أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - أبو نؤآس بدون اُم نؤآس !!!...















المزيد.....


أبو نؤآس بدون اُم نؤآس !!!...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 22:13
المحور: الادب والفن
    



شكاوى خمرية :

" اضطر الى اعادة نشر قصائد لي قديمة بلسما لجروح جديدة سببتها قوى غاشمة تعتدي على حقوق الاشخاص والجماعات وتغتال حريتهم وحق اختيارهم لطرائق المأكل والمشرب والملبس، ان دائرة الممنوعات تضيق على الناس بسبب المد الماضوي والتكفيري . اذن ماالفرق بين اضطهاد امس السياسي واستبداد اليوم الديني ؟ ... "

خلدون جاويد

أبا نؤآس ٍ طبيبي لا يؤآسيني
طال اشتياقي الى كأس ٍ يداويني
"لدجلة الخير" والأكوابُ أترعُها
خمرا ً وتغمرني حبا ً وترويني
طال اشتياقي الى الأقمار ساحرة ً
الى شواطيك يا " اُم البساتين "
أنا العراقي ُ كأسُ الحب يشفيني
مما تجرعت ُ من سُم الثعابين ِ
دعوا الموائدَ بالعشاق عامرة ً
تشدو بكل الأغاني والتلاحين ِ
ما أجملَ الناس في سلم ٍ وفي دعة ٍ
شبه الحمائم في روض ِ الرياحين ِ
من فوح اضمامة القدّاح او عبق ٍ
من نرجس ٍاو شذى فُل ٍ ونسرين ِ
آمنت ُ بالناس أضواء ً تعجّ بها
على الفراتين بغدادُ الملايين ِ
عودي لعهدك يابغداد مشرقة ً
وارمي العباءاتِ يا امّ َالفساتين ِ
شقي اللثامَ عن الاوغاد قد حرقوا
عراقَ شعبك من دنيا الى دين ِ
آمنت بالحُبّ بين الناس يجمعُهُمْ
سِلمُ الأناجيل في عدل القرائين ِ
بغداد للناس عودي واحلفي ابدا
أن لاتعودي لأحضان السلاطين ِ
لاتعشقي وردة ً صفراءَ واحدة ً
وتحرقي كلّ َ اوراد البساتين ِ !
تحَضّني كلّ َ ذي دأب ٍ بمصحفِهِ
أما أنا ، لدنان الخمر قوديني
طال اشتياقي الى صحبي وضجّتِهمْ
بحانة ٍ! بل بمستشفى المجانين !
مازال قيثارُ عشتار ٍ برَنتِهِ
ونخلة بشذى الصهباء تغريني
هيهات لن ينطفي في خمرة ٍ ظمأي
فانشدْ رباعية َ الخيام ، ساقيني
قولوا لزرياب زادُ العشق ِ يُشبعني
وقبلة ٌمن شفاه الكأس تكفيني
أبا نؤآس ٍ لقد عاثت بنا زمَر ٌ
وأوثقتنا بأصفاد ِ الزنازين ِ
شاءت قوانينهم تحريم رفقتنا
تبا ً لهم بل وسُحقا للقوانين ِ
فيافراشة نور ٍ رفرفي فرحا ً
بين الملائك او بين الشياطين ِ
كل ٌ سيمضي الى ليلى ينادِمُها
جئنا من الطين فلنذهب ْالى الطين ِ

********

ـ اقترح مناكدة ومعاندة كل من يحاول استعبادك بأن تشرب وتأكل وتلبس وتطيل اللحى وتتحجب وفق مايريد اقترح عليك امتحان شجاعتك بنفسك بأن تختار ماتشاء وتشرب وتأكل ماتشاء وتقتني ماتشاء ولكي لاتكون عبدا من عبيد القرن الواحد والعشرين مأسورا في زنزانات القسر الديني والدنيوي . كن انت َ . هل تقدر ان تكون انت َ ؟ ذلك هو التحدي .

ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحدٍ ضد القتلة .


هجاء زجاجة خمر !!!

خلدون جاويد

ضعها على طاولة مع بنفسجة حمراء
وقبالتك جفن ٌ كحيلٌ وفمٌ مورّد
والخد كما مسيل الخمر روزيُ اللون
والى جانبك نغم من عود ٍ عباسي
فانك الآن فوق النجوم !
ما اروع الخمر
اردت ان اهجوها فتغزلت بها !
وقد قال اعظم شاعر في الوجود :
" شف الزجاجُ وشفت الخمرُ
وتشاكلا فتشابه الأمرُ
فكأنما خمرٌ ولا قدحٌ
وكأنما قدحٌ ولا خمر ُ "
قال عاشق ٌ فارابيُّ المزاج :
"بزجاجتين قضيت عمري
وعليهما عوّلت ُ أمري
فزجاجة مُلـِئتْ بحبر ِ
وزجاجة ملئت بخمر ِ
فبذي ادوّنُ حكمتي
وبذي ازيلُ همومَ صدري "
لافرق عنده بين صلاتين !
نشوة الروح ونشوة الخمر
يصلي هنا
ويسكر هناك
هائم بين بار وجامع
وكما قيل في تراثنا البابلي:
"هذا لربي وهذا لقلبي ! "
وبذا فقد جاء الشعر لهيبا
صادرا عن فيلسوف أديب واريب
ديني دنيوي
وهذا روعة التناقض
من قال لنا ان التناقض ذميم
انه حالتان للتعبير
ضحك وبكاء
فرح وألم
لاتحشرني بالالم وحده
لاتدعني أتألم مدى الحياة
قل معي كما قال صريع الغواني
" وما العمر الأ ان تروحَ مع الصَبا
وتغدو صريع الكأس والأعين النـُجْل ِ "
دعني افرح
لقد حطم رأسي والدي بالممنوعات
والشرطويون جميعا مضادات الحرية
والعـُرْف السائد غلٌ من الاغلال
السجون في بلدي بلا جدران
حتى الشارع سجن مفتوح
دعني انطلق لاتمسك بذراعي
لن اتعبد لك ايها القائد
كي تثرى على حساب حريتي
اسكرُ
ارقصُ
اجن
اريد هواءا غير هوائكم العفن هذا
قال الشاعر "
الفكرة فراشة في نسمة !!!!!!
دعني افكر بلا رقيب سياسي
الحب كوني الطابع ليس حبيس عقود الزواج !
الأحزاب نقيض الكليانية في الحب
التجزأة البشرية بالأديان والانتماءات جريمة
قال الأديب المرموق
" ارقص ارقص هذه الأرض ابنة الكلبة اضربها بقدميك "
هيا اذن
" اطلقني لأتدحرج !!! "
قال الشاعر الشابي :
"خـُلـِقتُ طليقا كطيف النسيم "
اريد ان ارقص مع باخوس ...
وردة وشمعة وموسيقى
وكأس نبيذ مع وجه الحبيب
لايشكلون جميعا ميليشيا !!!!
دعني بعيدا عنك اذن
لك تكاياك الملغومة بالحقد والتفرقة !
ولي حاناتي المسيّجة بالأعناب !
الى ابي نؤآس سأمضي
لأهجو من حرمتني من فمها
اهجو الخمرة
فلمن لم اتعرف عليها قبل الآن ؟
سأمضي لأهجوها
قبالة قمر الكرخ والرصافة
سأرفع نخب حريتي
محظوظ امرؤ لم يمت
قبل ان يرفع كأسا على دجلة
اذا انا لم اذق خمرة في ضفاف الرافدين
فما انا الا تالفٌ وابن تالف ٍ
وكما قال ابو نؤآس
" وما انا الاّ هالكٌ وابن هالك ٍ
وذو نسب في الهالكين عريق ِ " .
سافرح بانهار بلادي ونخيلها المعطاء
لن اُعنى باحزابهم ومناصبهم
قال شاه سمرقند لعمر الخيام
اي المناصب تريد ؟ وزيرا للخبر ؟
عرشا الى جانب عرشي ؟
قال الشاعر العظيم :
لا اريد العروش ولا الوزارات
ولا التآمر والتلاهث على المناصب
" اريد مرصدا فلكيّا لأرى ابراج النجوم المتلألئة
وحديقة ورد
وفي يدي كأس نبيذ
والى جانبي حسناء !!!!!!!!!! "
تعالوا نتطلع لنجوم بغداد الزاهرة
على حدائق أبي نؤآس
وتقبيل شفوف الكأس
وعناق الحبيب
والحبيبة .
لقد جمعتنا الكؤوس
بعدما فرقتنا "الصلاة " !
الصلاة للقائد والمفتي
والمرشد والرئيس !
سحقا ً لهم
ليختفوا من التاريخ
ولنرفع نصبا
لذكرى عبد الأمير الحصيري !
الخالد القول :
" أنا الإلهُ ونـُدماني ملائكة ٌ
والحانة الكون والجلاّس من خـُلقوا "

