أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - حين أكتب1














المزيد.....

حين أكتب1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 18:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين أمدُ يدي إلى الكيبورد للكتابة لا أحد يستطيع أن يقاطعني ولا أحد يستطيع أن يقف في طريقي إنني أرفض التنازل عن عرشي بسهولة وأرفضُ التنازل عن ممتلكاتي الفكرية وأرفضُ أو أُورثَها لأحد غيري .

حين أمدُ يدي إلى الكتابة أشعرُ بأنني مخلوق نقي بدمه وروحه وأكبر من كل المخلوقات الكتابة التي أكتبها تسحرني قبل أن تسحر بعض الناس وتُهبلني فبل أن تُهبل بعض الناس , إنني حين أفرغُ أحياناً من كتابة مقالٍ ناجح أو قصةٍ ناجحة أو خاطرة أو أي مادة ٍ أدبية ٍ أتوقفُ بيني وبين نفسي لكي أنظرَ فيما كتبته أو خطته أصابع كفي فأقفُ مشدوهاً ومعجباً بقلمي وبنفسي وبتعابيري أو عباراتي إن صح التقدير .

إنني حين أكتب أشعرُ بقوتي وصولجاني وقدرتي على حرق دمي ودم القراء ودم الذين يقرؤون لي وأـشعرُ أنني طاحن عظام من الدرجة الأولى وأشعرُ بأن كتاباتي لها مفعول السموم أو أنها أقوى من سموم أفعى (المامبا السوداء الأفريقية).

إنني حين أمدُ يدي إلى الكتابة أشعرُ وكأنني في صلاة أو في حضن آلهة لا أحبُ أن يقاطعني أحد ولا أحبُ أن يمر بجواري أحد ولا أحبُ بأن يعيش في المكان الذي أكتبُ فيه أحد غير أحلام الدراويش وتطلعات المساكين المحرومين والمتسكعين .



حين أمدُ يدي للكيبورد للكتابة لا أستسلمُ بسهولة إنني لا أستسلمُ بسهولة إنني لا أقبل أن أُساوم على قلمي إنني أرفضُ أن أعود إلى طبيعتي العادية.
حين أمد يدي إلى الكتابة أشعرُ بأنني خرجتُ من عالم حيواني إلى عالم إنساني بل وأرقى من العالم الإنساني وحين أترك الكتابة لأعود إلى طبيعتي العادية أشعرُ بأنني رجعتُ إلى عالمٍ رخيص ومبتذل.

حين تلتهمُ النار جسدي, وحين تأكلُ القطة عقلي, وحين تفجرُ الأحزانُ قصيدتي , وحين يبتلع البحرُ مآثري , وحين يجرفني الطوفان , أشعرُ بأنني محتاجٌ للكتابة.
أشعرُ بأنني محتاجٌ للكتابة كلما غزت المعاني والصور الجميلة قلبي وأشعرُ أنني محتاج للكتابة حين يصبح رأسي حاملاً للأفكار وللمعتقدات وللمذاهب الفلسفية , في كل لحظة أمدُ يدي فيها إلى الكيبورد للطباعة وللكتابة أشعرُ بأنني خليفة أو ملك أو امبراطور أو نبي مزيف آثر على نفسه العزلة , لا أحبُ بأن يقاطعني أحد ولا أحبُ بأن ينظر لي أحد أنا حين أكون في عالم الكتابة أكون منقطعاً عن الناس والشارع والعالم كله , أشعر وقتها وحينها أنني أقود سفينة مهجورة ليس فيها ألا أنا وأني أقود جزيرة أسكنها أنا وحدي .

حين يعتريني الخوف وحين أشعر بلسعات البرد وحين أمدُ يدي ‘لى قمة رأسي حين أحكُ أعلى الرأس وحين أصرخ صرختي الكبيرة أشعرُ بأنني مشحون بالطاقات الإبداعية وإنني بحاجة لتفريغ تلك الطاقة .

الكتابة بالنسبة لي طقس يومي مثل الصلاة يوم الأحد ويوم الجمعة ويوم السبت في حائط المبكى , الكتابة بالنسبة لي ليست فناً بل صلاة أمارسها بيني وبين نفسي وكل يوم أصلي للمواضيع التي أحبها , وأكثر الصلاة التي أصليها تكون للمرأة وأحياناً للكلام الساخر المعبر وأغلب الأحيان لفضاءات الروح .

الكتابة عندي هي خبز يومي أخبزه وآكله ساخناً إنني أحاولُ أن أجعل من الكتابة صلاة شكر وعيد .
كان هيغل يقول : أن قراءة الصحف بالنسبة لي هي صلاة يومية.

وكذلك الناس بالنسبة لهم صلاة يومية , لقد كانت الناس قديماً تقرأ الكتب المقدسة في كل صباح لتغذية روحهم , واليوم يقرأون الصحف والمقالات التي تعجبهم لتغذية روحهم وأبدانهم ولملأ حياتهم اليومية بالثقافة وبالأخبار قبل أن تمتلأ بأي شيء آخر .





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبوة الروحية المسيحية
- كيف فقد الإنسان الفردوس الدائم؟
- نساء متمردات1
- أوهام
- الإنسان في العقيدة الدينية
- كل عام انت بخير
- فائدة الموت والحرب
- الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه
- حل مجلس النواب الأردني
- الفكر المعاصر
- غريب في عالم عجيب
- حرارتي مرتفعة
- دعاء أمي
- هذا هو الزمن العربي
- زيارة المريض
- سن الأربعين
- أريدُ الضياع
- الضباع
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - حين أكتب1