أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم















المزيد.....


رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 04:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد التحية
الحمد لله على سلامتك واتمنى لك الشفاء الكامل من مرضك قريبا.

على الرغم من معرفة ابناء شعبنا بك ترجع الى فترة قصيرة إلا ان دورك كان عظيما حينما جاءت الموجة الشرسة على شعبنا من تحت اقدامه ومن ابناء جيرانه الذين ذقنا معهم كؤوس مرارة الحروب والويلات خلال سنوات الظلم لنظام السابق . فنحن لن ننسى دورك ودور رئاسة و حكومة اقليم كردستان في فتح صدورهم الى ابناء شعبنا الهارب من الموت في بغداد وبصرة وموصل وبابل وعمارة وغيرها من المدن العراقية الجنوبية.

كذلك لن نستطيع ان ننسى دورك في بناء القرى والمدن والكنائس لايواء الالاف من ابناء هذا الشعب ومد يد العون لهم عن طريق تقديم المساعدات التي وصلت اليهم عن طريقكم سواء كانت هذه الاموال هي من ميزانية حكومة الاقليم او من جمعيات خيرية عالمية او حكومات اجنبية كي توقيف هجرته الى الخارج وتشتتهم في العالم .

ولهذا كانت حاضرة الفاتيكان هي اول جهة تعترف بجهودك الكبيرة وتقلدك وسامها السامي .
وقد اكتسبت الاحترام الكبير من ابائنا الروحانيين رؤساء كنائسنا والهيئات الثقافية لهذا الشعب وقادة الاحزاب السياسية وعدد كبير من الكتاب والفنانين والادباء و المثقفين لحد الان.

انا اعقد ان قيام مؤتمر عنكاوا الاول وانبثاق المجلس الشعبي منه كان الخط الصحيح للسير فيه لابناء شعبنا . وكذلك قيام قناة عشتار بالبث الكثير من النشاطات الدينية والثاقفية والاجتماعية لهذا الشعب لها الوقع الايجابي عند الكل، فكانت احدى المؤسسات المهمة التي عملت على زيادة التوعية الثقافية لابناء شعبنا.

لكن استاذنا العزيز
يبدو ان الرياح لم تأتي بما تشتهيها السفن. بعد مرور مدة سنتين على تأسيس المجلس الشعبي و قيام لجنة مساعدة المسيحيين، ظهرت بعض البوادر والمظاهر التي لم تقتنع بها شريحة كبيرة ومهمة من ابناء شعبنا الذين هم (الكلدانيون). وشعر قادة التنظيمات السياسية الكلدانية ان وجودها اصبح مهمش وبصورة متعمدة لابل انحاز الكثير من اعضاء المجلس الى الطرف الاشوري بطريقة او اخرى وهنا دخل الشك الكبير الى قلب معظم سياسينهم وراحوا يتاسألون عن سببها و يتذكرون المحاولات السابقة لقيام الوحدة وعملية تهميشهم في القرار.

ان الخوف الاكبر لدى الكلدان اصبح واضحا اليوم هو اختزال وجودهم الى الابد عن طريق اطلاق هذه التسمية الثلاثية خاصة حينما يشعرون بعدم وجود وضوح ومشاركة في عملية اتخاذ القرارات المصيرية .
اصبح من البديهي الان لا توجد قومية في العالم تحمل ثلاثة اسماء تاريخية او على اسم اعظم حضارتين في تاريخ القديم للعراق (على الرغم من استخدامي لها شخصيا في كتاباتي سابقا كمرحلة وقتية لحين ايجاد الحل الدائم) . المثال على ذلك هو دولة جيكوسلوفاكيا التي انقسم شعبها الى قسمين بعد فترة من الزمن من الوحدة تحت حكم النظام الشيوعي.

كنت منذ زمن طويل اقول لاصدقائي ومعارفي من الاشوريين والكلدانيين ان الوحدة بهذه الطريقة هي وحدة هشة سوف تنهار فجاة يوما ما . صديقي العزيز انت سياسي وتعرف جيدا ان المصالح كان لها التاثير الكبير عبر التاريخ في تغير مواقف الشعوب دوما ، فهي تحمل في طياتها وقود التغير في العالم، فتظهر مصالح اخرى بعد مدة قصيرة من الزمن في مكان اخر تعمل من اجل افشال المصالح في الموقف الاول ويستمر الانقلاب والتغير في عجلة الزمن.

