أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - فلتسقط السياسه .. وليتوقف تدمير عراق النهرين والشط














المزيد.....

فلتسقط السياسه .. وليتوقف تدمير عراق النهرين والشط


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 16:20
المحور: المجتمع المدني
    



إنطلقت مؤخرا من خلال موقع الحوار المتمدن ، حملة وطنية من ( أجل إنقاذ الحياة في عراق النهرين والشط ) قام بها نخبة من التكنوقراط والمتخصصين وقادة الثقافة والفكر من العراقيين تحديدا حسب ما ورد في مقدمة تلك الحمله .

لقد كان هذا التحرك الوطني سببه هو ما آلت اليه أوضاع أبناء مدينة البصره ، تلك المدينة التي أعطت للتاريخ العربي برمته سجلا لا زال يحتفى به كونه من باكورات العطاء الفكري المتميز ، كما كان لها قصب السبق في منح العشرات من أبنائها البررة شهداء في حروب لم يكن لها في إذكائها من قول ولا غايه ، وإنهدت منازلها ومقاماتها ورموزها تحت وطأة نيران نظام لم يردعه دين ولا مذهب ولا جوره ، في أن يتمادى بمحاكاة حكم طاغي في العراق لتكون البصرة الى جانب أخواتها من بقية المحافظات ، ضحية لذلك الهوس المجنون في أقذر لعبة إستهدفت مقدرات هذا البلد المبتلى بحكامه وجيرانه على حد سواء.

انني لست بصدد التذكير بوجوه هذه الكارثة الانسانية والتي لم تشمل البصرة لوحدها ، بل هي آفة راحت تهدد مجمل مدن العراق ، كون أن القائمين على إطلاق تلك الحملة قد أسهبوا في تبيان خطورتها وبتفاصيل تكفي للشعور بطبيعة المأساة الحقيقية لما يمر به العراقيون من حال . غير أنني أجدني في حيرة أمام إصرار يطبق على عقول الكثيرين ممن لا زالوا يعتقدون بوجود فعاليات سياسية عراقية تهدف الى تطوير الحياة وتسعى لتغيير حال هذا الشعب المسكين.. إصرار يزعم بأن ما يجري في العراق اليوم هو أحد وجوه النظام الديمقراطي الساعي لخلق أجواء حياتية متطورة حتى ولو على شكل خطوات لها زمن يمكن تخمين حدوده .. في حين أن الواقع المعاش يقول بأن ما يجري هو صورة من صور العبث العقائدي المتزمت ، والمؤسس على سطوة رجال الدين ، والمدعوم بدواعي التخلف الرجعي والسلفي المقيت ..

لقد تحمل الشعب العراقي ما لم يتحمله شعب آخرعلى أرض الله .. وزنى العتاة في رحمه ليزرعوا جنينا هجينا لا يحمل غير صفاتهم البغيضة والموبوءة بكل موبقات الشر والرذيلة واللاوطنية وانعدام الذمه .. إنهم بقايا ألقت بهم على هامات الناس ومقدراتهم أخلاق الغزو القبلي المؤسس على نواميس الصحراء حين كانت سبايا الرعية هبات للراعي ، وهم كيانات ممسوخة لا تعرف للحق من وجود ، همها النهب وتكبيل العقول والسطو على المصارف وسرقة أصوات الناس وعقولهم .. كل هذا ولا يزال من يدعي بأن السياسة لا زالت موجودة في أركان اللعبه ، لعبة بدأت ولا تريد أن تنتهي على حساب جز رقاب الناس وتدمير حياتهم .