*******

15/2/2009

ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحدٍ ضد القتلة .



بغدادُ الكآسْ ، بغداد ابو نؤآسْ !

خلدون جاويد

بكتْ نخيلـَك يابغداد سُمّار ُ
شدا لكِ الحانُ بلْ غنـّى لكِ البارُ
بغداد تيهي على الدنيا بكأس طِلا ً
وليفتدي خمرَتـَيْ عينـَيْك خمّار ُ
لن يَقطفَ البدرُ من خدّيك ِ قبلتـَهُ
بل ينتقي فمَك ِ الغالي ويختار ُ !
يزقــّهُ قدحا ً وردٌ سلافتـُهُ
وياسمينٌ وقداحٌ ونوارُ
أين الندامى وللخيّام شارعُهُ
يعجّ ُ في كل ملهى منه قيثار ُ
في شارع السَعَْد والسعدون اُغنية ٌ
بها ترنـّحَ ز ِرْيابٌ ومِهْيارُ
والشمع والورد في اركانِها مُهَج ٌ
واُمّ ُ كُلثومَ انغام ٌ واوتار ُ
في الحي راقصة ٌ ظلتْ تدورُ على
جرح ٍ ويبكي طوالَ الليل مِزمارُ
ظلت تدور مع الألحان قائلة ً
" ان الزمان على الباغين دوّار ُ "
لن يغلقوا حانة ً بغدادُ ساحتـُها
نيسانـُها الخمر والأقداحُ آذارُ
نحن الذين وهبنا الارضَ خضرتـَها
كلكامشٌ وحضارات ٌ وانوارُ
وبابلُ الخمرة ُ الشهّاءُ نكهتـُها
والشمسُ والماءُ جنات ٌ وأنهار ُ
ألوانـُنا من طيوف الشمس ننسجُها
حسنا ً لترفلَ بالأضواء عشتارُ
بغداد عودي نعانقْ ظبْيَة ً معها
لا تـُرتجى جنة ٌ بل تـُشهى نارُ
اذ شهرزادٌ وماقصتْ وماابتكرتْ
من الغرام ، لها في الليل اوكارُ
وشهريارٌ نشاوى حولَ مجلسِهِ
من الصبايا أزاهير ٌ وأطيارُ
ضفافُ دجلة َ حاناتٌ مقدسة ٌ
فيها ملائكة ٌ للعشق اطهارُ
ونسوة ٌ كبدور الخـُلـْد ِ قد رقصتْ
وحلـّقـَتْ حولها للخمر اقمارُ
" دع المساجدَ للعُبّاد تسكـُنـُها "
فكم اُعـِدَ بها للقتل ِ جزّارُ
واركنْ الى حانة ٍ تشفي الغليلَ بها
" ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا " .
كل ٌ له دينه ُ بغدادُ روعتـُها
في كونِها مسجدا ً قدّامَهُ بار ُ
لبنت اشرف ِعنقود ٍ لنا نسب ٌ
بالكـَرْم عز ٌ، وبالاعناب إكبار ُ
من قال كأسُ الهنا امسَتْ مُحّرَمَة ً
الكاسُ تصمدُ والتحريمُ ينهارُ
تـَمْرُ النخيل به جمرٌ به عبقٌ
في كلّ حان ٍ له صحب ٌ وأنصار ُ
الياذة ُ الخمر ما انصاعتْ ولا ارتعبتْ
لحاكم ٍ فهْوَ خلفَ الكون اصفارُ
من يمنع الخمر مختل ٌ ومضطرب ٌ
منافق ٌ تاجر ٌ وغد ٌ وسمسار ُ
ياحاكما راح باسم الدين يقمعـُنا
كم في زنازينك البلهاء احرار ُ
ذهنية المنع والتكفير تافهة ٌ
والمانعون علينا العشقَ كفـّارُ
أبونؤآس ٍ ببغداد ٍ سيرفعُها
كأسا ً، كما رُفِعَتْ في مشعل ٍ نار ُ
غدا لعثقـِك ِ يابغداد نخلتـُهُ
كما لمنبرهِمْ قبر ٌ وحَفـّار ُ !