لذلك الوحدة الحقيقة لا اظن تكون قسرية وبهذه الطريقة على الكلدان اليوم . فكان لا بد من المعنيين (من المجلس الشعبي ) بغيابك ان يتداركوا هذا الامر بعد انسحاب المجلس القومي الكلداني وكذلك جمعية الثقافية الكلدانية والمنبر الكلداني (مع بقاء بعض اعضائه) من المجلس الشعبي وتوجيه سينودس الكنيسة الكلدانية رسالة الى حكومة الاقليم تطلب فيها ذكر اسم القومية الكلدانية منفصلا عن الاشورية او السريانية وان يجلسوا معا لمصارحة الامر عن حقيقة والاسباب الرئيسية لهذا الانسحاب.

منذ البداية انا لم اكن مع قيام المجلس الشعبي بدور تقوم به الاحزاب القومية سواء كانت كلدانية او اشورية او سريانية عن الساحة السياسية وازاحتهم عن الساحة السياسية، واعتقد الفشل الذي منيت به المجلس اخيرا كان لهذا السبب.
كان على المجلس الشعبي تشجيع التفاهم والانسجام والعمل الوحودي عن طريق تقديم الدعم المادي لهذه الاحزاب كي يواصلوا الحوار معا في طريق السليم. لان قضية وحدتنا هي القضية الاولى وقضية الاهم من بين جميع القضايا وان تحديد اهدافها و مبادئها يجب ان يكون هو المدخل والحقل الذي يجتهد السياسيون من احزابنا بتحقيقها في طرقهم السياسية الخاصة مثل دخولهم في تحالفات سياسية مع احزاب كبيرة ومتنفدة . هذا لم يحدث ربما لامر اجهله انا وربما لاسباب خارج ارادتكم انتم ايضا !.

وما صرح به الاخ سامي المالح الذي كان رئيس تحضير مؤتمر عنكاوا الاول قبل بضعة اشهر في الحقيقة يشير الى كثير من اشياء مبهمة لنا لحد الان، خاصة في توقف عملية صقل الوحدة بين احزابنا ومن ثم التركيز على قيام حكم ذاتي لابناء شعبنا في سهل الموصل الامر الذي يشك الكثير في انه كان احد اسباب للهجمة التترية البربرية التي ضربت اخوتنا في هذه المدينة.

نعم نحن شعب واحد ولا استطيع انكار هذه الحقيقة ، ولكن احيانا هناك الكثير من الاختلاقات تجعل من هذه الوحدة تصل الى مرحلة الطلاق وما هذه الايام الا اياما تنذر بحصول ذلك لا سامح الله.
الوحدة الحقيقة يجب ان تتم بقناعة وليس بطريقة قسرية كما يحصل اليوم حيث اهمل موقف الشريحة الاكبر من ابناء شعبنا الذين هم الكلدان الامر الذي نجهل سببه ولا يسال احد عن تاثير مواقفهم.

فإذا كان هناك بصيص امل لقيام وحدة فأنا اظن يجب ان تكون بهذه الطريقة :-
اولا – اعلان المجلس الشعبي انسحابها عن ممارسة النشاط السياسي وتحولها الى مؤسسة قومية ذات اليد الطويلة في ادارة الحوار بين احزاب ابناء شعبنا وكذلك يكون لها الدور الكبير في توحيد هذه الشعب عن طريق نشاطاتها في مجال الثقافي ، والدعم الخيري، الاجتماعي، الاعلامي والديني، الرياضي ....ألخ .

ان تهتم بجميع قضايا شعبنا القومية حتى الامور السياسية لكن ان لا تكون حزب سياسي ولا تمارس الوصاية على الاحزاب ،لان مهمتها اهم من مهمة الاحزاب السياسية ،و يكون دورها و هدفها اكبر و اوسع ، الذي هو تحقيق الهوية القومية لهذا الشعب المشتت عمليا عن طريق التوعية الثقافية و نشاطاتها بحيث تجعل من التيارات الحزبية المتطرفة ان تندثر، لكن برؤية موضوعية صحيحة ومقنعة وواضحة، ومنها تكتسب الرؤية السياسين في تحالفاتهم ونضالهم.!

