أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟














المزيد.....

القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 08:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد ولد في تاريخ الكنيسة خلال ألفين سنة من عمر الكنيسة رجال عظماء، ولاهوتيين، فلاسفة وجهاء، ومفكرين عظماء، كان أحدهم القديس اوغسطينوس ، الذي شغل مساحة واسعة من الفكر البشري طوال قرون عديدة .إن أفكاره اللاهوتية لازالت تعتبر إحدى أهم المدارس الفكرية القائمة لحد ألان والتي تُدرس في جامعات عالمية.

حياته:-
ولد القديس اوغسطينوس في تاغسطا المعروفة إلى اليوم بسوق الأخرس في جزائر من آب وثني وأم مسيحية في الثالث من ت2 سنه 355 م. كان حاد الذكاء، سريع البديهية، لكن زملاءه في المدرسة جروه نحو طريق الشر والفساد في سنينه المبكرة.

لم يكن بمقدور والديه إرساله إلى قرطاجة لمتابعة الدراسات العليا، فولد له ذلك مجالا كبير للهو والعبث واللعب . قليلون هم من قدر الله لهم من مجتمع وثني إن يكنونوا من ذوي أمهات قديسات مثله، فأمه القديسة مونيكا كانت قمة الأخلاق والعفة والتقوى وكانت دوما تصلي وتطلب من الرب إن يرحمها وان بشغفها بان يجعل من ابنها مسيحيا وان يعمل في حقل البشارة ، وفعلا تحققت أمنيتها قبل وفاتها.

طلب اوغسطينوس معرفة الحقيقة عن طريق شهوات الجسدية فاخفق. انتمى في البداية إلى المدرسة المانوية وجلس على موائدهم كثيرا فلم يجد جوابا لأسئلته الفكرية .

كيف دخل القديس اوغسطينوس المسيحية:-
. عند قدومه إلى ميلان الإيطالية تعرف إلى أسقف المدينة ( اميردسيوس) وقد تردد عليه كثيرا واستمع إلى مواعضه فأعجبه واخيرا اقتنع فأمن بالرب يسوع وندم كثيرا على ما فعله خلال سنين مراهقته واعتمذ على يد ذلك الأسقف ودخل السلك الكهنوتي.مباشرة.واعتزل الى حياة الصلاة والتأمل والكتابة مات القديس في 30 آب سنة 430م في أيام دخول فاندال إلى مدينة هيبون الذي فتك بهم

أعماله الفكرية:-
يمكن تلخيص اعماله في مجالات التالية ( فلسفته عن الزمن والأبدية، مدينة الله ، وطريقة الاشراقية كبرهان لوجود الله، والرد على الهرطقة البلجانية (Pelagian)
ومن اشهر كتبه هي الاعترافات التي فيها يحاول علاج مشاكل لاهوتية وقضى في كتابته وقت طويل يناهز 15 سنة

فلسفتة عن فكرة الزمن :-.
حسب الفكر اليوناني يرى من المستحيل إن يحدث الخلق من لاشيء ولذلك هناك تناقض بين الفكر اليوناني و الفكر اللاهوتي للكنيسة في الموضوع الخلق.
كان القديس يحاول دائما ايجاد حل لهذه المعضلة. الفكرة الافلاطونية عن الخلق كانت اقرب إلى فكر الكنيسة لذلك حاول التوفيق بينها.وقد برهن القديس على صحة كتاب المقدس من خلال نظريته البحتة عن الزمن.
السؤال الذي طرحه القديس هو.( لماذا لم يخلق الله العالم من قبل ؟) أي قبل ألان، أي عندما وجد الله نفسه، أي نفس الوقت الذي وجد فيه الله.
كان الجواب لانه لا يوجد شيء قبل ألان، لا يوجد مقياس للوقت من قبل إن يخلق الله العالم، اما الله فهو ابدي ازلي مطلق غير محدد بالزمان والمكان، لاعند في الله قبل او بعد، انما هو حضور مستمر وابدي . هذه كانت نظرية اوغسطينوس التي كانت متقدمة في ذلك الوقت على أفكار الفلاسفة والمفكرين .
حسبه عندما نقول في الماضي او الحاضر او المستقبل هي طريقة ضعيفة للتعبير، أي لا يوجد زمن خارج ذاكرة الإنسان أي لا يوجد مقياس لزمن، وذلك ما كان حديث الفيلسوف عمانوئيل كانت بعد 1400سنة.

