نكحلة مكلّف بمهمة لَدى الشعب

صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 14:24
المحور: الادب والفن
    

نكحلة مكلّف بمهمة لَدى الشعب
نكحلة يردّ على التهم الموجّهة "إليه"
بعدم سماع الدعوة
وعدم سماع الدعوى
نكحلة يردّ على الهاتف بالدبّابات
نكحلة يصرّ على ان جرائم الحق العام من مبادئ الجمهورية الدستورية البرلمانية الديموقراطية الثالثة طبعاٌ
ولا وجود إلاّ للجريمة السياسية
نكحلة يستضيف السلاحف الى منتجعه ثم يسمّمها
نكحلة يحكم على المستقبل بالفساد الدائم
وبفساد الشاعر بعد هذا:
الحب هو أن تهدي من لحم فؤادك لاعشاش الطيور
وأن تجبر الرياح على أن تنحت من عظمها حجر الوطن
نكحلة يؤمن بنهاية الشعر ولا يؤمن بنهاية التاريخ
نكحلة يروّج ان الشرفاء عاطفيون مجانين
يَزِنُونَ الذهب لادراج الرياح بدلا عن إيداعه في بنك الفقراء
فهم زناة رعاة
نكحلة يزور قبر الشهيد محمود درويش جنبا الى جنب دومينيك دوفيلبان
ويدّعي بأغلظ الايمان ان "إلى شاعر شاب" غير موجّهة للشعراء
وأن "السيد" تعلّم الشعر في المسرح البلدي بمدينة تونس
وأن إلياس صنبر رجل تافه و مرتزق لا يجيد الترونزلايشن لانه ليس تعريبا و انما ترجمة
نكحلة يحضر مهرجان غزّة التسجيلي كما يقولون ببطاقة موت
ويسبّ الجمهور أينما كان لانه يأكل من لحم بطنه
ومن بطنه يحصل على دعم القنوات المتخصصة في قردنة إفريقيا الكبرى
نكحلة يرشي الشبيبة للمشاركة في القائمات الانتخابية
نكحلة مكلّف بمهمة لدى الشعب
نكحلة مغرم بتلاوة الأشياء اللاّهيّة
"الله سوبار ستار"
"الله دُوتْ كُومْ"
"الله تِي- فِي"
"الله نيوز"
"سيرة الله"...
نكحلة يَدْرس بالخارج
فيحصل على شهائد حب كانه رسول كريم
عندما يدرس نكحلة بالخارج يُدرّسُ الله بالخارج
يتخصص نكحلة فى علم المستقبل
يصبح "مترجما" لعظماء المسلمين
يُهذب الرسائل السماوية
يتميز في جماليات السيرة الذاتية لعائشة
يفتح شركة سياحة جنسية بإسم فاطمة
ترثها شارلوت أو أُولايِسِْ
يطارد مَحَمّد كما يطارد بن لادن الابيض بن لادن الاسمر وينسي اخوان الصفا و الاخوة الاعداء
يتمرس نكحلة على مسرح اللواط و السحاق و الاستمناء
ينبغ في "ادوات التحليل المنطقية النفسية العلمية الحديثة" "الصدفة و الصدمة، الاستثناء و التأويل، التاريخ و السرد، إعادة انتاج الغراماتولوجيا ولعبة القراءة و تفكيك التفكيك..."
وعندما يعود نكحلة بعون الله
يصبح الله مهاجرا
نكحلة يطرح جيدا على رأسه سؤال "من هو نكحلة؟"
ويعرف أين تخبّئ أمّي الابرة و أعواد الثقاب في بيتنا
نكحلة يفهم الكنيست و الدوما والمرشد الاعلى و الحزب الاشتراكي المسيحي وحزب الحياة الحرة و السِّينَا...
يراهن نكحلة على حصان طروادة باغراء جان دارك
وعلى أبناء لَكْسيكُولوغنا الجديد:
نكحلة نَكْسُوتْ
أمّه نكسة وأبوه نَكْبُوت
نكحلة ينتمي الى الرجال الديمقراطيات
ينصح بمحو الرموز من الواقع و الثقة بالانتخاب الطبيعي
بحذف الواقع من الرموز تجنبا للساميّة الخالصة
إيمانا منه بالامبراطورية الاسلامية
نكحلة يخفف من التخلف المضاعف بالتخلف المزدوج
نكحلة يندب الجنس الثالث باليد الرابعة لانه ينتظر نزول يديه الحقيقيتين في ملحق ابتكاره الاصلي
نكحلة له بعد رابع فهو مغرم بالتصوّف والايروطيقا والبرنوغرافيا والسكسولوجيا
نكحلة لوحده بعد خامس : الستريبتيز
وله حاسة سادسة وربع بِيتْسْ: تجارة الرموز
نكحلة قسّ وطبيب جرّاح في نفس الوقت
مسؤول رفيع في الخزانة العامة لفوائض النكاح
نكحلة لا يتأثر بالانهيار المالي لانه محنّك في الدّابليُو دابليو دابليو وثقافة الماكنتوش
فلقد وضع يديه على عبارة "مجتمع العلم" في غْرُوندريس كارل ماركس
وهو من مريدي مجتمع المعلومات التابع للسوسيولوجيا الفرنسية
ومن أنصار بول فيريليو صاحب حكاية نهاية الجغرافيا اليتيمة
نكحلة يتحول الى كالّيغراف رعود جويّة ويُقسم أنه سيلعب أوراقه الاخيرة في وجهة يخت خرج للتصوير
نكحلة ينجو من الشعر من تلقاء نفسه
نكحلة يحارب النثر الحر في كل جملة
نكحلة بيننا،كلنا نكحلة، لا لسنا كلّنا
نكحلة يعرب عن أسفه الشديد
نكحلة يشاطر نكحله رأيه بالنصف ناقص نصف
نكحلة يقلع عن التدخين ليغني على ليلاه بكل شفافية
نكحلة يقتنص بطاقة مواطن عالمي من الفلسفة الاغريقية لانها ليست قديمة
نكحلة يقرّر نشر الدعوة بدل رفع الدعوى
ونظرا لخبرته الطويلة في التشارك مع نكحلة في جسمه الخاص
يستعد نكحلة على ذيلين وأذنين في أذنين وساق تاسعة لا مرئية بينهما لإتمام الدعوة ومن ثمّ
يلقي خطابا صاحيا في عصمة أكبر قرية عربية يختارها بنفسه
ويتوجه مباشرة إلي النّيباَلْ عبر، عبر، عبر ...
نكحلة يرفع صوته في وجه التاريخ
نكحلة يشارك في الاممية السابعة الشيوعية
ويقيم أمسية شعرية
نكحلة يُدعى الى مهام أخرى
و...
يتوكّل على الله

صلاح الداودي،
نقطة من الاوتوغراف الشيوعي النكحلاوي

#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل