أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - انتاج الثقافة














المزيد.....

انتاج الثقافة


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 09:33
المحور: الادب والفن
    



اذا ما امعنا النظر في بنية الثقافة العراقية القائمة الان نجدها ثقافة معادة تكرر نفسها مع كل المراحل ، وبشكل ادق اننا نعيد انتاج ثقافتنا القديمة من غير ان نستفيد ولو بشكل يسير من التحولات الجديدة في صيرورة الثقافة العالمية وما يواكبها من تقدم في مجالاتها المتعددة ، حيث ان ثقافتنا تعتمد بشكل كبير رد الفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي من غير ان تبادر في صناعة الفعل ومن ثم العمل عليه وهذا ما يجعلها ترواح في مكانها.
فلم تستطع الثقافة المحلية التقليدية أن تعالج بعضا من قضايا وهموم الفرد العراقي الحقيقية التي تشكل هاجسه في التحول والتطور والتقدم كتعبير طبيعي عن حركته الاجتماعية والثقافية التي يفترض أن تسير نحو مسارها الطبيعي في ركب التقدم الانساني والحضاري والعلمي الذي يعيشه العالم .
نحن مجردون من التقاليد الثقافية القائمة على اسس علمية ومنطقية وهذا بسبب غياب المؤسسات المعرفية المعنية بهذا الشان والتي يمكن لها ان تلعب دورا هاما في صناعة الثقافة العراقية التي تعنى بتلك الهموم وتعالجها بشكل منطقي علمي يخدم المجمتع ، من ثم يمكن لها تطوير الانتاج الثقافي والمعرفي وتصديره بشكل تقني مبرمج الى ابعد الحدود.
العمل الثقافي في العراق لا زال بشكل فردي ( متخبطا ) بعض الشيء لعدم وجود خطة عمل مركزية ليس بمعنى ان تمسك السلطة بمعول الثقافة وتقودها كيفما تشاء ، لكن وجود التنسيق المسبق بين المنظمات والاتحادات والملتقيات الثقافية والادبية والفنية والفكرية والتعاون في ما بينها بشكل ودي يمكن حينذاك وضع برنامج علمي دقيق لتطوير الثقافة المحلية والتي بدورها تطور الانتاج الثقافي . منذ تغيير النظام السابق والى هذه اللحظة ونحن نفتقد لخطاب ثقافي يتخطى التابوهات الاجتماعية التي وضعتها التقاليد والأعراف الاجتماعية ذاتها ، كما ان صمت الكثير من المثقفين جعل الامر اكثر تعقيدا ، من ثم فسح المجال للبعض الاخر منهم ان يعيد الانتاج القديم بكافة اشكاله وانواعه من خلال استخدام فسحة الحرية المقيدة نوعا ما والتي أتاحتها الظروف السياسية واجواء الديمقراطية، من خلال استخدام الهجوم على الآخر وتهديم افكاره الثقافية وانتاجه الابداعي على اساس البناء الثقافي الجديد، من غير الركون ولو لوقت يسير للغة الحوار والتفاهم والعمل على التحولات العامة التي يمكن ان تؤدي الى انتاج ثقافي جديد في العراق الجديد. ، كما ان افتقارا الى الثقافة المضادة التي تعمل على تحويل الخراب والدمار الى جمال ، وتحويل الخطاب التحريضي الى جدل ، ومعاول التهديم والكبت الاجتماعي والظلامي المؤدلج الى فرشاة رسم ، وصالة مسرح وسينما ، ومقطوعة غنائية وموسيقية ،والعمل على عدم التستر على خطاب التواطؤ في الثقافة المحلية وتعرية القوى التي تحرس ثقافة الصمت والسكون ، وترعى ثقافة التحريض الهدام لتبقى سيطرتها ونفوذها التقليدي على عقول الناس واستعبادهم وتسخيرهم لمصالحها وتوجهاتها الطائفية والقومية والعرقية والعائلية والطبقية مستفيدة من لغة الخطاب المؤدلجة للثقافة المحلية.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيبات نقدية
- غزل انتخابي
- لعبة برلمانية
- شناطات سور نينوى الامنية
- اشكالية الكتاب العراقي
- لا تسرقوا اصواتنا ثانية
- تصريخات
- نعم نستطيع ...
- ناقد حسب الطلب
- الشعوب هي التي تدفع الثمن
- العراق ومحيطيه
- الا تكفي هذه الاعترافات
- الاربعاء الدامي من المسؤول
- محاولة يائسة
- معسكر اشرف والاخرون
- لتكن مصارحة اولا
- 20 مليار دولار
- حكاية عبر الازمان
- قصة قصيرة.... اغتصاب ولكن ....!
- من مكرمة الى هدية


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - انتاج الثقافة