أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - على قد السمع















المزيد.....

على قد السمع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 11:37
المحور: كتابات ساخرة
    


صوت الصرصور أقوى من صوت العمله النقديه بس الناس ابتسمع صوت العمله النقديه قبل سماعهم صوت الصرصور , طبعاً مش أنا أول من حكا هذا الكلام ,في ناس ثانيين من الهنود الحمر في أمريكيا ,هم أول من تنبه لهذه الظاهرة في قصصهم الشعبيه.

وكان في عربي ماشي وبجانبه صديقه الأمريكي , سمع العربي صوت صرصور يزقزق أو يبقبق أو يصفر أو يثرثر ,أنا طبعاً ما بعرفش شو اسم صوت الصرصور أو شو بحكوا الناس لصوت الصرصور بس أكيد في شيء اسمه صوت الصرصور بغض النظر عن المُسمى تبعه.

طبعاً كان العربي ماشي ويتكلم مع صديقه الأمريكي وكان في عجقه كثيره وصوت سيارات رايحه وجايه ودوشه وصوت ناس وباعه , وضجيج , وكان الشارع ممتلأ بالناس , وفجأه توقف العربي عن الكلام وبدأ يرسل بعيونه إلى مصدر الصوت وصديقه الأمريكي ينظرُ إليه مستغرباً مُندهشاً :

-شو مالك؟

-في صوت صرصور.

-صرصور؟؟!! هههههه , هنا في هذا الشارع لا يوجد صراصير ,أنت تمزح؟إكيد إنت نتأثر بقصص الهنود , الهنود كمان بحكوا عن أصوات كثيره وغريبه واحنا ما عُمرنا سمعنا فيها .

-لالا شو بمزح بحكيلك يا رجل سامع صوت صرصور .

-لي في هذا الشارع أكثر من 30 سنه وأنا رايح جاي ,وبحياتي كلها ما سمعت صوت صرصور.

-لا كيف أنا سامعه , خزق طبلة إذني , حتى مش صرصور واحد بل عدة صراصير .

-عدة صراصير؟أنت تمزح.

- لالا أنا ما بمزح في مسألة الصراصير بإمكانك أن ترسل أذنيك لو ركزت قليلاً لتسمع صوت الصرصور .

-أنا بحاول بس ما بسمع غير صوت السيارات وصوت أقدام الناس وهي تمشي وصوت واحد متأثر بقصص الهنود الشعبيه :سامع صوت صرصور خازق طبلة إذنه.

-طيب كيف أنا لأول مره بمر من هذا الشارع وبسمع فيه صوت الصرصورخزق طبلة إذني وانت إلك في هذا الشارع 30 سنه مش سامع صوت الصرصور,بدناش نحكي الصراصير , بدنا نحكي عن صوت صرصور واحد بس, صرصور واحد بس ومش سامعه؟


- صدقني مش واخذ بالي , يمكن أنا سمعي ثقيل .


-سمعك ثقيل؟ طيب كيف بتعرفوا إتناموا ؟

- بنّام عادي زي كل شعوب العالم.

- لا أنا قصدي كيف بتعرفوا إتناموا من صوت الصراصير .

-يا رجل خليك صاحي , شو صراصير أو ما صراصير, إنت متأثر بقصص الهنود .

-بس أنا سامعه خزق طبلة إذني.

-آه يمكن يكون سمعي ثقيل .

-كيف بس أنا ما لاحظت عليك إنه سمعك قليل أو ثقيل وأنا بعرفك من 20 سنه وما بحياتي لاحظت إنه سمعك قليل أوضعيف , يمكن أحياناً بلاحظ إنه نظرك ضعيف , بس مسألة سمعك !,أنا ما بعتقد إنه ضعيف .


-يا سيدي إنت حر.

