أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سأُغيّر عطري














المزيد.....

سأُغيّر عطري


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


- قالَ أكتبْ
قلت تصوّرأنك إستمعت إلى عذابك المقدّس،
ولم تعد بك حاجة للكتاب
- قال تصوّر أنك تكتبْ،
كعاشق حر
قلتُ تصوّر أنك لا تقصّ عليّ دموعك
كعازف حرّ من الآخرة
- قال سأرمي بكائي في شَلاّلٍ قَصِي
فأكتب عليك الأمان
قلتُ بشرط :
أن أذوّب الجمر في قُزحيّتي...
جَمْرَةً... جمرةً...جمرةً
و أن...
أُعلّق لساني على الزجاج المكسور...
حرفًا... حرفًا
ثم أفتح النافذة... برفق...برفق
ثم أمزّق الورقة،
وردةً...وردةً
- وماذا؟
أجرّ أحشائي رويدا... رويدا
بأسلاكٍ ملتهبة
وأن...
أراقصها في مدخنة،
على إيقاع التذابح الحربين القصديرالاسود وبين الشرايين
ذبْحَةً...ذبحةً...ذبحةَ
بِلُطْفٍ...بلطفٍ...بلطفْ
ثم أنتظر وصول روحي البيضاء إلى صدري
ثم أعانقها حدّ الثمالة
- قال وماذا ستكتب؟
قلتْ:
سأكتب العموديّ
بعدما أقطّع يدي اليمني إلى خمس قطع متوازية
- قال أنت حرّ في إختيار الشكل
قلتْ:
فليكن أفقيًّا إذن
سأقطّع يدي اليسري إلى خمس جُملٍ متساوية
- قال وبماذا ستصوّر؟
قلت: سأقطع قدمي اليسري وأضعها على جمجمتي
وأُغرقُ أعْلي الصورة بالماء والزيت
- قال أرسمْ
قلت: سترسم أنت
جناحا نسر على فخذ إمرأة ممدّد كطائرة بلا طيار
وستكتب على الجناحين:
غير صالحة للسفر
ولا تحتمل التحكم لا عن بعد ولا عن قرب
ولا هبوط من الهواء سوي على الجناحين
- قال إنحتْ
قلتْ: أنحتُ جسدي مغروس الرأس في الصخر
فيض دم زائل
- وهل ستتنفّس؟
قلت : من يدري
- هل تقترح شيئا على القارئ؟
قلت: مقعدا دائما في سفينة نوح
- قال هل تتمني شيئا آخر؟
قلت سلّة قذارة زاهية وفخمة في مزهرية قلبي
سأغيّر عطري
وأعود لأكتب حرفا واحدا
مضموما إلى نفسه
- قال هل تحبّها أم ت-حب-ها؟
قلتْ:
سأفتّت الصور من العين :
أحبّها، لا أحبّها...
لا أحبّها، أحبّها...
أحبّ ّ ّ ها
أو
أحب
ّ
ّ
ّ
ها
جسدها قطعة صابون شفافة في عين ماء منهمرة
رغوة لذة تتجمّع في شمس القلب
قلبها،
غابة خاصة
إنكسرت فيها جذور الحب
غابة،
قتلت كل الوحوش وأخفتها
غابة وثائقية
صوّرها مجهول ضدّ مجهولين
- قال: ألا تغنّي لى؟
قلت ألا تعزف؟
- قال: وما قلبها؟
قلتْ :
قلبها شاشة،
أتحفّظ على تسميتها
عُذرًا،
هذه الشمس تُضحكني
سأغيّر الشمسْ
وأعود لأكتب...
وبماذا تعِدُ الجمهور؟
سأغيّر عطري،
ولن أعود.

صلاح الداودي، بداية نوفمبر 2009





#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم خيال
- حبك صعب على قلبي
- قلبي طوبٌ قديم
- أغارُ لَكِ
- وحدتكِ وحدتي
- لي قلبي
- نَكْحَلُوكَا Postface
- نكحلة يُمضي مُسَوّدَة حياة...
- نكحلة يتوسّطُ ذيلا
- نكحلة وزيرا للفرح
- نكحلة يختبئ في البحيرة الزرقاء لتتساقط علية أشجار الثورة
- نكحلة مكلّف بمهمة لَدى الشعب
- نكحلة يدعو لعشاء حب Médianoche
- نَكْحَلَة وكالات
- La théogonie de Nakhalaتِيُوغُونيا نَكْحَلَة
- تِيُوغُونيا نَكْحَلَة La théogonie de Nakhala
- نَكْحَلَةُ يُنجز مظاهرة ناجحة
- نَكْحَلَةُ
- نهداك توقيع فريد
- في سارترية المقاومة الراهنة وضدها


المزيد.....




- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة
- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سأُغيّر عطري