ثانيا – توحيد الاسماء الثلاثة في اسم واحد في كلمة او لفظة ( سورايا، سرايي ، سوريتوتا ) بعد ان يتم تعريف هذا الكلمة بصورة واضحة ودقيقة لا تقبل الشك لاي تأويل او تعبير اخر مثل ( الاسم القديم للاشوريين) كما يقول البعض انه مذكور في قاموس اللغة اليونانية.
وانما يكون تعبير هذه اللكلمة كتالي:
( حصرا ومن الان فصاعدا تشير هذه الكلمة الى اسم الشعب الذي له الهوية او التسمية القومية الكلدانية والاشورية والسريانية الذين لهم نفس المقومات مثل اللغة والتاريخ والوطن والعادات والتقاليد والقيم والديانة المسيحية وحتى الاضطهادات التاريخية! . و لا لهذه اللفظة اي علاقة باي تعبير اخر مهما يكون مصدره او تاريخ ظهوره من قبل تاريخ كتابة هذه الوثيقة.)

(هنا تكون حققت ما لم يحققه غيرك حسب المقولة المشهورة : التاريخ يصنعه الرجال) .

ثالثا – لان رؤساء معظم الكنائس الشرقية قلدوك وسام الشرف لاعمالك الخيرية ، هذا يعني لك المكانة والاحترام الكبير لديهم فتستطيع ان تقنع رؤساء جميع الكنائس (الخمسة) توقيع هذا الاتفاق قبل قيام باي خطوة اخر (بعد ان تشرح لهم خطوط العريضة لسياستك واهدافها جميعا) !!.

رابعا- دعوة كافة الاحزاب الكلدانية والاشورية والسريانية الى مؤتمر قومي وطني شامل سواء كانت هذه الاحزاب من المعارضة او غير المعارضة وفيه يتم مناقشة القضية القومية ووحدتها لوحدها بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة وكذلك الطموح والاهداف التي يريدون تحقيقها في العراق الجديد ووضع المبادئ القومية كخط احمر لا يستطيع اي طرف المتاجرة بها او التنازل عنها لاي جهة سياسية او حكومية في العراق مستقبلاً، لا سيما الذين يعيشون في الخارج الذين كانوا سبب المشكلة قبل عشرات سنوات ! . ومن بعد ذلك يتم توقيع هذه الوثيقة من قبل الجميع او الجهات التي توافق عليها .

خامسا – توجيه رسالة مع توقيع قادة كافة الاحزاب السياسية الكلدانية والاشورية والسريانية مع وثيقة التي وقعها البطاركة الخمسة الى البرلمان العراقي والبرلمان الكردي لتغير التسمية من(الكلداني الاشوري السرياني) الى ( سورايا او سورايي او سوريتوتا .

(ملاحظة ان سبب اختيارنا لهذه اللفظة هو انها معروفة ومستخدمة لدى ابناء شعبنا منذ زمن طويل هذا بالاضافة لها مدلول ديني وقومي حيث نقول نتكلم بلغة الام – سورث ، او انا سورايا ، اي انا اي مسيحي و اتكلم لغة سورث التي كانت في الاصل لغة السيد المسيح نفسه ).

اخي العزيز
كلنا يعلم ان اعداء امتنا هم بقدر رمال البحر ونجوم السماء، فلماذا نكون نحن اخر الاعداء بعضنا للبعض الاخر،فنهدم بيوتنا ونزيل وجودنا في هذا التزمت المقيت الذي يشتت قوانا جميعا . اعتقد لكم المعرفة الكافية عن المواقف التعصبية التي كانت موجودة في مجتمعنا في المهجر وكم هو منقسم بين اشوري وكلداني اليوم ولا بد لديك ايضا معرفة باطروحاتهم القاتلة التي لم ولن تجلب لابناء شعبنا سوى الويلات كما حصل خلال القرن الماضي.

لذلك يجب يكون تركيزكم الاول على وضعية شعبنا في الداخل لانه يعيش حالة الخطورة والحاجة والضياع.

في الختام
كما قلت، لقد نلت الاحترام والمكانة الكبيرة لم ينالها من قبلك شخص اخر من بين ابناء شعبنا ارجو ان لا تضيع هذا الجهد وهذه المكانة بميولك الى طرف ما من دون ضرورة.

انا اعرف هذه الخطوات صعبة التحقيق الان بذات، لكن ارجو ان لا تستهينوا بمواقف الاحزاب والمؤسسات الثقافية للكلدانيين وان يكون هناك باب التفاهم والحوار مفتوح دوما معهم لايجاد المخرج المناسب لهذه المعضلة.

