إما من الزمن على حسابي وإما من الحظ السيء وكمان هذه على حسابي المهم أنني أنا دائمن من يقوم بتسديد فاتورة عدم مساواة المرأة بالرجل في مجتمعاتنا الشرقية.
مستحيل أن أجد الحب رغم أنه من حقي :

بدنا نعشق بدنا انحب

بدنا انحب الحريه

وهذا ليس عيباً بل مستحيل أن أضمن الحياة الكريمة , قالتها وبكل الأسف : إنت ضامن كل شيء وناقصك الحب أنت بدك اتحب وبدك تنحب.
ولما لا أحب ؟
ولما لا أنحب؟
ألستُ انساناً من فصيلة الحيوانات الأنسية أتواجد بكثرة حيث يتواجد الماء والعشب واللحم ؟ والحب إن أمكن.
كل الناس تغلط وكل الناس تخطىء والكل يجب أن يضحي وليس أنا وحدي , ولكن مستحيل أن أجد أحداً يشاركني في التضحية.

في هذه الأيام الحب ليس إلا صفقات تجارية رابحة والصفقة الخاسرة لا أحد يرغب فيها حتى وإن كانت مشاعر العاشق أعلى من شلالات النيجارى وأثقل من سلسلة جبال أحْدْ.

مستحيل وأخرجتُ رأسي من تحت الغطاء الذي يغطيني وأنا أقول : الحب مستحيل في بلاد العرب.


قال المغفل عندما وضع رأسه على المخدة لينام : مستحيل..مستحيل وبصوت خافت كان يعيد الكلمة حتى نام نوماً صاخباً واستيقض وإذا بمخدته فيها شيءٌ من الرطوبة أمسكه أو تحسسه بكفيه الناعمتين ثم قال: مستحيل هذه دموع أو مستحيل أن تكون هذه الدموع دموعي , ولكن المُغفل تذكر آخر كلمة قالتها نانا وهي (مستحيل) ..وإن لم تقلها فإن المغفل شعر بها ..أو سمعها تخرجُ من بين الكلمات كما يخرج ضوء النهار من الغلاف الجوي...وقال المُغفلْ : دموعي على من تذرف الدموع (عليمن هلّت إدموعك يا أم سعدون يُمّه) .
أنا مغفل فعلاً مغفل وأستحق الضرب بالجزمه على رأسي لأصحو لربما أنني سكران ولست مفغلاً ولكنني متأكد هذه المرة أنني مغفل كبير يحمل شهادة حب أو شهادة مغفل.


قال المغفل: مستحيل أن أنساك ..ومستحيل أن أكرهك ..وسأبقى أحب فيك المستحيل ..يا من ظهرت في حياتي كمغفل كما يظهر المسيح للمعذبين في الطريق أنت معجزة مستحيلة جداً أن تتحقق في حياتي .

ليلة الأمس ظهر المستحيل أمامي وكنت أنا أول المستحيلات وأولادي ثاني المستحيلات وأنت أم المستحيل الروحية التي ستقطعُ يدي إن حاولت لمس نهدك المستحيل .

مستحيل أن يحصل المغفل على الحب من امرأة أنانية تريد أن تقدم كل الأضحيات لها في عيد الأضحى مستحيل على المغفل أن يستعيد ذاكرته ونشاطه وغرامه أيام كان يتخيلها كل شيء كانت الأنفاس التي تدخل الرئتين وكانت الماء الذي يمر عبر قصبات المغفل الهوائيه , إن كلامها ليس فيه عشق فمستحيل على العاشق أن يفكر باسلوب عقلاني دائماً العاشق الحقيقي ما تدفعه عاطفته للتصرف وليس عقله , العاشق المغفل الذي على شاكلتي لا يقبل بأن يحركه عقله , القلب هو محط التفكير والأفكار تخرج من القلب ولا تخرج من الرأس , أما العاشقه غير المغفلة فهي التي تقيس الأشياء على مقاسها كما تصمم لها (مامتها) قمصانها البيض الطويلة وتنانيرها القصيرة.