مدينة الله:-
في سنة 410 م احتلت روما من قبل الوثنيين دمروا المدينة والحضارة واظطهدوا المسيحيين بصورة شديدة واصبحت عبادة الله في خطر واصبحوا يقولون إن الامبراطور قد هرب ولم يعد بمقدور أحد حمايتهم، وكان هذا الامر سبب قيام القديس اوغسطينوس بدحض فكرتهم بكتابة
(مدينة الله) على غرار مدينة الفاضلة لافلاطون. بدأ بالكتابة والوصف عن مدينة الله ومدينة الارض ان شعب الله المختار هم المؤمنين المعمذين.الذين يعيشون تعاليم المسيح دون الخوف على مستقبلهم.

نظرية الاشراقية:-
إن معرفة الله تتم عن طريق شخصية يسوع المسيح الذي هو المعلم الاول والاخير للحقيقة الله، فبعض الاشياء يمكن تفسيرها عقلانيا لكن البعض لا يمكن فهمها إلا عن طريق الايمان الذي يشرق نوره على الانسان بعد ان يتدرب طويلا على التامل في الكون ومخلوقاته.

الدفاع ضد مفهوم الخطيئة الاصلية:-
في زمانه ابتدع شخص اسمه موركن (Morgan) من ايطالي كانت بدعته هي إن الإنسان يولد في هذا العالم بدون أي خطيئة وحر الإرادة يتصرف حسب فطرته وسلوكه وغرائزها فان تصرف بصورة التي تؤيدها السماء ينال استحقاقه واذا كانت ضدها يلاقي العقاب.

امااوغسطينوس قال (إن ادم و حواء كانا ابرارا في حالة القداسة، إلا إن بعد اقترافها الخطيئة الأصلية واكل التفاحة والثمرة، فقد تجاوزر امر الله فقد خسرا نعمة القداسة والبرارة.
هكذا عند ولادة اولادهم فقد ورثوا هذه الخطيئة من ابويهما ويستحقون) الهلاك.لا يستطيع أحد التخلص منها بقدرته الذاتية ، فقط نعمة الرب عن (طريق العماذ) هي التي تستطيع ارجاعه إلى حالة القداسة .

كان لقديس اوغسطينوس اثر كبير على لاهوت كنيسة لمدة طويلة خاصة تبنيه فكرة افلاطون في الخلق التي كان ينقصها فقط البرهان على ان الله هو الخالق للكون (وليس كما تركها افلاطون بدون تفسير) الى الحين مجئ اللاهوتي الكبير توما الاكويني الذي تبنى نظرية ارسطو.

ملاحظة
ان الموضوع منشور في مجلة نوهرا العدد 30 في 2004 م

لمصادر:-
1تاريخ الفلسفة الغربية/روسيل
2 خواطر فيلسوف في الحياة الروحية /القديس اوغسطينوس
3 اعترافات/القديس اوغسطينوس
4 الإنسان والله (كتاب اللاهوت العقائدي) /مطران كوركيس كرمو




#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع الاستاذ الكبير بنيامين حداد
- المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
- حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
- كم دولة في العراق اليوم؟!!
- اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين س ...
- الاسبوع الثقافي السريان الثاني وثماره الطيبة
- قضية موت الله بين الشاعر العربي ادونيس والفيلسوف الالماني ني ...
- دور المدارس السريانية ومعلميها على الحضارة العالمية
- من يُسَيرالعالم الحكمة ام القوة ؟!!
- تهنئة للقوائم الفائزة ..على الكلدان الافتخار بمشاركتهم ..عتا ...
- الانسان المثالي في رأي ارسطو
- الفلسفة الوجودية وروادها
- كونفوشيوس معلم الصين الاول Confucianism
- سيرة حياة المثلث الرحمة البطريرك مار روفائيل الاول بيداويدعل ...
- سيرة عالم الرياضيات ارخميدس Arechimedes
- حوار فكري مع الاب يوسف توما الدومنيكي
- رد على مقال بعنوان : الدعوة الى تأسيس حركة التحرر العربية ال ...
- سيرة العالم الاغريقي الكبير اقليدس 330 – 270 ق. م. (Euclid)
- رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم
- عمانوئيل كانت ونظرية المعرفة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