عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 22:06
المحور:
الادب والفن
في الساعة المعيّنة ، وغالبا ما تكون بعد منتصف الليل بساعة ، كانت تظهرُ .
كانت تظهرُ كنقطة ٍ سوداء في الشارع ، ثم شيئا فشيئا ، كلما اقتربتْ خطوة ، تتحولُ الى مصباح ٍ يضيء العتمة ، حتى إذا ما وصلتْ أمشي الى جانبها ، ثم اختفي داخل المصباح ، الذي سنلعبُ فيه دور الشعلة معا ، ثم قبلة بعد قبلة ، يتكون الفجر ، فتنحدرُ عائدة الى المجهول الذي جاءت منه ، تاركة على السرير مصباحها الذي أضاء العالمَ في الليلة السابقة .
كانت تصرّ على لغة الاشارات لأنها – كما تزعم – روسية ، لكنني ، رغم ذلك ، لم أجد صعوبة في فهم قلبها : كانت كلها قلب ، وكنتُ القاريء : قاريء الكف ، قاريء الوجه ، وقاريء القلب ، أما أعضائها فقد كانت تنطقُ بلغة انسانية مبهمة ، تفهمها اعضائي ، وتخاطبها بها ، دون الحاجة الى خبرتي كقاريء ، أبدا .
عندما غادرتْ ، آخر مرة ، ولم تعد ، وجدتني أكتبُ هذه الاغنية ، وأدور حائرا حول نفسي :
ماذا أفعلُ بكل هذه المصابيح ؟
ولماذا
أصبحتْ غرفتي ، رغم ذلك ، مظلمة ؟!
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