أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - كم دولة في العراق اليوم؟!!














المزيد.....

كم دولة في العراق اليوم؟!!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2778 - 2009 / 9 / 23 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملبورن / استراليا
22 ايلول 2009

المراقب للحركة السياسية في العراق في هذه الايام لا يبادر الى ذهنه الا اسواق البرصة العالمية ومضاربتها حيث يتم ممارسة الضغط بين المنافسين من اجل حصول على اكبر ربح ممكن عند غلق البرصة.

لقد كان لدينا ذئبا واحد يفترس بالقطيع حسبما ما يشاء، وكان العالم يتفرج عليه دون اكتراث، ويتعامل مع ذلك القطيع على انه هو المجرم، لذلك فرض عليه حصار جائر، لا من اجل اضعاف الحاكم المستبد (الذئب) وتجويعه، بل من اجل معاقبة هذا الشعب المسكين، من اجل تشتيت وتفتيت المجتمع العراقي المتلاصقة معا من القوميات والاديان المختلفة، الذي كان بعيدا كل البعد عن الاصولية الدينية والتزمت والتعصب وامراض القومية الجديدة. ولكن اتفق الجميع ولا استثني هنا احدا غير المنتفعين من نظام الدكتاتور على تغيره .

نعم كان اغلب العراقيين كانوا مستعدين لقبول التغير وحصل التغير ، لكن لم يدر في خلد اي من ابناء الشعب العاديين، ان الثورة العراقية التي لم تكن عنفوانها اقل عن الثورة الفرنسية قبل اكثر من قرنين (وان اتت مع الدبابة الامريكية)ستسرق منهم وتسلم بايدي غير امينة .

جرت لحد الان عددة انتخابات على اساس حلول ديمقراطية في بلدنا للمجالس البلدية والحكومة الفدرالية وحكومة الاقليم. لكن لحد الان النتائج بعيدة عما كان يتوقعه العراقيون قبل التغير. بل شهد المشهد السياسي العراقي عجائب قرن العشرين من تناقضات واختلافات و انتهازية وتغير الراي عند اصحاب القرار.

لمدة ست سنوات الانفجارات تضرب المجتمع العراقي ، الى ان وصلت حالته نخر عظامه وتشتيته، فاصبح اكثر من خُمِس الشعب مهجراً سواء كان في الداخل او في الخارج . لحد الان الاحزاب الكبيرة سواء كانت الدينية او القومية ( ولا يوجد غيرها على الساحة من ناحية القوة والنفوذ) لازالت بعيدة عن روح الوطنية بل الانقسام واضح كل الوضوح بينهم، ولا نعرف لماذا جاءوا الى الحكم اذا كانوا غير متفقين معاً؟!.

كيف يمكن للدول العالم ان تفهم تضارب الاراء بين موقف رئيس الوزراء نوري المالكي في تحويل قضية منظمي انفجار الاربعاء الدامي وشكواه ضد سوريا الى منابر الامم المتحدة ومعارضة اعضاء رئاسة الجمهورية له.

سؤالي اذا كم حكومة توجد في العراق الان؟ هل دماء العراقيين هكذا رخيصة امام ادانة دولية تأتي لحكومة او جهة ربما تكون متورطة في تنظيم هذا الانفجار بحيث تجعل من اعضاء رئاسة الجمهورية لا يؤيدون قرار رئيس حكومتهم في خطواته ؟ هل المالكي يريد سرق الاضواء من الان في موضوع الانتخابات؟ نحن لا نحكم و لا نعرف السبب. ولكن ما قالوه لحد الان غير مقنع بل غريب لنا.

هل الاحزاب الكبيرة تريد الحفاظ على نفوذها في الدولة وتعطيها الاحقية اكثر من حقل المواطن العادي ، ام لازالت بعض من هذه الشخصيات تتذكر فضل الحكومة السورية عليهم حينما كانوا لاجئين ينتظرون رحمتها فهم مستعدون لتنازل عن دماء اخوتهم في الوطن من دون يؤنبهم ضميرهم من اجل ان يرجعوا فضلها؟!!. انها مفارقة كبيرة بين من يبيع مصلحة اهله للغريب وبين من يحمل روح الوطنية ومستعد للاستشهاد كما حصل لالاف بل للملايين من شهداء العراق في الحروب الماضية من دون استثناء. اذن اين هي العدالة؟!. و اين روح الوطنية في هذه الحكومة؟ اذا كل وزير وكل شخص يشغل موقع من الحكومة التنفيذية يعارض غيره في قراره.