كما ارجو ان تكون جريئا وبصورة موضوعية في تشخيص الاطراف الحقيقية الذين عارضوا ولازالوا يعارضون وحدة التسيمة لشعبنا ، كذلك البحث في الاسباب الحقيقة التي تقلق الكلدان من اختزال اسمهم في نهاية الامر من الوجود.

فلكي يتم تفادي انقسام وانشقاق جديد بين ابناء هذا الشعب اقترح تقوم بتوجيه رسالة طلب الى (رئاسة الاقليم و رئاسة برلمان اقليم كوردستان) تأجيل او التريث في موضوع تسميتنا في الدستور الدائم للاقليم لحين يتم الوفاق بين جميع الاطراف بهذا الصدد في مؤتمر قومي شامل كما قلت سابقاً، بخلاف ذلك اعتقد سوف نحتاج الى عشر سنوات اخرى من الصراع على التسمية للوصول الى الموقف الصحيح (هذا ان لم ننقسم الى ثلاثة اشطار الى الابد!!!) فتصبح جهودنا مجتزئة ومستغلة من قبل الاخرين وتعبر الفرص كما حصل علينا في الماضي.

ملاحظة:
هذا الموقف هو اجتهاد متوضع لي شخصياً ولا يعبر عن موقف اي مؤسسة التي انتمي اليها او اعمل معها. ومن له اي تعليق ارجو ارساله الى
[email protected]


بقلم يوحنا بيداويد
مالبورن/استراليا


بعد التحية
الحمد لله على سلامتك واتمنى لك الشفاء الكامل من مرضك قريبا.

على الرغم من معرفة ابناء شعبنا بك ترجع الى فترة قصيرة إلا ان دورك كان عظيما حينما جاءت الموجة الشرسة على شعبنا من تحت اقدامه ومن ابناء جيرانه الذين ذقنا معهم كؤوس مرارة الحروب والويلات خلال سنوات الظلم لنظام السابق . فنحن لن ننسى دورك ودور رئاسة و حكومة اقليم كردستان في فتح صدورهم الى ابناء شعبنا الهارب من الموت في بغداد وبصرة وموصل وبابل وعمارة وغيرها من المدن العراقية الجنوبية.

كذلك لن نستطيع ان ننسى دورك في بناء القرى والمدن والكنائس لايواء الالاف من ابناء هذا الشعب ومد يد العون لهم عن طريق تقديم المساعدات التي وصلت اليهم عن طريقكم سواء كانت هذه الاموال هي من ميزانية حكومة الاقليم او من جمعيات خيرية عالمية او حكومات اجنبية كي توقيف هجرته الى الخارج وتشتتهم في العالم .

ولهذا كانت حاضرة الفاتيكان هي اول جهة تعترف بجهودك الكبيرة وتقلدك وسامها السامي .
وقد اكتسبت الاحترام الكبير من ابائنا الروحانيين رؤساء كنائسنا والهيئات الثقافية لهذا الشعب وقادة الاحزاب السياسية وعدد كبير من الكتاب والفنانين والادباء و المثقفين لحد الان.

انا اعقد ان قيام مؤتمر عنكاوا الاول وانبثاق المجلس الشعبي منه كان الخط الصحيح للسير فيه لابناء شعبنا . وكذلك قيام قناة عشتار بالبث الكثير من النشاطات الدينية والثاقفية والاجتماعية لهذا الشعب لها الوقع الايجابي عند الكل، فكانت احدى المؤسسات المهمة التي عملت على زيادة التوعية الثقافية لابناء شعبنا.

لكن استاذنا العزيز
يبدو ان الرياح لم تأتي بما تشتهيها السفن. بعد مرور مدة سنتين على تأسيس المجلس الشعبي و قيام لجنة مساعدة المسيحيين، ظهرت بعض البوادر والمظاهر التي لم تقتنع بها شريحة كبيرة ومهمة من ابناء شعبنا الذين هم (الكلدانيون). وشعر قادة التنظيمات السياسية الكلدانية ان وجودها اصبح مهمش وبصورة متعمدة لابل انحاز الكثير من اعضاء المجلس الى الطرف الاشوري بطريقة او اخرى وهنا دخل الشك الكبير الى قلب معظم سياسينهم وراحوا يتاسألون عن سببها و يتذكرون المحاولات السابقة لقيام الوحدة وعملية تهميشهم في القرار.