مستحيل ومن عاشر المستحيل أن أنسى لهفتي وشوقي وكبرياء رجل محطم من أعلى الرأس حتى أسفل القدمين إنني رجل مغفل فتحتُ على نفسي جبهات عسكرية من كل النواحي والميسرة ليست قوية والميمنة متضعضعة وخلف الجبهة نار تشتعلُ والبحر أمام المغفل سيغرقُ فيه عمّا قريب.



لففتيني بين أصابع يديك كما يلفُ العجوز سيجارة التبغ (الهيشي) وأشعلتيني بين أصابعك وتطاير الدخان مني دخل في عينيك وبين النهدين ثم عاد منك بالمستحيل .

مستحيل أن يعيش جنوني معك ومستحيل أن يصحوَ خلمي معك ومستحيل أن يأت يومٌ أرقص فيه معك رقصة المستحيل .

مستحيل أن أفتح النافذة وأن أخرج رأسي من ثقب الباب كما كان يفعل (كافكا) فمستحيل يا سنيني المستحيلة أن أستحيل إلى مستحيل...مستحيل..وأنثنى الضحية بنصفه الأعلى على نصفه السُفلي حتى الخصر وحتى انكشف ظهره للأعداء ومن ثم ردد كلمته الأخيرة وكانت تعني مستحيل مستحيل .



مستحيل يا مغفل مستحيل أن تفكر المرأة بقلبها أو بعقلها إنها تفكرُ بالإنتقام.

مستحيل يا مغفل مستحيل أن تضمك يوماً إلى بساتين رأسها مستحيل مستحيل ونام الضحية على جنبه الأيمن وسكينها أصبح لونه أحمر وقال مستحيل مستحيل مستحيل أن تشرق الشمس ومستحيل أن تعود من رحلة الغروب مستحيل الحب ومستحيل أن تجد حضناً دافئاً مثل حضني ومستحيل أن تجد غرفة نوم مثل عيوني مستحيل مستحيل وانسكب الدمع على الأرض ومن ثم سالت دماء المستحيل فمستحيل مستحيل مستحيل يا مستحيل .


سبحان الرب المستحيل كيف صحوتُ هذا اليوم على ذكريات من الماضي المستحيل وأنا أقول : أعطني فرصة لأموت ثم أحيا من جديد إن كنت تحيي الموتى فهذا مستحيل وإن كنت تميتهم أنت فهذا أيضاً مستحيل ومستحيل أن أشرب قهوتي التي أحلم بها تحت جفون الياسمين ومستحيل أن أخرج معك للبحر لأمشي ليلة على شاطئه إنك مستيحل وإنني ابن المستحيل.

قال مرة أخرى مستحيل مستحيل وركب الهواى ومن ثم ركب الموجة والموجة أرسلته إلى شاطء أو جزيرة مجهولة والهواء بدء يدخل بين أصابع يديه وصدره وكأن في جسمه شقوق .


كلمة وداع أقولها للصادقين ولحلمي المستحيل في الزمن العربي الصعب .

كلمة ألحب ألتي أقولها تخرج من فمي كما يخرج العبير والعطر من الأزهار , كلمة وأي كلمة أعزُ على نفسي من لحظة الوداع والإنفلات من الحلم المستحيل .

الحلم مستحيل والله مستحيل والحب مستحيل والكل يريدُ مني التضحية ولا أحد يريد أن يضحي من أجلي الكل يريدُ إلقائي في البير دون مد الخُطاف لي الكلُ يريد إغراقي في البحر .

مستحيل مستحيل .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك العالم
- أسد وثعلب ماكر وحمار بلا مخ
- الكاتب الذي لا يكسب من قلمه
- تعليم التفكير
- المرأة هاضمة حقوق الرجل
- لغة الواوا
- فساد النحاة العرب
- مرتاح البال
- ليلة الأمس
- الحراميه أنواع
- رزق الهُبل على المجانين
- المرأة التي أحبها
- طفولتي
- الرجل الذي أضاع حمار أهله
- امرأة وثلاثة حمير
- من يغار أكثر ؟ المرأة أم الرجل؟
- من قصص موسى
- قصص الفقراء
- كلام الأغنياء
- المثقف والفنان الغنائي


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام