أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان شيرخان - اشتدي ازمة














المزيد.....

اشتدي ازمة


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتوالى الاخبار الاقتصادية السيئة من كل حدب وصوب، ومع كل هذا السوء يقول فريق من الاقتصاديين اننا ما نزال على شواطئ الازمة، ولم نصل بعد الى لجها العميق، مظاهر الازمة كثيرة، بنوك افلست، واخرى مدت الحكومات يدها مجبرة لانقاذها من الافلاس، شركات عملاقة تكافح للاستمرار، ركود اقتصادي عالمي، تراجع التجارة العالمية، تباطؤ النمو، انكماش، تسريح مئات آلاف العمال حول العالم، تراجع انفاق المستهلكين، مليارات الدولارات طارت وذهبت ادراج الرياح.
لا احد يعرف كم ستستمر هذه الازمة ؟ وما هو عمق تداعياتها ؟ تكهنات وتقديرات وتحليلات، امامي موضوع مترجم (طبعا) عن مجلة او صحيفة (لوبوان) الفرنسية يقول ان متوسط عمر الأزمات الاقتصادية يتراوح بين 16 و 33 شهراً، والرقم الاخير هو عمر الأزمة العالمية الكبرى التي انفجرت في العام 1929، ثمة اختلافات بشأن موعد بدء الازمة الحالية، قد يكون صيف العام 2007 وهو موسم الخسائر المصرفية الكبير نتيجة ازمة الرهن العقاري في اميركا موعدا صحيحا لبدئها، وقتها عجزت المصارف الصغيرة والمتوسطة عن تسليف بعضها البعض، وانهارت الثقة بالقروض، وهبطت اسعار العقار في اميركا، المرعب في الامر كانت المليارات المتبخرة هنا وهناك، وهو يدلل على عظم حجم الثروات والانتاج، ومداخيل البعض من الدول التي تبلغ آلاف المليارات.
لم يظهر من يتوقع الازمة بالشكل الذي حدثت، ظهرت مقالات ابدى كاتبوها انزعاجا من بدايات ازمة الرهن العقاري الاميركية، ولم يحدث ان ظهر من توقع ان تمتد تداعيات هذه الازمة لتصبح ازمة عالمية، وعلى هذا الاساس اتفق القائمون على منح جوائز بوليتزر الرصينة للصحافة لهذا العام على حجب اية جوائز تتعلق بالاخبار والصفحات الاقتصادية، وهو انتقاد شديد وصريح للصحافة الاقتصادية لفشلها في اطلاق انذارات وتحذيرات كافية قبل وقوع الازمة.
ولكن ذلك لا يمنع الاشارة الى ان شؤون الاقتصاد يأخذ حيزا وصفحات مهمة من مجمل كبريات الصحف العالمية، ففي الاسبوع الماضي مثلا كان موضوع ميزانية بريطانيا للعام 2009 العنوان الرئيس لغالبية الصحف البريطانية الرئيس كبيرها وصغيرها، وركزت هذه الصحف على ما تضمنته الميزانية، وقامت بتحليل تفصيلي لما تعنيه الارقام، وربطت بين تحذير صادر عن صندوق النقد الدولي لبريطانيا باستمرار الركود خلال العام المقبل، وان هذا التحذير يستند الى تراجع انفاق المستهلكين، وهو كما قالت صحيفة الجاريديان يتعارض مع توقعات وزير المالية البريطاني اليستر دارلينج بان يشهد 2010 عودة الانتعاش، واعتبرت الجاريديان توقعات الصندوق ( لطمة شديدة ) للحكومة.
عالمية الازمة الحالية تعني انها تصيب الجميع بلا استثناء، ولكن وقعها سيكون متفاوتا، ويعتمد ذلك على متانة وتنوع اقتصاد كل بلد، واذا كان المواطن الغربي المسرح عن العمل ينتظر اعانات الضمان الاجتماعي، وجل معاناته ستكمن في عدم قدرته على شراء سيارة جديدة هذا العام، فان نظيره في الخلق في دول العالم الثالث سيموت من الجوع، اذا لم يجد مكانا يشحذ فيه او يبيع اعواد البخورعند اشارات المرور الضوئية العاطلة عن العمل.
