أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - خواطر وحسرات














المزيد.....

خواطر وحسرات


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوال ايام شهر رمضان المبارك عرضت قناة (MBC) برنامج ( خواطر ) قدمه بأمتياز احمد الشقيري، الذي ذهب الى كوكب اليابان كما اسماه محاولا في كل حلقة من حلقاته اكتشاف عادات وطباع واخلاق اهله، تأتيك النتائج صادمة مؤلمة تنهش قلبك نهشا، الناس مؤدبون للغاية وودودون، وعلى درجة عالية من التنظيم والنظافة، متعاونون فيما بينهم، لطفاء مع الاجانب، ولا يرد سائل في شوارع اليابان مهما كان طلبه، يؤمنون ويحترمون ويقدسون العمل والوقت، عندهم امانة (فطرية)، رمى الشقيري بمحفظته في الشارع، فجاءه اخطار من الشرطة بأن مواطنا عثر عليها وسلمها الى قسم الشرطة، ولم يمس منها ين واحد، ووضع محفظته على دكة في احد شوارع مدينة عربية لم يشأ ان يسميها، راقبت الكاميرا الخفية مصير المحفظة الاسود، شابين مرا من امام المحفظة التقطها احدهما بحركة سريعة خفيفة، ابتسما وقال لصاحبه لاتقلق سنقتسم ما فيها من مال.
قيمة انسانية عليا اخرى تتمثل باحترام البشر والتعامل معهم دون ادنى اعتبار لموقعهم في العمل، دخل مقدم البرنامج الى بيت عامل تنظيف فوجده لا يختلف كثيرا عن بيت موظف كبير، نفس الادوات الكهربائية المتطورة تجدها في البيتين، ايمان الياباني بالتكنولوجيا مطلق، وان هذه التكنولوجيا هي لخدمته وتيسير حياته بجميع مفاصلها. طرحت مقارنات عديدة بين سكان كوكب اليابان وبقية الارض، خاصة المنطقة العربية التي نشغل، خرجنا بنتيجة مفادها أن في اليابان مسلمين حقيقين بدون اسلام، وعندنا اطلال اسلام بلا مسلمين.
في ايام العسكرية رمينا مرة في صحراء الانبار نحمي من بعد مشروعا مجهولا مبهما مشفرا بأرقام لامعنى لها، قيل لنا انه يدار من قبل فنيين وعمال يابانيين ، كان كبيرهم يجمعهم صباح كل يوم وقبل بدء الدوام، يقفون امامه في صفين يؤدي ويقلدون تمارين " سعودية" ـ كما كان عريفنا السفيه يسميهاـ تدوم نحو ربع ساعة، يتوزعون بعدها مسرعين الى ثلاثة (جملونات) مكيفة بعشرات المكيفات، يخرج بين فترة واخرى من يجري مهرولا لدقائق ثم يعود الى عمله، كانت مراقبتهم اليومية شغلنا الشاغل، وبيننا من ينظر اليهم ساخرا، ويردد كلمة غالبا ما يرددها العراقيون عندما يغلبون (بطرانين)، كانت لياقة جيراننا البدنية تفوقنا بسنين من التدريب المتواصل، ونحن جند القادسية الثانية وحماة البوابة الشرقية.
حدثنا عزيزنا عن بداية دوام الدوائر والمؤسسات في كوريا الجنوبية، يقف رئيس المؤسسة عند بابها صباح كل يوم ملوحا بقبضته بغضب (كعادة الكوريين اثناء التظاهرات) يصرخ باعلى صوته بوجوه موظفيه الداخلين يحثهم على الدوام والاخلاص والانجاز، فيجيبون بقبضات مماثلة غاضبة وصرخات من الصميم ولسان حالهم يقول (عد عيناك استاد ..)، وعندنا مدراء ورؤساء دوائر ومؤسسات كالبدور، لا يرون الا مرة كل شهر او اكثر، واذا سار احدهم بين موظفيه سبقته حمايته عن اليمين والشمال وامامه وخلفه، ويود من اعماق قلبه ان يكلمه موظفيه وهم منبطحين على بطونهم اذلاء صاغرين.
ثقافة احترام العمل ومواقيته غائبة تماما في منطقتنا، على العكس ثمة سخرية لاذعة وتندر من المخلصين المتفانين في عملهم، ويبدو اننا نتجه لاتخاذ (الذيب الامعط) رمزا وطنيا، وهو يشير لمن يقبض ويخمط، لايداوم، واذا داوم لا يعمل.
عندنا حصانات وحظوات كثيرة، حصانات من المساءلة والتعرض الى العقوبة، في ظل النظام السابق كان الرفاق من ذو الدرجات العالية هم اصحاب الحصانات والحظوات، يضاف اليهم اقارب رأس الدائرة والمنحدرين من مدينته او قريته وصولا الى (دربونته)، واليوم يعفيك الانتماء الى اي حزب او كتلة سياسية فاعلة من اية مساءلة، ولن يستطيع احد ان يمس لك طرفا مهما يكون، وستكون لك درجة خاصة متميزة لا علاقة لها بسلم رواتب الموظفين، ولك حظوة من الاحترام والمكافآت والايفادات، والتي تمتد الى اخوة وابناء عمومة واقارب رأس الدائرة وما اكثرهم، اصبح لدينا ما يشبه العرف المسكوت عنه، ما ان يجلس احدهم على قمة احدى الدوائر حتى تتحول بسرعة الريح والبرق الى ضيعة خاصة به وبآله الكرام ....






#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجازة الرئيس
- موسم الانتخابات
- ازمة علاقة
- هموم انتخابية مبكرة
- البحث عن رمز وطني
- الديمقراطية المخملية
- الاعلام والفساد
- المال السياسي والانتخابات
- هموم ومخاوف
- الديمقراطية اللبنانية
- الانتخابات البرلمانية اللبنانية :
- السلطة والتكييف
- اعدادية الكاظمية
- العنف المدرسي
- اشتدي ازمة
- طريق المصالحة الوعر
- سنة مفقودة
- وجها التغيير
- لويزا موركانتيني
- العقد الاجتماعي


المزيد.....




- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
- ألبانيزي: النازية كانت الشر الأعظم وإسرائيل تتعمد قتل الأطفا ...
- شكوك وقلق أميركي متصاعد إزاء -تصرفات- نتنياهو
- دلالات زيارة البرهان وإدريس للخرطوم وتدشين عودة الحكومة
- هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائ ...
- فيديو منسوب لـ-تحرك عشائر سعودية إلى السويداء- في سوريا.. هذ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - خواطر وحسرات