ان الخوف الاكبر لدى الكلدان اصبح واضحا اليوم هو اختزال وجودهم الى الابد عن طريق اطلاق هذه التسمية الثلاثية خاصة حينما يشعرون بعدم وجود وضوح ومشاركة في عملية اتخاذ القرارات المصيرية .
اصبح من البديهي الان لا توجد قومية في العالم تحمل ثلاثة اسماء تاريخية او على اسم اعظم حضارتين في تاريخ القديم للعراق (على الرغم من استخدامي لها شخصيا في كتاباتي سابقا كمرحلة وقتية لحين ايجاد الحل الدائم) . المثال على ذلك هو دولة جيكوسلوفاكيا التي انقسم شعبها الى قسمين بعد فترة من الزمن من الوحدة تحت حكم النظام الشيوعي.

كنت منذ زمن طويل اقول لاصدقائي ومعارفي من الاشوريين والكلدانيين ان الوحدة بهذه الطريقة هي وحدة هشة سوف تنهار فجاة يوما ما . صديقي العزيز انت سياسي وتعرف جيدا ان المصالح كان لها التاثير الكبير عبر التاريخ في تغير مواقف الشعوب دوما ، فهي تحمل في طياتها وقود التغير في العالم، فتظهر مصالح اخرى بعد مدة قصيرة من الزمن في مكان اخر تعمل من اجل افشال المصالح في الموقف الاول ويستمر الانقلاب والتغير في عجلة الزمن.

لذلك الوحدة الحقيقة لا اظن تكون قسرية وبهذه الطريقة على الكلدان اليوم . فكان لا بد من المعنيين (من المجلس الشعبي ) بغيابك ان يتداركوا هذا الامر بعد انسحاب المجلس القومي الكلداني وكذلك جمعية الثقافية الكلدانية والمنبر الكلداني (مع بقاء بعض اعضائه) من المجلس الشعبي وتوجيه سينودس الكنيسة الكلدانية رسالة الى حكومة الاقليم تطلب فيها ذكر اسم القومية الكلدانية منفصلا عن الاشورية او السريانية وان يجلسوا معا لمصارحة الامر عن حقيقة والاسباب الرئيسية لهذا الانسحاب.

منذ البداية انا لم اكن مع قيام المجلس الشعبي بدور تقوم به الاحزاب القومية سواء كانت كلدانية او اشورية او سريانية عن الساحة السياسية وازاحتهم عن الساحة السياسية، واعتقد الفشل الذي منيت به المجلس اخيرا كان لهذا السبب.
كان على المجلس الشعبي تشجيع التفاهم والانسجام والعمل الوحودي عن طريق تقديم الدعم المادي لهذه الاحزاب كي يواصلوا الحوار معا في طريق السليم. لان قضية وحدتنا هي القضية الاولى وقضية الاهم من بين جميع القضايا وان تحديد اهدافها و مبادئها يجب ان يكون هو المدخل والحقل الذي يجتهد السياسيون من احزابنا بتحقيقها في طرقهم السياسية الخاصة مثل دخولهم في تحالفات سياسية مع احزاب كبيرة ومتنفدة . هذا لم يحدث ربما لامر اجهله انا وربما لاسباب خارج ارادتكم انتم ايضا !.

وما صرح به الاخ سامي المالح الذي كان رئيس تحضير مؤتمر عنكاوا الاول قبل بضعة اشهر في الحقيقة يشير الى كثير من اشياء مبهمة لنا لحد الان، خاصة في توقف عملية صقل الوحدة بين احزابنا ومن ثم التركيز على قيام حكم ذاتي لابناء شعبنا في سهل الموصل الامر الذي يشك الكثير في انه كان احد اسباب للهجمة التترية البربرية التي ضربت اخوتنا في هذه المدينة.

نعم نحن شعب واحد ولا استطيع انكار هذه الحقيقة ، ولكن احيانا هناك الكثير من الاختلاقات تجعل من هذه الوحدة تصل الى مرحلة الطلاق وما هذه الايام الا اياما تنذر بحصول ذلك لا سامح الله.
الوحدة الحقيقة يجب ان تتم بقناعة وليس بطريقة قسرية كما يحصل اليوم حيث اهمل موقف الشريحة الاكبر من ابناء شعبنا الذين هم الكلدان الامر الذي نجهل سببه ولا يسال احد عن تاثير مواقفهم.