في منطقتنا تشير تقارير اقتصادية الى ان لبنان كان من بين اقل الدول تاثرا بالازمة، بسبب تنوع مصادر الدخل الوطني، ومن المؤلم القول ان العراق سيكون من بين اكثر الدول تضررا بهذه الازمة، لان دخله الوطني احادي المصدر تقريبا ويعتمد على النفط الذي هوت اسعاره الى دون 50 دولارا للبرميل. وورثت الحكومات التي توالت منذ العام 2003 مشاكل اقتصادية تعود لعقود طويلة، زاد سرطان الفساد المالي والاداري المستشري والمستفحل في الجسد الحكومي الامور تعقيدا وصعوبة، وبدون اية ازمات عالمية، كانت ثمة ازمة عميقة تتعلق بكيفية دفع الاقتصاد العراقي قليلا الى امام.
وليس امام اولي الامر عندنا الكثير من الوقت ليخفوا وقع هذه الازمة على البلاد، وربما تكون من حسنات التغيير ظهور فرصة ولو افتراضية للتعامل بصراحة وشفافية مع الشعب. اعلام الحكومة كان حذرا في التعامل مع الازمة، وارسل ما يفهم منه ان امورنا بخير بشكل عام، ثم ان امورنا بخير هذا العام 2009 على الاقل، وبصراحة وشجاعة يحسد عليهما قال وزير المالية ان امور العراق المالية مرتبطة باسعار النفط، ومن البحر الميت في الاردن تحدث الوزير الزبيدي عن نسبة البطالة في العراق، ووصفها بالنسبة المتقدمة، وقال انها تتجاوز 17 بالمئة ( تقارير غربية تقول انها تزيد على 40 بالمئة)، واشار الى وجود عجز في الموازنة العامة للعام الحالي2009 يقدر بنحو17 مليار دولار، وحذر قائلا انه إذا استمر انخفاض أسعار النفط والتصدير، فأن العجز سيزيد الى 25 مليار دولار، الامر الذي سيؤثر سلبا على الاقتصاد العراقي، مضيفا "سنواجه أزمة في بداية العام المقبل"، وعن كيفية مواجهة الازمة، قال الوزير الزبيدي : " يريد العراق رفع تصدير النفط إلى مليوني برميل بدلا 1.8 مليون برميل"، ولم يستبعد الوزير الزبيدي اللجوء الى اجرءات لزيادة العائدات، في حالة فشل زيادة صادرات النفط خلال الاشهر المقبلة، كتوسعة قاعدة فرض الضرائب والرسوم والتعرفات المفروضة على الواردات".
وفي ظل عدم اتضاح أفق نهاية الأزمة المالية، وزيادة اسعار النفط العالمية، فأن اجراء الحكومة القاسي بداية العام الحالي وقف التعيين في جميع دوائر الدولة، سيبدو غير كاف، وفي بلد يتسول المواطنون الوظيفة الحكومية تسولا، وفي ظل ضعف وهزالة وتراجع ومعاناة القطاع الخاص المريرة وانعدام مشاريع البناء، فان اي اجراء جديد سيكون فوق طاقة واحتمال البشر .. للازمة في النهاية وجه مشرق آخر، نتمنى ان تشتد اكثر واكثر، ليبحث اولي الامر مليا لايجاد بدائل ومصادر متنوعة للاقتصاد العراقي، ويتفكروا قليلا بشأن الزعيم الخالد الذكر عبدالكريم قاسم ونزاهته المطلقة، الزعيم الذي لم يقدم احدا ولا حتى نفسه على بقية الناس سواء في المناصب او الغنائم. انه بحق ابن بار للشعب العراقي، رحمه الله تعالى واذل واخزى كارهيه ومبغضيه...





#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق المصالحة الوعر
- سنة مفقودة
- وجها التغيير
- لويزا موركانتيني
- العقد الاجتماعي
- الاكثر تحملا
- دحر الفساد
- نعمة النفط المفقودة
- النفط والسياسة
- بيئة انتخابية
- وعود انتخابية
- الكوتا في خطر
- الثقافة السياسية
- اشكالية المفهوم
- سيداو ياسيداو
- هل نحن ازاء ازمة اقتصادية ?
- كفاءة الناخبين
- اعداء المجتمع المدني
- الحكم الرشيد
- رياح الاصلاح


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان شيرخان - اشتدي ازمة