*******

16/10/2008

ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحدٍ ضد القتلة .

هيا بنا نسكر في العـَشـّار !!!...

خلدون جاويد

" نعم لبائع الخمر في عَـشـّار الرومانس الخالد ، لا لمطلقي الرصاص على اشرف اريج في روح النخلة الا وهو سلافتها الزاكية ، ان مدينة بلا صهباء مثل عراق بلا قمر "

والله ِ حينَ منعتـَها شوّقـْتـَني
لمذاقها وبعطرها اسكرتـَـني
لما تناولنا الزجاجة َ خـِلـْسَة ً،
بأبي نؤآس الفذ قد ذكّرتني
ايام يشربها الهلالُ ، ودجلة ٌ
تغفو على كأس ٍ شذيّ ٍ سَوْسَني
واليوم تمنعُها بعـَشـّار الهنا
ولقد اهنتَ نؤآسَها وأهنتني
فارابيْ فلسفة الدُنى مرّغـْتـَهُ
بالوحل والفارابيْ اطهرُ مؤمن ِ *
وعلى الرباعيّات من خيّامنا
قد دستَ ، فوق منائر الشِعـْر ِالسَـني
وبصقتَ في تاريخ بابل ! انه
بالقمح بالاعناب فردوسٌ غني
وكرامة النخل المنيف جرحـْتـَها
مـِسْكا ً تعتــِّقـُهُ الدنانُ لنجتني
والزق فوق الزهر من ساحاتها
ريحانة الدنيا ومبسمها الهني
والكون نشوانٌ بمجلسها فلا
هارونُ يثنيني ولا انا انثني
من هؤلاء لكي تـُقـّطـّعَ جثتي
وفقا لرؤية رَوْزَخون ٍ ارعن ِ
يتحكمون بمأكلي وبمشربي
وبملبسي وبمُقـْتنايَ ومسكني
تعسا لهم من آمرين تحكموا
حتى برشفة عاشق ٍاو مدمن ِ
قدحٌ لديّ اعز من بدر السما
من راس الف مُنافق ٍ متديّن ِ
يابصرتي الفيحاء سيلي خمرة ً!
وبشدو انغام الشباب تفنني
وليطرب العشاق في حاناتهم
وتر الليالي داعبيه ودَوْز ِني
لابد من فرح ٍ يشقّ ُ ظلامَهُمْ
حتى الصباح على رنين الارغن ِ
يابصرتي الشماء للفجر ارقصي
وبكل اطياف الحياة تزيـّني
قدماك فوق رؤوسهم ان تدبكي
دوسي عليها اركليها والعني
يا بصرتي الفيحاء انك جنة ٌ
ابد الدهور وانت انبل معدن ِ
لاتركني لمعمّم ٍ ومُبـَلـّّد ٍ
ومبعـّث ٍ ومؤسْلـَم ٍ ومُهَجـّن ِ
ان أدْلـَجوك ِ تمرّدي او حزّبوك ِ
تحرري او أرغموك ِ تـَشـَيْطـَني
لاتذعني لأَ وامر ٍ لا تركعي
لمنابر ٍ لاتخضعي ، لا تنحني
حرية الانسان ان تتخيّري
ما شئت من طيب الكؤوس لتقتني
اياك ان تتحجري وتـُحَجّبي
وتـُغـَـيّبي وبالف سجن تـُسجني
اياك ِ عن قمْع ٍ بانْ تتمذهبي
اياك عن قسْر ٍ بان تتديني
مازال دكتاتورنا متعفنا
فينا يصول بفكره المتعفن ِ
لاتقنعي فيما يقول ! تمردي
وعلى الفراعنة الطغاة تفرعـَني
أأميرة العـَـشـّار لا تترددي
شقي عصا الطاعات لا ، لاتجبني
بل اسقطي فرعون من عليائه
بل شاتمـِيه ِ وكايديه ِ وجنـّني
هبّي اشربي كاسا ً على حرية ٍ
ماالذل الاّ الخوف من ان تُدفـَني
قولي لجلاد ٍ لوقع سياطـِهِ
انا حرة الإحرار لو قطـّعـْتـَني .
ياخمرة ً اُعـْلي لعثقـِكِ هامتي
وبكل اجلال ٍ لنخلـِكِ أنحني

