رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 04:53
المحور:
الادب والفن
في حُجرتي إمرأة
بينَ شَعرُها ضاعَ الليلُ
وفوقَ خَدِها سالتْ نُجومهُ
تهربُ مِنْ شفتيها الحروفُ
مَطلية بالقُبلاتْ
أصابِعُها ناعمةٌ وإنْ خربَشتْ
خريطةَ صدري
ساقيها ...
عمودا رُخامٍ روماني
تجعلُني أنتصِبُ فوقَ السريرِ أُحيّيها
جيدُها ...
قلبَ سُلطتي فوقَ السريرِ
وسلمَ جُنودي بالهزيمة
***
جعلتني هذه المرأة
أؤمنُ بأنَ الهزيمةُ
أشهى مِنَ الإنتصارِ أحياناً
جَعلتني أُقِرُ
بأنَ حُروفي لَمْ تبلُغَ سنّ الرُشدِ
إلا فوقَ نهديها
وجعلتني أؤمنُ
بأن الحُبَ خارجَ سورِ كُحلها
لحنُ مُستحيلْ
***
في حُجرتي ...
ترقصُ إمرأةٌ
لا تمتُ إلى العشيرةِ بِقرب
وكلُ شبرٍ فيها
رزقتهُ مِنْ أشعاري
فترعرعَ فَوقي
صَنعتُها بحروفي
وأرسيتُ حدودُها بأصابعي
وجعلتُ الغيرة دُستورُها
وزورتُ الأنتخاباتِ
كي أفوزَ بعرشها
***
في حُجرتي ...
إمرأة لا تُشبهُ أحدً مِنْ نِساء الخيمة
فهي أطولهنَ ظفيرة
وسُرّتُها أخطرُ مِنْ بُركانْ
ولا تؤمِنُ بالسُنةّ القبّلية
ولابفروض الطاعة الذكورية
فهي إمرأةٍ تؤمنُ
بأنَ الأنقلابَ على الأعراف الذكورية
فرضٌ مُقدسٌ
في الأياتِ الشهرزادية
***
في حُجرتي ...
إمرأةٌ أهديتُها دفتري
وسئلتُها أنْ تَفهمَ سِرُ هذياني
وطلبتُ مِنها
أنْ تَنشُرَ بينَ النِساءِ أوهامي
وقلتُ لها ..
بأني أُحبُهنْ
ولا أغضبُ عليهُنْ كالرُهبانْ
إذا ماخلعنْ مِنْ رؤوسِهُنْ
أساطيرُ العشيرة
وأوصَيتُها ..
بأنْ لا يقصُصنْ ظفائرُهنْ
كي لايتُهنْ بينَ الرجال
وأنزلتُ على قلبِهُنْ
خاتمة أوهامي
#رياض_بدر (هاشتاغ)
Riyad_Badr#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