فإذا كان هناك بصيص امل لقيام وحدة فأنا اظن يجب ان تكون بهذه الطريقة :-
اولا – اعلان المجلس الشعبي انسحابها عن ممارسة النشاط السياسي وتحولها الى مؤسسة قومية ذات اليد الطويلة في ادارة الحوار بين احزاب ابناء شعبنا وكذلك يكون لها الدور الكبير في توحيد هذه الشعب عن طريق نشاطاتها في مجال الثقافي ، والدعم الخيري، الاجتماعي، الاعلامي والديني، الرياضي ....ألخ .

ان تهتم بجميع قضايا شعبنا القومية حتى الامور السياسية لكن ان لا تكون حزب سياسي ولا تمارس الوصاية على الاحزاب ،لان مهمتها اهم من مهمة الاحزاب السياسية ،و يكون دورها و هدفها اكبر و اوسع ، الذي هو تحقيق الهوية القومية لهذا الشعب المشتت عمليا عن طريق التوعية الثقافية و نشاطاتها بحيث تجعل من التيارات الحزبية المتطرفة ان تندثر، لكن برؤية موضوعية صحيحة ومقنعة وواضحة، ومنها تكتسب الرؤية السياسين في تحالفاتهم ونضالهم.!

ثانيا – توحيد الاسماء الثلاثة في اسم واحد في كلمة او لفظة ( سورايا، سرايي ، سوريتوتا ) بعد ان يتم تعريف هذا الكلمة بصورة واضحة ودقيقة لا تقبل الشك لاي تأويل او تعبير اخر مثل ( الاسم القديم للاشوريين) كما يقول البعض انه مذكور في قاموس اللغة اليونانية.
وانما يكون تعبير هذه اللكلمة كتالي:
( حصرا ومن الان فصاعدا تشير هذه الكلمة الى اسم الشعب الذي له الهوية او التسمية القومية الكلدانية والاشورية والسريانية الذين لهم نفس المقومات مثل اللغة والتاريخ والوطن والعادات والتقاليد والقيم والديانة المسيحية وحتى الاضطهادات التاريخية! . و لا لهذه اللفظة اي علاقة باي تعبير اخر مهما يكون مصدره او تاريخ ظهوره من قبل تاريخ كتابة هذه الوثيقة.)

(هنا تكون حققت ما لم يحققه غيرك حسب المقولة المشهورة : التاريخ يصنعه الرجال) .

ثالثا – لان رؤساء معظم الكنائس الشرقية قلدوك وسام الشرف لاعمالك الخيرية ، هذا يعني لك المكانة والاحترام الكبير لديهم فتستطيع ان تقنع رؤساء جميع الكنائس (الخمسة) توقيع هذا الاتفاق قبل قيام باي خطوة اخر (بعد ان تشرح لهم خطوط العريضة لسياستك واهدافها جميعا) !!.

رابعا- دعوة كافة الاحزاب الكلدانية والاشورية والسريانية الى مؤتمر قومي وطني شامل سواء كانت هذه الاحزاب من المعارضة او غير المعارضة وفيه يتم مناقشة القضية القومية ووحدتها لوحدها بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة وكذلك الطموح والاهداف التي يريدون تحقيقها في العراق الجديد ووضع المبادئ القومية كخط احمر لا يستطيع اي طرف المتاجرة بها او التنازل عنها لاي جهة سياسية او حكومية في العراق مستقبلاً، لا سيما الذين يعيشون في الخارج الذين كانوا سبب المشكلة قبل عشرات سنوات ! . ومن بعد ذلك يتم توقيع هذه الوثيقة من قبل الجميع او الجهات التي توافق عليها .

خامسا – توجيه رسالة مع توقيع قادة كافة الاحزاب السياسية الكلدانية والاشورية والسريانية مع وثيقة التي وقعها البطاركة الخمسة الى البرلمان العراقي والبرلمان الكردي لتغير التسمية من(الكلداني الاشوري السرياني) الى ( سورايا او سورايي او سوريتوتا .