*******
15/8/2009



ـ الفارابي هو الفيلسوف المؤمن الذي يعاقرها ويتغزل بها شعرا اذ يقول :
بزجاجتين قضيت عمري ...... وعليهما عوّلت امري
فزجاجة مُلئت بحبر ....... وزجاجة مُلئت بخمر
فبذي اُدوّنُ حكمتي ...وبذي اُزيلُ همومَ صدري

*******
ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحد ٍ ضد القتلة .



لوحة شعرية لعبد الأمير الحُصَيْري

خلدون جاويد

عَرْبدْ
وخلِّ شفوفَ الكأس تلتهبُ
وزِدْ على الكأس جمراً أنه العنب ُ
وعانق الحانة الشهّاء
ضجّتُها
شوق ٌ يَعِج ّ نؤآسيا ً ويصْطخِب ُ
وانِعم ببغدادَ
حيث العشقُ نخلتُها
التمرُ والخمرُ والريحانُ والرطب ُ
يَغدَوْدِفُ الليلُ
لكنْ أنتَ نجمتُهُ
شهابُه لو خبَتْ من بعدِكَ الشهُب ُ
ياماردا خالدا للشعر
مشعلُهُ
باق ٍ بدجلة َ منه للعلى لهَب ُ
يامُبْخِسَ المال
في كأس ٍ يُشعْشِعُهُ
ويا غنيا ًغناه ُ الفنُ والأدبُ
ويابريءَ الأماني
في تهَتُِكِهِ
الحب واللحن والأقداح واللّعِب ُ
غضٌ اذا استقتلوا
عذبٌ اذا هتكوا
واه ٍاذا فتكوا طاو ٍ اذا انتهبوا
ويانديمَ الأغاني
حالنا انحدرَتْ
وكيف تُصلح ُ حال ٌ كُلّها عطب ُ
اشربْ نبيذك !
لن نخشى ديانتَهم
فانهم من دماء الشعب قد شر ِبوا !
لا ماارتكبتَ
من الآثام ذِرْوَتَها
بل انهم تاجروا بالدمِّ وارتكبوا
وقامروا بدموع الأُمِّ
اذ خطفوا
أغلى البنين ولم يُسلبْ كما سلبوا
وباللحى استتروا غدْرا
ليتخذوا
للدين الفَ حجاب ٍخلفَهُ احتجبوا
وليعلموا
لن يُبيدَ الشعبَ مذهبُهم
فالشعبُ باق ٍ ويفنى المذهب ُ الجَرَب ُ
يبقى العراق ُ أنيسا ً
في غوايتِه
وهو الأصيلُ النبيلُ الرائعُ الرَحِب ُ
هو المُنوّرُ
من قوس ٍ ومن قزح ٍ
والشمسُ معدنُهُ الشذري ّ والذهب ُ
بغداد تسكرُ
والحدباءُ عاشقة ٌ
والبدر ُ يسهر ُ في الفيحاء والطرب ُ
وأن ألفَ حُصَيْريّ ٍ
لنا ثمل ٍ
