أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عزام يونس الحملاوى - من سور برلين الى جدار فلسطين














المزيد.....

من سور برلين الى جدار فلسطين


عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 23:48
المحور: حقوق الانسان
    


احتفل الشعب الألماني بانهيار أشهر جدار في العالم قبل عشرين عاما, والذي أنشئ نتيجة لحرب باردة بين القطبين الكبيرين في ذلك الوقت الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية, لقد كان طول هذا السور حوالي 160 كم ,وكان مزودا بحوالي 200 مركز مراقبة وأسلاك شائكة,وفي 9 نوفمبر 1989 هب الشهب الألماني بإرادة صلبة وقوية وبدأ بهدم السور وتدميره أمام وسائل الإعلام, ولم يكن أمام الألمان الا قبول الوضع والتأقلم عليه . أما في فلسطين, فقد قام العدو الصهيوني ببناء جدار الفصل العنصري, ولكن هناك فرق كبير بين سور برلين وسور فلسطين, فسور برلين جاء نتيجة اتفاقية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, والتي بموجبها قسمت ألمانيا الى شرقية تحت وصاية الاتحاد السوفيتي, وغربية تحت وصاية الولايات المتحدة الأمريكية, ومنذ ذلك الوقت تم بناء السور لمنع الهروب والهجرة وتأمين الحدود بين ألمانيا الشرقية والغربية, والتي أصبحت فيما بعد حدود بين القطبين الكبيرين المختلفين ايدولوجيا وسياسيا . وفي فلسطين, فقد تم بناء السور كجدار فصل عنصري, وبقرار جائر من الاحتلال الصهيوني بهدف تكريس الاحتلال ومصادرة الأراضي وعدم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس, وترك باقي المناطق الفلسطينية مبعثرة ككنتونات في مشروع استعماري عنصري يضم المستوطنات, ويصادر اكبر مساحة من الأراضي الزراعية والسكنية, تحتوي على اكبر كمية من المياه في الضفة الغربية, ويعزل حوالي 340 ألف مواطن, ويضم لإسرائيل حوالي 45% من الأراضي الفلسطينية ويترك باقي الأراضي متناثرة, بالإضافة الى أنه يعزل مدينة القدس عن باقي المدن والقرى المحيطة بها, ولقد زود هذا الجدار بأحدث أجهزة المراقبة, كما انه يقف سدا منيعا أمام مسيرة الشعب الفلسطيني الطبيعية من حيث الوصول الى أماكن العمل والمدارس والمستشفيات, ويعتبر انتهاك وتعدي ظالم على حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في حياة آمنة وكريمة . وقد كان للعدو الصهيوني رؤية واضحة وأبعاد مدروسة لبناء هذا الجدار, مثل البعد الأمني,ومصادرة الأراضي,والبعد الاستيطاني, والبعد السياسي الايدولوجيى والنفسي والديموغرافي . لقد كانت إرادة الشعب الألماني عظيمة وجبارة في هدم السور وإعادة توحيد الأرض, وأن يعيش الشعب في دولة واحدة وتحت علم واحد, ولقد ساندهم في ذلك نشطاء الحقوق المدنية في ألمانيا الشرقية سابقا وبشكل جوهري من خلال ظهورهم الجريء من أجل الحرية والديمقراطية, وكذلك الدور الذي لعبته الكنائس في تقديم الحماية لهم لكي يصبح هدم السور أمرا ممكنا حتى تعيش حرية الرأي والديمقراطية وتتوحد البلاد. ان إرادة الجماهير إذا تحركت فإنها تحقق المستحيل, وهذا ما حدث مع الشعب الفلسطيني عندما تحركت جماهيره في مواجهة جدار العزل العنصري من خلال آليات عمل الحملات الشعبية ولجان مقاومة الجدار وأنشطتهما ومواجهتها الميدانية ,التي استطاعت أحيانا أن تعيق البناء في هذا الجدار في بعض المناطق, وأن توصل رسالة الى العالم كله حول ضرر وعنصرية هذا الجدار, ولكن إسرائيل كدولة عنصرية لم تكترث بذلك واستمرت في بناء الجدار وتحصينه, ولم تلتفت الى قرار المحكمة الدولية الصادر في 4 يوليو 2004 والذي ينص على عدم شرعية هذا الجدار وطالبت إسرائيل بهدمه . ومع ذلك لم تيأس الجماهير الفلسطينية ففي ذكرى انهيار جدار برلين, عملت جماهير شعبنا الفلسطيني على هدم جدار الفصل العنصري, فخرج عشرات المتظاهرين يوم الاثنين في 9/11/2009 في مسيرة شعبية نظمتها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار, وعملت بطرق بدائية على تدمير إحدى واجهات الجدار العنصري من الجهة الغربية لقلنديا وأحدثت ثغرة كبيرة, وتمكنوا من الخروج منها الى الجهة الأخرى من مطار قلنديا, وأشعلوا الإطارات المطاطية حتى وصلت قوات الاحتلال وأطلقت عليهم النار الى ان تفرقوا, كما قام معتصمون آخرين بإحداث ثغرة كبيرة في السور اللعين قرب نعلين غرب رام الله ضمن اعتصامهم الأسبوعي ضد الجدار . لقد فرض الشعب الألماني إرادته وجاء بالوحدة لبلاده, وسيأتي اليوم الذي ستأتي به إرادة الشعب الفلسطيني بالوحدة للأراضي الفلسطينية وشعبها, وسيهدم هذا الجدار العنصري بعزيمة ومعاول هذا الشعب المقاوم العنيد .





#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابادة شعب00بالامس العراق واليوم فلسطين
- رسالة الى حماس والجهاد
- يكفى عبثية وعنجهية
- شعب يرفض سماع نعيق الغربان
- غولدستون رؤى وحلول
- الى متى سيظل هذا الذل والهوان
- ليس امامنا خيار الا نجاح الحوار
- من سيكسب هذه الجولة
- العمالة الفلسطينية وتقاعس السلطة
- الوحدة هى طريق الدولة والتقدم والسلام
- عفوا ايها الشيخ
- طلابنا والاعلام
- رمضان كريم ولكن
- الاسلام السياسي وحتمية نهايته
- غزة ورمضان وبداية العام
- الفضائيات والثقافة المدمرة
- القدس بين النهويد والتنديد
- الاهمال وبرك الموت
- الوطن كذبة ولعبة
- الترويح وفوائده والفراغ ومساوئه


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عزام يونس الحملاوى - من سور برلين الى جدار فلسطين