أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوحنا بيداويد - المفهوم الاعرج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه؟














المزيد.....

المفهوم الاعرج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه؟


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 10:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الديمقراطية مصطلح اغريقي الاصل يعني حكم الشعب . ظهر في القرن السادس قبل الميلاد في بلاد الاغريق، يظهر في هذه الفترة كان هناك مجلس للشورى وكذلك مجلس النواب. وتعد ديمقراطية اثنيا الاقدم في تاريخ البشرية، لكن بحدود سنة 323 ق م قضى عليها الحكم المقدوني.

في الحقيقة عرف اليونانيون القدماء ان في تطبيق الديمقراطية احيانا هناك خطورة (1)، كما انها لم تكن الديمقراطية شاملة لكل الناس في حينها، فالنساء والعبيد كانوا محرومين ، واحيانا كانت طبقة النبلاء فقط لهم الحق في التصويت. لهذا كاد افلاطون يفقد رأسه مثل استاذه (سقراط) بسبب موقفه الذي مال الى البيروقراطيين ضد الجمهوريين، السبب في هذا الاعتقاد هو انهم كانوا يظنون تضيع فرصة النخبة المتميزة (القادة) في تاثيرها على المجتمع بتطبيق ديمقراطية غير متكافئة، يبدو ان افلاطون كان على الحق في موقفه، لان عبر التاريخ ، نرى معظم الاحيان، ان النخبة هي القوة الدافعة لتحريك وتطوير و تقدم الشعوب (2). هذه النخبة تشمل العلماء والمفكرون والعباقرة والكتاب والمبتكرون والسياسيون ورجال الدين وغيرهم. ولكن افلاطون عبر عن رائيه هذا في طريقة اخرى حينما قسم الشعب الى ثلاثة نماذج (3 ).

في العراق منذ زمن طويل لم تفلح بذور الفكر ولا بذور الحرية في جلب مثل هذا القائد لنا ، يقودنا في نقلة نوعية!، دائما كان الحاكم يأتي للحكم عن طريق الانقلاب وليس الانتخاب. على الرغم من وجود فضل لامريكا في ادخال مبادىء الديمقراطية في العراق لاول الا ان ضريبتها قاسية على العراقيين من خلال الجرائم الكثيرة لامريكا في العراق (4)، و ولحد الان لم تأتي بفائدة ملموسة.

لان القوى المعادية للانفتاح والتطور وقفت ضدها ، هذه القوى ، متمثلة بقوى السلفية والاصولية الدينية وغيرها التي تعادي هذا الاتجاه بسبب خسارتها مواقعها ونفوذها ووجودها في الخارطة السياسية العراقية، لذلك عهدت على نفسها اطفاء النور و احلال الظلام والشر والقتل والحزن ولون الاسود في ربوع العراق. فهي تستخدم العنف عوضاًعن العقل والفكر و طرق السلمية في اسقاط هذه الحكومة وازالة النظام الديمقراطي اليافع في العراق.

ان الديمقراطية نظام مثالي للبشر بشرط ان يكون هناك وعي لدىكل مواطن (5) عن مفهوم الوطنية، ان يكون هذا الوعي لدى كل مواطن في مستوى ان يقدس حق اخية المواطن الاخر ويلتزم بالقانون في وطنه وشعبه بدرجة حبه لحياته. اي يكون مؤمن بحق الاخر بنفس درجة حقه، ويلتزم القانون المشرع ديمقراطيا ولا يتجاوز عليه بل يقدسه بكل معنى الكلمة. لان هذا القانون هو الذي يحمي حقوق جميع المواطنين من الظلم والجريمة .

ولكن هيهات في العراق يحصل هذا الامر ، حيث احيانا نجد نصف الوزراء، ومعظم قادة الاحزاب والمسوؤلين حرامية لا يهمهم سوى نفوذهم وجيوبهم واعضاء حزبهم وطائفتهم.

على الرغم من بدء الهدوء والامان يعود الى شوراع معظم المدن العراقية ( ما عدا بغداد) الا خطوط التماس بين القوميات والمذاهب هي في حالة التأهب وخوف وقلق من المصير المجهول وهذا ما حصل لابناء شعبنا (المسيحي) في كركوك اخيرا في مقتل ثلاثة اشخاص في حادثيين منفصلين ومتزامنين معا.