اذا لم تكن هناك دلائل لحد الان على ان الحكومة المشكلة والتي ادارت الحكم في العراق لمدة خمس سنوات هي حكومة طائفية لا تمثل الشعب فالبرهان في هذه القضية واضحا الان، وما حصل لابناء الشعب انهم مشاركون على تحمل مسؤوليته. انا لا اعني لم يكن هناك البعض من المخلصين او لم يكن هناك من كان مواقف جيدة من هؤلاء السياسيين ، ولكن عجبي هو كيف يمكن معارضة قرار رئيس حكومة منتخبة من قبل نفس الاحزاب التي انتخبوه!!
واذا كان المالكي قد انحرف عن مسار الذي اتفقوا عليه لماذا لم يزيح من مكانه وتم وضع رجل اكثر وطنية وشجاعة واخلاص منه في هذا المنصب؟ ام خسارتهم ستكون اكبر ؟

لا يمكن تفسير هذا الوضع الا بوجود حكومات عديدة في العراق اليوم، فكل وزارة ربما تعمل بموجب نظرية حزبها قبل ان تضع محصلحة الوطنية في اولوياتها وهذا سمعناه ولمسناه من خلال الفترة الماضية ، وكل مسؤول يفكر في مستقبل حزبه ونفوذه وهكذا وصلنا الى حالة من الارتباك والاشتباك، لا يمكن حصول اي تتطور او تغيير، بل ان القضايا تحل في مجالس العشائر اكثر من محاكم القضائية كما كان يحصل قبل قرون. وهذه حقيقة ان لم يصدقها احد ليدقق ويراقب ويقرا ويسمع التناقضات والمضاربات و يفسر لنا الملفات المعلقة لحد الان. لابل يستطيع ان يفحص الدستور ونظام الانتخابات الذي يسمح بلا شك ان يتم سرقت اصوات الشعب والكتل الصغيرة من قبل الكتل الكبيرة.
فيا لهو من يوم اسود يعيشه العراقيون اليوم، ويا للمصيبة الكبيرة التي لحقت بهم، هل يعقل ان يحصل في بلد الرافدين مهد الحضارات ما يحصل اليوم ؟!!.

لذلك من خلال هذا المقال نستطيع نقول لاخوتنا العراقيين ها هو يومكم قادم ، انتبهوا الى هؤلاء اللصوص في يوم الانتخابات القادمة. انها فرصتكم تعطوهم درسا قاسيا لخيانتهم لاولادكم ووطنكم وشعبكم الذي مزقوه. فلا تتركوا من لا يحمل روح الاخلاص للوطن ان يمثلكم بعد ، احذروا من من يحمل بذور الطائفية والقومية والدينية والمذهبية والفيئوية .... وغيرها من تصانيف مخجلة لا تستحق الذكر هنا ان يصعد على اكتافكم.

انها ساعتكم في ممارسة حريتكم التي دفعتم انهارا من الدماء ونصف قرن من العبودية لاجلها، فلا تهدروها، بل قولوا ما تؤمنون به، وما ترونه صحيحا لابنائكم فلستم انتم الوحيدين في العالم يجب ان يتحمل ثمن اخطاء البشرية.




#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين س ...
- الاسبوع الثقافي السريان الثاني وثماره الطيبة
- قضية موت الله بين الشاعر العربي ادونيس والفيلسوف الالماني ني ...
- دور المدارس السريانية ومعلميها على الحضارة العالمية
- من يُسَيرالعالم الحكمة ام القوة ؟!!
- تهنئة للقوائم الفائزة ..على الكلدان الافتخار بمشاركتهم ..عتا ...
- الانسان المثالي في رأي ارسطو
- الفلسفة الوجودية وروادها
- كونفوشيوس معلم الصين الاول Confucianism
- سيرة حياة المثلث الرحمة البطريرك مار روفائيل الاول بيداويدعل ...
- سيرة عالم الرياضيات ارخميدس Arechimedes
- حوار فكري مع الاب يوسف توما الدومنيكي
- رد على مقال بعنوان : الدعوة الى تأسيس حركة التحرر العربية ال ...
- سيرة العالم الاغريقي الكبير اقليدس 330 – 270 ق. م. (Euclid)
- رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم
- عمانوئيل كانت ونظرية المعرفة
- الخلود في الديانات القديمة والفكر الإغريقي
- ليكن ترميم البيت الكلداني هو بداية لترميم صَرْحْ الامة؟
- المفهوم الاعرج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه؟
- الصراع بين اصحاب النظرية الموجية واصحاب النظرية الجسيمية حول ...


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - كم دولة في العراق اليوم؟!!