- لالا المسأله مش مسألة حر ومش حر وحرية الرأي والرأي الآخر , لاحظ إنت كل الناس الماشيه في الشارع ,ما فيهم ولا واحد بحكي عن موضوع صوت الصرصور وما في حدى منتبه إنه في صوت صرصور , ليش يعني غير إنت بالذات اللي سامع لصوت الصرصور؟لو الناس سمعوا مثلك كان قادوا مظاهرة من أجل أصوات الصراصير.

-أنا بس؟ سامع صوت الصرصور!؟هذا شيء غريب .

-آه..إذا كان أنا سمعي قليل ومش سامع , والناس الأمريكيين إللي ماشيين في الشارع , كمان كلهم مش سامعين على شان سمعهم قليل؟ احكي قول : هذول سمعهم قليل؟.

-لالا أنا ما بقول إنه سمع الأمريكيين قليل , بس في صوت صرصور ,حتى أكثر من صرصور.

-إنت بدك اتضيّع علينا اليوم كله عشان في صوت صرصور , فكنا منّه خلينا نحكي في موضوع ثاني.

فقام العربي ومد يده إلى جيبه وأخرج عُمله نقديه أمريكيه (بنسا) صغيره ورماها في الشارع فأصدرت صوتاً بسيطاً جداً أضعف عشر مرات من صوت الصرصور.

- شو هذا يا صديقي إنت فعلاً متأثر بقصص الهنود الحمر ؟ أنا سمعت صوت عُمله نقديه., أكيد إنت اللي رميتها

-عُمله نقديه ؟

-آه عمله نقديه.

-بس أنا ما سمعت صوت عمله نقديه .

- كيف ما سمعت أنا سمعت صوتها قوي جداً وخزق طبلة إذني , قبل قليل سمعتُ رنّتها .

- أسّع الحين انخزقت طبلة إذنك ؟ وأصوات الصراصير مش خازقات طبلة أإذنك؟ بس أنا مش سامع , أنا سامع صوت صرصور فقط لا غير .

-طيب أنظر إلى كل الأمريكيين , قاعدين ببحثوا عن مصدر صوت العمله النقديه.

-هذي هي عادة الأمريكيين , ببحثوا عن العمله النقديه ومنابع النفط, بس أنا سامع صوت الصرصور.

- بس كلهم ببحثوا عنها في الشارع , الكل يبحث عن مصدر صوت العمله النقديه وانت بتبحث عن صوت حشره.

-أنتم لا تريدون سماع أصوات الصراصير , لو بدكوا تسمعوا صوت الصرصور كان سمعتوه من 30 سنه , ولكنكم تسمعون صوت العمله النقديه بالرغم من إنه صوت العمله النقديه أضعف بكثير من صوت الصرصور.

-أضعف من صوت الصرصور! صوت رنّة العمله النقديه أضعف من صوت الصرصور؟

- آه أضعف من صوت الصرصور.

-هذه الملاحظه جديده علينا نحنُ الأمريكيين , لأول مره أنتبه لها , فعلاً رنّة ال (بنسا) أضعف من صوت الصرصور .

-أي صدقني صوت الصرصور خزق إذني .

-بس أنا سامع صوت عُمله نقديه.

-طيب ماشي , صوت أشياء ثانيه , مثلاً: أطفال العراق ؟

-مال أطفال العراق.

-مش سامع صوتهم ؟

-أنا في أمريكيا وأطفال العراق في القارة الآسيويه , في الخليج العربي,كيف بدك اياني أسمع صوتهم .!.

-طيب ما بحياتك سمعت صوت بكاءهم , على التلفزيون.

-لا.

- ولا أطفال فلسطين؟

-لا.

-لعاد شو بستمع؟ ليش ما تعرضوا أنفسكم على طبيب هيئة الأمم المتحدة , المختص في الأنف والأذن والحنجره , بلكي وصفلكم وصفه طبيه أو وضعلكم جهاز تقوية السمع والبصر؟

-أنا سامع صوت عمله نقديه .