(ملاحظة ان سبب اختيارنا لهذه اللفظة هو انها معروفة ومستخدمة لدى ابناء شعبنا منذ زمن طويل هذا بالاضافة لها مدلول ديني وقومي حيث نقول نتكلم بلغة الام – سورث ، او انا سورايا ، اي انا اي مسيحي و اتكلم لغة سورث التي كانت في الاصل لغة السيد المسيح نفسه ).

اخي العزيز
كلنا يعلم ان اعداء امتنا هم بقدر رمال البحر ونجوم السماء، فلماذا نكون نحن اخر الاعداء بعضنا للبعض الاخر،فنهدم بيوتنا ونزيل وجودنا في هذا التزمت المقيت الذي يشتت قوانا جميعا . اعتقد لكم المعرفة الكافية عن المواقف التعصبية التي كانت موجودة في مجتمعنا في المهجر وكم هو منقسم بين اشوري وكلداني اليوم ولا بد لديك ايضا معرفة باطروحاتهم القاتلة التي لم ولن تجلب لابناء شعبنا سوى الويلات كما حصل خلال القرن الماضي.

لذلك يجب يكون تركيزكم الاول على وضعية شعبنا في الداخل لانه يعيش حالة الخطورة والحاجة والضياع.

في الختام
كما قلت، لقد نلت الاحترام والمكانة الكبيرة لم ينالها من قبلك شخص اخر من بين ابناء شعبنا ارجو ان لا تضيع هذا الجهد وهذه المكانة بميولك الى طرف ما من دون ضرورة.

انا اعرف هذه الخطوات صعبة التحقيق الان بذات، لكن ارجو ان لا تستهينوا بمواقف الاحزاب والمؤسسات الثقافية للكلدانيين وان يكون هناك باب التفاهم والحوار مفتوح دوما معهم لايجاد المخرج المناسب لهذه المعضلة.

كما ارجو ان تكون جريئا وبصورة موضوعية في تشخيص الاطراف الحقيقية الذين عارضوا ولازالوا يعارضون وحدة التسيمة لشعبنا ، كذلك البحث في الاسباب الحقيقة التي تقلق الكلدان من اختزال اسمهم في نهاية الامر من الوجود.

فلكي يتم تفادي انقسام وانشقاق جديد بين ابناء هذا الشعب اقترح تقوم بتوجيه رسالة طلب الى (رئاسة الاقليم و رئاسة برلمان اقليم كوردستان) تأجيل او التريث في موضوع تسميتنا في الدستور الدائم للاقليم لحين يتم الوفاق بين جميع الاطراف بهذا الصدد في مؤتمر قومي شامل كما قلت سابقاً، بخلاف ذلك اعتقد سوف نحتاج الى عشر سنوات اخرى من الصراع على التسمية للوصول الى الموقف الصحيح (هذا ان لم ننقسم الى ثلاثة اشطار الى الابد!!!) فتصبح جهودنا مجتزئة ومستغلة من قبل الاخرين وتعبر الفرص كما حصل علينا في الماضي.

ملاحظة:
هذا الموقف هو اجتهاد متوضع لي شخصياً ولا يعبر عن موقف اي مؤسسة التي انتمي اليها او اعمل معها. ومن له اي تعليق ارجو ارساله الى
[email protected]



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمانوئيل كانت ونظرية المعرفة
- الخلود في الديانات القديمة والفكر الإغريقي
- ليكن ترميم البيت الكلداني هو بداية لترميم صَرْحْ الامة؟
- المفهوم الاعرج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه؟
- الصراع بين اصحاب النظرية الموجية واصحاب النظرية الجسيمية حول ...
- إلى أي مدى نريد نحن البشر أن تذهب بنا التطورات التكنولوجية ف ...
- نظرية التطور من منظور ايماني
- دور المدارس السريانية وعلمائها في الحضارات العالمية
- الاول من نيسان عيد اكيتو كيف تحول الى يوم الكذب؟
- كي لا تسقط بابل الثانية من جديد
- متى يصبح الدين افيون الشعوب؟
- دراسة في ديالكتيكية هيجل
- كارل ماركس والثورة الاشتراكية
- كيف يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين؟
- حركة العصر الحديث الى اين تقود مجتمعنا ؟
- الصراع الفكري بين الماديين والمثاليين حول طبيعة الكون
- الصراع بين الموضوعية والذاتية
- اسهامات فلاسفة العرب الاوائل في تطوير الفكر الفلسفي


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - رسالة مفتوحة الى رابي سركيس اغاجان المحترم