تهوي النجومُ على كعْبيه والرتب ُ
ياعاشقَ الروح عربدْ
انه زمن ٌ
آت ٍ، به ناطحاتُ النجم تُرتقب
وأنت تهتزّ ُ
قدّام الشذى عبقا ً
وفوق كفيك فوحُ الكأس والكتب ُ
سحقا ً لمنْ دوّسوا الأزهار
في وطن ٍ
واحرقوا ضفّتيه واعتدوا وسبوا
وياحُصيْريّ عشق ٍ
ليلنا كلِف ٌ
فالأعجميون غدّارون والعربُ
تلفعوا بلثام الموت
وانتهكوا
وكالغراب على اطلالنا نعبوا
شعب من الحزن والجُلّى
برمتِه
قد راح تحت سقوف الليل ينتحب ُ
بالسيف أوتارُ زرياب
مقطعة ٌ
والسيف أعداؤه الندمان ُ والطرب ُ
أما السكارى
فقد طاحتْ كؤوسُهمُ
وغاظهم أن سمّار الهوى هربوا
فنهرُ دجلة َ
من انفاسِه وجِلٌُ
والليل من ذاتِه قد باتَ يرتعب ُ
الأجنبي الغريب النسل
ذو ُطنب ٍ
والسومري الكريم الأصل مغترب ُ
وأُغلِقتْ حانة ٌ في الكرخ
واحترقتْ
مدينة من حياض الموت تقتربُ
وما أضاءَتْ شبابيك ٌ
على سَمَر ٍ
ولم يعَُدْ لحصيري ٍ بها نسب ُ
ياشعبُ أمْسُكَ عملاقٌ
بوثبتِه
وفي عروقِكَ يغلي الجمرُ والغضبُ
وياعراقا اذا روضُ الجنان ِ بهِ
يغدو جحيما ً
الى النيران ينْتسِب ُ
لا يفجعنك أن الغيمَ
منطبق ٌ
" ان السماء تُرجّى حين تحتجبُ "(1)
بغداد لاتحزني
فالنخل محتضن ٌ
عثقا ً" وفي كل عام ينضج العنب ُ"(2)
"انشودة المطر" الآتي
سننشدُها (3)
لها الحصيريُ يومَ السَعْدِ يُنتخَب ُ
فياحصيري َ صدق ٍٍ
إن موئلنا
هو الحياة وأنت المنهلُ الخصب ُ
اليوم خمرٌ
ويُمسي امرُهُمْ لغد ٍ
وقد صدقت َ وأولاد الزنا كذبوا !
عذراً حُصَيْري ُ
أنت اليومَ نادلنُا
هات الكؤوس وخلِّ الدمعَ ينسكِب ُ.
سينتشي النخلُ
اذ يُسقى بأدمعِنا
ويرتوي مِن دِمانا السعفُ والكرب ُ

*******
* المقوس( 1، 2 ،3 ) للشعراء البردوني والياس أبي شبكة والسياب .

ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحدٍ ضد القتلة .

عَوْدَة ُبغداد الحُلْم !