البصرة تحتضر ، ويحتضر معها تاريخها وكيانها البشري والبنيوي ، ومحافظها ومجلسه مشغولين بإصدار أوامرهم للشرطة والدرك وافراد الميليشيات بملاحقة السكارى ومن يذنبون بالاختلاط بين النساء والرجال في الاماكن العامه ، وبلغ ألأمر حدا صدرت فيه فتاوى المحافظ وزبانيته بتحريم حلق اللحى بين موظفي دوائر الدوله .. لقد أضحت هذه الظواهر بمثابة تسلية يرددها القائمون على الشأن الثقافي العراقي ، ممن تبقى لهم حيز من التجاذب السياسي والثقافي ليحاوروا شأن البلاد وما يجري فيها من تجاذب هو أبعد ما يكون عن السياسة وفنونها ، في حين تستمر عجلة التدمير وعلى كل المستويات في أقذر عملية هولوكوست يشترك فيها الحكام ( الوطنيون ) مع الانظمة الجارة ، وضمن فزعة انتقامية تستهدف شعب العراق وتمعن في تخريب بيئته ومياهه وزراعته وتهديم اقتصاده وتشريد مواطنيه .

كل هذا يجري ، ولا زالت صحفنا تكتب وأقلامنا تخط ، وأصحاب الارث الوطني الموغل في القدم يتبارون في تحليل المواقف واستقراء نتائج الانتخابات المقبله ، ولا زال الصراع على أشده في حل أصعب حزورة يمتحن بها شعب بدأت أطرافه تتهاوى .

الانتخابات المقبله معروفة النتائج مستقبلا ، ما دامت الساحة خالية من تأثير يعيد للشعب قدرته على التمييز بين من يسعون لتوفير متطلبات عيشه ، وبين من أثبتت التجارب كونه طرفا دخيلا يستند في إفراز نتائج حكمه على مباديء التخلف والسلفية وسرقة عقول الناس وأموالهم ومكتسباتهم ..
النتائج سوف لن تتبدل من خلالها غير أسماء بأسماء ، والعملية سوف تبقى حكرا على أصحاب الفضيلة والسماحة من رجال الله ، ودورة جديدة من جلد البسطاء ستستمردون وازع من خوف ولا ضمير .

والمفزع حد الشعور بالغثيان ، هو منظر زحف الجموع ، حينما تبدء بتكريم سارقي قوتها خلال المرحلة القادمة من الاختيار الاكبر .. وحين يهتف داعي الحق والمنطق في الأعالي .. فلتسقط السياسة والداعين لها بكل صنوفهم واتجاهاتهم ، ولتحيا أزمة الفقراء الى الأبد ، في بلاد لا تريد العيش بسلام .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحدي
- إشراقات خارج حدود وطن الأزمه
- ألعقلية العربية وتصدير الأزمات
- ألعقلية العربية لا شأن لها بثقافة التغيير والديمقراطيه
- عشق غير مألوف
- متى ياعراق ؟؟
- سجال متأخر .. حول ضرورة وحدة قوى اليسار في العراق
- ألعوائل ألعراقية بدأت تسكن القبور ... أيها المحللون لواقع ال ...
- قوى اليسار في العراق .. بين أفعى الشيخ ( دبس ) .. وموفد المر ...
- حزن القاتل
- ليكن لكل واحد من ربه .. وليسقط السادة والشيوخ والكهنه
- لقاء .. ومطر
- ألشخصية العربية .. بين حرية السلوك .. والأرث الديني المتأصل
- لقيطة .. وقضيه .
- كيف لأمة أن تحيا وفيها من يحكم على المرأة بالفجور، لو كشفت ع ...
- ألشعب العراقي بين رحمة جامع ( براثا ) وفلسفة الرضوخ للعقل
- لنعمل معا من أجل وحدة الصف العلماني التقدمي بكافة أطيافه وتو ...
- بين أضرحة وفقراء .. وحناجر تهتف للسماء .. ألعراق يعيش ألأمل ...
- لا زلنا نتصدر قائمة ألأمية في العالم
- ليتوقف فورا تنفيذ حكم الاعدام بالنساء العراقيات في سجون بغدا ...


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - فلتسقط السياسه .. وليتوقف تدمير عراق النهرين والشط