يجب ان لا نسى ان نشيرهنا، ان النظام الديمقراطي الموجود في العراق مملوء من التناقضات بدءاً من مقدمة الدستور الى اخر فقرة منه ، وان دهاء كاتبه فاق كل التصور، لا اعرف كيف استطاع الضحك على كل السياسيين ويقنعهم بقبوله على الرغم من كثرة تناقضاته ؟ّّ!!.

لهذا نقول مرة اخرى ان فرصة نجاح النظام الديمقراطي في العراق ضئيلة جدا، لان نظرة معظم الاحزاب ذاتية (خاصة بهم ولا يشاركهم كل الشعب فيها) فهي اما نظرة دينية او طائفية او قبلية او مذهبية، وان قيمة القانون عندهم هي معدومة، فالاولوية والقدسية لم تعد للوطن والانسان والقانون كما قلنا وانما تعود لطائفته او حزبه او قوميته . لذلك لايحصل النجاح ، لان الحجر الاساسي (دستور ) اعوج ، فكيف يكون البناء؟!! و البناؤون اختار المسطرة العوجة في قياساتهم فكيف يكون قياس المواطن العادي؟!!!

في الختام نقول مرة اخرى ، سيستمر العراق في دوامة التقلبات السياسية بدون احراز اي تقدم مالم يحصل تقدم في الوعي كما قال هيجل، لان مفهوم الديمقراطية في العراق اصبح مفرغاً من معناه الحقيقي كما وضعه الاغريق( اي حكم الشعب ).

ويتحمل قادة الاحزاب الكبيرة والصغيرة جميعهم المسؤولية التاريخية لما يحدث من الجرائم في وطننا، لانهم لا يستطيعون الانسلاخ من جلدهم القديم ويفتحون عيونهم امام شمس وينظرون الى الحياة بنظرة جديدة، فيتخلون عن انانيتهم، ويتنافسون في وطنيتهم واخلاصهم للشعب العراقي كله عوضا عن تنافسهم في مصالحهم الذاتية التي وقود للفتنة والحرب الاهلية.


......................

1- قال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في منتصف القرن الماضي : على الرغم من مساوىء النظام الديمقراطي الكثيرة لكن لا يوجد نظام افضل منه.

2 – ذلك ما كنا نتوقعه من قادتنا الجدد ، اي ان يقودوا العراق ثورة اقتصادية، كما قاد المرحوم الشيخ زايد دولة الامارات العربية الى ان تصبح مركز مهم من اقتصاد العالمي اليوم.

3– في جمهوريته المثالية، قسم افلاطون الشعب الى ثلاثة اقسام: القسم الاول هو اصحاب الحرف ويد العاملة والجنود، القسم الثاني هم الاداريين والعسكريين والنبلاء والقسم الاخير هم العلماء والفلاسفة الذين لهم المعرفة والحكمة والارادة القوية في اتخاذ القرارات المصيرية. لذلك يجب ان الحاكم او الامبراطور من القسم الاخير كي تبقى شؤون البلاد في يدي حاكم امين وحكيم وشجاع.

4 – اي انتخاب برلمان وحكومة ورئيس وزراء ومجلس رئاسة الحكومة.

5 – اي يكون الوعي من قبل كافة ابناء الشعب بنفس درجة .



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين اصحاب النظرية الموجية واصحاب النظرية الجسيمية حول ...
- إلى أي مدى نريد نحن البشر أن تذهب بنا التطورات التكنولوجية ف ...
- نظرية التطور من منظور ايماني
- دور المدارس السريانية وعلمائها في الحضارات العالمية
- الاول من نيسان عيد اكيتو كيف تحول الى يوم الكذب؟
- كي لا تسقط بابل الثانية من جديد
- متى يصبح الدين افيون الشعوب؟
- دراسة في ديالكتيكية هيجل
- كارل ماركس والثورة الاشتراكية
- كيف يصبح المالكي قائداً خالداً للعراقيين؟
- حركة العصر الحديث الى اين تقود مجتمعنا ؟
- الصراع الفكري بين الماديين والمثاليين حول طبيعة الكون
- الصراع بين الموضوعية والذاتية
- اسهامات فلاسفة العرب الاوائل في تطوير الفكر الفلسفي


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوحنا بيداويد - المفهوم الاعرج للديمقراطية في العراق وفرصة نجاحه؟