خلدون جاويد

بغدادُ عُشّاقها بالحبِّ قد كثروا
الليلُ والبدرُ
والأقداحُ والوتر ُ
وفي الضفافِ نؤآسيٌ يغازلُها
في (جبهة النهر)
والخيّامُ ينتظرُ
وحانة الشوق في (السعدون)
ساهرة ٌ
وفي شناشيلها الأعنابُ تُعتصَر ُُ
و( كوكب الشرق)
ما ناحَتْ على وجَع ٍ
الأ وغصّ بأضنى دمعة ٍ حجر ُ
وفي الجسور (عيون ٌ للمها) خطَرَتْ
سَحْرا ً
ومن سِحرها (هارونُ) يدّخر ُ
والنصب ُ في (ساحة التحرير)
تحضنه ُ
(حديقة ُالأمةِ) الفيحاءُ والزهَر ُ
أهوى الندامى
وكم أهفو لخمرتِهم
وكم (بسرجون) قد غنوا وكم سكروا
و(شهرزاد) التي مغزى حكايتِها
ان تلتقي الشمسُ في بغداد
والقمرُ
وان(كرّادة)الأحلام بُغيتها
حبّ ُالحياة،
ومرج ٌ يانع ٌ عَطِر ُ
و(كهرمانة ُ) أعلى
من رؤوسِهم ُ
قد أغدقتْ في الجرار الماء َ فانغمروا
يامحسنَ السَعْد ِ والسعدون
يسحرني
تمثالُك الفذ في ايمائِه العِبَرُ
و(ساحة النصر)
عن يُمْناك ساطعة ٌ
والنجمُ في ( شارع النوّاس ِ) والقمر ُ
كم مثل وجهك
لو عاشوا وروعته
وكم بهيبتكَ الأبهى اذا انتحروا ؟
ياليتنا بأريج ٍ منكَ يمنحُنا
روحَ الحضارة ِ
حيث المنبعُ العطر ُ
لا للظلام
وميليشيا الردى سَرَقتْ
حلمَ الندامى، وقد عاثتْ بنا الزمَر ُ
بغداد عودي
أزاهيرا ً ملونة ً
ويسقط الأسودُ البالي ويندحر ُ
أهواك دارَ سلام ٍ
والحمامُ على
منائر الفكر حيث المسكُ ينتشرُ
بغداد عودي نخيلا ً
نستظل به
لا للحرائق ، بل سُحْقا لمن غدروا
آمنت ُ بالشعبِ يرميهمْ
ويسحقهمْ
ويسلمُ الوطنُ الغالي وينتصرُ

........................

ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحدٍ ضد القتلة .

قصيدة خمرية ضد عمامة ميليشيوية

خلدون جاويد

" بغداد افرحي ، ارفعي الأنخاب ، افترشي شارع أبي النوّاس بالجوري العاطر وعبّاد الشمس الزاهر وكل الساحات والحارات بروح الصداقة والامان ، سحقا لكل من يحرم الناس افراحهم البريئة في المأكل والمشرب والملبس ، سحقا ً لكل أعداء الحضارة من احفاد العصر الحجري وبقايا ديدانه السوداء والسحالى من دعاة اللون الحاقد والفكر الجامد والحزب الواحد ... وليرفع العاشقون النخب... ".