-غريب, معناته مش بحاجة طبيب, طيب, أصوات المضطهدين سياسياً في الأردن ؟ في الأردن بحكوا : إلحكي إلنا على قد السمع , والصوت الواطي ما بينسمع , ومع ذلك في ناس أصواتهم قويه على اليو تيوب بس ما حدى سامعهم أوما بدهم يسمعوهم.

-لا ,ما سمعت فيهم نهائياً.



-إيه..ولا سمعت لصوت واحد منهم على اليوتيوب.

-لا.

-طيب أطفال الإكوادور .

-شو كمان هذول إحنا مسؤولين عنهم .

-طيب أطفال باريس؟

-آه هذول أصواتهم سمعناها , حلوه وبتجنن .

-لعاد شو بتسمع ؟, الفنان الراحل :مايكل جاكسون؟ .

-مش بس أنا , في كمان عرب اكثير ما سمعوش صوت المضطهدين في الأردن سياسياً , مش بس أنا , وهذول ما بسمعوش غير صوت نانسي عجرم وهيفا وهبي , وهذول أجسامهن حلوه اكثير وبتجنن .

- لا مش بس أجسامهن وكمان أصواتهن حلوه وبتجنن.


-لا إحنا ما بدناش نحكي في السياسه , خلينا نحكي في الفن , الفن وبس .

-إنت حولت الموضوع من صوت الصرصور إلى صوت أطفال العراق , خلينا بالصراصير .


- ما هذول كمان صوت بكاءهم أعلى من صوت العمله النقديه ,ومع ذلك أنت سمعت صوت العمله النقديه ولم تسمع صوت , بكاء أطفال العراق وفلسطين.

-مش بس أنا , كل الناس هيك .

-لا مش كل الناس ,هذا أنا سامع صوت الصرصور ,وصوته خزق طبلة إذني ,وسامع صوت أطفال العراق وكمان خزقوا طبلة إذني ,وسامع صوت أطفال فلسطين ,وكمان هذول حرقوا فلبي من جوّى, وسامع صوت المتعبين , وسامع صوت المحرومين ,وسامع على اليوتيوب صوت الأردنيين المضطهدون سياسياً وثقافياً, وانتوا مش سامعين غير صوت العمله النقديه ومضخات النفط .

وصدقوني زرتُ ذات مره أحد الأصدقاء وكان منزله بالقرب من مصنع لصناعة الطوب وأصوات الماكينات مزعج فسألته إنتوا كيف بتناموا على هذه الأصوات فقال : نحنُ أدمنّا على هذا الصوت يا أستاذ جهاد , وصدقني كان في البدايه مزعج جداً ورفعنا عليه قضيه في المحكمه وخسرنا القضيه , وبعد ذلك تعودنا على صوته وإزعاجاته ,والآن بدون صوته لا نستطيع أن ننام , أصابنا إدمان على صوته .

وهذا مثله مثل الذين أدمنوا على أصوات الحزن والبكاء , الناس ملّت وقرفت وزهقت من أصواتنا كالذين ملّوا وزهقوا من أصوات الصراصير , كل إنسان أدمن على جروحه وآلامه , والناس قد ما سمعت صوتنا بطلت تسمع مليح , عشانهم اعتادوا على ذلك.
وتخيل نفسك بجوار مصنع يصدر أصوات مزعجه أكيد بعد فتره من الزمن رايح تعتاد على صوته ويصبح جزء لا يتجزء من حياتك.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى المفكر الكبير طارق حجي
- حقيقة المناضلين ضد الاستعمار
- حين أكتب1
- الأبوة الروحية المسيحية
- كيف فقد الإنسان الفردوس الدائم؟
- نساء متمردات1
- أوهام
- الإنسان في العقيدة الدينية
- كل عام انت بخير
- فائدة الموت والحرب
- الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه
- حل مجلس النواب الأردني
- الفكر المعاصر
- غريب في عالم عجيب
- حرارتي مرتفعة
- دعاء أمي
- هذا هو الزمن العربي
- زيارة المريض
- سن الأربعين
- أريدُ الضياع


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - على قد السمع