" صبّوا الخمورَ فهذا العصرُ عصرُ طِلا ً"
ولترفعوا بأبي النوّاس كاساتي
" ماقال ربُك ويل ٌ للاُلى سكروا "
بل قال ربُك ويلٌ للمِلِشيات ِ
ماذا جنينا من الأسياف تقتلنا
سوى الجماجم في قصر النهايات ِ
ماذا حصدنا سوى دمع ٍ وسفك دم ٍ
من حرق دين ٍ الى تزييف آيات ِ
"صبوا الخمور" فكأس الشوق يجمعنا
من دونما طائفيّات ٍ ولعنات ِ
ولترقص الشمسُ في بغدادَ ثانية ً
شقراءَ ، ولتنقشعْ سُود ُ الغـُمامات ِ
وليرفع الشعبُ في الآذان اغنية ً
هي المحبة تُتلى خمس أوقات ِ
محبة الناس ُطرا ً ان دينهم ُ
هو الصداقة لا حزبُ الولاءات ِ
فالسلمُ في الأرض أرقى من منابرهِمْ
ومن كهوف ثعابين ٍ وحيّات ِ
ما فرّقَ الناسَ في عيش ٍ وبعثرَهُمْ
سوى تطرّف أديان ٍ وتكيات ٍ
"صبوّا الخمور" وخلّيْهمْ بنارهِمُ
فدجلتي خمرتي والنخلُ جنّاتي
فالخمرُ أدبني والكأسُ علمني
أن ْ لست ُ أُعنى بأحقادي وثاراتي
لن أقربً "الدين " و"الاحزاب" ثانية ً
قد أحرقا لي َ أحيائي وأمواتي
تلذذتْ بالدم الزاكي طوائفهُمْ
أما أنا فنبيذ الكرْم ِ لذاتي
وهم قراصنة ٌ والموتُ لعبتُهمْ
أما أنا فالهوى والعشق زلاّتي
ما أروعَ الشاعر الخيام اغنية ً
تُتلى مع الدهر في أسمى عبارات ِ
ولم تكن اُمّ ُ كلثوم ٍ ملثمة ً
تدعو البرايا الى هوْل ٍ ومأساة ِ
بل ظل خنجرُ (هولاكو) وعصبتُهُ
خزياً وعاراً ورمزا ً للدناءات ِ
" صبوا الخمور " بأنخاب ٍ مطهّرة ٍ
من احتراب ٍ وقتل ٍ وانقلابات ِ
" صبوّا الخمور " وخلوّا الكأس مترعة ً
نخبا لبغداد حتى فجرها الآتي
" واقعد على دكة الخمار " مبتهجا ً
ودُس ْ على هُبَل ٍ وابصقْ على اللآت ِ
ولتحْي َ كل ّ ُ عثوق التمر في وطني
مادام تفضي الى سُكْري ولذاتي !
ما كنت احرقتُ قرآنا ولاصُحفا ً
لإبن ِ مريم َ أو حرفا ً بتورات ِ
أنا الحُصَيْريُ أعنابي قصيداتي
ورنة الكأس من أسمى كراماتي
الحب ّ ُُديني وعشق الناس قافيتي
والوردُ ذوقي وفوحُ المِسْكِ حاناتي .

********

ـ ملاحظة : استنسخ القصيدة ووزعها مناشير تحدٍ ضد القتلة .





#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على جسر بودابستَ كم ناح شاعر ُ ؟ ...
- رثائية الى العراقي الأشم جابر الجادري ...
- قف صامدا وتحد المارق العابر ْ ...
- البكاء بين يدي - أبو عمامة - !!!
- لاتنتخبوا الشيوعيين رجاءا ...
- أرضيون حد القمامة ...
- إنْثيال مع الشاعر العالمي الكبير بابلو نيرودا ...
- نفضت ُ يدي ...
- رسالة من اجمل نساء العالم ...
- مرحى عمامة ُ صاحبي بيضاء ُ ...
- محاولة اخرى على سرقة قصيدة لي ...
- اعطوا السيطرات للشيوعيين انهم صمام امان العراق
- ترنيمة في اربعينية سهام علوان ...
- صغيران !!!!!!
- عيد القُبَل في 9 ايلول سبتمبر ...
- هم يلجئون وللبلاد يُسَفّرون ...
- - الدرب الى سنجار طويل -
- - وداعا ً ما أردتُ لك َ الوداعا -
- قصيدة الديك الرومي ...
- قم ياعراق الغد البسّام يُنتظَرُ ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - أبو نؤآس بدون اُم نؤآس !!!...